خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أزمة الأخلاق في المنظومة التربوية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قصة أصحاب الأخدود: الصبر على أقدار الله ودروس إيمانية من سورة البروج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مشروع “المروية العربية”: هل نحن من نروي تاريخنا أم يُروى لنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          هل يوجد صحابة منافقون مندسون رووا أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أقسام المشهود عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تخريج حديث: أن ابن مسعود جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحجرين وروثة يستجمر بها.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          { فلا اقتحم العقبة } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خطبة العيد بين التكبير والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2025, 11:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,548
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء

خطبة عيد الأضحى المبارك

(تضحية وفداء، صبر وإخاء)

الشيخ الحسين أشقرا

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر...الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.
الحمد لله في كل حين، وعلى كل حال، حمدًا خفيفًا على الألسن، ثقيلًا في موازين المآل ﴿ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [مريم: 35]، نحمده ونشكره على ما أولانا من وافر النعم، وما حبانا به دون سائر الأمم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، أما بعد:

فيا عباد الله، هذا هو اليوم الذي ينتظره الكبير والصغير، والغني والفقير؛ لتلهج ألسنتهم بالتسبيح والتكبير، وتعمُّ مظاهر الأفراح في جوٍّ بلا نظير، إنه يوم للتذكير، وبالتعظيم جدير...إنه يوم الحج الأكبر، وهو عيد الأضحى، وصف بأنه يوم الحج الأكبر؛ لأن أكثر أعمال الحج تقع وتُقام فيه بلا حرج في تقديم بعضها على بعض؛ من رمي للجمرات، ونحر للأضاحي، والحلق، وطواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج.

واعلموا أن يومكم هذا يوم فرح عام، تتناثر فيه أوراق الخطايا والذنوب، وتجتمع فيه الخلائق يدعون علام الغيوب، وتتقوَّى فيه أواصر التآخي، وتتآلف فيه القلوب، ويتزاور فيه الأقارب متغاضين عن الدنايا والعيوب.

ـ الله أكبر....

أيها المسلمون والمسلمات، في مثل هذا اليوم السعيد، خطب النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته القصواء بما ينفع ويفيد، ليسمع القاصي والداني والقريب والبعيد، وقال في قوله وختام كلامه السديد: ((اللهم اشهد فقد بلَّغت))، فقرر صلى الله عليه وسلم في خطابه قواعد الدين، وأصول التشريع، وحذر من الفرقة والاختلاف، فقال: ((لا ترتدوا بعدي كفارًا يضرب بعضُكم رقابَ بعض))، وقال: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا))، وأوصى بالنساء خيرًا، فقال: ((واستوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عوان عندكم)). فاتقوا الله عباد الله، وتقربوا إليه بأنواع القربات ﴿ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 128]...واعلموا أن من السنة في هذا اليوم أن يذبح المسلم أضحيته بعد صلاة العيد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما عمل ابن آدم من عمل أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنها تأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض؛ فطيبوا بها نفسًا))... ولا يجوز التكلف في شرائها أو التباهي بها فتخرج عن مقصدها من التقرُّب والتعبُّد بها إلى عادة لا يؤجر فاعلها... ولهذا رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في التصدُّق منها...وهي سنة إبراهيم عليه السلام، وإحياء لذكرى إسماعيل الذي أعطى أروع مثال في البر والصبر والسمع والطاعة بقوله: ﴿ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]، وامتثال لأمر رب العالمين في قوله عز وجل: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 1، 2]... فتقديمه- سبحانه- الصلاة على النحر، يؤذن بتقديم صلاة العيد على نحر أو ذبح الأضحية.

وإن هذا اليوم أحد أيام ذكر لله الوارد في قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]...ولهذا يُسَنُّ لكل مَن صلَّى فريضة في هذا اليوم وفي أيام التشريق أن يكبِّر ويُهلِّل دبرها؛ أي: بعد السلام منها، ثلاث مرات.

ـ الله أكبر...

أيها المسلمون والمسلمات، اعلموا رحمكم الله أنه يحرم صيام يوم العيد والثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله))، واذكروا نعمة الله عليكم، فإن ذكر النعم باعث على شكر المنعم، وشكرها يربيها ويزيد فيها، يقول تعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

واعلموا كذلك أن من أعظم النعم التي امتَنَّ الله بها علينا نعمة الإسلام الذي اكتمل، فلا نقصان يحتاج إلى من يكمله، وتمت به النعمة فلا خلل ولا تيه ولا ضلال ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]...فلنحافظ على هذا الدين في أنفسنا وأهلنا وبلداننا، ولنلتزم بتشريعاته في كل أحوالنا لنكون من الفائزين... ﴿ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 84، 85]، ولنتذكر في هذا العيد أن الإخاء والمودة والنصرة والتعاون بين المسلمين مما جاء به الإسلام وأمر به، ولا ينبغي التفريط فيه؛ لقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 102، 103]، وقوله عز من قائل: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وسُنَّة المبعوث رحمةً للعالمين، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وفي ما قاله النبي الكريم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم.

الخطبة الثانية
ـ الله أكبر...

الحمد لله رب العالمين، عباد الله، عظِّموا شعائر ربكم، فمن يعظم شعائر الله يعظم له أجرًا، واجعلوها من أعظم ذخائركم، واستشعروا التقوى في ضمائركم، فلن يقبل الله من الأعمال إلا ما كان خالصًا له وصوابًا ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37]، واعلموا أنه يجب على كل مسلم حُرٍّ غني واجد للسعة الفاضلة عن الحوائج الأصلية، أن يضحي عن نفسه بعد صلاة العيد، فيسمي الله ويكبر داعيًا أن يتقبَّل الله منه، فيأكل منها ويتصَدَّق ويهدي.

وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحَّى بكبشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذبحهما بيده الشريفة واضعًا على صفاحهما قدمه الشريفة، فلما ذبح الأول قال: ((بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك وإليك، اللهم إن هذا عن محمد وآله))، ثم ذبح الثاني وقال: ((بسم الله والله أكبر، اللهم إن هذا عمَّن شهد لي بالبلاغ، وشهدت الملائكة له بالتصديق، ولقي الله لا يشرك به شيئًا)).... فاتقوا الله عباد الله، وعظموا شعائر الله وأدوا فرائضه، فإن الله تعالى ذاكر لمن ذكر، وشاكر لمن شكر.

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]
ـ الدعاء...




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.19 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]