|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: السميع فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فمن أسماء الله الحسنى: السميع، وللسلف رحمهم الله أقوال في هذا الاسم، وبعض الفوائد المتعلقة به، جمعت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع. قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: السميع لما تنطق به خلقه من قول،...لا يخفى عليه من ذلك شيء، ولا يعزب عنه علم شيء منه، وهو محيط بجميعه، محصٍ صغيره وكبيره، لتُجزى كل نفس ما كسبت من خيرٍ أو شرٍّ. قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: من أسماء الله تعالى: السميع البصير، خلق الإنسان صغيرًا لا يسمع، فإن سمع لم يعقل ما يسمع، فإذا عقل ميَّز بين المسموعات، فأجاب عن الألفاظ بما يستحق، وميَّز بين الصوت الحسن والقبيح، وميَّز الكلام المستحسن من المستقبح، ثم كان لسمعه مدى إذا جاوزه لم يسمع، ثم إنْ كَلَّمَه جماعةٌ في وقت واحد عجز عن استماع كلامهم، وعن إدراك جوابهم، والله عز وجل السميع لدعاء الخلق وألفاظهم عند تفرُّقهم واجتماعهم، مع اختلاف ألسنتهم ولغاتهم، يعلم ما في قلب القائل قبل أن يقول، ويعجز القائل عن التعبير عن مراده فيعلم الله فيعطيه الذي في قلبه، والمخلوق يزول عنه السمع بالموت، والله تعالى لم يزل ولا يزال يفني الخلق ويرثهم، فإذا لم يبق أحد قال: لمن الملك اليوم؟ فلا يكون من يرد، فيقول: لله الواحد القهار. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: السميع لأقوال عباده مؤمنهم وكافرهم، مُصدِّقهم وكاذبهم،...فيعطي كلًّا منهم ما يستحقه في الدنيا والآخرة. قال العلامة ابن القيم رحمه الله: السميع الذي قد استوى في سمعه سرُّ القول وجهره، وسع سمعه الأصوات، فلا تختلف عليه أصوات الخلق ولا تشتبه عليه، ولا يشغله منها سمع عن سمع، ولا تغلطه المسائل، ولا يبرمه كثرة سؤال السائلين. قال العلامة الشوكاني رحمه الله: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ ﴾ [البقرة: 137] بكل مسموع. قال الشيخ محمد خليل هرَّاس رحمه الله: معنى السميع: المدرك لجميع الأصوات مهما خفتت، فهو يسمع السر والنجوى، يسمع هو سمع لا يماثل أسماع خلقه. قال العلامة السعدي رحمه الله: السميع لجميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنُّن الحاجات سرها وجهرها، ﴿ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ [الرعد: 10]. قال العلامة العثيمين رحمه الله: السميع له معنيان: أحدهما: بمعنى المجيب. والثاني: بمعنى السامع للصوت. إذا آمنت بأنه سميع فإنك سوف تحترز عن كل قول يغضب الله؛ لأنك تعلم أنه يسمعك، فتخشى عقابه، فكل قول يكون فيه معصية الله عز وجل، فسوف تتحاشاه؛ لأنك تؤمن بأنه سميع، وإذا لم يحدث لك هذا الإيمانُ هذا الشيء، فاعلم أن إيمانك بأن الله سميع إيمان ناقص بلا شك. والإنسان إذا آمن بسمع الله استلزم إيمانه كمال مراقبة الله تعالى فيما يقول خوفًا ورجاءً، خوفًا فلا يقول ما يسمع الله تعالى منه من السوء، ورجاءً فيقول الكلام الذي يرضي الله عز وجل. قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان رحمه الله: الذي لا يعزب عن سمعه المسموع وإن خفي، فيسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصَّمَّاء في الليلة الظلماء، فأحاط سمعه بجميع المسموعات سرها وعلنها، وقريبها وبعيدها، فلا تختلط عليه الأصوات على اختلاف اللغات وعلى تفنُّن الحاجات وكأنها لديه صوت واحد. وسمعه تعالى نوعان: أحدهما: سمعه لجميع الأصوات. والثاني: سمع إجابة منه للسائلين، والداعين والعابدين. قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: والعبد إذا اعتقد أن ربَّه يسمع كل شيء، لا تخفى عليه خافية، فيسمع حركاته، وسكناته، حمله ذلك الاعتقاد على المراقبة لله سبحانه في جميع الأحوال، وفي جميع الأمكنة والأزمنة...فإذا اعتقد ذلك بحق أدَّى به ذلك إلى شدة المراقبة لربه ومعبوده سبحانه وتعالى، فحينئذٍ تجده حافظًا للسانه، حافظًا لجوارحه عن كل ما يسخط الله سبحانه، خائفًا من ربه؛ لأنه لا تخفى عليه منه خافية....فيوجب له ذلك أن يكون حذرًا من أن يسمع الله منه كلامًا لا يرضيه، كأن يتكلم كلامًا، من كذب، أو نميمة، أو غيبة، أو نحو ذلك، فإن الله تعالى هو الذي خلقه، وهو الذي ربَّاه بنعمه، وهو مالكه، وقد نهاه عن الكذب، ونهاه عن النميمة، ونهاه عن الغيبة، ونهاه عن قول الزور وشهادة الزور، ونهاه عن السخرية بإخوانه المؤمنين إلى غير ذلك مما نهاه الله عنه فإذا علم عِلم اليقين أن الله يسمعه فإنه سيحاسب نفسه ويقول: كيف أقول ذلك والله يسمعني...فيكون اعتقاده ذلك رادعًا وزاجرًا له عن الوقوع فيما نهى الله عنه. قال العلامة صالح الفوزان: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ ﴾ [البقرة: 137] الذي يسمع جميع الأصوات. قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: هو السميع، وهو ذو سمع...وسمع الله ليس كسمع المخلوق، سمع المخلوق محدود، وموهوب له من الله. من استحضر أن الله يسمع كلامه فسوف يحسب حسابًا لما يتكلم به؛ لأنه يستحضر أن الله يسمعه، لكن يؤتى الإنسان من غفلته عن اطلاع الله عليه وسمعه. قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: سميع، فعيل مبالغة من سامع، يعني: الذي لا يفوت سمعه شيء...فإن الله يسمع الأصوات، ويعلم عز وجل معاني كلام الخلق على اختلاف لغاتهم وعلى تفَنُّن حاجاتهم. اسم الله السميع هو الذي استغرق كل الكمال في صفة السمع. قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: السميع تطلق على ثلاثة معانٍ: المعنى الأول: المُدرك للمسموعات، فهذه صفة تدخل في باب الأسماء والصفات. المعنى الثاني: إجابة الدعاء؛ كما في قوله: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 42]، وهذا فيه ما يتعلق بتوحيد الألوهية؛ لأن الدعاء توحيد الألوهية. المعنى الثالث: حفظ أوليائه المؤمنين؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 46]، وهذا فيه توحيد الربوبية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |