التعريف بأصحاب الكتب الستة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 609 - عددالزوار : 66238 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14348 - عددالزوار : 757400 )           »          ركعتا الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فوائد قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الأب السبب والسند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالموقف نماذج وتعليق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقوق الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          هل تندلع الحرب الكبرى؟ سقوط إيران يمهد لصدام إسرائيلي-تركي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طبائع اليهود ومكائدهم في الآداب العالمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم اليوم, 12:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,903
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التعريف بأصحاب الكتب الستة


أحمد بن شعيب النَّسائي
قال الذهبي: الإمام، الحافظ، الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب الخراساني، النَّسائي، صاحب كتاب السنن، وُلد بنَسا [من مدن خراسان]، وطلب العلم في صغره، ورحل إلى خراسان [بلاد واسعة تشمل حاليا الشمال الشرقي من إيران وبعض أفغانستان]، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور.
وممن رحل إليهم النسائي الحافظ الكبير قتيبة بن سعيد، رحل النسائي إليه وعمره خمسة عشر عاما، فأقام عنده ببغلان [من نواحي مدينة بلخ في أفغانستان] سنة وشهرين، فكتب عنه حديثا كثيرا.
قال الذهبي: كان النسائي من بحور العلم، مع الفهم، والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف. ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن، وكان شيخا مهيبا، نضِر الوجه مع كبر سنه، ولم يكن أحد في رأس سنة ثلاثمائة أحفظ من النسائي، وهو أحذق بالحديث وعِلَله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن الترمذي، وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زُرعة الرازي.
قال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبد الرحمن النسائي مقدَّم على كل من يُذكر بهذا العلم من أهل عصره، لا أقدِّم على النسائي أحدًا، وكان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعلمهم بالحديث والرجال، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، ولم يكن في الورع مثله.
وقال الحاكم: هو أحد الأئمة الحفاظ العلماء، لقي المشايخ الكبار.
وقد بلغ عدد شيوخ النسائي في الحديث 449 راويا، ولم يكن النسائي محدثا فقط، بل كان عالما بالقرآن، فقيها، قاضيا، وهو ممن أخذ القرآن عن أبي شعيب السوسي راوي قراءة أبي عمرو البصري أحد القراء السبعة، وتولى النسائي القضاء بمصر وحمص، وتبويبات كتابه السنن تدل على إمامته في الفقه، قال الحاكم: كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه!
وقد بلغ عدد طلاب النسائي المشهورين 57 راويا، منهم: أبو جعفر الطحاوي، وأبو علي النيسابوري، وحمزة الكناني، وأبو جعفر النحاس النحوي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن السني، والحافظ الكبير أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني صاحب المعاجم الثلاثة: الكبير والأوسط والصغير.
وكان النسائي ممن جمع بين العلم والعبادة، قال الحافظ محمد بن المظفر: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج مع أمير مصر إلى طرسوس لفداء أسرى المسلمين من الروم، فوصف من شهامته، وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه.
وكان النسائي كثير المحبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كغيره من علماء الحديث، وصنف كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وذكر أن سبب تأليفه أنه دخل دمشق فوجد كثيرا من أهلها يجهلون فضائل علي رضي الله عنه، فصنف كتاب الخصائص ورجى من الله أن يهديهم بسبب كتابه، وقد روى في كتاب خصائص أمير المؤمنين علي (194) رواية مما يرويه أهل الحديث بالأسانيد في فضائل علي رضي الله عنه.
وللنسائي كتب كثيرة مطبوعة، منها: السنن الكبرى، والسنن الصغرى، وكتاب تسمية فقهاء الأمصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكتاب الضعفاء والمتروكون، وكتاب المدلسين.
نبذة تعريفية مختصرة بكتاب السنن للنسائي
كتاب السنن الصغرى للنسائي أحد كتب الحديث الستة المشهورة، وهو مختصر من كتاب السنن الكبرى، ويسمى المجتبى، وهو من تأليف النسائي نفسه، انتقاه من كتابه السنن الكبرى، وقيل: إن الذي انتقاه هو ابن السني تلميذ النسائي، وهو الراوي لكتاب السنن الصغرى عن النسائي، وكتاب السنن الصغرى مطبوع في 8 مجلدات، وعدد الأحاديث والآثار فيه (5758)، وفيه 51 كتابا، أولها كتاب الطهارة، وآخرها كتاب الأشربة، وهو أصح كتب السنن، وأكثرها حديثا صحيحا، وأقلها حديثا ضعيفا.
أما كتاب السنن الكبرى للنسائي فمطبوع في 10 مجلدات، وعدد الأحاديث والآثار فيه (11949)، وفيه 58 كتابا، أولها كتاب الطهارة، وآخرها كتاب الملائكة، وفيه بعض الكتب التي أُفردت بالطباعة مثل: كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكتاب عمل اليوم والليلة، وكتاب فضائل القرآن، فهذه الكتب ضمن كتاب السنن الكبرى، وقد روى السنن الكبرى عن النسائي عدة رواة ثقات من تلاميذه، أشهرهم: ابن الأحمر، وابن السني، وابن الصوفي، وعبدالكريم ابن النسائي.
ونختم ترجمة النسائي بحديث من كتابه السنن الصغرى، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق، حديث رقم (5470)، قال النسائي رحمه الله: أخبرنا قُتيبة قال: حدثنا خَلَف عن حفص عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الدعوات: ((اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، وقلبٍ لا يخشع، ودعاءٍ لا يُسمع، ونفسٍ لا تشبع))، ثم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع)).
توفي النسائي رحمه الله في فلسطين وهو متجه إلى الحج سنة 303 هجرية، وقيل: إنه وصل إلى مكة وهو مريض فمات بها، وعمره 88 عاما.


محمد بن عيسى التِّرْمِذي
قال الذهبي: هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي، الحافظ، العَلَم، الإمام، البارع، مصنف كتاب الجامع، وكتاب العِلل، وغير ذلك، عمي في كبره بعد رحلته وكتابته العلم.
بلغ عدد شيوخه 216، وأشهر مشايخه البخاري، وقد أكثر من الرواية عنه وسؤاله عن علل الأحاديث وأحوال الرواة، وقد شارك البخاري في الرواية عن بعض شيوخه.
قال ابن حبان في كتابه الثقات: كان أبو عيسى ممن جمع، وصنف، وحفظ، وذاكر.
وقال أبو سعد الإدريسي: كان أبو عيسى يُضرب به المثل في الحفظ.
وقال الحاكم: سمعت عمر بن عَلَّك الجوهري يقول: مات البخاري فلم يُخلِّف بخراسان مثل أبي عيسى الترمذي في العلم والحفظ، والورع والزهد، بكى حتى عمي، وبقي ضريرا سنين.
نبذة تعريفية مختصرة بكتاب السنن للترمذي
اسم كتاب الترمذي: الجامع الكبير، ويسمى جامع الترمذي، ويسمى أيضا سنن الترمذي، عدد أحاديثه (3956) حديثا، رتبه الترمذي على الأبواب الفقهية، فبدأه بأبواب الطهارة ثم أبواب الصلاة وبقية العبادات، إلى أن ذكر في أواخره أبواب فضائل القرآن وأبواب القراءات وأبواب تفسير القرآن وأبواب الدعوات ثم ختمه بأبواب المناقب، وذكر في المناقب فضل النبي صلى الله عليه وسلم، ومناقب أبي بكر الصديق، ومناقب عمر بن الخطاب، ومناقب عثمان بن عفان، ومناقب علي بن أبي طالب، ثم ذكر مناقب بقية العشرة المبشرين بالجنة، ومناقب الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب، ومناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومناقب غيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وختم أبواب المناقب بباب فضل الشام واليمن.
قال الترمذي: صنفت هذا الكتاب وعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به، ومَنْ كان هذا الكتاب في بيته فكأنما في بيته نبي يتكلم.
قال ابن الأثير: كتاب الترمذي أحسن الكتب، وأكثرها فائدة، وأحسنها ترتيبًا، وأقلها تكرارًا، وفيه ما ليس في غيره من ذكر المذاهب، ووجوه الاستدلال، وتبيين أنواع الحديث من الصحيح، والحسن، والغريب، وفيه جرح وتعديل، وفي آخره كتاب العلل، قد جمع فيه فوائد حسنة لا يخفى قدرها على من وقف عليها.
قال الذهبي: في كتاب جامع الترمذي علم نافع، وفوائد غزيرة، ورؤوس المسائل، وهو أحد أصول الإسلام، لولا ما كدَّره بأحاديث واهية، وكتابه قاضٍ له بإمامته وحفظه وفقهه، ولكنه يترخص في قبول الأحاديث الضعيفة ولا يُشدِّد.
وسنختم ترجمة الترمذي بثلاثة أحاديث من كتابه السنن ليعرف القارئ طريقة الترمذي في التصحيح والتضعيف وفي ذكر أقوال الفقهاء:
الحديث الأول: قال الترمذي (2660) في أبواب العلم باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي قال: حدثنا شريك بن عبد الله عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكذبوا عليَّ؛ فإنه من كذب عليَّ يلج في النار)). وفي الباب عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، والزبير، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن عمرو، وأنس، وجابر، وابن عباس، وأبي سعيد، وعمرو بن عبسة، وعقبة بن عامر، ومعاوية، وبريدة، وأبي موسى، وأبي أمامة، وعبد الله بن عمر، والمنقع، وأوس الثقفي. حديث عليٍّ حديث حسن صحيح، قال عبد الرحمن بن مهدي: منصور بن المعتمر أثبت أهل الكوفة. وقال وكيع: لم يكذب رِبْعي بن حِراش في الإسلام كذبة. انتهى كلام الترمذي بلفظه، ومعنى قول الترمذي: وفي الباب عن فلان وفلان، أن هذا الحديث رواه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الصحابة الذين عدَّد الترمذي أسماءهم، ولم يذكر رواياتهم اختصارا، فهذا الحديث أفاد الترمذي بأنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عشرون صحابيا، وهذا يدل على سعة حفظ الترمذي، ومعرفته بشواهد الحديث ورواياته، وعلماء الحديث يروون كل حديث منها بالأسانيد، ومن أراد الاطلاع على أسانيدها ومتونها فليرجع إلى شرح سنن الترمذي للمباركفوري، أو إلى كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي وفي الباب للشيخ المحدث حسن حيدر الوائلي الصنعاني، وهو مطبوع في ستة مجلدات.
الحديث الثاني: قال الترمذي (2916) في أبواب فضائل القرآن: حدثنا عبد الوهاب بن الحكم الوراق البغدادي قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جُريج عن المطَّلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عُرِضتْ عليَّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعُرِضت عليَّ ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أُوتيها رجل ثم نسيها)). هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وذاكرت به محمد بن إسماعيل [البخاري] فلم يعرفه واستغربه، قال محمد [هو البخاري]: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن [الدارمي] يقول: لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله [الدارمي]: وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس. انتهى.
فهذا الحديث رواه الترمذي وضعفه، ونقل تضعيفه عن الإمامين البخاري والدارمي، فقد تفرد بروايته المطلب عن أنس بن مالك، ولا يُعرف أن أحدا من أصحاب أنس رواه عن أنس، ولا يعرف المحدثون للمطلب سماعا من أنس بن مالك، وهذا مما يوجب التوقف في صحة الحديث، وأيضا توجد فيه علة أخرى، وهي أنه تفرد بروايته ابن جُريج عن المطلب، ولم يصرح ابن جريج بالسماع منه، بل قال: عن المطلب، فيُخشى تدليسه، ولهذا قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، واستغربه هو وشيخه البخاري؛ لأنه لا يُروى من طرق أخرى، فبسبب هذه العِلَل حكم المحدثون بضعف هذا الحديث، والله أعلم.
الحديث الثالث: قال الترمذي (34) في أبواب الطهارة باب ما جاء أن مسح الرأس مرة: حدثنا قتيبة قال: حدثنا بكر بن مضر عن ابن عجلان عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ ابن عفراء أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ، قالت: مسح رأسه، ومسح ما أقبل منه، وما أدبر، وصدغيه، وأذنيه مرة واحدة. وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وجد طلحة بن مصرف. حديث الرُّبَيِّع حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح برأسه مرة. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم، وبه يقول: جعفر بن محمد [هو الملقب الصادق]، وسفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، رأوا مسح الرأس مرة واحدة. حدثنا محمد بن منصور قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: سألت جعفر بن محمد [الصادق] عن مسح الرأس أيجزئ مرة؟ فقال: إي والله.
توفي الترمذي رحمه الله في ترمذ سنة 279 هجرية وعمره 70 عاما تقريبا.



محمد بن يزيدَ ابنُ ماجَهْ القَزْوِيني
ماجَهْ: بفتح الجيم وهاء ساكنة، هو لقب والده يزيد، والقَزويِني نسبة إلى قَزوين، وهي مدينة تقع في الشمال الغربي من طهران عاصمة إيران، وفي شمالها يقع بحر قزوين.
بدأ ابن ماجه بكتابة الحديث من صغره، وسافر في طلب الحديث إلى أكابر علماء عصره، فارتحل إلى الرَّي (طهران) وإلى نيسابور، وإلى العراق، ومكة، والشام، ومصر، وقد بلغ عدد شيوخه في الحديث 318 شيخا، ولقي في سفره كثيرا من الفقهاء والقراء المشهورين، فاستفاد منهم علما غزيرا.
قال الذهبي: أبو عبد الله بن ماجه القزويني الحافظ، الكبير، الحجة، المفسر، مصنف السنن، والتاريخ، والتفسير، حافظ قزوين في عصره، كان ناقدا صادقا، واسع العلم.
وقال أبو يعلى الخليلي: هو ثقةٌ كبير، محتجٌ به، له معرفة بالحديث وحفظ.
وقال المزي: ابن ماجه القزويني الحافظ، صاحب كتاب السنن، ذو التصانيف النافعة، والرحلة الواسعة.
وقال ابن الأثير: كان عاقلا إماما عالما.
وقال عبد الكريم الرافعي في كتابه أخبار قزوين: ابن ماجه إمام من أئمة المسلمين، كبيرٌ، متقنٌ، مقبولٌ بالاتفاق، صنف التفسير والتاريخ والسنن، ويقرن سننه بالصحيحين وسنن أبي داود والنسائي وجامع الترمذي.
وقد شارك ابن ماجه البخاري ومسلما في كثير من شيوخهما كمحمد بن بشار الملقب بُنْدار، ومحمد بن المثنى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، وغيرهم.
نبذة تعريفية مختصرة بكتاب السنن لابن ماجه
ألف ابن ماجه كتابا في الحديث أسماه كتاب السُّنن، وعرضه على الحافظ الكبير أبي زرعة الرازي فنظر فيه، وأثنى عليه، وعدد أحاديث سنن ابن ماجه (4341) حديثا، وقد رتبه ابن ماجه على 37 كتابا، وكل كتاب يتضمن أبوابا كثيرة، قال أبو الحسن القطان: في كتاب السنن لابن ماجه ألف وخمس مائة باب. وقد بدأ ابن ماجه كتابه السنن بأحاديث في اتباع السنة النبوية وفي الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، ثم ذكر كتاب الطهارة وسننها ثم الصلاة إلى أن ختم كتابه بكتاب الزهد.
قال الحافظ ابن طاهر: كتاب ابن ماجه من نظر فيه علم مزيَّة الرجل من حسن الترتيب وغزارة الأبواب.
وقال الحافظ ابن كثير: ابن ماجه صاحب السنن المشهورة، الدالة على علمه وعمله، وتبحره واطلاعه، واتباعه للسنة في الأصول والفروع، وكتابه مفيد، قوي التبويب في الفقه.
وقال الحافظ ابن حجر: كتابه السنن جامعٌ جيد، كثير الأبواب والغرائب.
وقد استوعب ابن ماجه في كتابه أهم الأحاديث النبوية في العقيدة والعبادات والمعاملات والأدب والزهد، لكنه لم يكتف برواية الأحاديث الصحيحة فقط كما فعل البخاري ومسلم في كتابيهما الصحيحين، بل يروي الأحاديث الصحيحة والضعيفة والواهية، وهو يرويها بالأسانيد التي سمعها من شيوخه، فهو وغيره من المحدثين كانوا في عصر تدوين السنة النبوية، فكان لا بد أن يكتبوا كل ما يُروى بالأسانيد، ومن أسند لك فقد أحالك، وكتابتهم لجميع الأحاديث الصحيحة والضعيفة من محاسنهم، حتى تضمن الأمة حفظ السنة النبوية، ولا يخفى على أهل الحديث المتخصصين التمييز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة عند النظر في أسانيدها ومتونها وجمع طرقها، وبعض الأحاديث المروية بأسانيد ضعيفة ينجبر ضعفها بورودها من طرق أخرى، فيحكم المحدثون بصحتها، وفي معرفة الأحاديث الضعيفة فوائد كثيرة، منها معرفة أدلة الفقهاء في بعض المسائل الاجتهادية المختلَف فيها، فيعرف الباحث عند المقارنة بين الأقوال دليل كل قول، ويعرف سبب ضعف الحديث الضعيف بالنظر في إسناده الذي حفظه لنا علماء الحديث في كتبهم.
ونختم الترجمة بذكر حديث صحيح رواه ابن ماجه في كتاب الزهد في باب ذكر الذنوب، حديث رقم (4245)، قال رحمه الله: حدثنا عيسى بن يونس الرملي قال: حدثنا عقبة بن علقمة بن حَدِيج المعافري عن أرطاة بن المنذر عن أبي عامر الألهاني عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لأعْلَمَنَّ أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بِيضًا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا!))، قال ثوبان: يا رسول الله صِفْهم لنا، جلِّهم لنا، أن لا نكون منهم، ونحن لا نعلم! قال: ((أما إنهم إخوانكم، ومن جِلْدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)).
توفي ابن ماجه رحمه الله في قزوين سنة 273 هجرية وعمره 64 عاما.












__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 114.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 112.66 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]