|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العشر وصلت... مستعدٌّ للتغيير؟ محمد أبو عطية ها هي العشر الأوائل من ذي الحجة قد وصلت، تحمل بين طيَّاتها أعظمَ الأيام وأحبَّها إلى الله؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء))؛ [أخرجه البخاري]. وصلت العشر، فهل نحن مستعدون؟ هل ما زالت أرواحنا تتعامل مع المواسم، كما لو كانت أيامًا عادية، أم أننا سندرك هذه المرة أن هذه الأيام ليست مجرد فرصة، بل دعوة للتغيير الحقيقي؟ في هذا المقال، دعونا نتأمل معًا في معنى هذه الأيام، وكيف يمكن أن نصنع منها نقطةَ انطلاق نحو حياة مختلفة. أيام معدودات ... لكنها تصنع الفرق: العشر الأوائل من ذي الحجة ليست طويلة، مجرد أيام محدودة في الزمن، لكنها عظيمة في القَدْرِ والثواب. إنها أيام: • أقسم الله بها: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]. • تشرف فيها الأرض والسماء. • تُضاعف فيها الحسنات. • يتوب فيها التائبون. • ويتسابق فيها الطائعون. وقد شهِد النبي صلى الله عليه وسلم بأن العمل فيها أفضل حتى من الجهاد، إلا لمن خرج بماله ونفسه ولم يرجع بشيء. • فهل نضيع هذا الموسم المبارك؟ العشر تنادينا: هل تسمع النداء؟ قد تمر العشر علينا كلَّ عام، لكننا لا نستجيب دائمًا لندائها، ربما نكون منشغلين، متعبين، غارقين في روتين الحياة. لكن هذه العشر تنادينا بأعلى صوت: "قف قليلًا ... أعِد حساباتك ... جدِّد نيتك ... وابدأ التغيير الآن". هي أيام للتوبة، للعودة إلى الله، لفتح صفحة بيضاءَ بعد شهور من الغفلة والفتور. العشر ليست فقط موسمَ عبادة، بل موسمُ مراجعة للنفس، وتجديدٍ للعهد مع الله. التغيير يبدأ من القلب: العشر لا تطلب منك أن تفعل المستحيل، بل أن تغيِّر قلبك أولًا. • أن تحب الطاعة من جديد. • أن تكره الذنوب التي اعتدتَها. • أن تشتاق إلى رضا الله كما تشتاق للراحة أو النجاح. فإذا تغيَّر القلب، سهلت التوبة، وازدادت الهمَّة، وأصبح العمل الصالح جزءًا منك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألَا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ أَلَا وهي القلب))؛ [متفق عليه]، والعشر فرصة لإصلاح هذه المضغة. خطة التغيير في العشر: خطوات عملية: لكيلا نضيع هذه الأيام، ولكي نكون حقًّا مستعدين للتغيير، إليك خطة عملية بسيطة، لكنها فعَّالة: 1. نية صادقة: ابدأ كل يوم بنية صادقة: "اللهم اجعل هذا اليوم نقطةَ تحول في حياتي". تذكر أن النية الصادقة قد ترفع الأعمال البسيطة إلى أعلى درجات القبول. 2. تكبير وتسبيح وذِكر: لا تغفُل عن الأذكار، خصوصًا: • الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. • كثرة التهليل، والتسبيح، والتحميد. قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكْثِروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد))؛ [صحيح، رواه أحمد والبيهقي]. اجعل لسانك رطبًا بها طوال اليوم، في البيت، في الطريق، في العمل. 3. صيام الأيام (وخاصة يوم عرفة): صيام هذه الأيام من أعظم القربات، ويكفي في فضل يوم عرفة أنه: ((يكفِّر السنة الماضية والباقية))؛ [رواه مسلم]. فمن فاته رمضان كما ينبغي، فليُعوِّض هنا. 4. تلاوة القرآن: حتى لو صفحةً واحدة يوميًّا، لكن اقرأها بقلب حيٍّ. اجعل لنفسك وردًا ثابتًا، وكن من الذاكرين لا الغافلين. 5. الدعاء وتفريغ القلب: خصِّص وقتًا يوميًّا للدعاء: • اطلب من الله تغيير القلب. • اطلب الهداية والثبات. • اطلب الرضا والستر والمغفرة. وكن على يقين أن الله يسمعك ويريد لك الخير. 6. صدقة خفِيَّة: تصدق يوميًّا ولو بالقليل، فهذه الأيام أيامُ مضاعفة للثواب. واحرص أن تكون الصدقة: • خفيَّة. • خالصة لوجه الله. • لفقير أو محتاج فعليٍّ. 7. اجتناب الذنوب: لا معنى للعبادة دون اجتناب للمعاصي. ابتعد عن: • الغِيبة. • النظر المحرَّم. • الغضب والتفريط في الأوقات. فالله يريد منك قلبًا تائبًا صادقًا، لا عبادات شكلية فحسب. التغيير لا ينتهي بانتهاء العشر: الكثير يظن أن الحماس في العشر مؤقت، لكن الحقيقة أن هذه الأيام ما هي إلا انطلاقة. • من تاب في العشر، فليثبُت بعد العشر. • من بدأ وردًا قرآنيًّا، فليداوم. • من صام، فليواصل صيام النوافل. • من بكى في قيام الليل، فليجعل من الليل نصيبًا دائمًا. العشر ليست النهاية، بل البداية. سؤال اليوم: هل تغيرت؟ كل يوم في العشر، اسأل نفسك بصراحة: • هل تغيَّر شيء في قلبي؟ • هل اقتربت من الله أكثر؟ • هل هجرت ذنبًا كنت أُصرُّ عليه؟ • هل زاد حبي للعبادة؟ فإن لم تجد جوابًا، عُد بسرعة، قبل أن تُغلق الأبواب. الخلاصة: العشر وصلت، فهل نحن مستعدون؟ • هل سنغتنمها، فنصلح قلوبنا، ونغيِّر حياتنا، ونعود إلى الله، أم سنفرِّط فيها كما فرطنا في غيرها؟ • العشر ليست هديةً تتكرر كثيرًا، بل هي نداء من الله للعودة، فرصة مفتوحة للتغيير، بابُ رحمةٍ ينتظر الداخلين. • فلنُقبل على الله، ونعِش هذه الأيام بقلب حيٍّ، ونغتنمها كما لو كانت آخر عشر نعيشها في الدنيا، فمن يدري؟
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |