|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الصداقة في حياة الشباب والفتيات عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فأوصيكم- أيها المؤمنون- ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمنعة من الرزايا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، الإنسان بطبيعته لا يستطيع أن يعيش منفردًا؛ بل يحتاج إلى جماعة يعيش في كنفها، ولأن العلاقات البشرية كثيرة ومُتشعِّبة، فإن الإنسان يحتاج إلى جماعة خاصة تكون من أقرب الناس إليه، مثل جماعة الأسرة والأصدقاء. والصداقة- يا عباد الله- تعدُّ من أهم العلاقات الإنسانية التي يرغب الإنسان دائمًا في وجودها في حياته، وهي علاقة بين شخصين يجمع بينهما اللطف والكرم والولاء والصدق، ويكون بينهما تقارُب في الأفكار والهوايات والآراء. جاء في صحيح مسلم عن الصداقة، قول الرسول عليه الصلاة والسلام: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً". أيها المسلمون، إن الصديق إذا لم يكن جليسًا صالحًا فإنه يعد من أخطر أسباب الانحراف في الدين والأخلاق والقيم والسلوك؛ قال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، ولا زالت شكاوى الوالدين تتوالى وتتعالى من عدم استماع أولادهم إليهم، وانخراطهم مع أصدقاء السوء، والسير على طريقهم حتى وقعوا في الحرام، فضيَّعوا أخلاقهم ودينهم وأوطانهم. يقول أحد الآباء: كنت أحلم باليوم الذي أرى فيه ابني رجلًا ذا قيمة بين أقرانه، يساعدني في تربية إخوانه، لكن وبسبب أصدقاء السوء جعلني أشعر بغصَّة بين الآخرين، خاصة عندما أقارنه مع أبنائهم، لقد أتعبني بشطحاته ومغامراته الجنونية، فقد أصبحت ملامح وجهه مألوفةً أمام الجهات الأمنية؛ لكثرة تردُّده عليهم عند كل مشكلة يقع فيها ابني. أيها المسلمون، علينا أن نعلم أولادنا ونُذكِّرهم بفوائد اختيار الأصدقاء الصالحين عليهم مثل: • أن الصديق الصالح يقوي الدافع نحو طاعة أوامر الله وتوجيه النفس وتهذيبها. • وأن الصديق الصالح يساعد على النجاح والهمة العالية. • وأنه يعزز في النفس حب الخير والعمل التطوعي للمجتمع والوطن. • وأنه يعين على تحصيل العلم النافع والأخلاق الحميدة. • وأنه يعين على بِرِّ الوالدين، وأن يكون لَبِنةً صالحةً في المجتمع. نفعني الله وإياكم بهدي نبيه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]. يا عباد الله، إن من واجبنا تجاه أولادنا من الشباب والفتيات أن ندلهم على الخير ونساعدهم على اختيار الأصدقاء، ثم الحرص على تعليمهم التالي: أولها: الصبر على مجالسة الأصدقاء الصالحين وعدم التفريط فيهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ [الكهف: 28]. ثانيها: أن أعظم صحبة للشباب والفتيات هي صحبة الوالدين؛ لأنها من رضا الله علينا، وذلك بالإحسان إليهما وطاعتهما ومعاشرتهما بالمعروف، جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال: ثم مَنْ؟ قال: "أمك"، قال: ثم مَنْ؟ قال: "أمك"، قال ثم مَنْ؟ قال: "ثم أبوك"؛ متفق عليه. ثالثها: البعد عن صحبة الشيطان وأهل المعاصي والغافلين عن ذكر الله؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]. رابعها: أن للصديق حقوقًا؛ كالنصح والإرشاد، وقضاء الحاجة والعفو عن الزلَّات. خامسها: أن للصديق الصالح صفات مثل: ذكر الله، والنصيحة، وحفظ الأسرار، والمسامحة، والتغافل، والفرح بفرحك والحزن لحزنك، وحب الخير، والدعاء لك. سادسها: التذكير بعداوة أصحاب السوء لهم يوم القيامة، وأنهم لن ينفعوهم لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ كما قال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]. سابعها: أن عاقبة الصديق السيئ الحسرة والندامة؛ كما قال تعالى في سورة الفرقان: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29]. هذا وصلوا وسلموا عباد الله، على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |