صيام يوم عاشوراء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا يأكل المسلمون حول العالم؟ استكشف سفرة عيد الأضحى من مصر إلى كينيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 132 )           »          طريقة عمل الفتة بخطوات سريعة.. الطبق الرسمى على سفرة عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »          مقاصد الحج (ليشهدوا منافع لهم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »          أحكام وفضائل يوم النحر وأيام التشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 115 )           »          أحكام الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 114 )           »          يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 129 )           »          الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »          خطبة الأضحى 1445 هـ: الكلمة مغنم أو مغرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 101 )           »          خطبة عيد الأضحى: { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 139 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-05-2024, 02:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي صيام يوم عاشوراء

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله

صيام يوم عاشوراء

قال - عليه الصلاة والسلام - فيما رواه مسلم في صحيحه: ((أفضل الصوم بعد رمضان شهرُ الله المحرم))، وسُئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: ((يُكفِّر السنة الماضية))؛ رواه مسلم، ولمَّا قدم النبي - عليه الصلاة والسلام - المدينةَ مهاجرًا، وجد اليهودَ يصومون يوم عاشوراء، فقال: ((ما هذا اليوم الذي تصومونه؟))، قالوا: هذا يوم عظيم، نجَّى الله فيه موسى وقومَه، وأغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا لله؛ فنحن نصومه، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((نحن أحق بموسى منكم))، فصامه، وأمر بصيامه، وقال: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومَنَّ التاسع والعاشر))، وفي لفظ: ((صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده، خالفوا اليهود)) وفي رواية: ((صوموا يومًا قبله، ويومًا بعده))[1].


فينبغي للمسلم أن يصوم الأيام الثلاثة: اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر؛ ليحصل على فوائد متعدِّدة:
الأولى:أنه يُكتب له أجر صيام الشهر كله؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ويأمُر بها.


الثانية: أن صوْم هذا الشهر أفضل الصوم بعد رمضان، كما نصَّ عليه الحديثُ المتَقَدِّم.


الثالثة: مخالفة اليهود بصوم التاسع والحادي عشر مع العاشر.


الرابعة: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد صامه وأمر بصيامه، رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس.


الخامسة: أنه يُكَفِّر ذنوب سنة كاملة، والمراد بها الصغائر بشرْط اجتناب الكبائر.


والصوم من حيث هو أجرُه غير محصور وغير محدود، قال صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله - تعالى -: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به))[2] ؛ وذلك لأن الصيام من الصبر، وقد قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10]، والصوم في الشتاء غنيمة باردة؛ نهار قصير بارد، وأجر بلا تعب، كما أن الصوم في الصيف من أفضل الأعمال.


(قصة موسى مع فرعون): وخلاصتها أن موسى - عليه السلام - لَمَّا خرج بجنوده، أتْبَعه فرعون وقومه، فلما تراءى الجمعانِ، وأقبل موسى بقومه نحو البحر، وأقبل عليهم فرعون وقومه، قال أصحاب موسى: إنا لمدركون، فأوحى الله إلى موسى أن اضربْ بعصاك البحر، فضرَبَه فانفلق اثنا عشر طريقًا، بعدد الفِرَق، فلمَّا دَخَلَه موسى وقومه وخرجوا منه، أتبعه فرعون وقومه، فلما تكاملوا فيه، أمره الله فانطبق عليهم، فصارتْ أجسامهم للغرق، وأرواحهم للنار والحرق، قال الله - تعالى -: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ[3]، وصاروا عبرة لمن اعتبر، وتلك عاقبة الذنوب والمعاصي؛ قال - تعالى -: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾[4] قيل له: ﴿ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾[5]، فلفظه البحر ميتًا؛ ليتحققوا أنه مات بعد أن كان يقول: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ﴾[6] ويقول: ﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾[7]، وهكذا تكون عاقبةُ الظُّلم والطغيان، ولَعَذَابُ الآخرة أشدُّ وأبقى.


وفي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن يوم عاشوراء، فقال: ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صام يومًا يتحرى فضْله على الأيام، إلا هذا اليوم؛ يعني: يوم عاشوراء، ويوم عاشوراء له فضِيلةٌ عظيمة، وحُرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء - عليهم السلام - وقد صامَه نوح وموسى - عليهما السلام - وقد كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه، وكان للنبي صلى الله عليه وسلم في صيامه أربع حالات:
الأولى:أنه كان يصومه بمكة، ولا يأمر الناس بالصوم؛ ففي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه، فترك صوم عاشوراء، فمَن شاء صامه، ومَن شاء أفطره.


الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا قدم المدينة، رأى صيام أهل الكتاب له، وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لَم يؤمر به، فصامه وأمر الناس بصيامه، وحثَّ عليه، حتى كانوا يصوِّمونه أطفالهم، كما في الصحيحين عن ابن عباس وغيره.


الثالثة: أنه لما فرض صيام شهر رمضان، ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمْرَ الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه، وقد سبق حديث عائشة في ذلك، وأكثر العُلماء على استحباب صيامه من غير تأكيد.


الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم في آخر حياته على ألا يصومَه مفردًا؛ بل يضم إليه يومًا آخر؛ مخالفةً لأهل الكتاب في صيامه، قال ابن القيم - رحمه الله -: فمراتب صومه ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يومٌ وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم، وكان طائفة من السلَف يصُومُون يوم عاشوراء في السفر منهم ابن عباس، وقالوا: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ومن أعجب ما ورد في عاشوراء: أنه كان يصومه الوحش والهوام والنمل، ومن فضائلِه أنه يوم تاب الله فيه على قوم، ويتوب فيه على آخرين، كما في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه حث على تجديد التوبة النصوح إلى الله - تعالى - في يوم عاشوراء، ورجاء قبول التوبة، فمن تاب فيه إلى الله - عز وجل - من ذنوبه، تاب الله عليه[8].


اللهم تب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، ووفقنا لما تحب وترضى، إنك على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وآله وصحبه أجمعين.

[1] رواه أحمد ومسلم وأصله في الصحيحين.

[2] متفق عليه.

[3] سورة غافر، آية: 46، وهذه الآية من أدلة عذاب القبر، ويكون للنفس والبدن جميعًا باتِّفاق أهل السنة والجماعة؛ انظر: "شرح العقيدة الطحاوية"، ص 348.

[4] سورة يونس، آية: 90.

[5] سورة يونس، آية: 91 - 92.

[6] سورة النازعات، آية: 24.

[7] سورة القصص، آية: 38.

[8] انظر: "لطائف المعارف"، لابن رجب، ص 45 - 53، و"زاد المعاد"، لابن القيم، جـ 1، ص 349.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]