من شبهات اليهود وأباطيلهم-إن لليهود حقا تاريخيا في المسجد الأقصى والقدس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4462 - عددالزوار : 887361 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3996 - عددالزوار : 425676 )           »          فوائد الحج في الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          النهضة العلمية الإسلامية في إفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 225 - عددالزوار : 23086 )           »          شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 82 )           »          أصول في دراسة مسائل التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 156 )           »          إقامة الصلا ة للمنفرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          بيان سنن الفطرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          موضع سجود السهو من السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-05-2024, 05:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,814
الدولة : Egypt
افتراضي من شبهات اليهود وأباطيلهم-إن لليهود حقا تاريخيا في المسجد الأقصى والقدس




من شبهات اليهود وأباطيلهم-إن لليهود حقا تاريخيا في المسجد الأقصى والقدس





يزعم اليهود أن لهم حقّاً تاريخيّاً في القدس وفلسطين العربية؛ لأن أجدادهم القدامى سكنوا فيها منذ ما يقرب من ثلاثين قرناً، ويزعمون -أيضاً- أن علاقتهم الفريدة لم تنقطع بفلسطين منذ أيام الرومان، وفي الإعلان عن قيام دولة اليهود الحالية في فلسطين العربية عام (1948م) وردت العبارة التالية: «أرض إسرائيل مهد الشعب اليهودي»(1).

والرد على هذه الشبهة يكمن في الرد على المزاعم والأقاويل التي يحاول اليهود من خلالها القفز على الحقائق التاريخية التالية:
1- الثابت تاريخاً وجود القبائل العربية من الكنعانيين(2) في فلسطين قبل ظهور اليهود بآلاف السنوات، ولم ينقطع وجود العرب واستمرارهم في فلسطين إلى يومنا الحالي، فالعرب عاشوا في فلسطين قبل مجيء اليهود إليها، وفي أثناء وجودهم فيها، وظل العرب فيها بعد طرد اليهود منها.
2- أن العرب استقروا في فلسطين أكثر مما استقر فيها اليهود، وتمكّن فيها الإسلام أكثر مما تمكنت اليهودية، وغلب عليها القرآن أكثر مما غلبت التوراة التي حرفتها أيديهم! وسادت العربية أكثر مما سادت العبرية.
3- أن المسلمين فتحوا القدس عام (15هـ)، وتسلم الخليفة العادل عمر بن الخطاب مفاتيح مدينة القدس من (صفرونيوس) بطريك القدس، وصدرت العهدة العمرية، فأصبحت بذلك أرضاً عربية إسلامية، بذل المسلمون أرواحهم للدفاع عنها، وطردوا الروم والصليبيين منها، ودفعوا تسع حملات صليبية عنها.
فأين كان اليهود كل هذه القرون إذا كانوا أصحاب حق في فلسطين؟ ولماذا يدعون إرثاً لم يدافع عنه أسلافهم غارة بابل وغزو الرومان وعادية الصليبيين؟ ألا يستحق التراث من دافع عنه وحامٍ دونه؟ وهل المسلمون العرب انتزعوا القدس وفلسطين من اليهود؟ أم انتزعوها من الرومان؟
ألم يكن حكم الإسلام في فلسطين هو الأطول (636 - 1917م)؟ حيث امتد طوال أربعة عشر قرناً، باستثناء الفترة الصليبية (90 عاماً)، وقد انقطعت صلة اليهود عمليّاً بفلسطين نحو (1800) عام -منذ 135م، وحتى القرن العشرين-، دون أن يكون لهم أي وجود سياسي أو حضاري وريادي فيها؟
4 - أن مدة بقاء بني إسرائيل في فلسطين لا تزيد عن ثلاثة قرون ونصف قرن، ما بين (1000 - 586 ق.م)، أي: نصف عمر الوجود العربي في بلاد الأندلس، وبعض المؤرخين يرى أنها تبلغ خمسة قرون، وهي أشبه بمدة بقاء هولندا في أندونيسيا، وبريطانيا في الهند، فهل المدة التي مكثوها في فلسطين كافية في إثبات حقهم، مقابل وجود العرب في فلسطين من قبلهم ومن بعدهم لمئات القرون؟
فكيف يدعي اليهود حقّاً في هذه الأرض المباركة وهم يمثلون (0.3%) من أيامها وتاريخها؟ فأين (99.7%) من أيامها وتاريخها؟
هذا إذا قبلنا - فرضاً - أن لليهود امتداداً سلاليا عقديا ببني إسرائيل، وأنبياء بني إسرائيل، فالقدس للمسلمين؛ لأنهم يعرفون أيامها، وحروبها، وشواهدها، وأشعارها وكل حجر فيها، وكل من دَرَسَ ودَرَّسَ في مساطبها، ووقف على منابرها، وشرب من آبارها، واستراح في ظل شجرها، ومشى شوارعها، وقطع وديانها، وزرع بساتينها، ولعب في ترابها، وابتل من مطر سمائها، يعرفون أسماء عوائلها، ومشايخها، وعلمائها، ورجالها، وقادتها، وأسماء شوراعها، وأحيائها، ومساجدها، وأسواقها، وبساتينها، ومقابرها، وساحاتها، وأوديتها، وسهولها.
4- هناك أكثر من (80%) من اليهود المعاصرين -حسب دراسات عدد من اليهود أنفسهم- لا يمتون - تاريخيّاً بأيّ صلة - للقدس وفلسطين(3)، كما لا يمتون - قوميّاً- لبني إسرائيل، فالأغلبية الساحقة ليهود اليوم تعود إلى يهود الخزر(4) (الأشكناز)، وهي: قبائل تترية تركية قديمة، كانت تقيم في شمال القوقاز، وتهودت في القرن الثامن الميلادي، ولم يتسنَ لهم أو لأجدادهم أن يروا فلسطين في حياتهم.
لذا فاليهود المعاصرون -سلالة الخزر- إن كان لهم حق المطالبة بأرض فعليهم أن يطالبوا بالحق التاريخي لمملكة الخزر بجنوب روسيا، وبعاصمتهم (إتل)، وليس بفلسطين أو بيت المقدس؛ لأن أجدادهم لم يطؤوها من قبل، ومن دولة (خزريا)اليهودية انحدر (92%) من يهود العالم(5)، وتقدر نسبة يهود الخزر في فلسطين بحوالي (83%) من اليهود ككل في فلسطين(6)، فإن كان ثمة حق عودة لليهود فهو ليس إلى فلسطين؛ وإنما إلى جنوب روسيا.
يقول (دنلوب)(7): «إن يهود أوروبا الشرقية وعلى الأخص يهود بولندا منحدرون من خزر العصور الوسطى، ولا شك أن وجود أغلبية من ذوي البشرة الشقراء والشعر الأشقر، والعيون الملونة بين يهود أوروبا الشرقية ينبغي أخذه بعين الاعتبار، وإيجاد تفسير له».
فليس بالإمكان إقامة صلات عرقية وتاريخية بين اليهود الأوائل من بني إسرائيل ويهود اليوم الذين ينحدرون من سلالة شعب الخزر الآسيوية، ولم تكن لهم في يوم من الأيام أية صلة بأرض فلسطين، ولا تنطبق عليهم العبارات التوراتية مثل: شعب الله المختار، والوعد الإلهي، وأرض الميعاد، إلى آخر هذه السلسلة من المزاعم اليهودية.
5- إذا كان اليهود الصهاينة يطالبون بالسكن في أرض أجدادهم القدامى التي سكنوها فترة من الزمن؛ فلماذا لا يطالبون بالأوطان التي هاجروا إليها في أوروبا وغيرها، وقد تكون إقامتهم فيها أكثر من إقامتهم في أرض فلسطين والمسجد الأقصى؟! ولو جازت المطالبة بتوزيع خرائط وحدود الأوطان المعاصرة بناء على التاريخ القديم، لطالب المصريون بإمبراطورية رمسيس الأكبر، ولطالبت إيران بمملكة قمبيز، ولطالبت مقدونيا بإمبراطورية الإسكندر المقدوني، ولتحول العالم إلى صورة من المطالبات ليس لها نظير!
فتلك الذريعة لا تعتبر في منطق الأعراف الدولية التي يتحاكمون إليها؛ وإلا لترتب على ذلك تغيير خارطة العالم أجمع!
ونؤكد ليهود اليوم: حتى يدعي شعب معين حقّاً تاريخيّاً على منطقة معينة، فيجب أن يكون له حق عرقي سلالي، ولكي تتشكل سلالة معينة، فإن ذلك يتطلب آلاف السنين من التواجد المستمر، فالسؤال الذي نسأله: أية سلالة يهودية كانت وما زالت في فلسطين؟ هل هو: العرق الفلاشي الأفريقي؟ أم هو: العرق القوقازي السوفياتي؟ أم هو: العرق الأشكنازي الأمريكي؟ أم هو: العرق الأشكنازي الأوروبي؟ أم هو: عرق دول حوض البحر المتوسط؟ أم هو: العرق الشرقي العربي؟
6- يثبت التاريخ مرور فترات طويلة لم يكن أي يهودي في فلسطين والقدس، فأي عرق استمر في الاتصال بهذه البلاد؟ وأي حق لهذا الأثيوبي والروسي والصيني وغيرهم في فلسطين الذين لم تطأها أقدامهم، ولا أقدام أجدادهم في أي يوم من الأيام؟! فيما يقتلع الفلسطيني من أرضه وجذوره الممتدة إلى آلاف السنين، ثم يلقى في العراء مشرداً بلا وطن وبلا هوية!
8- الغريب أن هذا الحق المزعوم لم يظهر طوال القرون التي مضت، بل لم يظهر بداية ظهور الصهيونية؛ حيث إن فلسطين لم تكن هي المرشَّحة لتكون الوطن القومي لليهود، بل رُشحت عدة أقطار في أفريقيا وأمريكا الشمالية كذلك، ولم تَظهر فكرة فلسطين -باعتبارها أرض الميعاد- إلا بعد فترةٍ من الزمن!. فقد حاول هرتزل الحصول على مكان في (مُوزمبيق)، ثم في (الكنغو) البلجيكي، كما رُشِّحت (الأرجنتين) عام (1897م)، و(قبرص) عام (1901م)، و(سيناء) في (1902م)، ثم (أوغندا) مرَّة أخرى في (1903م)، بناء على اقتراح الحكومة البريطانية، وأُصيب هرتزل بخيبة أملٍ كبيرة؛ لأن اليهود في العالم لم تَرُقْ لهم فكرة دولة يهوديَّة سياسيَّة، سواء لأسباب أيديولوجية، أم لأنهم كانوا عديمي الرغبة في النزوح عن البلاد التي استقرُّوا فيها، بل إن مؤتمر الحاخامات الذي عُقد في مدينة فيلادلفيا في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر أصدر بياناً يقول: إن الرسالة الروحية التي يَحمِلها اليهود تتنافى مع إقامة وحدة سياسية يهودية منفصلة(8).
ما شهد به أكثر من حاخام من حاخامات الأرثوذكس(9) الذين كشفوا حقيقة هذا الكيان الغاصب الذي أسمى نفسه: (إسرائيل)، وكيف أن قيام هذا الكيان مخالف للعقيدة اليهودية التي ترى أن اليهود منفيون في الأرض بأمر من الله؛ بسبب مخالفتهم لتعاليم اليهودية، وأنه يجب ألا تكون لهم دولة؛ لأن قيام الكيان الصهيوني يعارض أوامر التوراة.
وسأقتصر في ذلك على ثلاث شهادات من حاخامات يهود معاصرين:
وشهد شاهد من أهلها
- الشهادة الأولى: حين أجرى الإعلامي (نيل كافوتو) من محطة التلفاز الأمريكية (فوكس نيوز‏)مقابلة تحت عنوان‏: (‏وشهد شاهد من أهلها)، ‏مع الحاخام اليهودي (يسرول ويس)، وهو من جماعة اليهود المتحدين ضد الصهيونية.
يقول الحاخام اليهودي (يسرول ويس)‏: «إن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعاً؛ اليهود منهم وغير اليهود‏، هذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية، أي: منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذي هدف قومي؛ للحصول على قطعة أرض‏، وجميع المراجع قالت: إن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه اليهودية، وهو أمر محرم قطعاً في التوراة؛ لأننا منفيون بأمر من الله»؛ حسب قوله.‏
وعندما سئل الحاخام‏: وما المانع في أن يكون لكم بلد تنتمون إليه؟ وما المانع في أن تكون لكم حكومة؟
أجاب قاطعاً‏: «يجب ألا تكون لنا دولة‏، يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام؛ مواطنين يعبدون الله»‏.
وردّاً على سؤال آخر عما إذا كانت حياة اليهود أفضل قبل قيام دولة (إسرائيل) اليهودية؟ قال الحاخام‏: نعم، كانت أفضل بنسبة (‏100%)، ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تقيم هناك، وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى من العالم، بأنهم كانوا يعيشون في توافق، وأكدوا ذلك بشهادات موثقة قدموها إلى الأمم المتحدة، من بينها وثيقة يقول فيها كبير حاخامات اليهود في القدس: نحن لا نريد دولة يهودية، غير أن الأمم المتحدة تجاهلت مطلبنا عندما اتخذت قرار قيام «إسرائيل»‏.
قيام الدولة يعرض التوراة
- الشهادة الثانية: في مقابلة أجرتها وكالة (اليونايتد برس) الأمريكية(10)، مع الحاخام (آرون كوهين) من منظمة (نتوري كارتا) اليهودية المناهضة للصهيونية، التي تدعو إلى تفكيك الدولة العبرية؛ لأنها تعتبرها كياناً مصطنعاً، قال فيها: «إن الرسالة التي نوجهها إلى الفلسطينيين هي: لا تتخلوا عن حقكم، ولا تيأسوا وتستسلموا؛ لأن الدولة الصهيونية كيان مصطنع وزائف ومتصدع، لا يمكن أن يستمر، وسيأتي وقت زواله قريباً».
وأردف: «أنا أقارن دائماً بين (إسرائيل) وبين ما حدث للاتحاد السوفييتي، ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وأتوقع أن يحدث الشيء نفسه للدولة الصهيونية».
وأضاف: «إن رسالتنا إلى (إسرائيل) هي: التراجع، وعزل نفسها عن السياسات العمياء، والخاصة بالعصر الحجري، والنظر بعقلانية إلى الأمور، والتفكير في البشر، وليس في الدولة؛ لأن دولة إسرائيل برمتها لا تستحق حياة شخص واحد، ونحن نريد أن نرى وضعاً يعم فيه السلام، ولا يفقد أي شعب أرضه أكثر من وجود إسرائيل».
وفي مقابلة سابقة أكد كوهين في حديث لوكالة «فارس» أن الصهيونية لا تمت لليهودية بأية صلة؛ وذلك لأنها لم تلتزم بأبسط القيم الإنسانية، وأشار إلى أن الله يأمر اليهود في التوراة بأنه لا يحق لهم امتلاك حكومة وبلد مستقل، بسبب تعاملهم السيئ، موضحاً أن قيام دولة الاحتلال الصهيوني كان على أساس غير مشروع، ويعارض الأوامر الصريحة للتوراة.
دولة كافرة
- وثالثة الشهادات: ما صرح بها الحاخام (دوفيد وايس) -رئيس حركة (ناطوري كارتا)-، في حوار لصحيفة (الشروق اليومية)(11)؛ حيث أكد أن أكذوبة (إسرائيل) ستزول في أقرب الآجال، وأن هذه «الدولة الكافرة» أسست على أنقاض اليهود في العالم الذين وعدوا بالجنة، ولم يجدوا إلا الرعب والخوف والمذلة في هذه الدولة، وأن «أكذوبة إسرائيل» تعيش ظاهرة جديدة هي الهجرة من «إسرائيل» إلى خارجها، وهذا ما يدل على تفككها».
وأضاف الحاخام دوفيد: «يجب علينا أن نعيد فلسطين لأهلها، ونعتذر لهم»، و«إسرائيل دولة كافرة، وستزول بمشيئة الله»، و«الصهاينة سرقوا الأرض العربية الفلسطينية، وقتلوا ونهبوا، والدولة التي أنشؤوها مبنية على الكفر والنفاق والإجرام، ويكفي قراءة مذكرات أقطاب الصهاينة لمعرفة أنهم جاؤوا ليغتصبوا اليهودية، وليضللوا اليهود في العالم. وحسب التوراة فإن تجمع اليهود في أرض واحدة يعني نهايتهم، وقد عاقَبَنا الله بالعيش في الشتات، ومحرم علينا أن نكون في أرض واحدة، وحتى إن تجمّعنا في أرض خالية من السكان وغير تابعة لأي دولة فهذا حرام؛ فما بالكم باغتصاب أرض الآخرين، وقتلهم وتشريدهم؟».
وحين سئل: لماذا اختار الصهاينة (فلسطين) بالضبط؟
أجاب: «هناك دعاء نقول فيه: «يجب أن نعود لإسرائيل»، وتفسيره: ليست إسرائيل الأرض، بل إسرائيل الديانة، وقد فسره الصهاينة حسب أهوائهم. في كل تاريخنا عشنا مع العرب في سلام ومحبة وأمن، فلماذا نحن بحاجة إلى دولة؟
ما يفعله الصهاينة يوميّاً بالفلسطينيين عار على كل اليهود، ونحن معقدون من ذلك؛ لأن هذه الجرائم ترتكب باسمنا، فالصهاينة ارتكبوا أبشع المجازر ضد الفلسطينيين العزل، ويجب علينا ألا نقدم للفلسطينيين قِطَعَ أرض وكأنها هدايا، بل يجب علينا أن نعتذر لهم، وأن ننسحب من أرضهم».
وحين سئل: لماذا نجد أحزاباً دينية أرثوذوكسية داخل (إسرائيل) مثل: حزب (شاس)، أو (اليوسيف) التي تدعم الكيان الصهيوني؟
أجاب: «هذه الأحزاب الدينية باعت ذمتها بأبخس الأثمان عندما دخلت اللعبة السياسية، وأنا أتذكر جيداً - والوثائق التاريخية تثبت - أنهم كانوا ضد الكيان الصهيوني، ودخلوا الحكومة والبرلمان من منطلق المشاركة، فسقطوا في فخ السياسة».
وفي البحث عن اليهود الأرثوذكس الذين يتبنون هذا المعتقد، تجد أنهم أصبحوا قلة، وقليل منهم من يفصح عن آرائه، وأفسدتهم الصهيونية، وأصبح الكثير منهم بوقاً للاحتلال، بل إن الكثير من قياداتهم الدينية الأرثوذكسية قبلوا التعاون مع الكيان الغاصب والمؤسسة الصهيونية في داخل فلسطين، وأصبحت فتاواهم تجيز بل تدفع للقتل والدمار على الأرض التي باركها الله للعالمين، فقد جندوا أنفسهم ليخدموا هذا الكيان؛ لاستمرار وجوده على أرض المسلمين، وغدا أتباع التيار الديني الأرثوذكسي الأكثر اندفاعاً لإقامة المغتصبات في الضفة الغربية.
وخلاصة القول: لا يحق لليهود المطالبة بأرض فلسطين بذريعة الحقوق التاريخية، نظراً لضعف الحجج الدينية والتاريخية والقانونية اليهودية.
والحقيقة أن القانون الدولي لا يعتد بمزاعم اليهود التاريخية، ويعرف عقلاء اليهود - قبل غيرهم - أنه لا جدوى من تمسكهم بالمزاعم التاريخية والقانونية لتبرير اغتصابهم لفلسطين؛ لأن نتيجتها في النهاية سوف تكون لصالح المسلمين والعرب سكان فلسطين الأوائل، أسلاف الفلسطينيين الحاليين.
الهوامش:
1- انظر: عرض موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية على الشبكة العالمية:www. altawasul.com، تحت عنوان: (لمحة عن التاريخ الإسرائيلي).
2- الكنعانيون: هم من أقدم الجماعات البشرية التي وعى التاريخ سكناهم لأرض فلسطين، وهم جزء من الهجرات العربية التي خرجت من شبه الجزيرة العربية إلى أرض فلسطين التي سُميت لذلك في فجر تاريخها بـ (أرض كنعان)».
3- انظر: كتاب (اختراع الشعب اليهودي)، شلومو ساند.
4- يهود الخزر: هم من الأتراك المغول، ووطنهم في بلاد الخزر الواقعة في جنوب روسيا في جوار مصب نهر الفولغا في بحر الخزر (بحر قزوين)، و هؤلاء اليهود كانوا أكبر الكتل المتهودة، وقد اعتنق أكثر أهلها الدين اليهودي في العصور الوسطى بعد اعتناق أميرهم اليهودية، وبقيت تمارس الديانة اليهودية - بحرية - هناك حتى أواخر القرن العاشر الميلادي. وللاستزادة يرجع إلى كتيب «يهود اليوم... ليسوا يهوداً» (لبنيامين فريدمان).
5- (دولة الخزر الجديدة أو إسرائيل)، عبد الرحمن شاكر، (ص36-37).
6- (أثر الفكر اليهودي في كتابة التاريخ الإسلامي)، محمد زغروت، (ص74).
7- «تاريخ يهود الخزر»، د. م. دنلوب، ترجمة: سهيل زكار، (ص346 -347).
8- (القدس قضية كل مسلم)، الشيخ د. يوسف القرضاوي، بتصرف واختصار.
9- تيار اليهود الأرثوذكس هو الأكبر بين التيارات اليهودية في العالم والأوسع انتشاراً، ويضم في صفوفه الجماعات المتدينة الوطنية اليهودية، والجماعات الأكثر تزمتاً وتشدداً؛ بما له علاقة بأصول الديانة اليهودية، وفي مقدمة هؤلاء: (الحريديم) -أي: المتشددون دينيّاً واجتماعيّاً وسلوكيّاً-، وينادون بالتمسك الشديد بكافة أصول الديانة اليهودية وشرائعها، كما هو وارد في التوراة منذ بداية اليهودية وحتى أيامنا المعاصرة، وفي مقدمة ذلك: الشرائع والتعليمات والأنظمة التي يجب على اليهودي - ولاسيما المتدين- السير بموجبها.
ويعتقدون بكل ما جاء في التوراة والتلمود، والأرثوذكسية ذاتها مكونة من عدّة تيارات، ولكن المشترك فيما بينها هو موافقتها وتوافقها على أن الشريعة اليهودية هي مركز حياة الشعب اليهودي كجماعة وأفراد.
10-نُشرت المقابلة وكالة «فلسطين اليوم» الإخبارية، في (17/10/2007م).
11- صحيفة «الشروق اليومي» الجزائرية، في (7/1/2008م).




اعداد: عيسى القدومي






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.95 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]