الحج المبرور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4876 - عددالزوار : 1869809 )           »          نبذة عن روايات ورواة صحيح البخاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          السماحة في البيع والشراء وقضاء الديون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من مائدة التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 931 )           »          الرضى التام بعطاء الله ومنعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4444 - عددالزوار : 1205887 )           »          ثمرات الإيمان بالقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، والشكور) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الأدلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من جميع الأنبياء عليهم السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 02:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,731
الدولة : Egypt
افتراضي الحج المبرور

الحج المبرور

نورة سليمان عبدالله

قال صلى الله عليه وسلم: ((العمرة إلى العمرة كَفَّارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))؛ [البخاري ومسلم].

الحجُّ المبرور كما بيَّن أهل العلم «هو الذي أوقعه صاحبه على وجه البِرِّ».

وقال ابن بطال رحمه الله: «(والحجُّ المبرور) هو الذي لا رياء فيه ولا رفث ولا فسوق، ويكون بمال حلال».

وقيل: المبرور السليم من المعاصي مع طيب النفقة وحل النفقة.

فكيف يكون الحج مبرورًا، ويرجع الحاجُّ كيوم ولدته أمُّه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ حَجَّ فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمُّه))؛ [البخاري ومسلم].

مَن حَجَّ للهِ مُبْتغيًا وجْهَه بلا رِياءٍ ولا سُمْعةٍ، رجع (كيوم ولدته أمُّه)؛ أي: بغير ذنب. قال ابن حجر: "وظاهر الحديث غفران الصغائر والكبائر والتبِعات".

فمَنْ فَعَلَ ذلك عادَ بعدَ حَجِّه نَقيًّا مِن خَطاياهُ كما يَخرُجُ المولودُ مِن بطْنِ أُمِّه، أو كأنَّه خَرَجَ حِيَنئذٍ مِن بَطْنِ أُمِّه، ليس عليه خَطيئةٌ ولا ذَنْبٌ.

ومما يراعى في باب بِرِّ الحج:
1- ضرورة الإخلاص لله وحده، والاتباع للهدي النبوي، (عن يعلى بن أمية قال: طفت مع عمر بن الخطاب فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم فقال: أما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى. قال: فهل رأيته يستلِمه؟ قلت: لا، قال: فانفُذْ عنك؛ فإن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة)؛ رواه أحمد.

2- التربية على الأخلاق الحسنة والخلال الحميدة، كما قال تعالى: ﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197].

﴿ فَلَا رَفَثَ ﴾؛ أي: الجِماع ومقدماته، فلم يجامع ولم يأتِ بالكلام السيئ.

﴿ وَلَا فُسُوقَ ﴾؛ أي: المعاصي، فلم يصرَّ على المعاصي ولَم يَرتكِبْ إثمًا أو مُخالَفةً شَرعيَّةً- صَغيرةً أو كَبيرةً- تُخرِجُه عَن طاعةِ اللهِ تعالَى، بل حج تائبًا نادمًا لا معصية له.

﴿ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾؛ أي: المماراة والمخاصمة واللجج فيما ليس له فائدة.

3- الحرص على النفقة الطيبة والأكل الحلال؛ لأن النفقة الحرام من موانع الإجابة، فعند الطبراني مرفوعًا: (إذا خرج الرجل حاجًّا بنفقة طيبة ووضع رِجْله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه من السماء: لبيك وسعديك؛ زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجُّك مبرور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رِجْله في الغرز فنادى: لبيك، ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك؛ زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجُّك غير مبرور).

فليتقِ كلُّ عبد ربه، وليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى طيِّب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين؛ فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له؟!))؛ رواه مسلم.

وعن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، قيل: وما برُّه؟ قال: إطعام الطعام وطيب الكلام)).

4- كثرة الذكر لله، ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]- الآيات في سورة البقرة وسورة الحج- فيها الوصيَّة العظيمة والأمر الكريم بملازمة ذكر الله عزَّ وجلَّ في جميع مقامات الحجِّ في الوقوف بعرفة أمرَ بالذِّكر، وعند المشعر الحرام أمَرَ بالذِّكر، وعند نحر الهدي أمرَ بالذِّكر، وفي أيَّام التشريق أمر بالذِّكر، فالذِّكرُ هو مقصود هذه الأعمال، بل إنَّها لم تشرع إلَّا لإقامة ذكره سبحانه.

وقالت عائشة رضي الله عنها: ((إنَّما جُعِل الطواف بالبيت، والسعيُ بين الصفا والمروة ورميُ الجمار لإقامة ذكر الله عزَّ وجلَّ))[1]، قال ابن القيِّم رحمه الله: «إنَّ أفضل أهل كلِّ عمل أكثرهم فيه ذكرًا لله- عز وجل-، فأفضلُ الصُّوَّام أكثرهم ذكرًا لله- عز وجل- في صومهم، وأفضل المتصدِّقين أكثرهم ذكرًا لله- عز وجل-، وأفضلُ الحجَّاج أكثرهم ذكرًا لله- عز وجل- وهكذا سائر الأعمال».

5- الدعاء في الحج، ومواضع الاستجابة فيها بل وضرورة الدعاء فيها، وهي الصفا والمروة وعرفة والمزدلفة وبعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى، - ولا يشرع الدعاء بعد رمي الجمرة الكبرى لا في يوم النحر ولا بعده - فهذه ستة مواضع لاستجابة الدعاء.

ويُكثر من الدعاء بقبول حجه، وأن يكون حجًّا مبرورًا، فعن عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «أَفَضْتُ مَعَ عَبْدِاللهِ فَرَمَى سَبْع حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَاسْتَبْطَنَ الْوَادِي حَتَّى إذَا فَرَغَ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا».

6- الإكثار من الاستغفار في تمام الحج... وسؤال الله القبول، وأن يظنَّ بالله الظنَّ الحسن، ففي الحديث القدسي: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظن بي ما شاء))، وأن الله لا يخيب رجاءه، ولا يرد دعاءه، وأن يعطيه سؤله، وأن يكرمه بالقبول، والله عند ظنِّ عبده به، فليظن العبد بربِّه خيرًا.

7- الإحسان إلى الحجَّاج وإكرامهم: وفي الحديث: ((الحَاجُّ وَالعُمَّارُ وَفْدُ الله، دَعَاهُمْ فَأَجَابُوه، وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ)).

فمن برِّ الحجِّ أن يُحسِن الحاج إلى وفد الله وضيوف الرحمن بأنواع الإحسان؛ من إطعامٍ للطعام، وسقيٍ للماء، وإفشاءٍ للسَّلام، ولين للكلام، وإرشادٍ للضَّال، وتعليمٍ للجاهل، وإعانة للمحتاج ونحو ذلك من أنواع المعروف.

وما هي علامة الحجِّ المبرور؟
علامة الحجِّ المبرور تظهر بعد الحجِّ، وهي: أن تكون حال الحاج بعد الحجِّ أحسن منها قبله؛ فإذا كانت حاله سيئة قبل الحجِّ تتحوَّل بعده إلى حسنة، وإذا كانت حاله حسنة قبل الحج تتحوَّل بعده إلى أحسن، فمن علامات القبول ودلالات الرِّضا أن تحسن حال الحاج بعد الحجِّ.

ولا يمكن لأحدٍ أن يجزم لنفسه ولا لغيره بأن حجَّه متقبَّل، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]، قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: ((لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُ)).

نسأل الله أن يتقبل منا جميع أعمالنا، ويغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1]رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وروي مرفوعًا بإسناد ضعيف.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]