|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#81
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1234 الفرقان الصلاةُ سبيل سعادتك اعلموا يا شباب، أن الصلاة هي سبيل سعادتكم وفلاحكم في الدنيا والآخرة، وهي مِن أعظم الوسائل للحصول على الرزق وقضاء الحوائج، قال -تعالى-: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (طه:132)، قال ابن كثير -رحمه الله-: قولُه: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ}؛ يعني: إذا أقمتَ الصلاة، أتاك الرزقُ مِن حيث لا تحتسب. نصائح لأبنائنا الطلاب مع عودة المدارس
من آداب طلب العلم
الوقت هو الحياة المسلم إذا أدرك قيمة وقته وأهميته، كان أكثر حرصًا على حفظه واغتنامه فيما يُقَرِّبه مِن ربِّه -سبحانه وتعالى- والاستفادة منه بما يعود عليه بالنفع، فيُسَارِع إلى استغلال الفراغ قبلَ الشغل، والصحَّة قبل السقم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَتانِ مغبونٌ فيهمَا كثيرٌ منَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ». طرائق إدارة الوقت وتنظيمه فيما يأتي أبرز الطرائق التي يمكن اتباعها لتنظيم الوقت من أجل الدراسة: (1) إعداد الجداول الدراسية تُساعد الجداول الدراسيّة على تنظيم وقت الدراسة، وإنجاز جميع المتطلبات الدراسيّة؛ لذا يُنصح بجدولة المهمات المطلوب إنجازها في جداول أسبوعية لكل يوم من أيام الأسبوع، ثمّ عمل جداول يومية توزع فيها المهام على ساعات اليوم المتاحة. (2) تحديد وقت لإنجاز المهام يُفضّل عندَ تحديد المهام الدراسيّة اليوميّة وضع فترة زمنيّة محدّدة لكلّ مهمّة؛ إذ إن تقييد الوقت اللازم لإنجاز مهمّة ما من أفضل تقنيات إدارة الوقت؛ إذ يزيد ذلك من تركيز الطالب في أثناء إنجاز المهمة، فيكون أكثر التزامًا وإنتاجيّة. (3) تحديد أهداف واقعيّة على الطالب ألا يبالغ فيما يُمكن إنجازه؛ فينبغي وضع أهداف واقعيّة صغيرة يسهل تحقيقها؛ فالمضي ببطء أفضل من عدم التقدّم مطلقًا. (4) تقسيم المهام الكبيرة يُنصح بتقسيم المهمّات الكبيرة إلى مهام أصغر منها قابلة للتنفيذ خلال وقتٍ قصيرٍ؛ إذ يُساعد ذلك على تسهيل إنجاز الطالب للمهمّةِ، كما تُساعد على التخلّصِ من التأجيل بسبب الشعور بصعوبة المهمّة وحاجتها لوقتٍ طويل. (5) التركيز على مهمّة واحدة يفضل في أثناء الدراسة التركيز على مهمّة واحدة في الوقت الواحد؛ فالقيام بأكثر من مهمّة معًا أو الذهاب والإياب بين المهام المطلوبة، يؤدّي إلى ضياع كثير من الوقت، وتقليل التركيز، ومضاعفة المجهود اللازم لإنجاز المهمّة. الرجوع إلى الإيمان والعقيدة قال الشيخ ابن العثيمين -رحمه الله-: كلما قوي إيمان العبد كان أقرب إلى إصابة الحق، لقوله -تعالى-: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ}؛ لأن الله علق الهداية على وصف الإيمان، وما علق على وصف فإنه يقوى بقوته، ويضعف بضعفه. {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: أي ليخصوه -سبحانه- بالعبادة، ويفردوه -جل وعلا- بها، ولم يخلقوا عبثا ولا سدى، ولا ليأكلوا ويشربوا، ولا ليعمروا القصور ونحوها، ولا لشق الأنهار، وغرس الأشجار، ولا لغير هذا من مهمات الدنيا، ولكنهم خلقوا ليعبدوا ربهم، وليعظموه، وليتمسكوا بأوامره، وينهوا عن نواهيه، ويقفوا عند حدوده، وليوجهوا العباد إليه، ويرشدوهم إلى حقه، وخلق لهم ما خلق من النعم ليستعينوا بها على طاعته. من طلب العلم ليحيي به الإسلام
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 09-10-2024 الساعة 07:57 PM. |
#82
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1235 الفرقان «كن عالي الهمة» علو الهمة أدب نفسي نفيس، من امتلكه فقد امتلك مفاتيح النجاح كلها؛ إذ هو خلق مركب من كل المعاني التي تفضي بالإنسان إلى الرقي والسمو والرفعة والمكانة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يحبُّ مَعالِيَ الأُمُورِ وأَشْرَافَها، و يَكْرَهُ سَفْسافَها». حاجة الطالب إلى علو الهمة الطالب في دراسته أشد حاجة إلى همة تقوي عزيمته، وتشحن طاقته، وتجمع شتات فكره؛ إذ بالهمة العالية يمكنه استسهال الصعب، والتجلد والصبر لأجل خوض الصعاب وتخطيها في كل مراحل الدراسة. وحينما يضع الطالب نصب عينيه هدفًا عاليًا ساميًا محددًا، ويضع بين عينيه تصورًا دقيقًا لكل المراحل التي عليه تجاوزها؛ لتحقيق ذلك الهدف، وأيضًا ما يحتاجه من جهد وصبر ومكابدة في طول الطريق، حينئذ يوصف هذا الطالب بأنه عالي الهمة، فتذكر يا بني أن علو همتك وبعد نظرك في الدراسة مفخرة للدين والأمة كلها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ وفي كلٍ خيرٌ»، وفي تاريخنا الإسلامي عظماء كثر، ضربوا أروع الأمثلة في علو الهمة في طلب العلم وتعليمه، قال الشافعي -رحمه الله-: «حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين، ولم يكن عند أمي ما تعطيني لأشتري به قراطيس فكنت إذا رأيت عظمًا يلوح آخذه فأكتب فيه»، إن صاحب الهمة العالية يا بني لا تتوقف آماله ولا تنتهي طموحاته؛ فهو كالطائر الذي اعتاد أن يُحلق في فضاء رحب فسيح فهو لا يرضى بالدون مها كانت العقبات ومهما تكاثرت الملمات ومهما غلت التضحيات. السبيل إلى علو الهمة في الدراسة إن من أهم التحديات التي تواجهنا في حياتنا العملية هي: القدرة على تحويل «القيم» إلى «إجراءات» عملية، فـ«علو الهمة» تبقى قيمة نظرية ما لم نحوّلها إلى إجراءات عملية ومن تلك الإجراءات ما يلي:
إنّ لي نفسا تواقة قال عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -: « إنّ لي نفسا تواقة، وما حققت شيئًا إلا تاقت لما هو أعلى منه؛ تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن تاقت نفسي إلى الجنة، فأرجو أن أكون من أهلها». أهمية الاجتهاد في الدراسة قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: المسلمون بحاجةٍ إلى العلوم الدنيوية حتى يستعينوا بها على طاعة الله، وعلى الاستغناء عمَّا في أيدي الناس، قال -تعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال:60)، ومع كون المسلمين يتعلَّمون العلوم الدنيوية وغير ذلك مما يُعينهم، فالاشتغال بالعلوم الدينية مهم جدا بل أهم، فلنأخذ منها بنصيبٍ، ولنجتهد في تعلم دين الله -عزوجل-، والتَّفقه فيه، وإذا جمع بين الأمرين فهو خيرٌ إلى خيرٍ، يقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَن يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين»، فإذا تفقَّه في دينه واستفاد مع ذلك في دنياه طبًّا أو صنعةً أخرى تنفعه أو أشياء مما ينفع العبدَ في هذه الدنيا؛ فذلك خيرٌ إلى خيرٍ. نماذج من عُلوّ الهمة ذكر لنا التاريخ الإسلامي نماذج من علو الهمة صعب أن يجود الزمان بمثلها:
كن صاحب طموح عال وهمة كبيرة قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: «إنَّ الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمرٌ تركوه ما قام دينٌ ولا دنيا»؛ ولذا ينبغي للمرء أن تكون طموحاته عالية وهمته كبيرة، مجافيًا للتواني والكسل، قوي الثقة بالله في أن يبلغه ما يرجو وخيرًا مما يرجو. صفات عالي الهمة
معاملة الناس باللطف قال ابن القيم -رحمه الله-: «فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، فإن معاملة الناس بذلك: إما أجنبي فتكسب مودته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومحبته، وإما عدو ومبغض، فتطفئ بلطفك جمرته، وتستكفي شره، ويكون احتمالك لمضض لطفك به دون احتمالك لضرر ما ينالك من الغلظة عليه والعنف به».
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 19-10-2024 الساعة 10:06 AM. |
#83
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1236 الفرقان الشاب صاحب الخلق الحسن الشاب المسلم صاحب الخلق الحسن لا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ؛ لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، ولا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منَّا مَن لم يوَقِّرْ كبيرَنا، ويرحَمْ صغيرَنا». من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم التي يجب أن يتخلق بها الشباب قال الله -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (الأحزاب: 21)، الشابُّ المسلم هو شابٌّ يتخلَّق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقد كان خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وكان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في التفضيل بين الصحابة: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ - أي: أفضلكم - أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»، فالشابُّ المتدَّيِّن يجب أن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لكي يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا»، فالشابُّ رحيمٌ بكلامه، مُهذَّبٌ بأقواله، حليمٌ بأفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر؛ لقول الله -عزوجل- لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران: 159)، و»لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا»، ولا يغضب؛ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْصِنِي، قَالَ: «لَا تَغْضَب - فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ-: لَا تَغْضَبْ»، وإذا غضب لا يغضب إلَّا لدين الله -تعالى-، ويتواضَع لأنه يعلم أن التواضُع من شِيَم الكِبار، وما تواضَعَ عبدٌ إلَّا رَفَعَه الله؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ»، وإذا تكلَّم لا يتكلم إلا بالحقِّ والصِّدْق؛ لقول الله -عز وجل-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}. من أهم أسباب النجاح إن أهمَّ الأسباب التي تُساعِدُ الطالبَ على النجاح والتفوق تعتمدُ -بعد توفيق الله تعالى له- عليه هو شخصيًّا، متمثِّلة في أمور عدَّة ، لعل أهمَّها تركيزُه الكامل مع المعلم أو المدرس الذي يتولَّى عملية الشرح، حتى يتمكَّن من توصيل المعلومة إليه بطريقة سليمة، وأن يكون مستمعًا جيدًا لكل ما يقوله معلِّمه، وإذا لم يفهم مسألةً شُرحت، لا يجعلها تفوت عليه دون أن يفهمها، وأن يطلب من مدرِّسه إعادتها مرة أخرى، هذا إلى جانب أن يكون الطالب متمتعًا بالنشاط بعيدًا عن الكسل، وأن يتفاعل باستمرار مع ما يشرحه المدرس ، فضلاً عن الحضور باستمرار، والحرص على استقبال كل ما يُشرح، وأن يكون مهيَّأً لذلك من خلال عدم انفصاله عن الأجهزة والأدوات التي يحتاج إليها في أثناء العملية التعليمية، التي تسهل عليه عملية الفهم. المؤمن ليس بالسباب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء»؛ لذلك فالشاب المؤمن لابد أن يكون بعيدا كل البعد عن السب والشتم، ولا يستخدم الألفاظ البذيئة في جدٍّ ولا هزل، ولا في رضًا أو غضب، ليس (بالطعان)؛ أي: ليس عيابًا للناس، (ولا اللعان)؛ أي: أنه لا يلعن أحدًا، ولا يدعو عليه باللعنة؛ إذ اللعنة معناها الطرد من رحمة الله -تعالى-، (ولا الفاحش)؛ أي: لا يفعل الفحش ولا يقوله، والمراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره، (ولا البذيء)؛ وهو الذي لا حياء له. أدب التعامل مع وسائل التواصل السعادة قرينة الهداية قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: الهداية والسَّعادة أمران متلازمان وقرينان لا ينفكَّان، والشَّقاء قرين الضَّلال الذي لا ينفكُّ عنه، فمتى وُجدت الهداية وُجدت السَّعادة، ومتى وُجِدَ الضَّلال وُجِدَ الشَّقاء، ومن كان في بُعدٍ عن الله وطاعته ثم استقام يجد في قلبه لذَّةً كانت مفتقدة، وحلاوةً كانت معدومة وطعمًا كان لا يشعر به، وصدق الله: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}. لماذا يتجرأ هؤلاء على الله؟ قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: الإنسان إذا جهل عظمة الله -جل وعلا- فإنه يتجرأ عليه -سبحانه-؛ فالمشرك حينما دعا غير الله وعبد غير الله هذا لم يقدر الله حق قدره {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (الزمر: من الآية 67)؛ ولذلك عبد غيره معه -سبحانه-، وكذلك كالذي يجحد أسماء الله وصفاته وينكرها، هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وتجرؤوا على الله وتنقصوه -سبحانه وتعالى-، وقد حذر الله -جل وعلا- من الإلحاد في أسمائه {وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأعراف: 180). من أهم عوامل النجاح من أهم عوامل النجاح وضوح الهدف؛ لأن النجاح يعني تحقيق ما عزم الإنسان عليه، فلابد أن يكون ذلك واضحًا في ذهنه، لذلك لابد للشباب أن يضعوا حدا لهذه العشوائية وهذا الإهمال العجيب الذي يعيشه بعضهم. من أخطاء الشباب التساهل في مصاحبة أصدقاء السوء بعض الشباب قد يصاحب أصدقاء لا دين لهم ولا أخلاق، فيترتَّب على ذلك كثير مِن المفاسد؛ فالصديق السُّوء له أثرٌ سيِّئ على صاحبه؛ حيث يجعله يكذب ويسرق، ويشرب الدُّخَان والمُخدِّرات والخمور، ويهرُب من المدرسة، ولا يذهب إلى الجامعة، فيضيع مستقبله، إن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتَهم هي خيرُ وسيلةٍ للاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم؛ فللأصدقاء تأثيرٌ كبير على أقرانهم؛ فالصديق الصالح له أثر طيب على صاحبه.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 19-10-2024 الساعة 10:07 AM. |
#84
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1237 الفرقان أثر العبادة في إصلاح الفرد والمجتمع إنَّ أداءَ الشباب للعبادات التي شَرَعها اللهُ على وجهها، وطاعة الله فيما أَمر به، له آثارٌ حسنةٌ وطيِّبةٌ على سلوك الفرد والمجتمع، فالصَّلاة مثلًا - وهي عِمادُ الدِّين - تنهى عنِ الفحشاءِ والمنكر، وتُزكِّي النفس، وتُقوِّمُ السلوك، فعن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه -: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَرَأَيْتُمْ لو أَنَّ نَهْرًا بِبابِ أَحَدِكم، يَغْتَسلُ منه كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟»، قَالُوا: لا يَبْقى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قال: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطايا». ثمرات العبادة اعلموا يا شباب أنَّ العبادة الحقة لابد أن يكون لها أثر في نفس صاحبها وأخلاقه وسلوكه، فالصــلاة التي هــم أهــم أركــان الإســلام بعد التوحيد التي لها منزلتها الخاصة في الإسلام. بيّن الله -عزوجل- شيئا من الحكم التي من أجلها شرعت، فكان من هذه الحكم: أنها تنهى أهلها عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله -عزوجل-: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45)، ولما أُخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن امرأة تقوم الليل ولكنها إذا أصبحت آذت جيرانها قال: «هي في النار». فكأن حقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة، فمن لم ينتفع بصلاته في هذا الجانب، لم يستفد أعظم ثمرات الصلاة، أما الصيام فإنه كذلك تهذيب للنفوس وحرمان لها من شهواتها المحظورة ونزواتها، قبل أن يكون حرمانا لهذه النفوس من الأطعمة والأشربة والشهوات المباحة، ولأجل هذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». سلامة العقيدة وحسن الخلق لا شك أنَّ هناك ارتباطا وثيقا بين الأخلاق والإيمان؛ فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق من صدق، وكرم، وحلم، وشجاعة، ونحو ذلك، وهذه العقيدة الصحيحة تمنعه من كثير من مساوئ الأخلاق من الطغيان والكذب والكبر والجهل والظلم، وغيرها. أهمية جدول المذاكرة يؤكد علماء التربية أن استغلال الوقت بكفاءة من العوامل المهمة للتحصيل، والجدول المكتوب يساعد على تنظيم العمل وترتيب المذاكرة، فتخصيص وقت ومكان محددين من شأنهما أن يخلصا الطالب من سلوك التأجيل والتسويف، والجدول يساعد على تكوين استعداد نفسي وعقلي للمذاكرة، ويتعين على كل طالب أن يعلم كيف يوازن بين الاستذكار والترويح عن النفس، مع مراعاة ألا يمتد هذا الجدول إلى وقت متأخر من الليل، ولا ينبغي أن يترتب على هذا الجدول تمسك حرفي بنمط يومي أو أسبوعي، لكن أن يمثل الجدول خطة منظمة لألوان مختلفة من النشاط، تدفعك لأن تبدأ مذاكرتك في وقت محدد لزمن معلوم بعده تنتقل لنشاط آخر، مع أهمية مراعاة أوقات الصلاة وضرورة الحفاظ عليها وجعلها أساس في كتابة هذا الجدول. الهدية النافعة عادة كثير من الناس، إن قيل له: «ألا أهدي لك هدية؟» ينظر إلى يد المتحدث هل يحمل شيئًا؟ أو ينتظر أن يدخل يده في جيبه، ويُغفل عن نوع من التهادي يعد أشرف أنواع التهادي وأحسنه وأجمله، ألا وهو تهادي مسائل العلم، ولا يعرف قدر هذه الهدية إلا من عرف قدر العلم. قال ابن القيم: «وإنما الهدية النافعة كلمة يهديها الرجل الى أخيه المسلم». تتلخص ثمرات العبادة في ثلاثة جوانب - الجانب الأوّل: ثمرات للعبادة تتعلّق بصلة العبد بالله -تعالى-، كحبّ الله -تعالى- وخشيته، وخوفه ورجائه، والتوكّل عليه، والإنابة إليه، وذكره -تعالى- وشكره، والإخلاص لوجهه الكريم، وكمال توحيده وتعْظيمه.. - الجانب الثاني: ثمرات للعبادة تتعلّق بشخصيّة الإنسان، وتكوينه وبنائه، كقوّة الإرادة، وسموّ الهِمّةِ، وتزكية النفس، والتحلي بالصدق والأمانة، والتمسّك بمكارم الأخلاق، والبعد عن مساوئها. - الجانب الثالث: ثمرات للعبادة تتعلّق بصلة الإنسان بالآخرين، وعلاقتهم به، كحفظ الذمم، وأداء الحقوق، وكفّ الأذى، والتسامح، وحسن التعامل مع الناس، وحسن الظنّ وسلامة الصدر. من طلب العلم ليحيي به الإسلام قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: صلاح النية في طلب العلم، أن ينويَ به طالبُه رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، فإن علت همته فطلبه ليحيي به الإسلام كان بأرفع المنازل، قال ابن القيم في (مفتاح دار السعادة): «فمن طلب العلم ليحيي به الاسلام فهو من الصديقين ودرجته بعد درجة النبوة». من الأخطاء التي يتساهل فيها الشباب الكذب في المزاح واستخدام ألفاظ غير لائقة بعض الشباب إذا أراد أن يمزَحَ مع صاحبه، فإنه يستخدم ألفاظًا غير لائقة، تخدش الحياءَ! روى الترمذي عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء»، وبعضُ الشباب اعتاد الكذب في مُزاحه لكي يُرضِي الناس، وهذه صفةٌ سيئة، حذرنا منها نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -: فقال: «مَن التمس رضا الله بسَخَط الناس، كفاه الله مُؤْنَة (أي: شر) الناس، ومَن التمس رضا الناس بسخط الله، وكَلَه (أي: تركه) الله إلى الناس». ضعف القلوب مِن الشباب مَن يستطيع رفع الأثقال لقوة بدنه، لكنه لا يستطيع رفع اللحاف الخفيف لينهض لصلاة الفجر لضعف دينه، ومنهم من يستطيع قطع المسافة الطويلة ركضًا، ولا يستطيع قطع المسافة القصيرة إلى المسجد مشيًا، ألا ما أضرَّ وهن القلوب وضعفها، فانتبهوا أيها الشباب! إياك والكبر! قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في قول الله -تعالى-: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} (لقمان: 18): يعني لا تمش تبخترًا وتعاظمًا وتكبرًا {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لقمان: 18)، المختال في هيئته، والفخور بلسانه وقوله، فهو بهيئته مختال، في ثيابه، في ملابسه، في مظهره، في مشيته، فخور بقوله ولسانه، والله -تعالى- لا يحبُّ هذا، إنما يحب المتواضع الغنيَّ الخفيَّ التقي، هذا هو الذي يحبه الله -عز وجل. يا شباب كونوا من الصادقين أمرنا الله -تعالى- بأن نكون من الصادقين فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، والصدق يكون في القول، ويكون في الفعل، فإذا وعدت إنسانا فيجب أن تكون صادقا فيما وعدت، قاصدا الوفاء عاملا له، ولا يصح أن يكون الوعد بقصد التخلف من موقف أو دفع إلحاح، أو إرضاء لخاطر أحد من الناس، وإذا تحدثت بشيء فلا تتحدث بما يتنافى مع الحقيقة التي تعلمها وتعتقدها، وإذا استنصحك أحد فاصدق في نصحه، ولا تجعل نصحك مشوبا بالهوى أو الغرض وإلا كنت غاشا مخادعا.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 19-10-2024 الساعة 10:09 AM. |
#85
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1238 الفرقان اقتفاء آثار النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاحَ للأمَّة في دِينها ودُنياها، ولا عِزَّ، ولا نصر، ولا تمكين لها، إلاَّ إذا اقتفت نهج النبي - صلى الله عليه وسلم - وآثارَ أصحابه، وترسَّمت خُطاهم في العبادة والاعتقاد والسلوك، والاقتصاد والسياسة، والدعوة، ويحصل لها مِن ذلك بقدر اتِّباعها لنبيِّها - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه -رضي الله عنهم- {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: 90). معيار الحكم على الناس من الأمور المهمة في حياة الشباب ضبط معيار الحكم على الناس من خلال المعيار الشرعي والميزان الإلهي الذي وضعه الشرع للحكم على الأشياء ووزنها، فبمعرفة المعيار الشرعي نستطيع أن نحدّد مدى قربنا من النَّموذج الصَّحيح الذي يحبه الله ويرضى عن صاحبه. قال سهل بن سعد - رضي الله عنه - مرَّ رجلٌ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل عنده جالسٍ: «ما رأيكَ في هذا؟» فقال: رجلٌ من أشراف الناس، هذا والله حريٌّ إن خطبَ أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفَّع. فسكتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم مرَّ رجلٌ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما رأيك في هذا؟» فقال: يا رسول الله، هذا رجلٌ من فقراء المسلمين، هذا حريٌّ إن خطبَ ألا يُنكح، وإن شفع ألا يُشفَّع، وإن قال ألا يُسمَع لقوله. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا خيرٌ من ملءِ الأرض مثلَ هذا»، لقد بيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الشريف المعيار الشرعي الصَّحيح في الحكم على الأشخاص ووزنهم، وأنه تقوى الله والاستقامة على أمره، وليس هو الغِنى والحَسَب والشَّرف، كما يرى كثير من الناس، وقد أكَّد هذا المعنى في حديث آخر حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ تعالى لَا ينظرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأمْوالِكُمْ، ولكنْ إِنَّما ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم». السعادة قرينة الهداية من الأمور المهمة التي يجيب أن يعلمها الشباب أنَّ الهداية والسَّعادة أمران متلازمان وقرينان لا ينفكَّان، والشَّقاء قرين العصيان الذي لا ينفكُّ عنه، فمتى وُجدت الهداية وُجدت السَّعادة، ومتى وُجِدَ العصيان وُجِدَ الشَّقاء، ومن كان في بُعدٍ عن الله وطاعته ثم استقام يجد في قلبه لذَّةً كانت مفتقدة، وحلاوةً كانت معدومة وطعمًا كان لا يشعر به، وصدق الله: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}. الإخلاص رأس مالك فلا تضيعه اعلموا يا شباب أنَّ الإخلاصَ لله تعالى وإرادةَ وجهه هو رأسُ مال العبد، وقوامُ حياته الطيبة، وأصل سعادته وفلاحه، والإِخلاصُ أعظمُ أعمال القلوب وهو الذي يعطي للعبادة رونقها ويحقق مقصدها وثمرتها، يقول ابن القيم -رحمه الله-: «ومن تأمّل الشريعة في مصادرها ومواردها، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح»، فمَن فَقِهَ الإخلاصَ وتعبَّد لله به، أرشده الله لخير دينه وآخرته ونفعه في صلاح أمره وسلوكه، ولذلك اهتمَّ العلماء بحديث (الأعمالُ بالنيَّات) وعدُّوه من قواعد الإسلام العِظام؛ لأنه أساس العمل وقاعدته وسبيل النجاة. إصلاح الظاهر والباطن تزكية النفوس تتطلب تخليصها من آفاتها وإصلاح القلب وتطهيره من أمراضه، فإن أمراض القلوب الباطنة أشدُّ ضررًا وأعظم فتكًا من معاصي الجوارح الظاهرة، ولذلك نجد القرآن يركّز على إصلاح الظاهر والباطن معًا، ويدعو لترك ظاهر الإثم وباطنه؛ حيث قال: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} (الأنعام: ١٢٠)، والآية تفيد الابتعاد عن الإثم ظاهرِه وباطنِه، لأنَّنا قد نعتني بترك الإثم الظاهر لاطِّلاع الناس عليه، ونقع فيما هو أشد منه وهو الإثم الباطن، من الكبر، والحسد، والحقد، وحب الظهور والرياء. محبة الله -عز وجل قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-: محبة الله للعبد، هي أجل نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة، تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبدًا يسَّر له الأسباب، وهوَّن عليه كل عسير، ووفَّقه لفعل الخيرات، وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه، بالمحبة والوداد، ومن لوازم محبة العبد لربه، أنه لابد أن يتصف بمتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ظاهرًا وباطنًا، في أقواله وأعماله، وجميع أحواله، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (آل عمران: 31)، ومن لوازم محبة الله للعبد أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل، ومن لوازم محبة الله معرفته -تعالى-، والإكثار من ذكره، فمن أحب الله أكثر من ذكره. ثمار التقوى قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: كلما جاهد العبد نفسه على تحقيق التقوى وجد التيسير في أموره، ونال الرزق الطيب، وهدي إلى المخرج المناسب والملائم فيما يعرِض له من مشكلات، إضافة إلى تكفير السيئات وغفران الذنوب ورفعة الدرجات، والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة إلى غير ذلك من الثمار والآثار التي لا حصر لها ولا عد. اذهب فأنتَ لا تعرفه جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يشهد على قضية، فقال له عمر: «ائتِ بمن يَعرِفُك، فجاء برجل، فقال له: هل تُزكِّيه؟ هل عرفته؟ قال: نعم، فقال عمر: وكيف عرفته؟ هل جاورته المجاورة التي تعرف بها مدخله ومخرجه؟ قال: لا، قال عمر: هل عاملته بالدينار والدرهم اللذين تعرف بهما أمانة الرجال؟ قال: لا، فقال: هل سافرت معه السفر الذي يكشف عن أخلاق الرجال؟ قال: لا، فقال عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -: فلعلَّك رأيته في المسجد راكعًا ساجدًا، فجئت تزكِّيه؟! قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال له عمر بن الخطاب: اذهب، فأنتَ لا تعرفه، إذًا فميزان الشَّرع في الحكم على الأشخاص ليس بكثرة العبادة وأدائها ظاهرًا، ما لم يُختبر بالمعاملة ويُبتلَى بالمعاشرة، حتى يعرف حقيقة معدنه، فقد يكون صاحب عبادة في الظاهر لكن أخلاقه سيئة ومعاملته كذلك. أتدرون ما المُفْلِسُ؟ قال رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أتدرون ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ، فقال: إنَّ المفلسَ من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَت عليه، ثم طُرِحَ في النار»، هذا الحديث يؤكد - صلى الله عليه وسلم - على أن العبادة مهما كانت كثيرة، فإنها فاقدة لجوهرها وهي وبالٌ على صاحبها إذا م يكن لها أثر على سلوك الشخص وأخلاقه ومعاملاته. كتب ننصح بالمداومة على قراءتها من أفضل كتب التفسير التي ننصح الشباب بالاهتمام بها ودوام مطالعتها حتى يتدبروا كتاب الله -تعالى-، تفسير العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- المسمى : (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)، وقد أثنى عليه العلماء، قال العلَّامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: من أحسن التفاسير؛ حيث كان له ميزات كثيرة منها: سهولة العبارة ووضوحها، تجنب الحشو والتطويل، السير على منهج السلف في آيات الصفات، دقة الاستنباط، ومنها أنه كتاب تفسير وتربية على الأخلاق الفاضلة، وقال: هو من أفضل التفاسير كتاب جيد وسهل ومأمون، وقال: أشير على كل مريد لاقتناء كتب التفسير ألَّا تخلو مكتبته من هذا التفسير القيم.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 24-10-2024 الساعة 12:29 PM. |
#86
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1239 الفرقان نهوض الشباب التاريخ شاهد على أن في الشباب من يبلغ في حصافة العقل، وحسن التدبير، المنزلة الكافية لأن يلقى على عاتقه ما يلقى على عواتق الكهول أو الشيوخ من عظائم الأمور، وإذا قلبنا صفحات التاريخ، دلتنا على رجال ظهرت عبقريتهم، وكفايتهم للقيام بأعمال جليلة وهم في أوائل عهد شبيبتهم، فقد ولّى النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل على اليمن وهو دون سن العشرين، وولّى أسامة بن زيد إمارة جيش فيه الشيخان أبو بكر وعمر، وسن أسامة يومئذ تسع عشرة سنة، وولّى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كعب بن صور قضاء البصرة وهو في سن العشرين، وكان عمر - رضي الله عنه - يدعو ابن عباس في المعضلات ويجلسه بين الأشياخ وهو دون سن العشرين. السعادة كلها في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اعلموا يا شباب أنَّ السعادة كلها في طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم : {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 71)، والشقاوة كلها في معصية الله ورسوله {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} (الأحزاب: 36)، والطاعة لله ورسوله تتمثَّل بالعمل بما يأتي:
الشباب وصلاة الفجر صلاة الفجر واحدة من تلك الصلوات الواجبات، ولا تختلف عن غيرها في الأمر بالمحافظة عليها في وقتها وفي المسجد، غير أننا قد نجد بعض الناس يحافظ على معظم الصلوات ولكنه يتهاون في صلاة الفجر فلا يحضرها في المساجد، وربما نام عنها حتى تطلع الشمس فلا يصليها إلا بعد وقتها، حتى إنك تنظر لصفوف المصلين في الفجر ترى أن أكثرهم من الشيبان وكبار السن، فليعلم الشباب أنَّ صلاة الفجر في الجماعة علامة الإيمان ومحبة الرحمن وبراءة من النفاق؛ فالمنافق يتحين الفرص للفرار من العبادة، وقد روى البخاري ومسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا». من مشكلات الشباب الانحراف عن الدين وترك العبادة من المشكلات المعاصرة للشباب الانحراف عن الدين وترك العبادة والعيش في هذه الحياة بلا هدف ولا رسالة ولا دين، قال الله -تعالى-: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}. (مريم:59). أي أنهم لم ينكروا الإيمان والصلاة والطاعة بل أضاعوا ذلك فاستحقوا عقوبة الله، والإنسان الذي يدع دينه ويتحلل من عقيدته سيقع في خطيئتين كبيرتين الأولى: أن فطرته التي فطره الله عليها إن لم تدن بالدين الحق سوف تدين بالدين الباطل وسيعبد الإنسان آلهة أخرى من دون الله، والثانية أنه سيظل في حالة افتقار وفي حاجة إلى من يملأ عليه فقر قلبه، يقول الإمام ابن القيم: «لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح إلا بأن يكون إلهه وفاطره وحده هو معبوده وغايته ومطلوبه، وأحب إليه من كل ما سواه». الحب في الله والبغض في الله قال ابن العثيمين -رحمه الله-: يكون الحب في الله بأن ترى شخصًا صاحب دين وعلم وعبادة، وصاحب خلق حسن فتحبه لما قام به من طاعة الله والإيمان به، فهذه هي المحبة في الله، وأما البغض في الله: بأن ترى شخصًا عاصيًا متهاونًا بدينه لا يبالي، فتكرهه وتبغضه لما هو عليه من التهاون بدين الله -عزوجل-، والحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، ولهذا يجب علينا أن يكون حبنا وبغضنا لله -عز وجل-، لا نحب إلا من أحبه الله، ولا نبغض إلا من أبغضه الله. أبرُّ الأصحاب قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: إنَّ أبرَّ الأصحاب وخير الرفقاء عمل المرء الصالح، ولن يدخل معه في قبره إلا هذا الصاحب، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَالِهِ وَعَمَلِهِ مَثَلُ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ، قَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: أَنَا مَعَكَ مَا دُمْتَ حَيًّا، فَإِذَا مُتَّ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا بَلَغْتَ إِلَى قَبْرِكَ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ لَكَ، فَذَلِكَ وَلَدُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا فَذَلِكَ عَمَلُهُ». الغاية التي من أجلها خُلقنا إن من أهم الواجبات على الشباب أنَّ يعرف الغاية التي من أجْلها خُلق، وهذه الغاية هي عبادة الله -تعالى-، التي من معانيها إخلاص النيَّة لله في القول والعمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والولاء والبَراء لله ورسوله، واتِّباع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً وعملاً، ظاهرًا وباطنًا، في الأمر والنهي، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد. من واجبات الشباب المسلم اليوم من أهم واجبات الشباب المسلم اليوم التسلح بالعلم والثقافة، والتفوق في اختصاصه؛ فنحن -مع الأسف- موسومون بأننا من العالم المتخلف الذي يسمونه العالم الثالث، فلا زال بعض الناس يعتقدون أن سبب تخلف المسلمين هو الإسلام، وهذا غير صحيح بالمرة، فيوم كان المسلمون متمسكين بدينهم، كانوا هم الأمة الأولى، والعالم الأول في هذه الدنيا، قادت حضارتهم العالم حوالي عشرة قرون، كان المسلمون فيها السادة والقادة، وكان العالم يتعلم على أيديهم، ويتعلم في مدارسهم وجامعاتهم، وكانت اللغة العربية هي لغة العلم، ومن يريد من أبناء أوروبا أن يظهر أنه إنسان مثقف أو متقدم تكلم بعض ألفاظ بالعربية، كما يفعل كثيرون الآن حينما يكلِّمونك فيدخلون في كلامهم كلمات بالإنجليزية أو بالفرنسية ليشعروك أنهم من أهل التقدم والحضارة، هكذا كنا وينبغي أن نعود إلى ما كنا عليه. نور اليقين في سيرة خير المرسلين إنّ شخصية الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - تعد نبراسا لكل من أحبّ أن يهتدي إلى الطريق السوي {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، قال سيدنا سعد بن أبي وقّاص: «كنا نعلّم أولادنا سيرة الرسول ومغازيه كما كنا نعلّمهم القرآن»؛ ولا يوجد كتاب مختصر وسهل يلم بهذا الموضوع ككتاب (نور اليقين) للشيخ محمد الخضري؛ فإنه من أكثر الكتب المتداولة في السيرة النبوية في العالم الإسلامي؛ لذا ننصح الشباب بقراءته واقتنائه.
__________________
|
#87
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1240 الفرقان بأخلاقي يزداد إيماني ما أحلاه من شعارٍ (بأخلاقي يزداد إيماني)! ذلك أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أوضح أنَّ الأخلاق تَتَنَاسَب طرديًّا مع الإيمان؛ فكلَّما زاد معدَّل الإيمان في القلْب، سَمَتِ الأخلاقُ، والعكس بالعكس، وفي هذا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْمَلُ المؤمنين إيمانًا، أحسنُهم خُلُقًا»، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه»؛ والحديث صحيح، ويقول: «المسلم مَن سلِم المسلمون مِن لسانه ويده، والمؤمِن مَن أمِنَه الناسُ على دمائهم وأموالهم»؛ ويقول: «واللهِ لا يؤمِن، واللهِ لا يؤمِن، واللهِ لا يؤمِن»، قيل: وَمَن يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمَن جارُه بوائقَه». حاجة الشباب إلى منهج يصحح عقيدته نحن - أيها الشباب - في حاجة إلى منهجٍ تربوي صحيح، في حاجةٍ إلى منهج الإسلام الهادي، منهج القرآن والسنة؛ للخروج من هذه الفتن الحالكة المحيطة بهم، والأهواء والأفكار الباطلة من حولهم، والمغريات والمستغربات، من الشهوات والشبهات الباطلة، فالإنسان بطبيعته لا يمكن له أن يعيش عيشة سوية دون منهج. ولهذا كان الوحي نفسه منهاجًا له كما قال -سبحانه-: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (المائدة: 48)، والمنهاج هو الطريق الواضح السهل، فلم يترك الله خلقه دون منهج أو منهاج يسيرون عليه وهم في ابتلاء الحياة الدنيا وسيرهم نحو الآخرة؛ ولهذا فالمنهج ليس قضية تكميلية أو تحسينية، بل هي قضية ضرورية لا يمكن استقامة الحياة من دونها، وذلك لأسباب عدة، منها:
الإيمان والأخلاق لا يفترقان ابني الحبيب لابد أن تعلم أنَّ العبادة هي علاقة بينك وبين ربك، أما السلوك فهو علاقة بينك وبين الناس، فلابد أن تنعكسَ العلاقة بينك وبين ربك على العلاقة بينك وبين أفراد المجتمع، فتحسِّنها وتهذِّبها، وإلا فما علاقة أنَّ الصلاة - مثلًا - تنْهى عن الفحْشاء والمنكَر، كما في قوله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} (العنكبوت:45)، فالفحشاءُ والمنكَر هما جِماع الأقوال البذيئة والأفعال السيئة، وهما لا يظْهران إلا في التعامُل مع الناس في المجتمع، كما أن العبادة وإن كانتْ هي علاقة بينك وبين ربك، إلَّا أنَّ السلوك يَتَجَلَّى فيها أيضًا، ففي الصلاة أنتَ مأمور بأداء الصلاة في جماعة، لكي تَحْتَكَّ بالناس وتتفاعَل معهم، وفي الحج أنتَ مأمور بضبط الأخلاق في أثناء الزحام... وهكذا، ففي كل عبادة يَتَجَلَّى مظهر من مظاهر السلوك، الذي يجب أن تتحلَّى به وتلتزم به. الذكر ودوام الصلة بالله -تعالى قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: من حكمة الله -عزوجل- أنه جعل لذكره أسبابًا حتى يستيقظ الإنسان وينتبه لذكر الله -تعالى-؛ لأن الإنسان قد تستولي عليه الغفلة وينسى ذكر الله؛ فجعل الله -تعالى- لذكره أسبابا كثيرة فدخول المنزل فيه ذكر، ولبس الثوب الجديد فيه ذكر، والأكل فيه ذكر، والانتهاء من الأكل فيه ذكر، حتى يكون الإنسان دائمًا على صلة بالله -عزوجل- بذكر الله -تبارك وتعالى. فضائل حسن الخلق بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - فضائلَ الخلق الحسن في أحاديثَ كثيرةٍ، منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: «البِرُّ حسن الخلق»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقـًا»، وسئل - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ فقال: «حسن الخلق»، وسئل عن أكثر ما يُدْخل الجنة، فقال: «تقوى الله، وحسن الخلق»، فالأخلاق الحسنة ركن ثابت في الإسلام، حثَّ عليه، ودعا إليه، ودائمًا ما قرنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بتقوى الله، وجعله سببًا في دخول الجنة؛ ذلك لشرف فضله، وفوائده فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن المؤمن لَيدركُ بحسن خلقه درجةَ الصائم القائم». مَثَل العالم في الأمَّة قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: العلم نورٌ وضياءٌ لصاحبه، ومَثَل العالم في الأمَّة مَثَل أُناس في ظُلمة، وبينهم شخصٌ بيده مصباحٌ، يضيء لهم بمصباحه الطَّريق، فيسلَمُون منَ العِثار، ويتَّقون الشَّوك والأخطار، ويسيرون في جادَّة سويَّة وصراط مستقيم. مكانة الصحابة في قلوب المسلمين إنّ لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مكانةً عظيمةً في قلوب المسلمين؛ فهم أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين، فحبهم من حبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو جزءٌ لا يتجزأ من عقيدة المسلم، وقد أخبر النبي بأنّهم خير القرون؛ حيث قال: «إن خيرَكم قرني، ثم الذين يلونَهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، فهم نقلهم الشريعة من رسول الله إلى الأمة من بعده؛ فكانوا أعلام الهدى، ومنارات العلم، ونشروا الفضيلة، والأخلاق، والأدب، والصدق. اتبـاع الهدى لا يكون الشاب متبعًا للهدى إلا بأمرين: تصديق خبر الله تصديقًا جازمًا من غير اعتراض شبهة تقدح في تصديقه، وامتثال أمره -تبارك وتعالى- من غير اعتراض شهوة تمنع من امتثال أمره، وعلى هذين الأصلين مدار الإسلام. الطريق إلى اكتساب الأخلاق الراقية إن الطريق إلى اكتساب الأخلاق الراقية هو الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لذلك فإننا في أمسِّ الحاجة إلى العودة الصحيحة إلى تلك الأخـلاق والآداب التي دعا الإسلام إليها، ورغَّب فيها ديننا الحنيف، وحثَّ عليها نبينا الكريم، في الوقت الذي نرى نتائج انسلاخ الكثير من الناس عنها؛ لذلك كان من واجب كل مسلم الدعوة إلى هذا المسلك النبيل في كل سانحة؛ لأنها من صميم رسالة المصطفى - صلى الله عليه وسلم . القوَّة الحقيقيَّة القوَّة الحقيقيَّة هي قوة الأخلاق، أما القوة الموهومة فهي مهترئة سريعة الزوال، وإذا صار الإنسان قويًّا فتَسَلَّط على الناس، واسْتطال عليهم وظَلَمَهم، فإنَّه في داخله وفي حقيقته ضعيفٌ، لا يَثِق حتى في نفسه، وإن بدا للناس عكس ذلك، وإذا قوي الإنسان وأصبحتْ له شَوْكة وسُلطة، كان ذلك امتحانًا عسيرًا لقوَّتِه الحقيقية، قوة أخْلاقه، وأما العاجزُ الذي لا يستبد، فذلك ضعيفٌ عند الله وعند الناس. العاصم من كل الفتن اعلموا يا شباب أن العاصم من الفتن هو ملازمة منهج القرآن الكريم، الذي جعله الله -تعالى- عصمةً من كل ضلالة وزيغ وفتنة، وفي متابعة سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيحة الثابتة عنه، قال -تعالى-: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم} (المائدة: 15 - 16).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |