السعادة بين الرضا والقناعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في ضرورة الهداية والسداد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الترغيب في تعلم رواية شعبة عن عاصم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التخويف من الرياء وبيان علاجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قائل: (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ...) هو يوسف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          في جوف الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تآكل الأرض في الوحي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فطرية العبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          معايشة النصر والفرج قبل وقوعه منهج نبوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-06-2025, 12:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,550
الدولة : Egypt
افتراضي السعادة بين الرضا والقناعة

السعادة بين الرضا والقناعة


السعادة ليست كنزًا مخبوءًا في قاع البحار، ولا جوهرة مكنونة في خزائن الأثرياء، ولا غاية تُنال بكثرة المتاع وتزاحم المظاهر؛ بل هي شعور خفيٌّ يسري في النفس كما تسري الروح في الجسد، لا يُدرك إلا بالإحساس، ولا يُستجلب إلا بالقناعة والرضا.
كم من إنسان تفيض خزائنه بالمال، ويمتد سلطانه في الأرض، وتحفّه مظاهر المجد، ثم هو مع ذلك شقيٌّ منكود!
وكم من آخر لا يملك من الدنيا إلا قوت يومه، ولا يتوسّد إلا أملًا رقيقًا، ولا يتوسّل في الحياة إلا قلبًا رضِيًّا، ومع هذا هو أسعد الناس!

ذلك لأن السعادة لا تكمن في كثرة الممتلكات، ولا في التفاخر بالمظاهر الزائلة، ولكن في التحرر من رقّ الحاجة إليها.

وقف سقراط، حكيم الفلاسفة، أمام متجرٍ عامرٍ بأنواع السلع، فنظر مليًّا، ثم قال كلمته الخالدة: “ما أكثر الأشياء التي لا أحتاج إليها!

كلمة صغيرة، ولكنها تفيض حكمة، وتحمل في طياتها فلسفة عميقة، جعلها فلاسفة الإغريق شعارًا لهم، لأنها تعكس جوهر السعادة: *وأنها بالاكتفاء، لا بالامتلاك؛ وبالرضا، لا بالتطلّع؛ وبالزهد، لا بالشره والاستشراف.*

إن السعادة ليست غاية بعيدة لا تُنال، ولا أملًا مستحيلًا لا يُدرك؛ بل هي في متناول كل من شاء، إذا عرف كيف يقنع، وكيف يرضى، وكيف يغضّ بصره عن زينة الحياة وزخارفها، فلا يمدّ عينه إلى ما متّع الله به غيره، ولا يقيس نصيبه في الدنيا بنصيب الناس.
والسعادة لها مذاق في كل مرحلة من مراحل الحياة: فأنت شابٌ، ما دام قلبك موصولًا بالأمل، وروحك مشتعلة بالحماسة، وعينك لا تزال تبصر النور في نهاية الطريق، ولو كنت في السبعين! وأنت شيخ، مهما كنت في مقتبل العمر، إذا فقدت الأمل، وخمدت فيك جذوة الحياة، وأعرضت عن نور الرجاء.
فالشباب شباب الروح، والكهولة كهولة القلب، وما العمر إلا صفحات نكتبها بمشاعرنا لا بأرقامنا.

ومن تمام السعادة أن نتشارك فيها مع غيرنا، وأن لا نجعلها حِجرًا محجورًا على أنفسنا، فإن من أعظم صور السعادة: أن ترى أثر ابتسامتك على وجه يتيم، أو دفءَ يدك في يد محتاج، أو نورًا تسريه في صدرٍ أظلمته الهموم، وجميل بك أن لا تنسى من حولك حين تطلب سعادتك، وأن لا تغفل عن حقوق الآخرين وأنت تطلب حقوقك
والعجيب أن السعادة تُقبل على من يتسامى عنها، وينشغل عنها بمعاني الحياة، ولا يكثر من سؤال نفسه هل أنا سعيد أم لا؟ قال الرافعي: “وكما يفقد أكثر الناس السعادة في كثرة الاستعداد لها، والإغراق في وسائلها، يجدها بعضهم في إهمالها، حين لا يبحث عنها ويذهب باحثًا عن حقيقة الحياة.”

وأصدق الناس سعادة من امتلأ قلبه بالإيمان بالله، والمعرفة به، واطمأنَّ لقضاء الله، ورضي بما قُسم له، وسعى في دنياه سعي العاقل، لا سعي المرهق اللاهث.
ألا وإن من أعظم أسباب الشقاء: أن يجمع المرء بين ضعف القدرات، وشطط الطموحات، فيعذب نفسه برغبات لا يبلغها، ويجرّعها كؤوس الحسرة على ما لم يخلق له.
فاملك رضاك، تمتلك سعادتك، واغرس في قلبك الأمل، يثمر فيك البهجة، وامشِ في الأرض رحيمًا متفائلًا قانعًا بما قسم الله لك، تكن وإن قلّ حظك من الدنيا أسعد أهلها.
منقول










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.94 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]