التطرف والغلو في ميزان الشرع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مفهوم النصر في الإسلام في ضوء صلح الحديبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          القوة مطلب شرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الفرق بين (فلما) و (لما) في سورة يوسف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ماليزيا: رؤية الدكتور محمد عصري زين العابدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من السنن الموقوتة قبل الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كرسي الاعتراف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119366 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024343 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301591 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40262 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-07-2025, 11:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,251
الدولة : Egypt
افتراضي التطرف والغلو في ميزان الشرع

التطرف والغلو في ميزان الشرع

موقع الشبكة الاسلامية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التدين الصحيح بعيد عن التطرف -الذي هو الجنوح إلى طرف الغلو والإفراط، أو إلى طرف التقصير والتفريط- فإن دين الإسلام هو دين العدل والوسط.
وقد أثنى الله -سبحانه- على هذه الأمة بأنها أمة وسط، قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} {البقرة:143}.
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: فلعمر الله إنهما لطرفا إفراط وتفريط، وغلو وتقصير، وزيادة ونقصان.
وقد نهى الله -سبحانه- عن الأمرين في غير موضع؛ كقوله: {{ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}} [الإسراء 29]، وقوله: { {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا}} [الإسراء 26]، وقوله: {{والَّذِينَ إذا أنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُرُوا وكانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوامًا} } [الفرقان 67]، وقوله: {{وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ}} [الأعراف 31].
فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الناس النّمَط الأوسط، الذين ارتفعوا عن تقصير المفرِّطين، ولم يلحقوا بغُلُوّ المعتدين، وقد جعل الله -سبحانه- هذه الأمة وسَطًا، وهي الخيار العدل، لتوسطها بين الطرفين المذمومين.

والعدلُ هو الوسط بين طرفي الجَوْرِ والتفريط، والآفاتُ إنما تتطرّق إلى الأطراف، والأوساط مَحْميَّة بأطرافها، فخيار الأمور أوساطها.
قال الشاعر:
كانَتْ هِيَ الوَسَط المَحْمِيَّ فاكْتَنَفَتْ بِها الحَوادِثُ حَتّى أصبَحَتْ طَرَفا. اهـ.
فدين الله في جميع الأبواب في الاعتقادات، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، وسط بين الجفاء والغلو، وبين التفريط والإفراط.
والتطرف المذموم في ميزان الشرع يشمل التقصير والتفريط، كما يشمل الغلو والزيادة. خلافا لما هو شائع من قصر وحصر التطرف المذموم على الغلو فقط!
ومن المهم التنبه إلى أن المعيار في وصف أمر بأنه وسط وعدل، أو أنه غلو أو جفاء مذموم، هو معيار السنة النبوية والشرع الحنيف.
وليس المعيار هو الأهواء أو الأعراف، أو العادة التي تعودها الناس ونشؤوا عليها، فكثير من هذه الأمور تخالف الشرع وتجانب السنة، ويحكم بها على جملة من أحكام الشريعة الغراء التي تخالفها بأنها تطرف، كالتزام المرأة المسلمة بالحجاب، واجتناب الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه الريبة والفساد، وإنكار الفواحش بدرجاتها وأنواعها، ومجانبة المكاسب المحرمة كالربا والقمار.
ولذلك فإن التدين مع البعد عن الغلو إنما يكون بالتزام السنة النبوية، والانضباط بالأحكام الشرعية، ومراعاة آدابها ومقاصدها.
ومما يعين على احتناب الغلو:
-استشعار خطر الغلو، وذم الشرع للغلو والغالين، قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ } {النساء:171}، وقال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا } {هود:112}.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هلك المتنطعون» قالها ثلاثا.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: أي: المتعمقون الغالون، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم. اهـ.
وفي سنن النسائي من حديث ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» . وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: وقوله: «إياكم والغلو في الدين» عام في جميع أنواع الغلو، في الاعتقاد والأعمال. اهـ.
- سؤال الله -سبحانه- الهداية إلى الحق، والوقاية من الغواية.
- طلب العلم الشرعي من منابعه الصافية، ومصادره الموثوقة.
- الاقتداء بالعلماء الراسخين المعروفين بعلمهم واعتدالهم، وتقواهم.
-الحرص على الصحبة الصالحة العاقلة، البعيدة عن التفريط والغلو.
-البعد عن الاستماع أو القراءة إلى دعاة التطرف -ولو من باب الفضول والاطلاع-.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]