دروس تربوية من سورة الضحى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 225 - عددالزوار : 22948 )           »          شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 47 )           »          أصول في دراسة مسائل التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 108 )           »          إقامة الصلا ة للمنفرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          بيان سنن الفطرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          موضع سجود السهو من السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          قيادة المشكلات الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          لسنا وحدنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          طوق النجاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-05-2024, 11:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,812
الدولة : Egypt
افتراضي دروس تربوية من سورة الضحى

دروس تربوية من سورة الضحى

الشيخ صلاح نجيب الدق

الْـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ كُلَّ شيءٍ رَحَمَةً وَعِلْمـًا، وَأسْبَغَ على عباده نِعَمًا لا تُعَدُّ وَلا تُـحْصَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إلى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، أما بعد:
فهذه بعض المعاني الإيمانية والدروس التربوية لسورة الضحى المباركة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 1 - 11].

سورة الضحى مكية:
سُورَةُ الضُّحَى: سُورَةٌ مكية بإجماع علماء المفسرين، ونزلت بعد سورة الفَجْر، وعَدَدُ آياتها إحدى عشرة آيةً، وَعَدَدُ كلماتها أربعون كلمة، وعَدَدُ حروفها مائة وثلاثون حَــرفًا، وثواب تلاوتها ألف وثلاث مائة حسنة.

رَوَى الترمذيُّ عَنْ عبدالله بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْـحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَـرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَـرْفٌ، وَمِيمٌ حَـرْفٌ»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي ـ للألباني ـ حديث 2327).

سبب نزول سورة الضحى:
رَوَى الشيخانِ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "اشْتَكَى (مَرِضَ) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ- أَوْ ثَلاثًا-، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ - أَوْ ثَلاثَةٍ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾"؛ (البخاري ـ حديث:4950/ مسلم ـ حديث: 1797).

قَوْلُهُ: (فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ) هِيَ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبٍ، امْرَأَةُ أَبِي لَهَب؛ (فتح الباري ـ للعسقلاني ـ جـ 8ـ صـ581).

سبب انقطاع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
نزلت سُورَةُ الضُّحَى بعد انقطاع الْوَحْيِ مُدة مِنَ الوقت. قَالَ الْـمُفَسِّرُونَ: "سَأَلَتِ الْيَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ وَأَصْحَابِ الْكَهْفِ وَعَنِ الرُّوحِ؟ فَقَالَ: سَأُخْبِرُكُمْ غَدًا، وَلَمْ يَقِلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَاحْتَبَسَ عَنْهُ الْوَحْيُ"؛ (تفسير البغوي ـ جـ8 ـ صـ 450).

قَالَ اللهُ سُبْحَانَه وتَعَالَى: ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 23، 24].

قَوْلُهُ: ﴿ وَالضُّحَى ﴾؛ أي: ضَوْء النَّهَارِ كُله، أو أول النَّهَارِ.

قَوْلُهُ: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾: اللَّيْل إِذَا أَقْبَلَ وَغَطَّى كُلَّ شَيْءٍ بِظَلَامِهِ، وَاسْتَقَرَّ فَلَا يَزْدَادُ بَعْدَ ذَلِكَ؛ (تفسير البغوي ـ جــ8 ـ صـ 454).

درس تربوي: لا يجـوز للمسلم القسم بغير الله تعالى:
اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُقْسِمُ بما شاء مِن مـخلوقاته، ولا يجوز للمسلم أن يُقْسِمَ بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا بأحدٍ مِن أولياء الله الصالحين، ولا بالأمانة، ولا بحياة أحَدٍ مِن الـمخلوقين؛ كالوالدين، وغيرهما، ولا بالكعبة، ولا بالطلاق، ولا بالشرف؛ لأن القَسَمَ بغير الله مُـحَرَّمٌ؛ لأنه نوعٌ مِن الشرك.

(1) رَوَى الشيخانِ عَنْ عبدالله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، وَهُوَ يَسِيرُ فِي رَكْبٍ، يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: «أَلا إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ»؛ (البخاري، حديث: 6646/مسلم، حديث: 1646).

(2) رَوَى أبو داودَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ، وَلَا بِالْأَنْدَادِ، وَلَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ إِلَّا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ»؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني، حديث 2784).

رَوَى النَّسَائيُّ عَنْ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ، وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ، تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَيَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ؛ (حديث صحيح) (سنن النسائي بتحقيق الألباني ـ جـ7 ـ صـ6).

قَوْلُهُ: (إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ)؛ أَي: تَتَّخِذُونَ شُرَكَاءَ مَعَ اللهِ تعالى.

فائدة مهمة:
هناك فَـــرْقٌ بين قَوْلِ: (مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ) وقَوْل: (مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ)؛ لأنَّ حرف (الواو) يفيد الجَمْعَ دون الترتيب، وكلمة (ثُمَّ) تفيد الجمع والترتيب، فَمَعَ استخدام (الواوِ) يكونُ المسلم قد جَمَعَ بين اللّهِ وبينَه في الـمَشيئةِ، ومع (ثُمَّ) يكون المسلم قد قَدَّمَ مشيئَة اللّهِ تَعَالَى على مَشيئتهِ.

رَوَى أبو داود عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ»؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني ـ حديث: 4980).

قَوْلُهُ: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ ﴾؛ أَيْ: مَا تَرَكَكَ رَبُّكَ يَا مُحَمَّدُ مُنْذُ اخْتَارَكَ للرسالة.

قَوْلُهُ: ﴿ وَمَا قَلَى ﴾؛ أَيْ: وَلَا أَبْغَضَكَ رَبُّكَ مُنْذُ أَحَبَّكَ. وَالْقَالِي: هُوَ الشَّخْصُ الْـمُبْغِضُ لِغَيْرِه؛ تفسير الطبري ـ جـ24 ـ صـ 484) (تفسير البغوي ـ جـ4 ـ صـ498).

التَّوْدِيعُ: مُبَالَغَةٌ فِي الْوَدْعِ، وَهُوَ التَّرك؛ لِأَنَّ مَنْ وَدَّعَكَ مُفَارِقًا فَقَدْ بَالَغَ فِي تَرْكِكَ؛ (تفسير النسفي ـ جـ4 ـ صـ 278).

درس تربوي: الله تعالى يحفظ عباده الصالحين من كل شر:
اللهُ سبحانه وتعالى لا يترك عباده الصالحين، وهو معهم في كل مكان وزمان، يُوفقهم لعمل الصالحات، ويحفظهم مِن كل مكروه، ويستجيب دعاءهم، وينصرهم على أعدائهم.

قال اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173- 174].

وقال سُبْحَانَهُ: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 127، 128].

وقَالَ تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].

(1) نـجاة نوح صلى الله عليه وسلم مِن الغرق:
قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴾ [الصافات: 75 - 82].

(2) نـجاة موسى صلى الله عليه وسلم وقومه من فرعون:
قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات: 114 - 122].

(3) شفاء أيوب صلى الله عليه وسلم مِن الـمرض:
قال جَلَّ شأنه: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83، 84].

قَوْلُهُ: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾:
قَالَ الإمامُ ابن كثير (رَحِمَهُ اللهُ): أَيْ: وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ؛ وَلِهَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَأَعْظَمَهُمْ لَهَا إِطْرَاحًا، كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ مِنْ سِيرَتِهِ. وَلَمَّا خُيِّرَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي آخِرِ عُمْرِهِ بَيْنَ الْخُلْدِ فِي الدُّنْيَا إلى آخِرِهَا ثُمَّ الْجَنَّةِ، وَبَيْنَ الصَّيْرُورَةِ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، اخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ8 ـ صـ 425).

زهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا: يـجب على الـمسلم العاقل أن يعلم أن الحياة الدنيا ليست دار قرار؛ وإنما هي قنطرة إلى الدار الباقية يوم القيامة؛ ولذلك كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا.

رَوَى البخاريُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَدَمٍ (جِلْدٍ) وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ؛ (البخاري ـ حديث 6456).

رَوَى مسلمٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يَـخْطُبُ، قَالَ: ذَكَــرَ عُمَرُ مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنْ الدُّنْيَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَـجِدُ دَقَلًا (التمر الرديء) يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ؛ (مسلم ـ حديث 2978).

رَوَى البخاريُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دِينَارًا، وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا، وَلا أَمَةً، إِلَّا بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا، وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لِابْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً؛ (البخاري ـ حديث: 4461).

قَوْلُهُ: (لِابْنِ السَّبِيلِ): هُوَ الـمسافر الذي لم يبقَ لديه مِن النفقة ما يبلغه مقصده.

درس تربوي: الزهد في الدنيا طريق السعادة في الدنيا ويوم القيامة:
معنى الزهد: الــزُّهْـدُ: هُوَ التقليلُ مِنْ مَلَذَّاتِ الدنيا الـمباحة رغبة في ثواب الله تَعَالَى يوم القيامة.

رَوى ابنُ مَاجَه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُـحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُـحِبَّكَ النَّاسُ»؛

(حدِيث صحيح) (صحيح ابن ماجه ـ للألباني ـ حديث 3310).

ثـمرات الزهد في الدنيا:
نستطيعُ أن نُوجِزَ ثـمرات الــزُّهْدِ في الأمور التالية:
(1) الــزُّهْدُ فيه تمام التوكُّل على الله تَعَالَى.

(2) الــزُّهْدُ يغرسُ في قلب المسلم القناعة.

(3) الــزُّهْدُ يَصرِفُ المسلمَ عن التعلق بالـمَلَذَّات الفانية إلى العمل مِن أجْل النعيم المقيم في الجنَّة.

(4) الــزُّهْدُ فيه وقاية لنفس المسلم مِن الوقوع في الشهوات.

(5) الــزاهدُ المسلم يحبُّه اللهُ تَعَالَى ويقرِّبه إليه.

(6) الــزُّهْدُ راحة في الدُّنيا وسعادة في الآخِرة.

(7) الــزاهدُ المسلمُ يَكسبُ حُبَّ الناس له، حيث إنه لا يزاحمهم على دنياهم.

(8) الــزُّهْدُ فيه التأسي برَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصحابته الكرام.

(9) الــزُّهْدُ يَـحُثُّ النَّفسَ عَلَى حُبِّ الإنفاق في سبيل الله وعدم التعلق بالدنيا.

(10) الــزُّهْدُ يُـخرجُ المسلمَ مِن عُبودية الشيطان والدنيا والنفس؛ (موسوعة نضرة النعيم ـ جـ7 ـ صـ 3069).

فائدة تربوية مهمة:
الــزُّهْدُ في الدنيا لا يَمنع المسلمَ مِنَ الاجتهاد والسعي في طلب الرزق الحلال. الزهد لا يمنع المسلم مِن الاجتهاد في تحصيل العلوم الدنيوية؛ كالطب والصيدلة والهندسة وسائر العلوم الأخرى التي تساعد المسلم على تعمير الدنيا، وتجعله يعتمد على نفسه في جميع مجالات الحياة، وتجعله كذلك يمتلك الأسلحة العسكرية الحديثة التي تساعده في حماية بلاده والتصدي لأعدائه.

قَوْلُهُ: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾: قَالَ عبدالله بْن عَبَّاسٍ: الشَّفَاعَةُ فِي أُمَّتِهِ حَتَّى يَرْضَى؛ (تفسير البغوي ـ جـ8 ـ صـ 455).

قَالَ أبو السعود العمـادي (رَحِمَهُ اللهُ): قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾: عِدَةٌ كريمةٌ شاملةٌ لمَا أعطاهُ الله تعالَى في الدُّنيا مِن كمالِ النفسِ وعلومِ الأولينَ والآخرينَ وظهورِ الأمْرِ وإعلاءِ الدينِ بالفتوحِ الواقعةِ في عصرِه عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ وفي أيامِ خلفائِه الراشدينَ وغيرِهم مِن الملوكِ الإسلاميةِ وانتشار الدعوةِ والإسلامِ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها، ولما ادخرَ لهُ مِن الكراماتِ التي لا يعلمُها إلا الله تعالَى؛ (تفسير أبي السعود ـ جـ9 ـ صـ170).

رَوَى البخاريُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الـجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ، الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ"؛ (البخاري ـ حديث 6581).

رَوَى البخاريُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]، قَالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَاطِئَاهُ (جانباه) عَلَيْهِ دُرٌّ مُـجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ؛ (البخاري ـ حديث 4965).

درس تربوي: علوُّ منزلة نبينا صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى:
سوف نذكر بعض الأمور التي تدل على عُلوِّ منزلة نبينا محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند الله تعالى:
(1) اللَّه تعالى اختصَّ نبينا صلى الله عليه وسلم بأمور دون غيره من الأنبياء:
رَوَى الشيخانِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً»؛ (البخاري حديث:335/ مسلم حديث: 521).

(2) الله تعالى اختار نبينا صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الرسل لأهل الأرض:
قَالَ اللهُ تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40].

رَوَى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدْ انْقَطَعَتْ فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ. قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: لَكِنِ المُبَشِّرَاتُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: رُؤْيَا المُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ؛ (حدِيث صحيح) (صحيح الترمذي ـ للألباني ـ حديث 1853).

(3) الله تعالى أنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل كتبه السماوية، قال سبحانه: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 48].

قَال الإمامُ عبدالله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾؛ أَيْ: حَاكِمًا عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنَ الْكُتُبِ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ3 ـ صـ 128).

(4) الله تعالى تكَفَّل بحفظ القرآن الذي أنزله على نبينا صلى الله عليه وسلم:
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

قال الإمام البغوي (رَحِمَهُ اللهُ): ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ﴾ يَعْنِي: الْقُرْآنَ ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾؛ أَيْ: نَحْفَظُ الْقُرْآنَ مِنَ الشَّيَاطِينِ أَنْ يَزِيدُوا فِيهِ، أَوْ يَنْقُصُوا مِنْهُ، أَوْ يُبَدِّلُوا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ [فصلت: 42]، وَالْبَاطِلُ: هُوَ إِبْلِيسُ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ وَلَا أَنْ يَنْقُصَ مِنْهُ مَا هُوَ مِنْهُ؛ (تفسير البغوي ـ جـ4 ـ صـ 369:370).

قَوْلُهُ: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ﴾:

قَالَ الإمامُ ابن كثير (رَحِمَهُ اللهُ): قَالَ تَعَالَى يُعَدِّدُ نِعَمَهُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ﴾، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَاهُ تُوفِّي وَهُوَ حَملٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَقِيلَ: بَعْدَ أَنْ وُلِدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ سِتُّ سِنِينَ. ثُمَّ كَانَ فِي كَفَالَةِ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إلى أَنْ تُوُفِّيَ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ ثَمَانِي سِنِينَ، فَكَفَلَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَحُوطُهُ وَيَنْصُرُهُ، وَيَرْفَعُ مِنْ قَدْرِهِ وَيُوَقِّرُهُ، وَيَكُفُّ عَنْهُ أَذَى قَوْمِهِ، بَعْدَ أَنِ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ، هَذَا وَأَبُو طَالِبٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِقَدَرِ اللَّهِ وحُسْن تَدْبِيرِهِ، إلى أَنْ تُوفي أَبُو طَالِبٍ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِقَلِيلٍ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ سُفَهَاءُ قُرَيْشٍ وجُهَّالهم، فَاخْتَارَ اللَّهُ لَهُ الْهِجْرَةَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ إلى بَلَدِ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، كَمَا أَجْرَى اللَّهُ سُنَّته عَلَى الْوَجْهِ الْأَتَمِّ وَالْأَكْمَلِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِمْ آوَوه ونَصَرُوه وَحَاطُوهُ وَقَاتَلُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، وَكُلُّ هَذَا مِنْ حِفْظِ اللَّهِ لَهُ وَكِلَاءَتِهِ وَعِنَايَتِهِ بِهِ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ4 ـ صـ457).

درس تربوي: اللهُ تعالى يوصينا بحسن معاملة الأيتام:
قال الله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 220].

قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34].

رَوَى البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا؛ (البخاري، حديث 5304).

قَوْلُهُ: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾؛ أي: لَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَالشَّرَائِعَ، فَهَدَاكَ اللَّهُ إلى الْقُرْآنِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ؛ (تفسير القرطبي ـ جـ20 ـ صـ96).

وَقِيلَ: وَجَدَكَ في قَوْمٍ ضُلَّالٍ؛ أَيْ: فَهَدَاكَ لِلتَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّةِ؛ (تفسير البغوي ـ جـ8 ـ صـ456).

قَالَ عبدالله بْنُ عَبَّاسٍ: ضَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ صَغِيرٌ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، فَرَآهُ أَبُو جَهْلٍ مُنْصَرِفًا عَنْ أَغْنَامِهِ، فَرَدَّهُ إلى جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، حِينَ رَدَّهُ إلى جَدِّهِ عَلَى يَدَي عَدُوِّهِ؛ (تفسير البغوي ـ جـ8 ـ صـ97).

فائدة مهمة:
قَاَلَ الإمامُ أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (رَحِمَهُ اللهُ): قَوْلُهُ: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا ﴾: لَا يُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى الضَّلَالِ الَّذِي يُقَابِلُهُ الْـهُدَى؛ لِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ مِنْ ذَلِكَ؛ (البحر المحيط في التفسير ـ أبو حيان الأندلسي ـ جـ10 ـ صـ 497).

قَوْلُهُ: ﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾:

قَالَ الإمامُ ابن كثير (رَحِمَهُ اللهُ): أَيْ: كُنْتَ فَقِيرًا ذَا عِيَالٍ، فَأَغْنَاكَ اللَّهُ عَمَّنْ سِوَاهُ، فَجَمَعَ لَهُ بَيْنَ مَقَامَيِ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ وَالْغَنِيِّ الشَّاكِرِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ8 ـ صـ427).

قَالَ الإمام محمد الأمين الشنقيطي (رَحِمَهُ اللهُ): الْوَاقِعُ أَنَّ غِنَاهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ غِنَى النَّفْسِ وَالِاسْتِغْنَاءُ عَنِ النَّاسِ؛ (أضواء البيان ـ للشنقيطي ـ جـ8 ـ صـ 562).

رَوَى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ؛ (البخاري ـ حديث: 6446 / مسلم ـ حديث: 1051).

رَوَى مسلمٌ عَنْ عبدالله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ؛ (مسلم ـ حديث: 1054).

قَوْلُهُ: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾:

قَالَ الإمامُ ابن كثير (رَحِمَهُ اللهُ): أَيْ: كَمَا كُنْتَ يَتِيمًا فَآوَاكَ اللَّهُ، فَلَا تَقْهَرِ الْيَتِيمَ؛ أَيْ: لَا تُذِلَّهُ وَتَنْهَرْهُ وَتُهِنْهُ، وَلَكِنْ أحسِنْ إِلَيْهِ، وَتَلَطَّفْ بِهِ.

قَالَ قَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ (رَحِمَهُ اللهُ): كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ8 ـ صـ427).

قَوْلُهُ: ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾:
قَالَ الإمامُ ابن جرير الطبري (رَحِمَهُ اللهُ): وَأَمَّا مَنْ سَأَلَكَ مِنْ ذِي حَاجَةٍ فَلَا تَنْهَرْهُ، وَلَكِنْ أَطْعِمْهُ وَاقْضِ لَهُ حَاجَتَهُ؛ (تفسير الطبري ـ جـ24 ـ صـ490).

قَالَ الإمامُ ابن كثير (رَحِمَهُ اللهُ): ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ﴾؛ أَيْ: وَكَمَا كُنْتَ ضَالًّا فَهَدَاكَ اللَّهُ، فَلَا تَنْهَرِ السَّائِلَ فِي الْعِلْمِ الْـمُسْتَرْشِدَ.

قَالَ الإمامُ الْحَسَنُ البصري (رَحِمَهُ اللهُ): فِي قَوْلِهِ: ﴿ أَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾: طَالِبُ الْعِلْمِ؛ (تفسير البغوي ـ جـ8 ـ صـ458).

قَالَ الإمام: عبدالرحمن السعدي (رَحِمَهُ اللهُ): قَوْلُهُ: ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾: هذا يدخل فيه السائل للمال، والسائل للعِلْم؛ ولهذا كان المعلم مأمورًا بحُسْن الـخُلُق مع الـمتعلم، ومباشرته بالإكرام والتحنُّن عليه، فإن في ذلك معونة له على مَقْصِدِه، وإكرامًا لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد؛ (تفسير السعدي ـ صـ928).

دروس تربوية:
(1) الإسلام يأمرنا بالإحسان إلى الفقراء:
قال الله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215].

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60].
رَوَى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالـمِسْكِينِ، كَالْـمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ»؛ (البخاري ـ حديث: 5353).

(2) الإسلام يدعو العلماء لتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم:
قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

وقال تعالى مخاطبًا نبينا صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44].

قال سبحانه: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122].

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي (رَحِمَهُ اللهُ): أي ليتعلموا العِلْمَ الشرعي ويَعْلَمُوا معانيه، ويفقهوا أسراره، ولِيُعَلِّمُوا غيرهم ولِيُنذروا قومهم إذا رجعوا إليهم. وفي هذا فضيلة العِلْم، خصوصًا الفقه في الدين، وأنه مِن أهم الأمور، وأن مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا فعليه نشره في العباد، ونصيحتهم فيه؛ (تفسير السعدي ـ صـ312).

رَوَى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»؛ (مسلم ـ حديث 1631).

قَوْلُهُ: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾:
قَالَ أبو إسْحَاق الزَّجَّاج (رَحِمَهُ اللهُ): أَيْ بَلِّغْ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ، وَحَدِّثْ بِالنُّبُوَّةِ الَّتِي آتَاكَ اللَّهُ، وَهِيَ أجَلُّ النِّعَمِ؛ (معاني القرآن ـ للزجاج ـ جـ5 ـ صـ340).

قَالَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا): هُوَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَعْمَلُهُ الرَّجُلُ فَيُحَدِّثُ بِهِ إِخْوَانَهُ مِنْ أَهْلِ ثِقَاتِهِ لِيَسْتَنَّ بِهِ وَيَعْمَلَ مِثْلَهُ؛ (تفسير ـ مجاهد ـ صـ 735).

قَالَ الإمامُ القرطبي (رَحِمَهُ اللهُ): قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾؛ أَيِ: انْشُرْ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِالشُّكْرِ وَالثَّنَاءِ، وَالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ، وَالِاعْتِرَافُ بِهَا شُكْرٌ؛ (تفسير القرطبي ـ جـ20 ـ صـ 102).

درس تربوي: الاعتراف بالفضل لأهل الخير مِن آداب الإسلام الكريمة:
إن الاعتراف بالفضل للناس على ما قدموه لنا مِن الخير أحَدُ الآداب الإسلامية المباركة التي تنشر المحبة والـمَوَدَّة بين المسلمين في المجتمع، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].

قَوْلُهُ: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ مَعْنَاهُ: الشُّكْرُ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى نِعْمَةِ الْإِيمَانِ، وَغَيْرِهَا مِنَ النِّعَمِ الْكَثِيرَةِ، الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَالشُّكْرُ لِلْوَالِدَيْنِ عَلَى نِعْمَةِ التَّرْبِيَةِ؛ (تفسير القرطبي ـ جـ14ـ صـ 65).

رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي، للألباني، حديث: 1656).

خِتَامًا:
أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الْـحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلا أَنْ يَـجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَيَـجْعَلَهُ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كما أسألهُ سُبْحَانَهُ أن ينفعَ به طلابَ العِلْمِ الكِرَامِ، وأرجو من كُل قارئ كريم أن يَدعُوَ اللهَ سُبْحَانَهُ لي بالإخلاصِ، والتوفيقِ، والثباتِ على الحق، وحُسْنِ الـخاتمة، فإن دعوةَ المسلمِ الكريم لأخيه المسلمِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتجَابةٌ، وأختِمُ بقولِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

وَآخِــرُ دَعْوَانَا أَنِ الْـحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نبينا مُـحَمَّدٍ، وَعَلَى آلـهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَـهُمْ بِإِحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّينِ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]