كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311348 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041926 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131967 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-07-2025, 08:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟

كيف نُنشئ أولادنا على حب كتاب الله؟

عدنان بن سلمان الدريويش

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

يا عباد الله، القرآن هو كتابُ الله الكريم، وحبله المتين، ونوره المبين، وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم؛ يقول الله سبحانه: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].

إن التربية السليمة للأبناء تحتاج إلى الجهد والصبر والتحمُّل، وليست بالأمر السهل الهيِّن، فالذرية الصالحة غاية كل أبٍ وأم؛ لذا يجب عليهما تنشئتهم التنشئةَ السليمة، التنشئة الربانية.

أيها المسلمون، منذ أن يأتي الطفل إلى هذا العالم وهو يتعلم من محيطه كل ما يشاهده، وكل ما يتأثر به، يكون لصيقًا بوالديه، يتعلم منهما ويقلدهما، ويطبع شخصيتيهما في أدق التفاصيل، فإن وجد هذا الطفل والديه علاقتهما بالقرآن في كل نشاط من حياتهما، فسوف ينشأ عليه، وسيكون القرآن الكريم متأصلًا في سلوكه كلما كبر، أما إذا ربطنا القرآن في حياة أجيالنا بالصلوات فقط، أو في المدرسة على مقاعد الدراسة لحصد أعلى الدرجات، فإننا سنُفقد أولادنا الخشوعَ واستشعار كتاب الله، وحرمانهم من تذوق حلاوة كلام الله ومعانيه، والتدبر في آياته.

يقول أحد الآباء: أنا حريص على أن يحفظ ابني كتاب الله وهو صغير، أشركته في حلقات التحفيظ، لي معه كل يوم وقفات مع كتاب الله نتعلم فيها قصةَ آية، أو أدب، أو إعجاز، وقد رأيت - ولله الحمد - أثرَ كتاب الله على عبادته، وعلى سلوكه، ومعاملته معي ومع إخوانه وزملائه.

أيها المسلمون، علينا أن نتذكر، ونذكِّر غيرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه))؛ [رواه الترمذي]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البَررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران، وفي رواية: والذي يقرأ وهو يشتد عليه له أجران))؛ [رواه مسلم].

وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن وتعلَّم وعمِل به، أُلبِس والداه يوم القيامة تاجًا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والداه حُلَّتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بمَ كُسينا هذا؟ فيُقال: بأخذ ولدكما القرآنَ))؛ [رواه الحاكم].

يا عباد الله، وحتى نُنشئ أولادنا على حبِّ كتاب الله والتعلق به، علينا بالآتي:
أولًا: أن يكون الوالدان قدوةً صالحةً للأولاد في قراءة القرآن، والاستماع إليه.

ثانيًا: تحديد وقت معين يوميًّا أو خلال الأسبوع لدراسة القرآن، وتلاوته وحفظه مع الأولاد.

ثالثًا: إلحاق الطفل بحلقة تحفيظ للقرآن الكريم، أو وضع معلِّم خاصٍّ لتعليمه التلاوةَ والحفظ.

رابعًا: تحفيز الطفل بالهدايا والكلمات المشجِّعة، التي تدفعه للاستمرار في تلاوة القرآن وحفظه.

خامسًا: البحث له عن صحبة صالحة، تُعينه على حفظ كتاب الله.

سادسًا: البعد عن الإجبار والتخويف والزجر في الحفظ، بل اتباع سبيل الرفق واللين في التعليم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه))؛ [صحيح الجامع].

سابعًا: تيسير الحفظ للأولاد بتهيئة المكان والزمان، مع التدرج في الحفظ، وعدم الحرمان من اللعب والترفيه، وممارسة الرياضة.

نفعني الله وإياكم بهديِ نبيه وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لَغفور رحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:
فإن من طبيعة الأولاد حبَّ القصص وقراءتها؛ لذا علينا الحرص على سرد قصص القرآن بأسلوب جاذب وميسَّر، خاصة عند التلاوة، مع عمل مسابقات في الحفظ والتلاوة له ولغيره؛ حتى نزيد التنافس بين الأولاد، ومنها يحصل التكرار والتأكيد على ما حفظه.

أيها المسلمون، إن من أساليب التشجيع والتحفيز تسجيلَ صوت الطفل وهو يقرأ القرآن؛ حتى يكرر سماعه، ويشجعه على التلاوة والحفظ، مع الدعاء له، وتعليمه على أن يدعو لنفسه ولغيره مع التكرار، بأن يحفظه الله، ويُعينه على الحفظ والإتقان.

أخيرا - يا عباد الله - علينا تذكير أولادنا وربطهم بالأجر المترتب على تلاوة القرآن وحفظه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ ورتِّل كما كنت ترتِّل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها))؛ [رواه الترمذي]، مع تذكيرهم بحصول البركة لهم في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار.

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.11 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]