|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
رد: حوارات الآخرة
الحوارات الآخرة (5) كيف نوفق بين قول الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} (البقرة:174)، وبين قوله عز وجل: {ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادّين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} (المؤمنون: 105-117)، حيث أخبر الله عز وجل في آية البقرة أنه لا يكلمهم.. وفي الآيات من سورة (المؤمنون).. حاورهم عز وجل؟ كان نقاشنا مستمرا من بعد صلاة العصر.. ولم يتبق إلى المغرب سوى عشرين دقيقة. - إن نفي الكلام في الآية من سورة البقرة.. وكذلك وردت آية مماثلة في سورة آل عمران: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}، هذا النفي للكلام إنما هو نفي لتكليم الرضا والقبول، فالنفي ليس نفيا لمطلق الكلام، وهذا ما تؤكده الآيات من سورة المؤمنون.. يقول الله لهم: {اخسؤوا فيها ولا تكلمون}.. وأيّ عذاب أشد من كلام الغضب من الله؟! يوبخهم.. ويذكرهم بسوء عملهم في الدنيا.. وفي المقابل.. يخبرهم بحسن جزاء المتقين: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون}.. ثم الحوار الآخر.. أيضا يزيد من معاناتهم.. حيث يذكرهم الجبار بأنهم لم يكونوا يؤمنون بالبعث: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}، كل هذا الكلام.. إنما هو عذاب لأهل النار فوق ما هم فيه من العذاب. - وهل هناك حوارات أخرى لأهل النار مع الجبار عز وجل؟! - نعم وكلها في إطار الزجر والتوبيخ.. اقرأ قول الله تعالى: {وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير} (فاطر:37)، وقول الله عز وجل: {قالوا ربنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير} (غافر: 11-12). ولاحظ في هذه الآية.. أن الجواب على طلبهم {فهل إلى خروج من سبيل}؟.. لم يأت صريحا.. وإنما تذكيرا لهم بما كانوا عليه في الدنيا من الشرك بالله.. الذي أدى إلى خلودهم في نار جهنم والعياذ بالله. اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |