|
ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#151
|
||||
|
||||
رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"
مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (153) مثنى محمد هبيان القسم الأول من أسئلة آية البقرة 186 ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ١٨٦﴾ [البقرة: 186 ] السؤال الأول:هذه الآية جاءت بين آيات الصيام، فلماذا؟ الجواب: بعد هذه الآية قال تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ ﴾ [البقرة:187] وهذا يدل على أنّ الصيام من دواعي الإجابة، ووقوع هذا الدعاء بين آيات الصيام إرشاد العباد إلى أنْ يلحوا بالدعاء ويكثروا منه؛ لأنّ الصائم مجاب الدعوة في صومه وعند فطره، فإذن وقوع هذه الآية بين آيات الصوم إرشاد للعباد إلى أنّ هذه فرصة ودعوة لهم إلى الدعاء؛ إذ إن الصائم لا ترد دعوته. السؤال الثاني: مع الآيات التي تبدأ بقوله تعالى (يسألونك) يأتي الجواب بـ (قل) على الأغلب، وهنا في الآية جاء الجواب مباشرة من دون (قل) فما دلالة ذلك؟ الجواب: في هذه الآية لم يقل الله: فقل لهم إني قريب، وإنما تكفل تعالى بالإجابة مباشرة، على نحو ما خاطبهم مباشرة في قوله عز وجل﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ ﴾ [البقرة:183] وما قال: قل لهم: كُتب عليهم الصيام، كذلك في الدعاء لم يقل: قل لهم، وإنما قال: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌۖ ﴾ [البقرة:186] مع أنه في آيات أخرى عندما يكون هناك سؤال، يقول: قل، مثلاً ﴿ وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى ﴾ [البقرة:222] أمّا في هذه الآية فتكفل الله تعالى بالإجابة مباشرة، هو سبحانه وتعالى يُدعى بلا واسطة، وهو يجيب مباشرة. السؤال الثالث: لِم لمْ يربط إجابة الدعاء في الآية بمشيئة الله كما في آية الأنعام: 41؟ الجواب: قال تعالى: ﴿ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ ﴾ [البقرة:186] لم يقل: إنْ شئتُ أو إنْ شاءَ ربك، كأنه أجاب وقطع بالإجابة، بينما نلاحظ في آية أخرى: ﴿ بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ٤١﴾ [الأنعام:41] فلم يقطع بالإجابة، بينما في آية الصيام فالإجابةُ لا بد أنْ تكون بواحد من ثلاثة: إمّا يعجل له، أو يُدّخر له، أو يرد عنه بمقدارها من الأذى، كما في الحديث. السؤال الرابع: ما دلالة استخدام (إذا) بدل (إنْ) في الآية؟ الجواب: استخدام (إذا) في الآية؛ لأنه سبحانه وتعالى أراد أنْ يكثر الناس من الدعاء ويلحوا فيه؛ لأنّ (إذا) تفيد الكثير والمقطوع به ولم يقل: (إنْ)؛ لأنّ (إنْ) تستعمل للشك والنادر والمستحيل الوقوع، أمّا (إذا) فهي لمقطوع الوقوع أو كثير الوقوع. شواهد قرآنية: ـ ﴿ كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ ﴾ [البقرة:180] هذا مقطوع الوقوع فاستعمل (إذا). ـ ﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ ﴾ [الحُجُرات:9] هذه قليلة فاستعمل (إن). السؤال الخامس: ما دلالة قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ ﴾ وقوله: ﴿ إِذَا دَعَانِۖ ﴾ في نفس الآية؟ الجواب: قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ ﴾ وقوله ﴿ إِذَا دَعَانِۖ ﴾ فيه إشارة أنّ المطلوب من العبد الإكثار من الدعاء؛ ولذا عليه أنْ يكثر من الدعاء، وفيه أيضاً أنّ الدعاء شرط الإجابة، كما قال تعالى: ﴿ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ ﴾ فجعل الله تعالى الدعاء شرط الإجابة. السؤال السادس: ما فائدة تقديم الإجابة على طلب الدعاء؟ الجواب: قدّم الإجابة على الدعاء من باب التوكيد، ومثاله قولك: إذا جئت إليّ أُكرمك، فأنت هنا بنيت الخبر على المجيء، لكن عندما تقول: أكرمك إنْ جئتني، تكون قد بنيت الخبر على الإكرام. وهنا في هذه الآية ربنا بنى على الإجابة، فالإجابة بفضل الله متحققة، والله تعالى يريد من العباد أنْ يدعوه، والدعاء شرط الإجابة. وفي هذه الآية قدّم الاستجابة على الإيمان؛ لأنّ الاستجابة عبارة عن الانقياد والاستسلام، والإيمان عبارة عن صفة القلب، وهذا يدل على أنّ العبد لا يصل إلى نور الإيمان إلا بتقدم الطاعات والعبادات. والله أعلم.
__________________
|
#152
|
||||
|
||||
رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"
مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (154) مثنى محمد هبيان القسم الثاني الأخير من أسئلة آية البقرة 186 ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ١٨٦﴾ [البقرة: 186 ] السؤال السابع:قوله تعالى: ﴿أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ﴾ وليس (أجيب الداعي)، فما دلالة ذلك؟ الجواب: قوله تعالى: ﴿أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ﴾ وليس (أجيب الداعي)؛ لأنّ الدعوة هي المطلوبة بالذات، يجيب ما تريد أنت، أي: يجيب الدعوة. وربنا يغضب إذا لم يدعه العبد، ويحب الملحاح في الدعاء، وقد غضبَ ربُنا على أقوام لأنهم لم يدعوه، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ٤٢فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ﴾ [الأنعام:42-43] وقوله: ﴿وَلَقَدۡ أَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ فَمَا ٱسۡتَكَانُواْ لِرَبِّهِمۡ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ٧٦﴾ [المؤمنون:76] وقوله: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ١﴾ [الفَلَق:1] أي: ادعُ وقلها لا في نفسك فقط؛ لأنه عندما يقول العبد: (أعوذ) يعني أنه يحتاج لمن يعينه فينبغي أنْ يقولها. السؤال الثامن: جاء جواب السؤال في الآية في قوله تعالى: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌۖ ﴾ ولم يقل: (قل) فما دلالة ذلك؟ الجواب: جاء جواب السؤال في قوله: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌۖ ﴾ ولم يقل: (قل)؛ لأنّ (قل) هنا يحتاج إلى مدة وإنْ كانت قصيرة فهي لا تتناسب مع القرب في الإجابة، فأراد ربنا سبحانه وتعالى أنْ يجعل القرب في الإجابة عن السؤال دون وساطة، فجعل الجوابَ منه لعباده مباشرة، وجاءت الفاء في الجواب ﴿فَإِنِّي﴾ لتفيد السرعة والمباشرة الفورية التي تتناسب مع هذا العطاء الرباني العظيم، فقال تعالى: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌۖ﴾. ونلاحظ أنه لا يوجد غنة أو انفصال بين كلمة ﴿قَرِيبٌۖ﴾ وكلمة﴿أُجِيبُ﴾لأنّ بينهما إظهار شفوي، مما يدل على سرعة الإجابة. والله أعلم. السؤال التاسع: لماذا في هذه الآية تقدّم جواب الشرط على فعل الشرط؟ الجواب: آـ في هذه الآية تقدّم جواب الشرط على فعل الشرط، ومعناه: أنّ الله تعالى يجيب دعاء العبد حتى قبل أنْ يبدأ بالدعاء. ب ـ وفي الآية لفتةٌ أخرى: أنه في سياق القرآن كله عندما تأتي الآية فيها (وإذا سألك) أو (يسألونك) يأتي الردّ من الله تعالى لرسوله (قل) إلا في هذه الآية فقد جاء الردّ مباشرة من الله تعالى لعباده في خطاب مباشر ليس بين الله تعالى وعباده أي وسيط، حتى لو كان الرسول الكريم ﷺ، فما على العبد إلا الدعاء، والله تعالى يجيب دعاء عباده؛ فسبحانه وتعالى. السؤال العاشر: ما الفرق بين ذكر الياء وعدم ذكرها في ﴿عِبَادِي﴾ و﴿ عِبَادِ﴾ [الزُّمَر:17]؟ الجواب: هذه ظاهرة في القرآن، (عبادي وعبادِ)، فأكثر الكلمتين مبنى أوسعهما معنى؛ وبيان ذلك أن كلمة (عبادي) أكثر من (عبادِ) في العدد؛ لأنها (عبادي) تشمل كل العباد، وذلك مناسب لسعة الكلمة وطولها وسعة المجموعة. قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ﴾ كل العباد تسأل، هذا لا يخص عبداً دون عبد. وقال تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [الإسراء:53] فكل العباد مكلفون أنْ يقولوا التي هي أحسن. أمّا قوله تعالى: ﴿فَبَشِّرۡ عِبَادِ١٧ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ﴾ [الزُّمَر: 17 - 18] ما قال: يستمعون الحسن وإنما أحسنه، وهؤلاء قليل. السؤال الحادي عشر: ما دلالة حرف الفاء في قوله تعالى: ﴿فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي﴾؟ الجواب: الفاء لطلب سرعة الاستجابة إلى الله والإيمان به ودعائه، وفي ذلك مسائل: آـ كأنه تعالى يقول: أنا أجيب دعاءك مع أني غني عنك مطلقاً، فكن أنت مجيباً لدعائي مع أنك محتاج إليّ من جميع الوجوه، فما أعظم هذا الكرم!!! ب ـ إجابة الله عبده فضل منه ابتداء، وأنه غير معلل بطاعة العبد. ج ـ قوله تعالى: ﴿فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي﴾ تبين أنّ الاستجابة عبارة عن الانقياد والاستسلام، والإيمان عبارة عن صفة القلب، وهذا يدل على أنّ العبد لا يصل إلى نور الإيمان وقوته إلا بتقدم الطاعات والعبادات. السؤال الثاني عشر: هل هناك فرق بين: (أجاب واستجاب)؟ الجواب: الفعلان: أجاب واستجاب بمعنى واحد، وقال أهل المعنى: الإجابة من العبد لله الطاعة، وإجابة الله لعبده إعطاؤه إياه مطلبه. السؤال الثالث عشر: ما الدروس المستفادة من قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾ في الآية؟ الجواب: 1 ـ قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾ يدل على أنّ العبد لله، وقوله ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌۖ ﴾ يدل على أنّ الرب للعبد. 2 ـ لم يقل: (العبد مني قريب) بل قال: أنا منه قريب، وفي ذلك سر نفيس، فإنّ العبد ممكن الوجود فهو من حيث هو، هو في مركز العدم وحضيض الفناء فلا يمكنه القرب من الرب، أمّا الحق سبحانه فهو القادر من أنْ يقرب بفضله وبرحمته من العبد، فالقرب من الحق إلى العبد لا من العبد إلى الحق، فلهذا قال: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌۖ﴾. 3 ـ حذف الياء من (الداع) و (دعان) حتى لا يشعر العبد بطول الزمن بين الدعاء والإجابة. السؤال الرابع عشر: هناك إشكال: نرى الداعي يبالغ في الدعاء والتضرع فلا يجاب، فلماذا؟ الجواب: الآية وإنْ كانت مطلقة إلا أنها قد وردت آيات أخرى مقيدة، نحو قوله تعالى: ﴿ بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ ﴾ [الأنعام:41] فترك المشيئة له سبحانه من وجوه: آ ـ الداعي لا بدّ له من شروط الدعاء المعروفة، مثل: التوبة، والإقلاع عن المعاصي، وكسب الحلال، والبعد عن الحرام، وطيب المأكل والمشرب، والإخلاص والتذلل لله. جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قوله: «ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يقول: يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام فأنّى يستجاب له» رواه مسلم. ب ـ الداعي لا بدّ أنْ يجد من دعائه عوضاً، إمّا إسعافاً بطلبه إذا وافق القضاء، فإن لم يتم ذلك فسكينة في نفسه وانشراح في صدره وصبر يسهل معه احتمال البلاء الحاضر. ج ـ قال الله: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر:60] ولم يقل: في الحال، فإذا استجاب له بعد حين ولو في الآخرة كان الوعد صادقاً. يقول الله في الحديث القدسي: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرَّبُّ: وعزتي لأنصرنَّكَ ولو بعد حين»[أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد]. د ـ قوله تعالى: ﴿فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي﴾ لم يقل للعبد: أجب دعائي حتى أجيب دعاءك، وهذا تنبيه على أنّ إجابة الله عبده فضل منه ابتداء، فالله يجيب الدعاء وهو في غنى عن العبد، بينما العبد محتاج إلى الله. والله أعلم.
__________________
|
#153
|
||||
|
||||
رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"
مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (155) مثنى محمد هبيان ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ١٨٧﴾ [البقرة: 187] السؤال الأول:ما دلالة كلمة (اللباس) في الآية ﴿هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ﴾ [البقرة:187]؟ الجواب: جاءت هذه الآية لتعبر عما تحمله تلك العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة، وما يمثله كل واحد منهما لصاحبه، وذلك بتشبيه كل واحد منهما باللباس للآخر. اللباس الذي يستر العورات ويدفئ صاحبه ويمنع عنه الأذى والضرر إلى غير ذلك من المنافع الكثيرة، فلو أردت أخي المؤمن وضع كلمة مكان (لباس) لما أدّت إلى المعنى المراد، ولما وسعت ذلك الشمول الذي احتوى عليه ذلك التشبيه الرائع. السؤال الثاني: ما أنواع اللباس وما منظومة اللباس التي ذكرت في القرآن؟ الجواب: الثوب: هو الثوب الظاهر الذي يستر العورة، وله معنيان: ـ معنوي: خُلق ـ تقوى ـ مروءة، كقوله تعالى: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ٤﴾ [المدَّثر:4]. ـ مادي: لما نلبسه. اللباس: وهو يدل على السَّتر المادي والمعنوي ـ وهو الذي يستر السوءة ـ وقد ينزع اللباس نزعاً بالقوة، فاللباس يواري السوءة الحسية والمعنوية. شواهد قرآنية: ﴿ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ﴾ [الأعراف:26] يعني كل عبادة فيها جانب خفي وتوقير. ﴿ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ﴾ [البقرة:187] ماديٌّ ومعنويٌّ هو عدم إظهار سيئات الزوج أو الزوجة. ﴿ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا ﴾ [الأعراف:27]. ﴿ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ ﴾ [النحل:112]. ﴿ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ ﴾ [الأعراف:26]. ﴿ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ﴾ [الأعراف:26] أي: أنْ تؤديها خالصة لله وقلبك مخلص. أنواع اللباس: 1ـ الجلباب: ثوب له أكمام ويقفل من الأمام ﴿ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ﴾ [الأحزاب:59]. 2ـ كساء: هو الثوب الذي يُلقى على الكتف ﴿ وَٱكۡسُوهُمۡ ﴾ [النساء:5]. 3ـ خمار: غطاء الرأس ﴿ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ ﴾ [النور:31]. 4ـ سربال: كل شيء غليظ يقي من الحر أو البرد أو الضرب ﴿ سَرَٰبِيلَ تَقِيكُمُ ٱلۡحَرَّ وَسَرَٰبِيلَ تَقِيكُم بَأۡسَكُمۡۚ ﴾ [النحل:81]. 5ـ ريش: هو ما يدل على الترف وهو حلال مالم يؤد إلى الخيلاء ﴿ يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ ﴾ [الأعراف:26]. 6ـ سابغ: كل شيء واسع وتام ومريح، ومنه: إسباغ الوضوء ﴿ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ﴾[لقمان:20]. 7ـ مزمل: طريقة لبس الكساء إذا لف الإنسان نفسه بكسائه ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ١﴾ [المزَّمل:1]. 8ـ إزار: ومنه المئزر، وهو معروف، والأصل في الأزر هو القوة ﴿ ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي٣١﴾ [طه:31]. 9ـ غطاء: ما يُتغطى به، والغطاية: ما تغطت به المرأةُ من حشو الثياب تحت ثيابها كالغلالة ونحوها. وفي الحديث: أنه عليه السلام نَهَى عن أن يغطيَ الرجلُ فاه في الصلاة. قال ابن الأثير: من عادة العرب التلثم بالعمائم على الأفواه، فنهوا عن ذلك. 10ـ دثار: المدثر هو المتدرع بدثاره كالملتف باللحاف مثلاً ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ١﴾ [المدَّثر:1]. 11ـ فراش: ما يوطئ من متاع البيت، ومنه المفروشات. قال تعالى: ﴿ مُتَّكِِٔينَ عَلَىٰ فُرُشِۢ بَطَآئِنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقٖۚ ﴾ [الرحمن:54]، ﴿ وَفُرُشٖ مَّرۡفُوعَةٍ٣٤﴾ [الواقعة:34]. السؤال الثالث: ما الفرق بين (لا تقربوها) و(لا تعتدوها) في الاستعمال القرآني؟ الجواب: 1ـ القاعدة في القرآن الكريم أن الله تعالى يستعمل في النواهي: ﴿ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ﴾ [البقرة:187] ومع الأوامر يستعمل ﴿ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ ﴾ [البقرة:229]. وبناء على هذه القاعدة يتبيّن الفرق. 2ـ الحدّ هو الحاجز ونهاية الشيء الذي إنْ تجاوزه المرء دخل في شيء آخر، وشُبِّهت الأحكام بالحد؛ لأنّ تجاوزها يُخرج من حِلٍّ إلى منع. السؤال الرابع: ما الفرق بين قوله تعالى: ﴿ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ ﴾ [البقرة:187] و ﴿ وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۚ ﴾ [النور:18]؟ الجواب: 1ـ نستعرض بعض الآيات: قال تعالى: ﴿ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ١٨٧﴾ [البقرة:187]. وقال أيضاً: ﴿ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ٢١٩﴾ [البقرة:219]. وقال أيضاً: ﴿ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ٢٢١﴾ [البقرة:221]. 2ـ وردت في القرآن الكريم كلمة (آية)84 مرة، وكلمة (آيات) 295 مرة، وكلمة (آياتنا) 92مرة، وكلمة (آياته) 38مرة، وكلمة (آياتي) 14مرة، وكلمة (الآيات) 33 مرة. 3ـ المقارنة هنا بين كلمتي ﴿ ٱلۡأٓيَٰتِۚ ﴾ و﴿ ءَايَٰتِهِۦ ﴾ والاستعمال القرآني لهما هو أنّ (الآيات) عامة (وآياته) فيها إضافة إلى الهاء العائدة لله للتشريف والتعظيم؛ لذلك هي أخصّ وأهم، بينما الآيات أعم. ولذلك نجد القرآن الكريم يستعمل كلمة: ﴿ ءَايَٰتِهِۦ ﴾ [البقرة:187] للمواطن الأهم والآكد من المواطن الأخرى، فاستخدمها القرآن الكريم في الأحكام المختصة في أحكام الحلال والحرام والمواضع الأهم. شواهد قرآنية: آية البقرة ـ 187 ﴿ ءَايَٰتِهِۦ ﴾. آية البقرة ـ 219 ﴿ ٱلۡأٓيَٰتِ ﴾. آية البقرة ـ221 ﴿ ءَايَٰتِهِۦ ﴾. آيتا النور 58ـ و ـ 59﴿ ٱلۡأٓيَٰتِ ﴾ و ﴿ ءَايَٰتِهِۦ ﴾. آية النور 61 ﴿ ٱلۡأٓيَٰتِ ﴾. نجد من دراسة الآيات القرآنية أعلاه ما يلي: 1ـ آية البقرة: 187 فيها أحكام عن الصوم وتفاصيله وهو أمر هام في الإسلام فجاء في آخرها: ﴿ ءَايَٰتِهِۦ ﴾. 2ـ آية البقرة: 219 ليس فيها أحكام تحريم الخمر بشكل واضح وإنما بيّن أنّ إثمه أكبر من نفعه وكذلك الميسر، وأنّ ما ينفقونه هو العفو، أي: ما زاد، فاستعمل ﴿ ٱلۡأٓيَٰتِ ﴾. 3ـ آية البقرة: 221 فيها أحكام بعدم التزاوج مع المشركين والمشركات، فجاء في آخرها بلفظة ﴿ ءَايَٰتِهِۦ ﴾ وهذا حكم هام بعدم الزواج والتزويج من المشركين والمشركات. 4ـ آية النور 58 فيها قوله تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَبۡلُغُواْ ٱلۡحُلُمَ مِنكُمۡ ثَلَٰثَ مَرَّٰتٖۚ﴾ [النور:58] بينما في الآية 59 ﴿ َإِذَا بَلَغَ ٱلۡأَطۡفَٰلُ مِنكُمُ ٱلۡحُلُمَ فَلۡيَسۡتَٔۡذِنُواْ ﴾ [النور:59] وطلب الاستئذان في الآية الثانية أقوى وأهم من الآية الأولى؛ لأنّ الأطفال هنا قد بلغوا الحلم فجاء فيها ﴿ ءَايَٰتِهِۦ ﴾ بينما جاء بكلمة ﴿ ٱلۡأٓيَٰتِ ﴾ في آية النور الأولى. 5ـ آية النور:61 الموضوع يتعلق فيما إنْ أكل من بيوت الأقرباء وربما لا يأكل، فأمر الأكل مباح وليس مؤكداً؛ فجاء بكلمة ﴿ ٱلۡأٓيَٰتِ ﴾ والله أعلم. السؤال الخامس: ما دلالة اختلاف الفاصلة في آيات البقرة: [ 187ـ 221ـ 242ـ 266]؟ وكيف نميز بينهم في الحفظ؟ الجواب: أولاً ـ لنستعرض الآيات: قوله تعالى: ﴿ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ١٨٧﴾ [البقرة:187] الفاصلة (يتقون). قوله تعالى: ﴿ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ٢٢١﴾ [البقرة:221] الفاصلة (يتذكرون). قوله تعالى: ﴿ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ٢٤٢﴾ [البقرة:242] الفاصلة (تعقلون). قوله تعالى: ﴿ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ٢٦٦﴾ [البقرة:266] الفاصلة (تتفكرون). ثانياً ـ حفظ كلام الله تعالى إنما يتأتّى بالتكرار والمراجعة؛ لأنّ الآيات كما وُصفت كأنها الإبل الشاردة، لكن الإنسان يحاول أنْ يجد رابطة ما بين الآية وخاتمتها؛ حتى لا تلتبس عليه، ولا نقول هذه الآيات متشابهة، وإنما هي متقاربة متماثلة، وذكرنا سابقاً أنّ المتشابه هو الذي معناه مفهوم ولكن فيه مساحة للغيب. ثالثاً ـ بشكل عام الآيات قد تكون للخطاب نحو: (لعلكم تتقون) أو للغيبة نحو: (لعلهم يتقون) وخطاب الغيبة يكون عادة عندما يريد الله أنْ يكون الحُكم عاماً مطلقاً وليس للمخاطبين في جزئية معينة. ﴿ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ﴾ 1ـ وردت في سورة البقرة في أربعة مواضع في الآيات: [ 21- 63-179-187]. 2ـ التقوى هي تجنب مخالفة أوامر الله. 3ـ تأتي هذه الفاصلة: ﴿ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾ ﴿ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ﴾ عندما يكون السياق بالأوامر: افعلوا أو لا تفعلوا. ﴿ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ 1ـ وردت في سورة البقرة مرتين في الآيات:[ 219 -266]. 2ـ تأتي هذه الفاصلة عند طلب التفكر إمّا بضرب مثل، وإمّا يكون جواباً عن سؤال حتى يتفكر الإنسان في الإجابة. 3ـ يلاحظ أن الآيتين: [ 219-266] تتعلقان بالمال. ﴿ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ 1ـ التذكر هو الاتعاظ، أي: بأنْ تكون له عظة بذلك. 2ـ وردت في سورة البقرة في مكان واحد في الآية (221) كما وردت في باقي القرآن في ستة مواضع هي: [إبراهيم 25ـ القصص 43ـ 46ـ 51ـ الزمر 27ـ الدخان 58]. 3ـ تأتي هذه الفاصلة في سياق حُكمٍ مخالفٍ للأعراف والتقاليد عندهم، فعند ذلك يُطلب منهم أنْ يكون لهم بهذا القرآن عظة وعبرة فلا يخالفوه. السؤال السادس: لماذا حذف فاعل ﴿ أُحِلَّ ﴾ [البقرة:187] وبناه للمجهول في الآية؟ الجواب: حذف الفاعل وبناه للمجهول عند التحدث على الرَّفَث، وهو ما يحسن ألا يقترن بالتصريح بالفاعل فقال: ﴿ أُحِلَّ ﴾ [البقرة:187]. والله أعلم.
__________________
|
#154
|
||||
|
||||
رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"
مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (156) مثنى محمد هبيان ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ١٨٨﴾[البقرة: 188] السؤالالأول: ما دلالة هذه الآية؟ وما ارتباطها بما قبلها من آيات الصوم؟ الجواب: 1ـ كأنّ هذه الآية متممة ومكملة لآيات الصوم، وكأنّ الله سبحانه أوجب علينا صوماً من نوع آخر، وهو التحريم الدائم لأكل أموال الناس بأي لون من ألوان الباطل التي لا حصر لها وخاصة في عصرنا هذا. ولما انقضت آيات الصيام أعقبها الله بالنهي عن أكل أموال الناس بالباطل؛ لأنه محرم في كل زمان ومكان، بخلاف الطعام والشراب فكأنه يقال للصائم: يا من أطعت ربك وتركت الطعام والشراب الذي حرم عليك في النهار فقط، فامتثل أمر ربك في اجتناب أكل الأموال بالباطل، فإنه محرم بكل حال، ولا يباح في وقت من الأوقات. 2ـ قوله تعالى: ﴿وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ﴾ الإدلاء مأخوذ من إدلاء الدلو وهو إرسالك إياها في البئر باتجاه الأسفل للاستسقاء،أي ليصل إلى مطلبه من الماء، وفي هذا كناية عن الرشوة وشهادة الزور بأن تدفع إلى القُضاة أو ولاة الأمور أو الموظفين لتأكلوا أموال الآخرين ظلماً وعدواناً ﴿لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ﴾ بطريق السقوط إلى الأسفل ﴿وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ أنكم على باطل وأنكم تأكلون حراماً، فإذا صام المسلم عن الحلال في رمضان، فأولى به أن يصوم عن الحرام طيلة عمره. وللعلم الواو واو الحال (وأنتم) فهي تصف حالتكم آنذاك. 3ـ قال النبي عليه السلام: (لايحل لامرىء أن يأخذ مال أخيه بغير حقه، وذلك لما حرّم الله مالا لمسلم على المسلم). أخرجه البزار وابن حبان. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك. السؤالالثاني: ما دلالة قوله تعالى في الآية ﴿وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ﴾ في الآية؟ الجواب: قوله سبحانه: ﴿وَتُدۡلُواْ ﴾ [البقرة:188] مأخوذة من أدلى، ونحن ندلي الدلو إلى الأسفل، وأدلى: معناها: أنزل الدلو؛ ولذلك جاء في قصة الشيطان مع آدم عليه السلام ﴿فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ ﴾[الأعراف: ٢٢]. فقوله تعالى: ﴿وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ﴾ [البقرة:188] أي: ترشوا الحكام ﴿ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ ﴾[البقرة:188] ومن العجيب أنّ الرشوة مأخوذة من الرَّشاء وهو الحبل الذي يُعلق فيه الدلو، لذلك فأدلى ودلَّى في الرشوة. وكلمة ﴿وَتُدۡلُواْ﴾ [البقرة:188] تبين أنّ اليد التي تأخذ الرشوة هي اليد السفلى، فجاءت لتعبر عن دناءة المرتشي وسفله ولو كان في الذروة من حيث المنصب وموقع المسؤولية. أمّا لماذا يدلون بها إلى الحكام؟ إنهم يفعلون ذلك حتى يعطيهم الحكام المبررات التشريعية لأكل أموال الناس بالباطل، وذلك عندما نكون محكومين بقوانين البشر. لكن عندما نكون محكومين بقوانين الله، فالحاكم لا يبيح مثل هذا الفعل. والله أعلم.
__________________
|
#155
|
||||
|
||||
رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"
مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (157) مثنى محمد هبيان ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ١٨٩﴾ [البقرة: 189 ] السؤال الأول: قوله تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ﴾[البقرة:189] البِرُّ مصدر، ومن اتقى: شخص، كيف البر هو الذي اتقى؟ الجواب: البارّ هو الذي يتقي وليس البِرّ، والبارّ من اتقى وليس البر، البِرّ عمل وهو فعل الخير، ولو تحول البر إلى شخص لكان شخصاً متقياً. السؤال الثاني: قوله تعالى في آية البقرة 177: ﴿ لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ ﴾ بالنصب، وقوله تعالى في آية البقرة 189 ﴿وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ﴾[البقرة:189] بالرفع، فما دلالة الرفع ودلالة النصب؟ وما الفرق؟ الجواب: انظر الجواب في آية البقرة رقم 177. السؤال الثالث: ما دلالة الآيات التي بدئت بقوله تعالى ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾؟ الجواب: أولاً ـ لم يكن عدد الأسئلة التي سألها الصحابة رضوان الله عليهم كبيراً، فعددها لم يتعد بضعة عشر سؤالاً، وبشكل أدق فقد كان عدد الأسئلة ستة عشر سؤالاً، والنبي صلى الله عليه وآله وسلمنهاهم عن السؤال، فقال: «ذروني ما تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه» رواه أبو هريرة. ثانياًـ حينما دخل المسلمون الدين الجديد - الإسلام - عشقوا معه التكليف والأحكام وأرادوا أنْ يبنوا حياتهم على هذا النظام الإسلامي الجديد الطاهر، حتى إن الشيء الذي لم يغيره الإسلام أرادوا أنْ يعرفوه ويطبقوه على أنه حكم الإسلام لا على حكم العادة، فعندما تقرأ ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ في القرآن فاعلم أنها من هذا النوع. وفي القرآن الكريم يوجد (15) آية جاءت بصيغة سؤال وتبدأ بـ ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ بصيغة المضارع ومرة واحدة بصيغة الماضي، والآيات التي وردت بصيغة المضارع منها ثمانية أسئلة في سورة البقرة وحدها والباقي 8 أسئلة أخرى موزعة على باقي سور القرآن، حسب المبين أدناه: السورة رقم الآية الصيغة الجواب البقرة 186 ﴿ سَأَلَكَ﴾ ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌۖ ﴾ البقرة 189 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿قُلۡ﴾ البقرة 215 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿قُلۡ﴾ البقرة 217 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿قُلۡ﴾ البقرة 219 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿قُلۡ﴾ البقرة 219 ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ ﴾ ﴿قُلۡ﴾ البقرة 220 ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ ﴾ ﴿قُلۡ﴾ البقرة 222 ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ ﴾ ﴿قُلۡ﴾ المائدة 4 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿قُلۡ﴾ الأعراف 187 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿قُلۡ﴾ الأعراف 187 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿قُلۡ﴾ الأنفال 1 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿قُلۡ﴾ الإسراء 85 ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ ﴾ ﴿قُلۡ﴾ الكهف 83 ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ ﴾ ﴿قُلۡ﴾ طه 105 ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ ﴾ ﴿ فَقُلۡ ﴾ النازعات 42 ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾ ﴿ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ﴾ وفي هذاالموضوع نلحظ النقاط التالية: 1ـ وردت كلمة ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ ﴾ مع الواو 6 مرات، وبدون الواو، أي: ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾9 مرات، وذلك حسبما يأتي السؤال منفرداً أو في بداية كلام جديد، فيأتي الجواب بدون حرف الواو ﴿يَسۡ*َٔلُونَكَ﴾أو ربما تأتي عدة أسئلة معاً، فيأتي في الجواب بدون حرف العطف للسؤال الأول، ثم مع حرف العطف لبقية الأسئلة.﴿وَيَسۡ*َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا٨٥﴾ [الإسراء: 85] أو يأتي للسؤال ضمن المتعاطفات، فيأتي حرف العطف كما في قوله تعالى: ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ ﴾ [الإسراء:85] فقد سبقها وتبعها مجموعة من المتعاطفات، أو يكون الوضع أنّ السياق يحسن فيه العطف. 2ـ جاءت الأجوبة على ثلاثة أنواع: فالأغلب فيها أنّ الله لما حكى السؤال قال لنبيه: (قل) إلا سؤالاً واحداً جاء معه الجواب بـ (فقل) في قوله تعالى في آية طه 105: ﴿ وَيَسۡ*َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا١٠٥﴾[طه:105] فجاء بالفاء مع الفعل (قل) لماذا؟ لأنّ السؤال في كل الآيات سؤال عن شيء وقع بالفعل، وسئل الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزول الآيات فكان الجوابقل) أمّا السؤال عن الجبال فلأنه حدثٌ لم يقع بعد، فكأنّ الله سبحانه يُخبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلمأنه سيُسأل هذا السؤال، أي: كأنّ حرف الفاء دل على شرط مقدر، بمعنى: إنْ سألوك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً. أمّا الصورة الثالثة: فهي في آية البقرة 186، فجاء الفعل بصيغة الماضي، ولم يكن الجواب بـ (قل) سواء مع الفاء أو بدونها، للأسباب التالية: آ ـ لأنّ قوله (قل) تطيل القرب. ب ـ يريد الله أنْ يجعل القرب منه لعباده مباشرة من دون واسطة، وإنْ كان الذي سيبلغ الجواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحذف كلمة (قل) ليبين لهم القرب ويبين للعبد أنه لا واسطة بينه وبين الله في مقام الدعاء، والقرب في هذه الآية ليس قرباً للمكان، وإنما قرب علم واطلاع من الله تعالى للعبد. ج ـ قوله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ﴾ [البقرة:186] يدل على أنّ العبد لله، وقوله: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌۖ ﴾ [البقرة:186] يدل على أنّ الرب للعبد. د ـ لم يقل: العبد مني قريب، بل قال: أنا منه قريب، وفي ذلك سرٌّ نفيسٌ، فإنّ العبد ممكن الوجود فهو من حيثُ هو، هو في مركز العدم وحضيض الفناء فلا يمكنه القرب من الرب، أمّا الحق سبحانه فهو القادر على أن يقرب بفضله وبرحمته من العبد، فالقرب من الحق إلى العبد لا من العبد إلى الحق، ولهذا قال: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌۖ ﴾. هـ ـ حذف الياء من (الداع) و (دعان) حتى لا يشعر العبد بطول الزمن بين الدعاء والإجابة. و ـ هناك إشكال: نرى الداعي يبالغ في الدعاء والتضرع فلا يجاب، فلماذا؟ أولاً ـ الآية وإنْ كانت مطلقة إلا أنها قد وردت آيات أخرى مقيدة، نحو قوله تعالى ﴿بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ ﴾ [الأنعام: 41] فترك المشيئة له سبحانه من وجوه. ثانياً ـ الداعي لا بدّ له من شروط الدعاء المعروفة، مثل: التوبة، والإقلاع عن المعاصي، وكسب الحلال والبعد عن الحرام، وطيب المأكل والمشرب والإخلاص، والتذلل لله. جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله: «ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يقول: يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذِيَ بالحرام فأنّى يستجاب له؟». ثالثاً ـ الداعي لا بدّ أنْ يجد من دعائه عوضاً، إمّا إسعافاً بطلبه إذا وافق القضاء، فإنْ لم يتم ذلك فسكينة في نفسه وانشراح في صدره وصبر يسهل معه احتمال البلاء الحاضر. رابعاً ـ قال الله: ﴿ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ ﴾ [غافر:60] ولم يقل: في الحال، فإذا استجاب له بعد حين ولو في الآخرة كان الوعد صادقاً. يقول الله في الحديث القدسي: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الربُّ: وعزتي لأنصرنَّك ولو بعد حين». خامساً ـ قوله تعالى: ﴿ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي ﴾ [البقرة:186] لم يقل للعبد: أجب دعائي حتى أجيب دعاءك، وهذا تنبيه على أنّ إجابة الله عبده فضل منه ابتداءً فالله يجيب الدعاء وهو في غنى عن العبد، بينما العبد محتاج إلى الله. وفي الآية قدّم الاستجابة على الإيمان؛ لأنّ الاستجابة عبارة عن الانقياد والاستسلام، والإيمان عبارة عن صفة القلب، وهذا يدل على أنّ العبد لا يصل إلى نور الإيمان إلا بتقدم الطاعات والعبادات. 3ـ في ﴿ يَسۡ*َٔلُونَكَ ﴾ في سورة الأنفال 1، لم يأت الجواب مباشرة، ولكنْ جاء بعد أربعين آية، فقد جاء في الآية:41 ﴿ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا يَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ٤١﴾ [الأنفال:41]. والسبب في ذلك يعود لما يلي: آ ـ سمى الله الغنائم بالأنفال ومعنى النفل الزيادة على الفرض ـ مثل صلاة نفل أو صوم نفل ـ فالأنفال هي الغنائم التي تحمل معنى الزيادة عن الغرض الأصلي للجهاد وهو إعلاء كلمة الله. فتأخير الإجابة هو توجيه من الله تعالى للمسلمين بأنّ هدفهم ليس هو الغنائم وإنما هو إعلاء كلمة الله في الأرض، لكنْ إذا حصل بعد ذلك الهدف أمر آخر كالغنائم فتوزع كما جاء في الآية 41. ب ـ كرّر الله كلمة (الأنفال) في السؤال مرتين بينهما كلمة (قل) والعهد في القرآن في بقية الأسئلة أنه لا يكرر الكلمة المسؤول عنها بل يعيد القول عليها بالضمير المناسب (قل هي) (قل هو) (قل فيهما) (قل ينسفها). والسبب أنه لو قال القرآن مثلا: (قل هي لله ورسوله) لكانت الإجابة تخص تلك الأنفال بعينها، أي: أنفال غزوة بدر، ولكان لنا أنْ نسأل: ما حكم أنفال أحد أو حنين أو حطين؟ فكرر كلمة الأنفال بدل الضمير ليدل على الحكم الدائم لجميع الأنفال. ج ـ عندما يعود الضمير على الكلمة المسؤول عنها يدل ذلك على أنّ هذه الأشياء ثابتة لا تتغير على مر الأيام، فالأهلة هي الأهلة، والمحيض هو المحيض، والجبال هي الجبال، والخمر والميسر لا يتغيران من حيث ضررُهما وخطرُهما، بينما كانت الأنفال تخص غزوة بدر، فكرر كلمة الأنفال ليعم الحكم، والله أعلم. السؤال الرابع: أيُّ رابط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت؟ الجواب: الجواب من عدة وجوه: 1ـ كأنه قيل لهم عند سؤالهم عن الحكمة في تمام الأهلة ونقصانها: معلوم أنّ كل ما يفعله الله فيه حكمة ظاهرة، ومصلحة لعباده، فَدَعوا السؤال عنه، وانظروا في واحدة تفعلونها أنتم، مما ليس في البرِّ في شيء وأنتم تحسبونها برَّاً. 2ـ أنه من باب الاستطراد، لمّا ذكر أنّ الأهلة مواقيت الحج، وكان هذا من أفعالهم في الحج، ففي الحديث: أنّ ناساً من الأنصار كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحدٌ منهم حائطاً، ولا داراً، ولا فسطاطاً من باب، فإنْ كان من أهل المدر نقب نقباً في ظهر بيته، منه يدخلُ ويخرجُ، أو يتخذ سلماً يصعد به، وإنْ كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء،فقيل لهم: ليس البرَّ بتحرجكم من دخول الباب، لكنّ البرَّ من اتقى ما حرّم الله، وكان الأحرى سؤالكم عن هذا، وترككم السؤال عن الأهلة. 3ـ أنه من قبيل التمثيل لما هم عليه، من تعكيسهم في سؤالهم، وأنّ مثلهم كمثل من يترك باباً ويدخل من ظهر البيت، فكأنه قيل لهم: ليس البرَّ ما أنتم عليه من تعكيس الأسئلة، ولكن البرَّ من اتقى الله. والله أعلم. السؤال الخامس: كم مرة وردت كلمة (الأبواب) في القرآن بصيغة الجمع؟ الجواب: وردت كلمة (الأبواب) في القرآن بصيغة الجمع في (15) موضعاً في (15) آية وهي: 1ـ﴿ﭐ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ١٨٩﴾[البقرة:189]. ﭐ 2ـ﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ﴾[الأنعام:44]. 3ـ ﭐ﴿ﭐ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ*َٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ﴾[الأعراف:40]. ﭐ 4ـ﴿ﭐ وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ ﴾[يوسف:23]. 5ـ ﴿ﭐوَقَالَ يَٰبَنِيَّ لَا تَدۡخُلُواْ مِنۢ بَابٖ وَٰحِدٖ وَٱدۡخُلُواْ مِنۡ أَبۡوَٰبٖ مُّتَفَرِّقَةٖۖ ﴾[يوسف:67]. ﭐ 6ـ ﴿ﭐلَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَٰبٖ لِّكُلِّ بَابٖ مِّنۡهُمۡ جُزۡءٞ مَّقۡسُومٌ٤٤﴾[الحجر:44]. ﭐ 7ـ ﴿ﭐ فَٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَلَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ٢٩﴾ [النحل:29]. ﭐ 8ـ ﴿ﭐ جَنَّٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ٥٠﴾[ص:50]. ﭐ 9ـ ﴿ﭐ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا٧١﴾[الزمر:71]. ﭐ 10 ـ﴿ﭐ قِيلَ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ٧٢﴾[الزمر:72]. ﭐ 11ـ﴿ﭐ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ٧٣﴾[الزمر:73]. ﭐ 12ـ ﴿ﭐ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ٧٦﴾[غافر:76]. ﭐ 13 ـ ﴿ﭐ وَلِبُيُوتِهِمۡ أَبۡوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيۡهَا يَتَّكِ*ُٔونَ٣٤﴾[الزخرف:34]. ﭐ 14 ـ﴿ﭐ فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ١١﴾[القمر:11]. ﭐ 15 ـ ﴿ﭐ وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا١٩﴾[النبأ:19]. نلاحظ أنّ آية النحل 29 وهي الآية السابعة في الترتيب القرآني قد جاءت في وصف أبواب جهنم وعددهم سبعة، وأنّ آية ص 50 وهي الآية الثامنة في الترتيب قد جاءت في وصف أبواب الجنة وعددهم ثمانية. فسبحان الله تعالى. السؤال السادس: ما دلالة هذه الآية؟ الجواب: 1ـ حيث أنّ شهر رمضان له توقيت معين من كل عام، ناسب ذلك ذكر بقية المواقيت لإقامة النظام الإسلامي على أكمل وجه، وذِكْرُ الحج في الآية يشير إلى أنّ نزول هذه الآية كان متأخراً عن آيات الصيام، أي بعد فتح مكة وتشريع الحج. 2ـ (مواقيت) جمع ميقات، وأصله (مِوْقات) قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها وهي معالم يوقّت الناس بها شؤون معيشتهم. 3ـ يلاحظ أنّ الله لم يجبهم عن ماهية الهلال أو عن وظيفته في المجموعة الشمسية، وإنما بيّن في الآية الحكمة والعلّة في خلْق الأهلة، وخصّ الحج بالذكر لإبطال النسيء الذي كانوا يفعلونه من تأخير الأشهر الحرم عن موعدها، وهذا يُسمى في البلاغة فن الاستطراد وهو فن دقيق متشعب، يجنح إليه المتكلم في غرض من أغراض القول يُخيل إليك أنه مستمر فيه، ثم يخرج إلى غيره لمناسبة بينهما، ثم يرجع إلى الأول. والله أعلم.
__________________
|
#156
|
||||
|
||||
رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"
مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (الحلقة 159) ﴿وَٱقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم وَأَخرِجُوهُم مِّن حَيثُ أَخرَجُوكُم وَٱلفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلقَتلِ وَلَا تُقَٰتِلُوهُم عِندَ ٱلمَسجِدِ ٱلحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُم فِيهِ فَإِن قَٰتَلُوكُم فَٱقُتلُوهُم كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 191] السؤال الأول: ما الفرق بين كلمة ﴿ثَقِفتُمُوهُم﴾ وكلمة ﴿وَجَدتُّمُوهُم﴾ في القرآن؟ الجواب: ثَقِفَ: ظَفَرَ به وأخذه، ولا تستعمل ﴿ثَقِفتُمُوهُم﴾ إلا في القتال والخصومة، ومعناها أشمل من الإيجاد، وعندما لا يكون السياق في مقام الحرب يستعمل ﴿وَجَدتُّمُوهُم﴾ [النساء:89] . السؤال الثاني: ما الفرق بين قوله تعالى: ﴿وَٱلفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلقَتلِ﴾ [البقرة:191] وقوله: ﴿ وَٱلفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ ٱلقَتلِ ﴾ [البقرة:217] الجواب: 1ـ كلنا نعرف أنّ القتل من الجرائم العظيمة والأحاديث في ذلك كثيرة ومخيفة، وأول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة الدماء، وتصور لو أنّ رجلاً كما وقع في التاريخ المعاصر قتل مدينة كاملة فيها ملايين كما هو في هيروشيما وناجازاكي، كيف يمكن أنْ تتخيل عقابه يوم القيامة؟ لابُدَّ أنْ يكون عقابه كبيراً من حيث الكمّ، وشديداً من حيث الكيف. 2ـ أنت قد تعذب واحداً بالضرب مليون سنة فهذا كبير، ولكنه ليس شديداً، وقد تعذبه مليون سنة بالخوازيق والنار والأفاعي والعقارب وأنواع الحريق، وفي هذا شدة. و القتل سواء كان لفردٍ واحد ﴿ مَن قَتَلَ نَفسَا بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسَادٖ فِي ٱلأَرضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعا ﴾ [المائدة:32] بحيث لو اجتمعت مدينة كاملة على قتل رجل واحد لكان ينبغي أنْ يقتل رجال هذه المدينة بالكامل؛ لأنهم اشتركوا في قتله، ولأكبّهم الله في النار من أجل قتل شخص واحد، ومع ذلك فهذا القتل يهون إلى جانب الفتنة. 3ـ لكي نكون واضحين في المعنى: عندنا بلاء وعندنا فتنة، وهذان الأسلوبان من أساليب تمحيص الإيمان، قال تعالى: ﴿ وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتَّىٰ نَعلَمَ ٱلمُجَٰهِدِينَ مِنكُم وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبلُوَاْ أَخبَارَكُم ﴾ [محمد:31] وقوله: ﴿ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُترَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُم لَا يُفتَنُونَ ﴾ [العنكبوت:2] . إذن امتحان الإيمان: آـ إمّا ببلاء تكرهه نفسك مثل الفقر والمرض والسجن وما شاكل ذلك، ومنا من يصبر صبراً مطلقاً، ومنا من يصبر صبراً نسبياً، ومنا من لا يصبر بل يجزع. ب ـ وإمّا بفتنة تحبها نفسك كما في النِّعَمِ؛ كالغنى والحُكمِ والعلمِ والأولاد، ومثال ذلك: - كنت فقيراً فصرت غنياً جداً، هل ستستعمل هذه النعمة في شكر الله في الصالحات فتعين الناس؟ أم سوف يدعوك هذا إلى التكبر والطغيان والجبروت؟ - أو في الحُكم صرت ملكاً أو أميراً أو شيخاً أو رئيس جمهورية أو ما شاكل ذلك بعد أنْ كنت مغموراً، هل هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك ستستعملها في طاعته بالعدل والرحمة والشفقة وإحقاق الحق، أو بالقتل والظلم والتعذيب في السجون وما إلى ذلك؟ - وكذلك فتنة العلم والأولاد، كما في قوله تعالى: ﴿ أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ * إِذَا تُتلَىٰ عَلَيهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ [القلم:14-15] . 4ـ هكذا الفرق بين الفتنة والبلاء، أنّ البلاء فيما تكرهه نفسك، والفتنة فيما تحبه نفسك، وفي كلتا الحالتين أنت ممتحن، بل إنّ النعم أحياناً أقسى من النقمة أحياناً، فأنت تصبر على البلاء إذا سجنت وعذبت وضربت وافتقرت، ولكن إذا أصابتك النعمة قد لا تصبر فتطغى، وهذا هو الفرق بين الفتنة والبلاء. 5ـ لكن كيف تكون الفتنة أكبر من القتل؟ والجواب أنّ الفتنة أكبر من القتل بكثير؛ لأنها قد تمتد قروناً من العداوة والبغضاء ، مثل الأوس والخزرج دامت الحرب بينهما 120 عاماً، فلما جاء الإسلام وحّد بينهم ﴿ وَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِهِم لَو أَنفَقتَ مَا فِي ٱلأَرضِ جَمِيعا مَّآ أَلَّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيم ﴾ [الأنفال:63] لذلك قد تدوم الفتنة قروناً طويلة، فالقتل يزول والفتنة لا تزول. 6ـ وأمّا سبب الفرق بين الآيتين [191 و217] وكلاهما في سورة البقرة؛ أنّ الكلام في الآية الثانية على كبيرات الأمور؛ فقد مرّ قبلها ﴿ قُل قِتَال فِيهِ كَبِير ﴾ [البقرة:217] وقوله: ﴿ وَإِخرَاجُ أَهلِهِۦ مِنهُ أَكبَرُ عِندَ ٱللَّهِ ﴾ [البقرة:217] فناسب ذلك ذكر ﴿ أَكبَرُ ﴾ [البقرة:217]. وليس السياق كذلك في الآية الأولى رقم (191) وإنما هي في سياق الشدة على الكافرين، فقد قال فيها: ﴿ وَٱقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم وَأَخرِجُوهُم مِّن حَيثُ أَخرَجُوكُم وَٱلفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلقَتلِ ﴾ [البقرة:191] وهذه شدة ظاهرة ، فناسب ذكر ﴿ أَشَدُّ ﴾ [البقرة:191] فيها. السؤال الثالث: قوله تعالى: ﴿ فَإِن قَٰتَلُوكُم فَٱقتُلُوهُم ﴾ [البقرة:191] جاء فعل الشرط فعلاً ماضياً، وأحياناً يأتي فعل الشرط فعلاً مضارعاً، فما طريقة الاستعمال القرآني لفعل الشرط ؟ الجواب: معنى الشرط أنْ يقع الشيء لوقوع غيره، أي: أنْ يتوقف الثاني على الأول، نحو: إنْ تجتهد تنجح، ونحو الشواهد القرآنية التالية: ﴿ فَإِن قَٰتَلُوكُم فَٱقتُلُوهُم ﴾ [البقرة:191]. ﴿ وَإِن كَانَ ذُو عُسرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيسَرَة ﴾ [البقرة:280] . هذا هو الأصل، وقد يخرج الشرط عن ذلك فلا يكون الثاني مسبباً عن الأول ولا متوقفاً عليه، نحو قوله تعالى: ﴿ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَتُكهُ يَلهَث ﴾ [الأعراف:176] هو يلهث على كل حال. ﴿ فَإِن تَوَلَّواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلكَٰفِرِينَ ﴾ [آل عمران:32] الله لا يحب الكافرين دائماً تولوا أم لا. ـ ﴿ إِن تَحرِص عَلَىٰ هُدَىٰهُم فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهدِي مَن يُضِلُّ ﴾ [النحل:37] . ـ ﴿ وَمَا تَفعَلُواْ مِن خَيرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِۦ عَلِيما ﴾ [النساء:127]. ـ ﴿ فَإِن يَصبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثوى لَّهُم وَإِن يَستَعتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلمُعتَبِينَ ﴾ [فُصِّلَت:24] . فليس الشرط من باب السبب والمسبب دوماً، وإنما الأصل فيه أنْ يكون كذلك. فعل الشرط: 1ـ يقع فعل الشرط ماضياً ومضارعاً، نحو: ﴿ إِن يَشَأ يُذهِبكُم ﴾ [إبراهيم:19] وقولهـم: ﴿ وَإِن عُدتُّم عُدنَا ﴾ [الإسراء:8]. 2ـ والماضي يفيد الاستقبال في الشرط كثيراً، نحو قوله تعالى: ﴿ فَإِن قَٰتَلُوكُم فَٱقتُلُوهُم ﴾ [البقرة:191] . 3ـ والفعل الماضي قد يفيد الاستقبال في غير الشرط كذلك، نحو قوله: ﴿ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلَأرضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخرَىٰ فَإِذَا هُم قِيَام يَنظُرُونَ ﴾ [الزُّمَر:68]، وقوله: ﴿ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُم إِلَى ٱلجَنَّةِ زُمَرًا ﴾ [الزُّمَر:73] . 4ـ وقد يؤتى بالفعل المضارع مراداً به الماضي، نحو قوله تعالى: ﴿ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابا فَسُقنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ ﴾ [فاطر:9] و﴿ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلكِ سُلَيمَٰنَ ﴾ [البقرة:102] أي: ما تلت. 5ـ ومن المعلوم أنّ الفعل المضارع المسبوق بـ [لم] يفيد المضي. وقد ذهب النحاة إلى أنّ القصد من مجيء الشرط ماضياً وإنْ كان معناه الاستقبال هو إنزال غير المتيقن منزلة المتيقن وغير الواقع منزلة الواقع، وهذا ما فسروا به التعبير عن الأحداث المستقبلة بأفعال ماضية في غير الشرط أيضاً، نحو قوله تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ﴾ [الكهف:99] و﴿ وَحَشَرنَٰهُم فَلَم نُغَادِر مِنهُم أَحَد ﴾ [الكهف:47] فهو تفسير عام للتعبير عن الأحداث المستقبلة بأفعال ماضية . استعمال القرآن لفعل الشرط: 1ـ إنّ التعبير بفعل الشرط بالفعل الماضي قد يفيد افتراض حصول الحدث مرة واحدة، في حين أنّ الفعل المضارع قد يفيد تكرر الحدث وتجدده، نحو قوله تعالى: شواهد قرآنية: ملحوظة المذكور أدناه هو فعل الشرط فقط؛ لذا يرجى مراجعة الآيات في القرآن الكريم ): ﴿ تُبدُواْ ﴾ ﴿ تُخفُوهَا ﴾ ﴿ وَتُؤتُوهَا ﴾ [البقرة:271] جاء بصيغة المضارع؛ لأنّ هذه الأحداث تتكرر وتجدد. ﴿ طَلَّقَهَا ﴾ [البقرة:230] ﴿ طَلَّقتُمُ ﴾ [البقرة:236] ﴿ طَلَّقتُمُوهُنَّ ﴾ [البقرة:237] بالماضي؛ لأنّ الطلاق لا يتكرر تكرر الصدقات. ﴿ أَنفَقتُم ﴾ [البقرة:270] إخبار بأنّ ما فعلته أو ما حصل منك قد علمه الله. ﴿ تُنفِقُواْ ﴾ [البقرة:273] الإنفاق عملية متكررة. ﴿ يَشكُر ﴾ [لقمان:12]؛ لأنّ الشكر يتجدد ويتكرر وينبغي أنْ يتكرر فالشكر عمل يومي. ﴿ كَفَرَ ﴾ [لقمان:12] الكفر يحدث مرة واحدة ولا يلزم أنْ يتكرر؛ لأنّ الكفر اعتقاد. ﴿ يَقتُل ﴾ [النساء:93] وهو الإصرار والاستمرار في قتل المؤمن. ﴿ قَتَلَ ﴾ [النساء:92] قتل خطأ قليل لا يتكرر. ﴿ أَسلَمَ ﴾ [البقرة:112] معناه الدخول في الإسلام بدليل الآية 111 التي قبلها ﴿ وَقَالُواْ لَن يَدخُلَ ٱلجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَو نَصَٰرَىٰ تِلكَ أَمَانِيُّهُم ﴾ [البقرة:111] فرد الله عليهم : ﴿ بَلَىٰ مَن أَسلَمَ وَجهَهُۥ لِلَّهِ ﴾ [البقرة:112] . ﴿ أَسلَمَ ﴾ [الجن:14] . ﴿ يُسلِم ﴾ [لقمان:22] معناه الخضوع والانقياد لله وهو عمل يومي يفيد الاستمرار والتجدد. ﴿ أَرَادَ ﴾ [الإسراء:19] لأنّ إرادة الآخرة أمرٌ واحدٌ والآخرة واحدة. ﴿ يُرِد﴾ [آل عمران:145] إرادة الثواب تتكرر، وتتجدد في الدنيا فلكل عمل ثواب له. ﴿ تَابُواْ ﴾ [التوبة:11] المقصود بالتوبة هي التوبة العامة ومعناها هنا الدخول في الإسلام. ﴿ تَابَا ﴾ [النساء:16] معنى التوبة الانخلاع عن الفاحشة والزنى. ﴿ تَتُوبَآ ﴾ [التحريم:4] الكلام موجه إلى زوجي النبي، والتوبة هنا التوبة الجزئية أمثال اللمم والصغائر. ﴿ وَإِن تَعُودُواْ نَعُد﴾ [الأنفال:19] نزلت في كفار قريش وهو تهديد للمشركين وإشعار للمؤمنين بأنّ المشركين سيكررون العودة إلى القتال، وهو ما حصل، وأخبرهم أنّ الله سيعود إلى نصر المؤمنين إنْ عاد المشركون إلى قتال المسلمين. ﴿ عُدتُّم ﴾ [الإسراء:8] في بني إسرائيل، وقد ذكر أنهم يفسدون في الأرض مرتين فأخبر بأنّ لهم عودة بعد تلك المرة. ﴿ فَإِن لَّم تَفعَلُواْ ﴾ [البقرة:24] [البقرة:279] المضارع مع (لم) يفيد المضي؛ وذلك لأنه خروج عن الربا، والخروج عن الربا يكون دفعة واحدة. ﴿ إِلَّا تَنفِرُواْ ﴾ [التوبة:39] وذلك في الجهاد وهو ماضٍ إلى يوم القيامة يتكرر حصوله. ﴿ وَإِن لَّم يَنتَهُواْ ﴾ [المائدة:73] لأنّ الانتهاء هنا دفعة واحدة. ﴿ إِلَّا تَفعَلُوهُ ﴾ [الأنفال:73] التناصر مستمر متجدد، فكان بصيغة المضارع. ﴿ فَإِنِ ٱنتَهَواْ ﴾ [الأنفال:39] ﴿ فَإِنِ ٱنتَهَواْ ﴾ [البقرة:192] [البقرة:193] بالماضي؛ لأنّ القصد هنا الانتهاء الكامل عن الحرب والدخول في الإسلام، بدليل قوله: ﴿ وَقَٰتِلُوهُم حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتنَة وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِ﴾ [البقرة:193] ﴿ وَإِن تَنتَهُواْ ﴾ [الأنفال:19] ﴿ تَستَفتِحُواْ ﴾ [الأنفال:19]؛ لأنّ الانتهاء هنا ليس انتهاء عاماً، بل قد تتكرر الحروب بينهما كما حصل فعلاً. ﴿ إِن سَأَلتُكَ ﴾ [الكهف:76]؛ لأنه سيحصل الفراق بعد سؤال واحد. ﴿ إِن يَسألكُمُوهَا ﴾ [محمد:37] هذا في سؤال الأموال وهو يتجدد ويتكرر. 2ـ وقد يؤتى بالفعل الماضي مع الشرط للدلالة على وقوع الحدث جملةً واحدةً وإنْ كان مستقبلاً، ويؤتى بالمضارع لما كان يتقضى ويتصرم شيئاً فشيئاً. شواهد القرآنية: ﴿ فَإِن أُحصِرتُم ﴾ [البقرة:196] أي: إذا حصل هذا، فعبّر بالماضي . ﴿ وَإِن تُخَالِطُوهُم ﴾ [البقرة:220] والمخالطة مستمرة، وليست كالإحصار، فعبر عنها بالمضارع. ﴿ إِن نَّسِينَآ ﴾ [البقرة:286] أي: إذا حصل منا نسيان أو خطأ. ﴿ فَإِن خِفتُم ﴾ [البقرة:239] ﴿ فَإِذَآ أَمِنتُم ﴾ [البقرة:239] أي: إذا وقع الخوف أو إذا حصل الأمن. ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ ﴾ [الأنفال:58] ففيه معنى الاستمرار والتحسب. ﴿ إِذَا طَلَعَت ﴾ [الكهف:17] ﴿ وَإِذَا غَرَبَت ﴾ [الكهف:17] الطلوع والغروب يقعان جملة واحدة فعبر عنهما بالماضي. ﴿ إِذَا يَسرِ ﴾ [الفجر:4] الليل يفيد الاستمرار والتطاول. ﴿ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴾ [الأنبياء:45] أي: وإنْ تطاول عليهم الإنذار وتكرر واستمر. ﴿ إِذَا وَلَّواْ مُدبِرِينَ ﴾ [النمل:80] أي: إذا أدبروا عنك. ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ ﴾ [النحل:18] لأنّ هذا العمل لا يفرغ منه؛ ولأنّ نعم الله كثيرة. ﴿ إِذَا فَعَلُواْ ﴾ [آل عمران:135] أي: إذا صدر هذا الأمر ولا يحسن (إذا يفعلون فاحشة)؛ لأنّ فيه معنى الاستمرار وعدم الانتهاء من الفاحشة، فيكون المعنى: أنهم يذكرون الله حين يفعلون ذلك. 3ـ يكثر التعبير بالفعل الماضي عن الحكم الثابت القائم على المشاهدة والتجربة، وهو ما يكون في الحِكَم نحو: من صبر ظفر، ومن حذر سلم. بخلاف ما لم يكن كذلك نحو: (من يعمل يأكل )، فهذه القاعدة تضعها للمستقبل، فلا يحسن فيها (من عمل أكل). وقد يأتي الشرط للمضي وإن كان فعله ماضياً، وذلك اذا كان بلفظ [كان] وبعدها فعل ماض، انظر الآيات: [ المائدة 116 ـ يوسف 27 ـ الأنعام 55 ـ يونس 71 ـ الأعراف 87 ـ هود 35 ـ الأحقاف 8 ـ يس 19ـ آل عمرن 152 ـ التوبة 92 ـ الكهف 71 ـ الكهف 86 ـ النمل 18ـ الجمعة 11]. وقد يدل الشرط على الحال. انظر الآيات:[ البقرة 23 ـ يونس 104 ـ الحج 5 ـ العلق 11،9 ـ البقرة 93، 111 ،172 ـ آل عمران 118]. السؤال الرابع: ما دلالة هذه الآية؟ الجواب: 1ـ هذا أمر بقتال المشركين حيث وجدتموهم ، وأن تخرجوهم من المكان الذي أخرجوكم منه ، وهي مكة ، لأنّ فتنة الناس بالكفر والشرك والصد عن الإسلام أشد من مفسدة القتل ،وأشد من قتلكم إياهم ، ولا تبدؤوا بقتالهم عند المسجد الحرام تعظيماً لحرمته حتى يبدؤوكم بالقتال فيه ، فإنْ قاتلوكم في المسجد الحرام فاقتلوهم فيه، ومثل ذلك الجزاء الرادع يكون جزاء الكافرين . 2ـ قوله تعالى : ﴿ وَٱلفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلقَتلِ ﴾ جرى مجرى المثل ، لأنّ الإخراج من الوطن هو فتنة كبرى وهو بمثابة إخراج الروح من الجسد . والله أعلم
__________________
|
#157
|
||||
|
||||
رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"
مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (الحلقة 160) مثنى محمد هبيان ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَواْ فَلَا عُدوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [ البقرة:193 ] السؤال الأول: قال في آية البقرة 193: ﴿وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ﴾ [البقرة:193] وقال في الأنفال آية 39 ﴿وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِ﴾ [الأنفال:39] بزيادة ﴿كُلُّهُۥ﴾ فما السبب؟ الجواب: آية البقرة نزلت في السنة الأولى للهجرة في سرية عبد الله بن جحش الحضرمي، وصناديد قريش لا يزالون أحياء ولم يكن للمسلمين رجاء في إسلامهم. وأمّا آية الأنفال فنزلت بعد وقعة بدر وقتل صناديد قريش، فكان المسلمون بعد ذلك أرجى لإسلام أهل مكة عامة وغيرهم، فأكّد الله سبحانه رجاءهم بقوله: ﴿وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِ﴾ [الأنفال:39] أي: لا يعبد سواه. السؤال الثاني: ما معنى كلمة ﴿فِتنَةٞ﴾ في الآية؟ وهل هي بمعنى النزاع والخصومة؟ الجواب: كلمة ﴿فِتنَةٞ﴾ في الآية بمعنى الكفر أو الشرك، وليس بمعنى النزاع والخصومة. السؤال الثالث: هل هناك من كلمات في القرآن الكريم قد يفهمها البعض حسب ثقافته ولغته الدارجة، بينما معناها يختلف عن ذلك تماماً؟ الجواب: هناك كلمات في القرآن الكريم قد يفهمها البعض حسب ثقافته ولغته الدارجة، بينما معناها يختلف عن ذلك تماماً؛ لذلك يجب الانتباه والحذر والرجوع إلى المصادر الصحيحة في اللغة والتفاسير لمعرفة المعنى الصحيح، ومن ذلك: 1ـ قوله تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتنَةٞ﴾ [البقرة:193] الفتنة هي الكفر، وليس النزاع والخصومة. 2ـ قوله تعالى: ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ﴾ [البقرة:249] الظن هنا يعني اليقين، وليس الشك. 3ـ قوله تعالى: ﴿فَجَآءَهَا بَأسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ﴾ [الأعراف:4] من القيلولة وليس من القول. 4ـ قوله تعالى: ﴿وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾ [الأعراف:21] من القسم بمعنى الحلف، وليس من القسمة. 5ـ قوله تعالى: ﴿كَأَن لَّمۡ يَغنَواْ فِيهَاۚ﴾ [الأعراف:92] أي لم يقيموا فيها، وليس من الغنى وكثرة المال. 6ـ قوله تعالى: ﴿وَيَستَحيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ﴾ [الأعراف:141] أي يتركوهن على قيد الحياة، وليس من الحياء. 7ـ قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ ٱلكَلبِ إِن تَحمِلۡ عَلَيهِ يَلهَثۡ﴾ [الأعراف:176] أي تطرده وتزجره، وليس من الحمل؛ لأنّ الكلاب لا يحمل عليها. 8ـ قوله تعالى: ﴿وَيَتلُوهُ شَاهِدٞ مِّنهُ﴾ [هود:17] أي يتبعه، وليس من التلاوة. 9ـ قوله تعالى: ﴿أَوِ ٱطرَحُوهُ أَرضا﴾ [يوسف:9] أي ألقوه في أرض بعيدة، وليس المعنى إيقاعه على الأرض. 10ـ قوله تعالى: ﴿أَيُمسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ﴾ [النحل:59] أي على هوان وذل، وليس على مهل. 11ـ قوله تعالى: ﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا﴾ [الحج:36] المقصود الإبل؛ أي سقطت جنوبها بعد نحرها، والوجوب ليس بمعنى الإلزام. 12ـ قوله تعالى: ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخلُدُونَ﴾ [الشعراء:129] المقصود هو القصور والحصون، وليس المصانع المعروفة الآن. 13ـ قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَءَاهَا تَهتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ﴾ [القصص:31] (الجان) هو نوع من الحيات سريع الحركة، وليس الجن. 14ـ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ وَصَّلنَا لَهُمُ ٱلقَولَ﴾ [القصص:51] أي بيّنا وفصّلنا لهم القرآن، وليس المراد إيصاله إليهم. 15ـ قوله تعالى: ﴿إِذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ﴾ [الزخرف:57] بكسر الصاد؛ أي يضحكون، وليس من الصدود. 16ـ قوله تعالى: ﴿أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكرَانا وَإِنَٰثاۖ﴾ [الشورى:50] أي نوعين: ذكوراً وإناثاً، وليس معناه (يُنكحهم). 17ـ قوله تعالى: ﴿وَلَهُ ٱلجَوَارِ ٱلمُنشََٔاتُ فِي ٱلبَحرِ كَٱلأَعَٰمِ﴾ [الرحمن:24] الأعلام هي الجبال، وليس الرايات. 18ـ قوله تعالى: ﴿وَسَبِّحهُ لَيلا طَوِيلًا﴾ [الانسان:26] المقصود الصلاة، وليس ذكر اللسان. 19ـ قوله تعالى: ﴿لَوَّاحَةٞ لِّلبَشَرِ﴾ [المدثر:29] أي نار جهنم محرقة للجلد، وليس (تلوح للناس). 20ـ قوله تعالى: ﴿وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ﴾ [الانشقاق:2] أي انقادت وخضعت، وليس معناها السماح. 21ـ قوله تعالى: ﴿وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخرَ بِٱلوَادِ﴾ [الفجر:9] بمعنى (قطعوه) وليس (أحضروه). 22ـ قوله تعالى: ﴿فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُۥ﴾ [الفجر: 16] أي ضيّق عليه، وليس من القدرة. 23ـ قوله تعالى: ﴿غَيرُ مَمنُونٖ﴾ [التين:6] أي غير مقطوع، وليس بغير منّة. 24ـ قوله تعالى: ﴿فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ﴾ [القارعة:9] أي رأسه هاوٍ في النار وليس المقصود أمه الحقيقية. والله أعلم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |