|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: المرأة المسلمة.. مكانتها وحقوقها في الشريعة
المرأة المسلمة ومكانتها في الشريعة – دور المرأة المسلمة في صد الأفكار المنحرفة 11
إن التربية التي ينهل منها الفرد من أسرته تعد الحماية والحصانة لفكره وعقليته؛ إذ تعد الأسرة المجتمع الأول الذي يعيشه الإنسان؛ ففيها يتعرف على البيئة من حوله، ويتعلم منها ويتأثر بها، ولا سيما الأم ودورها الكبير في التوجيه التربوي للأولاد نحو الفكر السليم الذي يخدم الأمة، ومن هنا فإنه يقع على عاتق الأم مسؤولية جسيمة في تربية النشء، والعمل على توجيههم نحو المبادئ الحميدة التي تجعلهم في خدمة أوطانهم وأمتهم. وعي الأم وإدراكها للواقع مشكلة الانحراف الفكري تعود في أصلها إلى التربية وعدم إدراك الأم ووعيها لما يحيط بأبنائها من تغيرات سلوكية وأخلاقية وفكرية، فنجد أما تدرك تحرّكات أبنائها وتفكيرهم، وأخرى غير واعية بسلوك أبنائها وقلة مخزونها الثقافي، ويرجع هذا إلى عدم وجود نوع من التأهيل لهذه الأم حتى تتقن التعامل مع أبنائها، فاليوم لم تعد مسؤولية الأم في توفير الأمن الغذائي والوظيفي والحياتي للأبناء، بل تجاوزت مسؤوليتها أبعد من ذلك، فشملت ضرورة توفير الأمن الفكري والثقافي، وتوفير هذا النوع من الأمن يحتاج إلى أم واعية تدرك ما يحصل حولها في المجتمع، وتتقن التعامل معه، ومن هنا تظهر حاجتنا لمثل هؤلاء الأمهات الواعيات اللواتي يعرفن المسؤولية التي نحتاجها بأبعادها. حدود مسؤولية المرأة المسلمة ولا تقتصر مسؤولية المرأة على الأسرة فحسب، بل تمتد لتشمل مجالات شتى بعملها معلمة أو مربية أو مرشدة أو داعية؛ فكان لابد من الاهتمام بها وتحصينها تحصينا منيعا من خلال الاهتمام بتعليمها وإطلاعها على قضايا مجتمعها وإلمامها بمستحدثات عصرها وتحصين هويتها الإسلامية والعربية، والوقوف حيال انصياعها للأفكار الهدامة التى تعمل على انتكاس فطرتها والتمرد على عادتها وتقاليد مجتمعها وتعاليم دينها. غياب المثل والقدوة ولا شك أنه كان لعوامل غياب المثل والقدوة ومشاكل العنف الأسري والتفكك العائلي أعظم الأثر فى نماء الانحراف الفكري الذي يرتع على أنقاض الخواء النفسى والفراغ العاطفى وحالات الحرمان والاكتئاب والجهل وغيرها، فيقع الشاب فى براثن الفكر المنحرف أو تبتلعه أفكار حب الظهور والشهرة والاختلاف والتمرد والخروج عن المألوف، حتى وإن كانت من بوابة الإفراط أو التفريط، وحينها تحتار الأم والأسرة فى التعامل مع هذا المنحرف فكريا ومعرفيا. تصور مقترح ومن الممكن صياغة تصور مقترح لمكافحة الانحراف الفكرى من قبل المرأة المسلمة استنادا للمنظور الإسلامي. أسس البناء: أسس دينية وأخلاقية واجتماعية -أولاً: الأسس الدينية وتشمل ما يلي:
وقاية الأبناء من الفكر المنحرف يمكن للأم التركيز على بعض المهام التى تستطيع من خلالها وقاية أبنائها من الانحراف الفكري وهي كالتالي:
اعداد: أميرة عبدالقادر
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
رد: المرأة المسلمة.. مكانتها وحقوقها في الشريعة
المرأة المسلمة ومكانتها في الشريعة- 12- دور المرأة المسلمة في الأزمات الاقتصادية
أدت المرأة المسلمة دورًا بارزًا عبر العصور فى شتى قضايا الحياة، ففاعلية المرأة من أول عصر النبوة مرورا بعصور الخلافة إلى يومنا هذا، كان ناجمًا عن قدرتها على الوعى والاستيعاب لأزمات أمتها وقضاياها؛ لذلك كان لها دور مهم في الحياة الاقتصادية، والوقوف جنبا إلى جنب مع الصحابة الكرام فى حل الأزمات الاقتصادية التي مرت بهم، خصوصًا مع ما يلقونه من شظف العيش، بدءًا من أيام الحصار في الشعب ثم الانتقال من مكة إلى المدينه، تاركين أموالهم وثرواتهم وتجارتهم. من مشكلات المجتمع الأساسية إن من المشكلات الأساسية للمجتمع البشرى مشكلة المال والدخل الفردي والجماعي والموازنة بين الواردات والنفقات، وينسحب ذلك على اقتصاد الأسرة وموازنتها المالية في النفقة والاستهلاك؛ فالإسراف والتبذير في الطعام والشراب والزينة واللباس والسكن والكماليات والخدمات والصرف غير المقنن الذي يرهق اقتصاد الأسرة، ولا يتناسب فى كثير من الأحيان مع دخلها ومواردها، هو من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع؛ لذلك دعا الإسلام إلى الاعتدال في النفقة، وحرَّم الإسراف والتبذير كما حرم التقتير والبخل والحرمان؛ فوسطية الإسلام تقتضى إيجاد شخصية إسلامية متزنة تقتدى بالسلف الصالح فى شمول فهمهم وإعتدال منهجهم وسلامة سلوكهم من الإفراط والتفريط والتحذير من الشطط فى أى جانب من جوانب الدين والحياة. دور المرأة في تخفيف الأزمات من هنا كان واجبًا على المرأة المسلمة أن يكون لها دور كبير في تخفيف وطأة الأزمات التي تصيب أسرتها وتمتد إلى المجتمع بأثره، فهي الزوجة المسؤولة عن الميزانية والإنفاق، وتتحمل هذا العبء باعتبارها وزيرة اقتصاد الأسرة، وكلما كانت الزوجة مدبرة ولديها قدرة للتغلب على الرغبات الاستهلاكية ولا سيما غير الضرورية استطاعت الوصول بأسرتها لبر الأمان. نظرة نقدية واعية فلابد أن تمتلك المرأة المسلمة نظرة نقدية واعية عند شرائها أى شيء؛ فهى تحافظ على مال الأمة وليس مجرد مالها الخاص؛ فلا شك أن هناك الكثير من السلع الاستهلاكية قد غمرت الأسواق وليكن السؤال الأهم الذى يجب أن تسأله المرأة المسلمة عند الشراء هو: أى هذه السلع الاستهلاكية هو حاجة حياتية حقيقية؟ وأيها حاجة وهمية زائفة؟ فهناك كثير من الحاجات الزائفة تبدو ملحة وحقيقية نتيجة الدعاية المكثفة ونتيجة التقليد الأعمى؛ فتشعر الأسرة بالاختناق من كثرة الضغوط التى تقع عليها، ويكون شراء هذه السلع في كثير من الأحيان أداة للتفاخر والمباهاة واستنزاف للموارد. المرأة المسلمة الواعية أما المرأة المسلمة الواعية فلا تستخفها الدعاية ولا التقاليد، وهي لا تحب التفاخر والمباهاة، ومن ثم فهي تحفظ وقتها ومالها وقلبها، وتترفع عن حطام الدنيا الزائلة باعتدال وتوسط، والمرأة المسلمة تمتلك بدائل كثيرة وحلولا إبداعية لقضية الغلاء؛ فهي لا تستجيب بسهولة لضغط الأسواق فتفكر جيدًا فى الحاجة الحقيقة والكمية المطلوبة وتسجيل احتياجاتها الأساسية، وعدم شراء أى سلعة أخرى لم تكتب في قائمة احتياجاتها.
مشاركة جميعهم أفراد الأسرة وعند وضع الزوجة لهذه الخطة، لابد من مشاركة جميع أفراد الأسرة أو معظمهم؛ لأن المشاركة فى التخطيط غالبا ما تساعد على إنجاح أى خطة، وتضع الجميع فى موضع المسؤولية، وتتضح المسوغات لمعظم التصرفات المالية للأسرة أمام الأبناء، وفى حال الأزمات المالية يكون هناك نوع من التراضى والتفاهم فيما يمكن الاستغناء عنه لمواجهة الأزمة. التربية على السلوك الإنتاجي كذلك من الأمور المهمة تربية الأبناء على السلوك الإنتاجي لا الاستهلاكي فقط، وعدم ربط سعادة الأسرة بمعدل صرفها المادي، وتعويد الأبناء على المرونة المالية والإبداع فى إيجاد الحلول والبدائل وتربيتهم علي التحمل والمسؤولية. تحديد الأولويات كذلك تربيتهم على تحديد الأولويات التى تختلف من وقت لآخر، ومن مكان لآخر، ومن أسرة لأخرى، طبقا لظروفها؛ لذا يجب تحديد الأولويات فى ضوء الزمان والمكان دون النظر أو التقليد لغيرها من الأسر؛ فينبغى إعادة النظر كل فترة فى نفقات الأسرة وترتيب أولويتها بماهو ضروري وماهو ترفيهي؛ بحيث تستوفى الضرورات أولا ثم تكون بعد ذلك للكماليات بحسب ظروف الأسرة، فيجب أن يتفق كل من الزوج والزوجة على تحديد الأولويات والأهداف الاقتصادية لحياتهما الأسرية؛ فيجب أن يكون هناك هدف طويل الأجل ومجموعة أهداف قصيرة الأجل والاتفاق على هذه الأهداف، وترتيب أولوياتهم وفقا للحياة والأهداف الجديدة. أهمية الادخار المرأة المسلمة الواعية تدرك أهمية الادخار، وأنه صمام الأمان للأسرة ولو كان مبلغا بسيطا؛ فهو المساند في كثير من الأزمات، وتلبية طلبات الأسرة الزائدة لن يكون إلا عبر المال المدخر ومحاولة استثمار هذا المال المدخر بما يتيح للأسرة فرصة تنمية مواردها ورفع مستواها المالي، وهي تدرك أن الادخار يكون سهلا في بداية الحياة الزوجية؛ حيث تقل النفقات نظرا لقلة عدد أفراد الأسرة وصغر مسؤولياتها. أخطر ما يدمر ميزانية الأسرة المرأة المسلمة الواعية تدرك أن أخطر ما يدمر ميزانية الأسرة هو الاعتماد فى شراء الحاجات اليومية بنظام الأجل أو الحساب المفتوح والتسديد في آخر الشهر، فهذه الطريقة تجعل الفرد يستهلك أكثر من المبلغ المخصص له؛ لأنها غالبا ما تكون بغير ضوابط وقواعد. الحذر من حل الأزمات بطرائق سلبية المرأة الواعية تحذر من حل الأزمات المالية بطرائق سلبية تزيد من إغراق الأسرة فى المشكلات طويلة الأمد، مثل الاعتماد على الاقتراض أو منح الأقارب مثل الوالدين، أو استمرار الأسرة فى اتباع أسلوب البذخ قى المصروفات والمعيشة وعدم التخلى عن العادات والتقاليد التى تدعو إلى الإسراف، والاهتمام ببعض المظاهر الاجتماعية الجوفاء لمجرد تقليد الآخرين.اعداد: أميرة عبدالقادر
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
رد: المرأة المسلمة.. مكانتها وحقوقها في الشريعة
المرأة المسلمة ومكانتها في الشريعة – القوة النفسيّة للمرأة المسلمة
قبل الحديث عن القوة النفسية المطلوبة في المرأة المسلمة وسُبُل تحصيلها، لابد أن نبين أنَّ للنفس البشرية صفات عامة، يشترك فيها الذكور والإناث، كما ورد في كتاب الله -تعالى- وعلى لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وكما يقتضيه كونها مخلوقة مملوكة لمولاها، لا تملك ذاتها ولا نشأتها ولا مماتها، ومن ذاك النقص والحاجة والضعف والفقر، وكذلك النسيان والعجلة والهلع وحب الشهوات وكثرة الجدل، ومع وجود هذه الصفات الأصيلة في النفس فإن تزكيتها بتطهيرها من الكفر والمعاصي وإصلاحها بما يرضي الله، وتنقيتها من الذنوب ورفعها بالعلم هي طرق النجاة ومفاتحها، كما بيّن -سبحانه-؛ إذ قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (الشمس: 9). ومع وجود الاختلافات بين الرجل والمرأة، إلا أنّ الخطاب القرآني للمرأة انطلق من مبدأ الخطاب الكلي للإنسان منذ كان خطاب الوجود الأول للنفس الإنسانية، فكان التكليف الكوني العجيب بالأمانة التي حملها الإنسان بعد أن أشفقت منها السماوات والأرض والجبال، فتصدّر الإنسان، وخوطب باعتباره عاملاً، سواء كان رجلاً أم أنثى، لا فرق بينهما في المسؤولية الوجودية من حمل الأمانة الكبرى، {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بعضكُم مِّن بَعْضٍ} (آل عمران: 195)، ومن هنا كانت القوة التي يحبّ الله المؤمن المتصف فيها مطلوبة في الذكر وفي الأنثى، طالما أنها منضبطة بميزان الشريعة وتسعى لرضوان المولى وحده. الحديث عن القوة النفسيّة من هنا كان الحديث عن القوة النفسيّة للمرأة، ينطلق من كونها فردًا في المجتمع المسلم لا ينفكّ أو ينعزل عنه؛ إذ تحمل في ذاتها صفات المؤمن الراسخ، لا تهزّه نسمة ريحٍ، ولا تؤثر فيه كلمة أو شبهة عارضة، فلا يليق بالمؤمنة مثلاً أن تجهل الأحكام المتعلقة بالنساء التي تحتاجها في حياتها اليومية، ولا يناسبها أن تحمل شبهات لا تعرف ردها ولا تعي خطرها، كما لا يستوي أن تجهل إجابات الأسئلة التي تتردد في ذهنها كل حينٍ عن مكانتها في شرع الله وخطابه -سبحانه- لها، وتغفل عن معنى الآيات والأحاديث المركزية في هذا السياق. مصادر كثيرةٍ للشكوك والشبهات ومع انفتاح مصادر كثيرةٍ للشكوك والشبهات على النفوس في هذه الأيام، فإن الحاجة لتلك القوة باتت أكبر وأكثر إلحاحًا، خصوصًا والأنثى غالبًا ما تكون عرضةً لكثير من التيّارات الفكرية والشبهات العقدية التي تستغل نفسيتها وعواطفها، فهذا يشعرها بالفشل؛ لأنها اختارت عدم العمل خارج بيتها، وذاك ينتقص منها باستخدام حديثٍ لا يفهمه، وذاك يتهمها بالنسوية؛ لأنها بفطرتها الطبيعية لا تحب أن يكون لزوجها زوجة أخرى، والقائمة تطول مما قد يرد على المرأة خلال دقائق معدودةٍ من الإمساك بهاتفها المحمول. الجهل يولّد الخوف ولما كان الجهل يولّد الخوف، والخوف بدوره ينتج شخصيةً ضعيفةً مهزوزة ومنهزمة، كان طلب العلم أول طرائق الوصول إلى القوة المطلوبة، فالمسلمة التي أكرم الله وتفضل عليها بالإيمان ينبغي أن تعبده -سبحانه- على علمٍ وفهمٍ وثبات كشجرة عميقة الجذور في تربة الإيمان، ثمرها طيبٌ في كل كلمة تصدر منها وكل فعل، تعرف قدرها في دين الله ولا تثنيها تقلبات الزمان وتغيرات الأحوال عن غايتها والدرب الذي تسلك، فلا تأخذ دور الضحية أمام أمواج الشبهات الهائجة، ولا تقف تنتظر رأي الآخرين بها وتقويمهم لها، إنما هدفها مسدَّد، وعينها مثبَّتة عليه على الدوام. فالمرأة المؤمنة هي التي ترفع راية الإسلام بلباسها الشرعي وخلقها الاجتماعي، فلا تفتنها الأضواء الفاضحة، ولا الدعايات الكاشفة، بل تجاهد في الله من أجل بناء قيم الإسلام في المجتمع من جديد وتسعى لطلب العلم بدينها وتعلّم شرائع ربها، للعمل بها في نفسها أولاً ثم تعليمها لغيرها؛ فكانت مثال الصلاح والتقوى والعفاف، ومنار الهداية لجيلها وللجيل الذي يتربى على يدها. الحرص على العلم عند أمهات المؤمنين وقد كان الحرص على العلم ونشره حاضرًا جليا في سيرة أمهات المؤمنين والصحابيات -رضوان الله عليهن ومن تبعهن بإحسانٍ-، وقد رَوَت أم سلمة -رضي الله عنها-: «كُنت أسمع الناس يذكرون الحوض ولم أسمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان يومًا من ذلك والجارية تمشُطني، فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: أيُّها الناس. فقلت للجارية: استأخري عني. قالت: إنَّما دعا الرجال ولم يدعُ النساء. فقلت: إنِّي من الناس». (أخرجه مسلم). كيف نصل للقوة النفسية المطلوبة؟ إن من المهم معرفة النفس وتقديرها، وفهم مواطن القوة والضعف فيها، انطلاقًا من الوحي أولاً، ثم من التبصّر بها ومراقبتها ودراسة أحوالها وتقلباتها، وكذلك كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يحاسبون نفوسهم ويزنون أعمالهم، حتى إن أحدهم يلحظ من ذاته أدنى بعدٍ أو تغيّرٍ أو حاجةٍ للتزكية، وما أجمل ما قام به عمر بن الخطاب أمير المؤمنين - رضي الله عنه - لما لحظ من نفسه ما يريبه، فدعا الناس أن الصلاة جامعة، ثم قال بعد حمد الله والصلاة على نبيه: يا أيها الناس، لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم، فيقبضن لي قبضة من التمر أو الزبيب، فأظل يومي، وأي يوم؟ ثم نزل عن المنبر، فقال عبدالرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين، ما زدت على أن قمّأت نفسك (يعني عبتها)، فقال: ويحك يا ابن عوف! إني خلوت فحدثتني نفسي، قالت: أنت أمير المؤمنين، فمن ذا أفضل منك؟ فأردت أن أعرفها نفسها. تجنب مقارنة النفس بالآخرين ومن نتائج معرفة النفس تجنب مقارنتها بالآخرين وتقييمها بحسب مكانها بينهم، خصوصاً إن كانت المقارنة دنيوية أو في أمور لا يعلم بواطنها إلا الله، ومع مشاركة الناس كثيرًا من خصوصياتهم على مواقع التواصل اليوم، وقدرة أي منا على الاطلاع على أخبار وقصص الملايين ببضع نقرات، فإن ذلك صار أكثر إتعابًا للنفس وأدعى لأن تغلق تلك البوابات عن ذاتها، فرغم أن المرء قد ينشط بالاطلاع على اجتهاد أقرانه، إلا أن جلد الذات بسبب قصورها عن بلوغ ما يفعل غيرها ليس بسبيلٍ صحيح، فالسائرون إلى الله مختلفون فيما يوفّقون له من أعمال، وطاقات كلّ منهم والمسافة التي قطعها في طريقه متفاوتة كذلك، فينبغي توجيه النظرة نحو الاستزادة مما يحب الله من الأعمال، مع اعتبار محدودية النفس وخصوصياتها ليتحول الجلد جردًا، وإن كان ذاك مما يضبط مقارنة العبادات، فما بالك بمن يتعب نفسه بالنظر لما لدى غيره من متع الدنيا وقد نهى الله صراحةً عن مد العين إلى ما تمتع به غيرنا في هذه الدنيا الفانية؟ تمرين النفس تدريجيًا ومع التبصّر والامتناع عن المقارنات تتمرّن النفس تدريجيًّا على التركيز على رضا الله وعدم التعلّق أو الانشغال بالخلق، فيكون توجّهها مطلقاً لله، وتصير منافستها مع ذاتها أولاً لتتجاوز عيوبها وشهواتها وأهوائها، فتنضبط معاييرها بما يرضي الله، ولا تتأثر بقول الناس عنها أو رأيهم بسعيها بعد ذلك، لأنها لم تسعَ لنيل رضاهم أساساً، فتتمكن ثَم من السؤال والتعبير والإبانة عن حاجاتها والقيام بما أمر مولاها بصرف النظر عن محيطها. ختاماً، أقول لكلّ فتاةٍ تقرأ هذه الكلمات، لا نريدكِ نسويّة مبغضةً لنفسها ومحدوديتها، ولا متمردة على خالقها تعيسةً في دنياها، وساعيةً لكسر كل ما هو نمطيٌّ بصرف النظر عن ماهيته وواضعه، بل إننا نريدك مؤمنة قويّة صلبة حازمة ثابتة غير جاهلة ولا مهزوزة، تعلمين ما لكِ وما عليكِ، وتنضبطين بشرع الله القويم وتنعتقين من الجاهليات قديمها وحديثها في سبيل التقرب إلى الله ونيل محبته ورضاه.اعداد: أميرة عبدالقادر
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |