|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المبالغة في تشقيق العلم عمرو عبدالله ناصر بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فإن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بدينه للناس كافة، وجعل دينه بيّنًا هاديًا لكافة الخلائق على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأعصارهم وعقولهم. فتلقى ذلكم العلم الأوائل من العلماء والفقهاء، ومازال العلم كذلك حتى احتاج الناس إلى نظم العلوم وترتيب أوجهها وبيان طرائقها ورسم حدودها. فنظمها الناظمون وبينها العالِمون، وجرى ذلكم المنهج حتى أولع كثير من الناس بتشقيق العلم وتفريقه على أوجه متشعبة. فتتابعت نزعة التشقيق، وتكاثر التفريع والتوليد، حتى عُدّ التشقيق والتوليد والتفريق للعلم ومسائله عند بعضهم من معالم التحقيق والتجويد. والأصل أن التشقيق وسيلة إلى حسن الإفهام وتيسير العلم، وذريعة إلى حسن إصابة الحق وبيانه ورسم حدوده ومعانيه، والوسائل إنما هي خادمة للمقاصد والغايات، إلا أن التشقيق أضحى عند بعضهم غاية تُقصد. فأصبح من آثاره أن تُوهم صعوبة تحصيل العلم وبُعد مناله وعسر إدراكه، ولا سيما بعد توسع طرائق البحث ومناهج التأليف. ولئن كان التشقيق في أصله مدعاة إلى جمع العلم ونظمه وتقريبه، فلقد أضحت المبالغة والإغراق فيه في كثير من موارده بأخرة حاجبًا عن إدراك حقائق العلم واستجماع أوجهه ومعانيه، وعائقًا عن صلب العلم ودقيقه ومتينه. وعليه، فينبغي الاقتصاد في التشقيق والتفريق، وليكن خادمًا وموصلًا إلى حسن الإفهام والإدراك للمقاصد والغايات، لا مانعًا وحاجبًا من إدراكها وفهمها.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |