سنن في باب الطهارة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4479 - عددالزوار : 990219 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4016 - عددالزوار : 509192 )           »          ماذا يأكل المسلمون حول العالم؟ استكشف سفرة عيد الأضحى من مصر إلى كينيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 166 )           »          طريقة عمل الفتة بخطوات سريعة.. الطبق الرسمى على سفرة عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 128 )           »          مقاصد الحج (ليشهدوا منافع لهم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 133 )           »          آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 115 )           »          أحكام وفضائل يوم النحر وأيام التشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 136 )           »          أحكام الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 137 )           »          يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 152 )           »          الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 127 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2024, 05:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي سنن في باب الطهارة

سنن في باب الطهارة

مشاري بن عبدالرحمن بن سعد العثمان

أولا: تمهيد:
الإنسان مركب من جسد ونفس، وكمال الإنسان لا يحصل إلا بنظافة بدنه، وتزكية نفسه؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «‌الطهور ‌شطر ‌الإيمان»[1]، فالطهور الحسي هو الشطر الأول الخاص بالجسد، وتزكية النفس بسائر العبادات هو الشطر الثاني، وبكلتيهما يكمل الإيمان بالأعمال المترتبة عليه.

والطهارة ولنظافة مستحسنة في العقول محمودة مستحبة في الأخلاق والعادات، وهي ركن الصحة البدنية، وبيان ذلك: أن الوسخ والقذارة مجلبة الأمراض والأدواء الكثيرة، وجدير بالمسلمين أن يكونوا أصلح الناس أجسادا، وأقلهم أدواء وأمراضا؛ لأن دينهم مبني على المبالغة في نظافة الأبدان والثياب والأمكنة؛ فإزالة النجاسات والأقذار التي تولد الأمراض من فروض دينهم، وزاد عليها إيجاب تعهد أطرافهم بالغسل كل يوم مرة أو مرارا؛ إذ ناطه الشارع بأسباب تقع كل يوم، وتعاهد أبدانهم كلها بالغسل كل عدة أيام مرة، فإذا هم أدوا ما وجب عليهم من ذلك، تنتفي أسباب تولد الأمراض عندهم[2].

ثانيا: تعريف الطهارة:
أ‌- الطهارة لغة:
الطهارة ‌لغة: النظافة والنزاهة من الأدناس، والتطهر: التنزه عن الإثم وما لا يحمد، والطهور بفتح الطاء: ما يتطهر به، كالفطور والسحور والوقود، وهم قوم يتطهرون، أي يتنزهون عن الأدناس. ورجل طاهر الثياب، أي متنزهرحمه الله[3]


ب‌- الطهارة اصطلاحا:
الطهارة في اصطلاح الفقهاء: ‌رفع ما ‌يمنع الصلاة من حدث أو نجاسة؛ بالماء، أو ‌رفع حكمه بالتراب أو غيره[4]


ثالثا: سنن في باب الطهارة
تخليل الأصابع في الوضوء:
عن لَقِيطِ بنِ صَبِرَةَ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ»[5].


وصفة التخليل: أن يبدأ بتخليل اليمنى من خنصرها إلى إبهامها، وفي اليسرى من إبهامها إلى خنصرها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التَّيَمُّنَ في وضوئه، وفي هذا تَيَمُّنٌ، والتخليل شامل لأصابع اليدين والرجلين[6].


المبالغة في المضمضة والاستنشاق:
عن لَقِيطِ بنِ صَبُرِةَ رضي الله عنه، قال: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا»[7]، وفي رواية الدولابي: «وَبَالِغْ فِي الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ...»[8].


المضمضة: هي إدخال الماء إلى مُقدَّمِ الفم، والمبالغة فيها إدارة الماء في جميع الفم، والاستنشاق: إدخال المـاء مُقدَّم الأنـف، والمبالغـة فيه إيصال الماء إلى خيشوم الأنف[9].


المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة:
عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه: «أنه أَفْرَغَ مِنَ الْإِنَاءِ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ غَسَلَ أَوْ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفَّةٍ وَاحِدَةٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا.... ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم»[10].


بوب عليه البخاريرحمه الله [11] بقوله: باب: من مضمض واستنشق من غرفة واحدة[12].


المضمضة والاستنشاق باليمنى والاستنثار باليسرى:
عن علي رضي الله عنه: «أَنَّهُ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، فَمَلَأَ فَمَهُ، فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَنَثَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى، فَفَعَلَ هَذَا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم»[13].


قال الشوكاني رحمه الله[14]: "السنة أن يستنشق باليمين، ويستنثر باليسرى"[15].


مسح الشعر في الوضوء مرة أو مرتين أو ثلاثًا:
عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه: «أَنَّهُ دَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم....، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً»[16].


وفي رواية: «وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ»[17].


وعن شقيق بن سلمة رحمه الله[18]، قال: «رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ هَذَا»[19].


أخذ ماء جديد للأذنين:
عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه: «أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، فَأَخَذَ لِأُذُنَيْهِ مَاءً خِلَافَ الْمَاءِ الَّذِي أَخَذَ لِرَأْسِهِ»[20]، وقد شدد بعض أهل العلم في هذه السُنَّة فقال: من مسح أذنيه بالماء الذي مسح به رأسه فهو كمن لم يمسحها[21].


غسل النعل مع الرجل في الوضوء:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «دَخَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ ـ يَعْنِي ابْنَأَبِيطَالِبٍ ـ وَقَدْ أَهَرَاقَ الْمَاءَ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَتَيْنَاهُ بِتَوْرٍ فِيهِ مَاءٌ، حَتَّى وَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَلَا أُرِيكَ كَيْفَ كَانَ يَتَوَضَّأُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى... وفيه: ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ جَمِيعًا، فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ، فَضَرَبَ بِهَا عَلَى رِجْلِهِ وَفِيهَا النَّعْلُ، فَفَتَلَهَا بِهَا، ثُمَّ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ»[22].


مسح أثر الوضوء أحيانًا وتركه أحيانًا:
عن ميمونة رضي الله عنها، قالت: «وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءًا لِجَنَابَةٍ، فَأَكْفَأَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ أَوِ الْحَائِطِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ بِخِرْقَةٍ، فَلَمْ يُرِدْهَا، فَجَعَلَ يَنْفُضُ بِيَدِه»[23].


وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَقَلَبَ جُبَّةَ صُوفٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، فَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ»[24].


صلاة ركعتين بعد الوضوء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمقَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: يَا بِلَالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ[25] نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ»[26].


الوضوء عند كل حدث:
عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه، قال: «أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا، وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِهِمَا»[27].


قال ابن تيميةرحمه الله[28]: «وهذا يقتضي استحباب الوضوء عند كل حدث»[29].


الوضوء عند العَوْد للجماع:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ»[30]‏.


الوضوء لمن أراد النوم أو الأكل وهو جنب:
عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ وَهُوَ جُنُبٌ»[31]‏.


وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ جُنُبًا فَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ»[32]‏.


البدء بالوضوء في غسل الجنابة:
عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ، فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ»[33].


النظر إلى السماء بعد الوضوء:
عن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ مِنَ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ»[34].


النوم على طهارة:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلَامِكَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ»[35].


دعاء كفارة المجلس بعد الفراغ من الوضوء:
عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ كُتِبَ فِي رَقٍّ ثُمَّ طُبِعَ بِطَابَعٍ فَلَمْ يُكْسَرْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[36].


الاغتسال عند دخول مكة:
عن نافع رحمه الله[37]، قال: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الْحَرَمِ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَبِيتُ بِذِي طُوًى، ثُمَّ يُصَلِّي بِهِ الصُّبْحَ وَيَغْتَسِلُ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ»[38].


قال ابن بطال[39] رحمه الله: «قال ابن المنذر[40]: الاغتسال لدخول مكة مستحب عند جميع العلماء»[41].

[1] صحيح مسلم (1/ 203) حديث رقم (223)، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء.
[2] انظر: الجصاص، أحكام القرآن للجصاص (1/ 80)، الطبعة: الأولى، 1415هـ/ 1994م، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، محمد رشيد رضا، تفسير المنار (6-217-218)، بدون طبعة، سنة النشر: 1990م، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
[3] انظر: الجوهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (2/ 727)، الطبعة: الرابعة 1407 هـ‍ - 1987 م، دار العلم للملايين – بيروت، الأزهري، تهذيب اللغة (6/ 99)، الطبعة: الأولى، 2001م، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الصاحب بن عباد، المحيط في اللغة (3/ 431)، الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1994 م، عالم الكتب، بيروت.
[4] انظر: ابن الحطاب، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (1/ 44)، لطبعة: الثالثة، 1412هـ - 1992م دار الفكر، ابن قدامة، المغني (1/ 12)، الطبعة: الثالثة، 1417 هـ - 1997 م، دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية، شمس الدين ابن قدامة، الشرح الكبير (1/ 5)، الطبعة: الأولى، 1415 هـ - 1995 م، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة - جمهورية مصر العربية.
[5] سنن أبي داود (1/ 35) حديث رقم (142)، كتاب الطهارة، ‌‌باب في الاستنثار، سنن الترمذي (3/ 146) حديث رقم (788)، أبواب الصوم، ‌‌باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم، سنن النسائي (1/ 48) حديث رقم (114)، كتاب الطهارة، باب الأمر بتخليل الأصابع، سنن ابن ماجه (1/ 285) حديث رقم (448)، كتاب الطهارة، باب تخليل الأصابع، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
[6] انظر: ابن قدامة، المغني (1/ 152)، الطبعة: الثالثة، 1417 هـ - 1997 م، دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية.
[7] سنن أبي داود (1/ 35) حديث رقم (142)، كتاب الطهارة، ‌‌باب في الاستنثار، سنن الترمذي (3/ 146) حديث رقم (788)، أبواب الصوم، ‌‌باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم، سنن النسائي (1/ 66) حديث رقم (87)، كتاب الطهارة، باب الأمر بتخليل الأصابع، سنن ابن ماجه (1/ 142) حديث رقم (407)، كتاب الطهارة، باب تخليل الأصابع، وصححه النووي في شرحه على مسلم (3/ 105).
[8] قال الزيلعي: «رواه أبو البشر الدولابي في جزء جمعه من أحاديث سفيان الثوري فذكر فيه المضمضة. والاستنشاق...، وذكره ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام بسنده المذكور، ثم قال: وهذا سند صحيح. وابن مهدي أحفظ من وكيع، فإن وكيعا رواه عن الثوري، لم يذكر فيه المضمضة انتهى كلامه». نصب الراية (1/ 16).
[9] انظر: الماوردي، الحاوي الكبير (1/ 106)، الطبعة: الأولى، 1419 هـ -1999 م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ابن قدامة، الكافي في فقه الإمام أحمد (1/ 60)، الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1994 م، دار الكتب العلمية- بيروت.
[10] صحيح البخاري (1/ 81) حديث رقم (188)، كتاب الوضوء، باب مسح الرأس مرة.
[11] محمد ‌بن ‌إسماعيل ‌بن ‌إبراهيم بن المغيرة الجعفي، صاحب "الصحيح" جبل الحفظ، وإمام الدنيا، ثقة الحديث، مات سنة ست وخمسين ومائتين في شوال، وله اثنتان وستون سنة. انظر: التقريب (2/ 144)، الجرح والتعديل" (7/ 191)، تاريخ بغداد (2/ 4-33).
[12] صحيح البخاري (1/ 81)، كتاب الوضوء، باب: من مضمض واستنشق من غرفة واحدة.
[13] سنن النسائي (1/ 67) حديث رقم (91)، كتاب الطهارة، بأي اليدين يستنثر، مسند أحمد (2/ 350) حديث رقم (1133)، مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند علي ابن أبي طالب، بأي اليدين يستنثر وصححه الأرناؤوط في المسند (2/ 351).
[14] ‌محمد ‌بن ‌علي بن ‌محمد ‌الشوكاني ثم الصنعاني، الإمام المحدث، الفقيه، الأصولي، المفسر، المؤرخ ولد سنة 1173 هـ، وولي القضاء، توفي سنة 1250 هـ من مصنفاته: "إرشاد الفحول"، "فتح القدير" "السيل الجرار"، "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع". انظر: التاج المكلل ص"43، 458"، معجم المؤلفين "11/ 53"الأعلام (6/ 298)
[15] نيل الأوطار (1/ 182) الطبعة: الأولى، 1427 هـ، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، السعودية.
[16] صحيح البخاري (1/ 148) حديث رقم (186)، كتاب الوضوء، باب: غسل الرجلين إلى الكعبين، صحيح مسلم (1/ 145) حديث رقم (235)، كتاب الوضوء، ‌‌بَابٌ آخَرُ فِي صِفَةِ الْوُضُوءِ.
[17] سنن أبي داود (1/ 31) حديث رقم (126)، كتاب الطهارة، ‌‌باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، سنن النسائي (1/ 45) حديث رقم (99)، كتاب الطهارة، باب عدد مسح الرأس، وصححه العيني في عمدة القاري (3/ 4).
[18] هُوَ أبو ‌وائل الكوفي، ‌شقيق ‌بن ‌سلمة الأسدي: ثقة، مخضرم، مات في زمن الحجاج بَعْدَ وقعة الجماجم، توفى سنة (82 هـ). انظر: الثقات (4/ 354)، سير أعلام النبلاء (4/ 161)، والتقريب (2816).
[19] سنن أبي داود (1/ 27) حديث رقم (110)، كتاب الطهارة، ‌‌باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/ 179).
[20] السُّنَن الكبرى للبيهقي (1/ 107) حديث رقم (308)، كتاب الطهارة، ‌‌باب مسح الأذنين بماء جديد، وقال: «وهذا إسناد صحيح».
[21] انظر: ابن أبي زيد القيرواني، النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات (1/ 41) الطبعة: الأولى، 1999 م، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
[22] سنن أبي داود (1/ 27) حديث رقم (110)، كتاب الطهارة، ‌‌باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/ 179).
[23] صحيح البخاري (1/ 63) حديث رقم (274)، كتاب الغسل، ‌‌باب من توضأ في الجنابة ثم غسل سائر جسده ولم يعد غسل مواضع الوضوء مرة أخرى، صحيح مسلم (1/ 174)، حديث رقم (317)، كتاب الحيض، ‌‌باب صفة غسل الجنابة.
[24] سنن ابن ماجه (1/ 296) حديث رقم (468)، كتاب الطهارة، باب المنديل بعد الوضوء، وبعد الغسل، وصححه البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 67).
[25] قال البخاري: «دف نعليك، يعني: تحريك». صحيح البخاري (2/ 53).
[26] صحيح البخاري (2/ 53) حديث رقم (1149)، أبواب التهجد، باب: فضل الطهور بالليل والنهار، وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل والنهار، صحيح مسلم (7/ 146) حديث رقم (2458) كتاب فضائل الصحابة، ‌‌باب: من فضائل بلال رضي الله عنه.
[27] سنن الترمذي (5/ 620) حديث رقم (3689)، أبواب المناقب، باب مناقب بلا رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
[28] تقي الدين أبو العباس ‌أحمد ‌بن ‌عبد ‌الحليم ‌بن ‌عبد ‌السلام بن تيمية الحراني ثم الدمشقي، قال ابن رجب: (الإمام، الفقيه، المجتهد، المحدث، الحافظ، المفسر، الأصولي، الزاهد … شيخ الإسلام وعلم الأعلام، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره، والإسهاب في أمره)، اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، كان من أئمة السنة الذابين عنها، سجن بسبب ذلك مرات عدة، من مؤلفاته: منهاج السنة، ودرء تعارض العقل والنقل، والاستقامة، وغيرها، توفي رحمه الله سنة 728 هـ. ينظر: «المعجم المختص بالمحدثين (ص25)، الذيل على الطبقات (4/ 491)
[29] ابن تيمية، مجموع الفتاوى (21/ 169)، الطبعة الثانية، 1425 هـ - 2004 م مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة المنورة - السعودية.
[30] صحيح مسلم (1/ 249) حديث رقم (308)، كتاب الحيض، باب جواز نوم الجنب، واستحباب الوضوء له وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع.
[31] صحيح البخاري (1/ 65) حديث رقم (287)، كتاب الغسل، باب الجنب يتوضأ ثم ينام، صحيح مسلم (1/ 170) حديث رقم (306) كتاب الحيض، باب جواز نوم الجنب، واستحباب الوضوء له وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع.
[32] صحيح مسلم (1/ 170) حديث رقم (305) كتاب الحيض، ‌‌باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع.
[33] صحيح البخاري (1/ 59) حديث رقم (248)، كتاب الغسل، باب الوضوء قبل الغسل، صحيح مسلم (1/ 253) حديث رقم (316)، كتاب الحيض، ‌‌باب صفة غسل الجنابة.
[34] سنن أبي داود (1/ 123) حديث رقم (170)، كتاب الطهارة، ‌‌باب ما يقول الرجل إذا توضأ، مسند أحمد (1/ 274) حديث رقم (121)، مسند العشرية المبشرين بالجنة، مسند عمر بن الخطابرضي الله عنه، وقال الأرنؤوط: "صحيح لغيره".
[35] صحيح البخاري (1/ 58) حديث رقم (247)، كتاب الوضوء، باب: فضل من بات على الوضوء، صحيح مسلم (4/ 2081) حديث رقم (2710)، كتاب الذكر والدعاء، ‌‌باب ما يقول عند النوم، وأخذ المضجع.
[36]السُّنَن الكبرى للنسائي (9/ 37) حديث رقم (9829)، كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا فرغ من وضوئه، وصححه الألباني بمجموع طرقه سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 440).
[37] نافع أبو عبد الله القرشي ثم العدوي الإمام، المفتي، الثبت، عالم المدينة، أبو عبد الله القرشي، ثم العدوي، العمري. توفي: سنة سبع عشرة ومائة. وشذ: الهيثم بن عدي، وأبو عمر الضرير، فقالا: مات سنة عشرين ومائة. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (5/ 95).
[38] صحيح البخاري (2/ 405) حديث رقم (1586)، كتاب الحج، باب: الاغتسال عند دخول مكة.
[39] العلامة، أبو الحسن علي بن خلف بن بطال البكري، القرطبي، ثم البلنسي، ويعرف: بابن اللجام، كان من أهل العلم والمعرفة، عني بالحديث العناية التامة؛ شرح (الصحيح) في عدة أسفار. توفي سنة (440هـ). انظر: «سير أعلام النبلاء» (18/ 47 ط الرسالة).
[40] أبو بكر ‌محمد ‌بن ‌إبراهيم ‌بن ‌المنذر ‌النيسابوري الشافعي، أحد أعلام هذه الأمة، توفى سنة تسع أو عشرة وثلاثمائة، كذا قال أبو إسحاق الشيرازي، وقيل سنة: ثماني عشرة وثلاثمائة. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي: (3/ 5)، طبقات الشَّافعيَّة الكبرى للسبكي (3 / 102 – 108).
[41] ابن بطال، شرح صحيح البخاري (4/ 260)، الطبعة: الثانية، 1423 هـ - 2003 م، الناشر: مكتبة الرشد - السعودية، الرياض.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]