وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: منهج السماحة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انت أخي في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الفساد الأخلاقي ...عند غياب الرقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كن نبيهاً ذكياً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          آية الإسراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مستقبل اليهود كما تحدده سورة الأعراف والإسراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طاهر بن الحسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إسلام حمزة رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تاريخ المسلمين في القرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مصنع الحياة - الزواج الطريق القويم للمتعة الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أبناؤكم يبثون همومهم إليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات
التسجيل التعليمـــات التقويم

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2025, 06:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,777
الدولة : Egypt
افتراضي وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: منهج السماحة

وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: منهج السماحة

أ. د. علي بن إبراهيم النملة

أما من حيث الزمان، فإن طلائع المستشرقين لم تكن في الإجمالِ إيجابيةً مع الثقافة الإسلامية؛ ذلك أنها كانت قد وُلدت في حقبة كانت فيها أوروبة تعيش حالة من الفوضى الحضارية، شاع فيها الإقطاع من ناحية، وشاعت فيها سيطرةُ مصالح الكنيسة من ناحية أخرى، فكان أنْ شعرت طلائعُ المستشرقين بأن الإسلام الذي بدأ ينتشر بقوة، بفعل التأثير المباشر السمح في الأمم، لا بفعل السيف كما زعموا، مما هدَّد مصالح خاصة كان يتبوؤها قسمٌ من رجال الدين، غير السمحين، الذين كانوا يدَّعون أنهم يمثِّلون الرب، ومارسوا دور الوسيط بين الرب والعباد، فحقَّقوا من وراء ذلك مصالحَ ذاتية، كانت بعيدة عن مفهوم السماحة[1].

بينما جاءت الثقافة الإسلامية لتُلغي هذه الواسطة، وتجعل الصلة بين العبد وربه مباشرة، دون عونٍ من أحد سوى العلم القائم على كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وتجعل السماحة محدَّدةً بضوابطها، وليس تلك السماحة غير المحددة التي تدمر السماحةَ بصفتها منطلقًا للعَلاقة بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين غير المسلمين (الآخر).

يقول عصام عبدالله: "لم يكن معظم المنادِين بالتسامح مستعدِّين للسير بهذا المبدأ حتى نهايةِ الشوط، أو في كل الاتجاهات، وعلى كافة الصعد؛ فـ(جون لوك) - أكبر المؤيِّدين لمبدأ التسامح - وضع مجموعةً من الضوابط، مَن يتعداها لا يمكن التسامح معه بأي حال:
1- الترويج لمعتقدات وأصول تُهدِّد بنسف المجتمع نفسه.

2- الترويج للإلحاد.

3- الأفعال التي تهدف إلى تدمير الدولة، أو التعدي على أموال الآخرين.

4- الولاء للحكام الخارجيين (الخيانة)[2].

جاء المستشرقون في هذه الحقبة ليقدِّموا المعلومة الخاطئة عن الثقافة الإسلامية لبَنِي قومهم، "فقد أصبحَتْ رؤى المستشرقين تتسلَّل إلى العقول الأوروبية؛ لأنهم خبراء في شؤون الدين والمجتمعات الإسلامية، واكتسبوا ثقةَ الإنسان الغربي؛ لِما يُمثِّلونه من علم وخبرة نادرة"[3]، ومع تسلُّلها إلى العقول الأوروبية تسلَّلت - من خلال النقل والترجمة للآثار الاستشراقية الغربية - إلى بعض العقول الآسيوية، لا سيما في روسية؛ حيث مرَّت المعرفة الإسلامية في البداية عن طريق المصفاة الأوروبية الغربية؛ ولذلك جاء معظمها مشوهًا بعيدًا عن الموضوعية العلمية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لقد أرادت روسية الاستعانةَ بوجهة النظر الأوروبية الغربية عن الإسلام؛ لكي ترتكزَ على مستندات فكرية توظفها الأرثوذوكسية المسيحية الفكرية ضد الدوغمائية الإسلامية التترية؛ على حدِّ قول سهيل فرح[4].

يقول خلف الجراد في كتابه (أبعاد الاستهداف الأميركي): "ومثلما كان هناك ارتباط عُضوي بين الحروب المسماة (صليبية) والاستعمار الغربي المباشر للعرب والمسلمين، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والشعارات الدينية المسيحية والمدرسة الاستشراقية التقليدية، فإن المدرسة الاستشراقية الجديدة بأدواتها المعرفية المتطورة، وصلاتها الفكرية والأكاديمية والسياسية بالإستراتيجية الأميركية - تحوَّلت بالفعل إلى أبرز لاعبٍ في توجُّهات النُّخَبِ السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة الأميركية"[5].

[1]) يصرُّ رضوان السيِّد على أن المصطلح "التسامُح" دخيل من حيث اللفظ ومن حيث المفهوم، فالتسامُح لا يُقصد به سماحة الإسلام، لكن الأصولية الإسلامية سرت باللفظ وصارت تتناقش حوله من مفهوم: كم هو الإسلام متسامح! انظر: رضوان السيِّد وآخرون: من التسامُح إلى احترام الآخر، ص 285 - 309، في: عبدالجبار الرفاعي، معد: التسامُح ليس مِنةً أو هبة، بيروت، دار الهادي، 1427هـ/ 2006م، ص 343.

[2]) انظر: عصام عبدالله: التسامُح، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2006م، ص 30 - 36، (سلسلة مكتبة الأسرة).

[3]) انظر: حاتم الطحاوي: الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية (محمد خليفة محسن)، الاجتهاد، ع 50/ 51 (ربيع وصيف العام م - 2001م/ 1422هـ)، ص 321 - 335، والنصُّ من ص 324.

[4]) انظر: سهيل فرح: الاستشراق الروسي: نشأته ومراحله التاريخية، الفكر العربي، ع 31/ مج 5 (كانون الثاني/ يناير 1983م) ص 225 - 266.

[5]) خلف الجراد: أبعاد الاستهداف الأميركي، مرجع سابق، ص 114.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]