|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
شرح قوله تعالى: "عليهم نار مؤصدة" (في ضوء كلام العرب)
شرح قوله تعالى: "عليهم نار مؤصدة" (في ضوء كلام العرب) د. أورنك زيب الأعظمي شرح قوله تعالى: ﴿ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ﴾ [البلد: 20] (في ضوء كلام العرب)[1] جاءت هذه الكلمة مرتين في القرآن الكريم، فقال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ﴾ [البلد: 19، 20] وقال: ﴿ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾ [الهمزة: 6 - 9]. فالإصَاد والوِصَاد: المُطْبَق ومنهما: أصَّدَ البابَ وأوْصَدَه وآصَدَه: أغلقه[2]. قال ساعدة بن جويّة: وقاموا قيامًا بالفِجاج وأوصَدوا وجاء إليهم مُقبلًا يَتَوَرَّدُ[3] وجاء في حديث أصحاب الغار: "... فوقع الجبل على باب الكهف فأوصده"[4].والمبنيُّ للمجهول منه يُؤصَد أو تُؤصَد كما قال الطرماح: فبذاك أطَّلِعُ الهمومَ إذا دجتْ ظُلَمٌ خوالفُها تُخَلُّ وتؤصد[5] واسم المفعول منه المُؤصَد أو المُؤصَدة كما قال ورقة بن نوفل: أمسى ابن جفنة في الحياة مهلكًا وصفي نفسي في ضريح مؤصد[6] وقال الأعشى الكبير: لَسْنَا كمن جَعلتْ إيادٌ دارَها تكريتَ تنظرُ حَبَّها أن يُحصَدَا قومًا يعالجُ قُمَّلًا أبناؤهم وسلاسلًا أُجُدًا وبابًا مؤصدا[7] وقال رجلٌ من خثعم: نهِل الزمان وعلّ غيرَ مُصَرَّد من آلِ عتَّاب وآل الأسود من كلِّ فيَّاض اليدين إذا غدتْ نكباءُ تُلوي بالكنيف المُؤصد[8] وقال الشاعر: تحِنُّ إلى أجبالِ مكةَ ناقتي ومن دونها أبوابُ صنعاءَ مؤصده[9] وأما حرف جرّ "على" على قوله تعالى: ﴿ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ﴾ فهو لتضمين الإغلاق أو ما شابهه من الأفعال كما قال جميل بثينة: الشرُّ منكشفٌ تلقاه منتشرًا والصالحاتُ عليها مغلقًا باب[10] وقال محمد بن عبدالملك الفقعسي: ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً بسَلْعٍ ولم تُغلَقْ عليَّ دُرُوْبُ[11] وقال عدي بن وَداع الأزدي: لما رأيتُ أخي الطاحيّ مرتهنًا في بيتِ سجنٍ عليه البابُ مأدول[12] وقال الفرزدق: ومسجونةٍ قالتْ وقد سدَّ زوجُها عليها خَصاصَ البيت من كلِّ منظر لعمري لقد أروى جَنابٌ لقاحَه وأنهلَ من لَزْنٍ من الماء مُنْكَر[13] وقال الأسود بن يعفر: ومن الحوادث لا أبا لك أنني ضُرِبتْ عليَّ الأرضُ بالأسداد[14] وقال يزيد بن مفرّغ الحميري: قضى لكِ خَمخامٌ بأرضكِ فالحقي بأهلكِ لا يؤخذْ عليكِ طريقُ[15] وجاء في حديث ابن عمر: "أنه صلَّى بهم المغربَ فقال: ولا الضالِّين، ثم أُرتِجَ عليه"[16]. وقالت الخنساء: ألا ليتَ أمي لم تلدني سويَّة وكنتُ ترابًا بين أيدي القوابل وخرَّتْ على الأرض السماءُ فطبّقتْ ومات جميعًا كلُّ حافٍ وناعل[17] فأدَل البابَ عليه وسَدَّه عليه وضَرَبَه عليه وأخَذَ الطريقَ عليه وأرْتَجَ عليه وأطْبَقَه عليه كلها تعني: أغلقه عليه. فـ﴿ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ﴾؛ أي: أُشعِلتِ النارُ فرُمي بهم فيها، وأطبِق عليهم كما قال عبيدالله بن قيس الرقيات: إنَّ في القصر لو دخلنا غزالًا مصفقًا مؤصدًا عليه الحِجاب[18] المصادر والمراجع: 1- القرآن الكريم.2- أساس البلاغة لأبي القاسم الزمخشري، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1998م. 3- الجامع لأحكام القرآن لأبي عبدالله محمد بن أحمد القرطبي، تحقيق: الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وآخرين، مؤسسة الرسالة، ط1، 2006م. 4- الحماسة الشجرية لابن الشجري، تحقيق: عبدالمعين الملوحي وأسماء الحميصي، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1970م. 5- خير المقال في صلات الأفعال للدكتور أورنك زيب الأعظمي، جمع وترتيب: د. محمد معتصم الأعظمي، مركزي پبليكيشنز، نيو دلهي، يناير، 2022م. 6- الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تحقيق: د. أحمد محمَّد الخرَّاط، دار القلم، دمشق، 1406هـ. 7- ديوان الأسود بن يعفر، صنعه: الدكتور نوري حمودي القيسي، المؤسسة العامة للصحافة والطباعة، مطبعة الجمهورية، 1970م. 8- ديوان الأعشى الكبير بشرح محمود إبراهيم محمد الرضواني، وزارة الثقافة والفنون والتراث، إدارة البحوث والدراسات الثقافية، الدوحة، قطر، 2010م. 9- ديوان الخنساء، اعتنى به وشرحه: حمدو طمّاس، دار المعرفة، بيروت، 2004م. 10- ديوان الشعراء المعمّرين، للدكتورة شمس الإسلام أحمد حالو، دار الكتب الوطنية، أبو ظبي، 2010م. 11- ديوان الطرماح، تحقيق: د. عزة حسن، دار الشرق العربي، بيروت، لبنان، ط2، 1994م. 12- ديوان الفرزدق، شرح الأستاذ علي فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1987م. 13- ديوان الهذليين، الجمهورية العربية المتحدة، الثقافة والإرشاد القومي، طبعة دار الكتب، بيروت، 1996م. 14- ديوان عبيدالله بن قيس الرقيات، تحقيق وشرح: د. محمد يوسف نجم، دار صادر، بيروت، د.ت. 15- ديوان يزيد بن مفرِّغ الحميري، جمع وتحقيق: د. عبدالقدوس أبو صالح، مؤسسة الرسالة، ط2، 1982م، سوريا. 16- شرح ديوان الحماسة، كتب حواشيه: غريد الشيخ، وضع فهارسه العامة: أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 2000م. 17- الصحاح للجوهري، تحقيق: أحمد عبدالغفور عطَّار، دار العلم للملايين، بيروت، ط3، 1984م. 18- لسان العرب لابن منظور الإفريقي، دار صادر، بيروت، د.ت. 19- مجلة المورد الفصلية الصادرة عن وزارة الثقافة والإعلام، دار الجاحظ للنشر، العراق. [1] مدير تحرير "مجلة الهند" وأستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي. [2] الصحاح ولسان العرب: أصد ووصد. [3] ديوان الهذليين، 1/ 239. [4] لسان العرب: وصد. [5] ديوانه، ص 119، ظُلَم جمعُ ظلمات فشبَّه الظلمات بالبيت المحكم البناء، وتخلُّ: تسدُّ بالخلال: خشبات صغار. [6] مجلة المورد، 17/ 2/ 176 [7] ديوانه، ص 485-486، أجُد: موثقة. [8] شرح ديوان الحماسة، 1/528، كنيف: حظيرة، وفيه تكرار "مِنْ" كما في قوله تعالى: ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 75]. [9] الجامع لأحكام القرآن، 22/ 307 والدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون، 11/11 [10] أساس البلاغة: نشر. [11] الحماسة الشجرية، 2/ 566. [12] ديوان الشعراء المعمّرين، ص 467. [13] ديوانه، ص 330. [14] ديوانه، ص 25. [15] ديوانه، ص 173. [16] لسان العرب: رتج. [17] ديوانها، ص 94. [18] تفسير القرطبي، 22/ 474، وفي الديوان (ص 84): مؤصدًا مصفقًا عليه الحِجاب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |