من أقوال السلف في الحسبلة "حسبي الله ونعم الوكيل" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حقيقة الدين الغائبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وتفقد الطير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نحوَ عربيةٍ خالصةٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ما ظننتم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 151 )           »          قناديلٌ من نور على صفحةِ البريد الخاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ظُلْمُ الْعِبَاد سَبَبُ خراب البلاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          شخصية المسلم مع مجتمعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 3 )           »          ومن رباط الخيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 10:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,475
الدولة : Egypt
افتراضي من أقوال السلف في الحسبلة "حسبي الله ونعم الوكيل"

من أقوال السلف في الحسبلة "حسبي الله ونعم الوكيل"

فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فقد سئل العلامة ابن باز: ما صحة حديث: «من قال حين يصبح وحين يمسي: "حسبي الله الذي لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم" سبع مرات، كفاه الله ما أهمَّه من أمور الدنيا والآخرة».

فأجاب سماحته رحمه الله: "هذا الحديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ضعيف، حديث ضعيف، وهذا الكلام طيب، إذا كرره الإنسان كثيرًا، "حسبي الله الذي لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم"، هذا آخر سورة التوبة، هذا كلام طيب، وعظيم إذا قاله الإنسان، وكرره كلام طيب؛ لكن كونه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من كرره سبعًا يحصل له ما ذكر، هذا فيه ضعف، ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم".

فالمسلم يقول هذه الكلمات ويكررها، لكن ليس على أنها حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الحسبلة، وهي قول المسلم: "حسبنا الله ونعم الوكيل" من الكلمات التي تُقال عند الكروب والشدائد، وللسلف رحمهم الله أقوال فيها، يسَّر الله الكريم فجمعت بعضًا منها، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

الله عز وجل حسيب جميع خلقه:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الله وحده حسيب جميع الخلق؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]؛ أي: الله وحده كافينا كلنا.

الحسبلة: الثقة والاعتماد على الله وتفويض الأمور إليه، وأنه كافٍ عبده جميع ما أهمَّه:
قال الإمام ابن جرير رحمه الله: ﴿ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 129]: يكفيني الله.

قوله تعالى: ﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 38]: فقل حسبي الله مما سواه من الأشياء كلها...إليه أفرغ في أموري دون كل شيء سواه، فإنه الكافي، وبيده الضر والنفع.

قال الإمام البغوي رحمه الله: ﴿ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ﴾ [التوبة:59] كافينا الله.

وقوله تعالى: ﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 38]: ثقتي به واعتمادي عليه.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 38]؛ أي: عليه توكلت؛ أي: اعتمدت.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ﴿ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾؛ أي: الله كافيَّ.

قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾ في جميع أموري، في جلب النفع، ودفع الضر.

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بينما امرأة ترضع ابنها إذ مرَّ بها راكب، وهي تُرضعه، فقال: اللهم لا تُمت ابني حتى يكون مثل هذا. فقال: اللهم لا تجعلني مثله. ثم رجع في الثدي، ومُرَّ بامرأة تُجرر، ويُلعب بها فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها. فقال: اللهم اجعلني مثلها. فقال: أما الراكب فإنه كافر، وأما المرأة فإنهم يقولون لها: تزني، وتقول: حسبي الله! ويقولون: تسرق، وتقول: حسبي الله».

قال رحمه الله: يستفاد من الحديث...تفويض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى في قول هذه المرأة: "حسبي الله"؛ أي: كافيَّ.

قال العلامة السعدي قوله تعالى: ﴿ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾؛ أي: الله يكفيني جميع ما أهمني....وقوله تعالى: ﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ﴾ سيكفيني كل ما أهمني وما لا أهتم به.

الحسبلة تُقال عند الشدائد والكروب:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173].

قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: وإن غلبه أمر فليقل: "حسبنا الله ونعم الوكيل".

قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: إبراهيم عليه الصلاة والسلام قالها حين أُلقي في النار، وقالها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال الناس: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ﴾ والآية الكريمة واضحة في أن هذه الكلمة لها شأن عظيم، وأنها تُقال عند الشدائد والكروب: "حسبنا الله ونعم الوكيل"؛ ولهذا قال جل وعلا: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129]، هاتان الكلمتان عظيمتان عند الشدة، وعند الكرب: ﴿ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾، ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173].

فهاتان الآيتان كافيتان في عظم شأن هذه الكلمة.

الحسبلة يقولها من يخاق أن يقع عليه ظلم، أو بلاء، أو عدوان:
عن أم المؤمنين زينب وعائشة رضي الله عنهما، أنهما تفاخرتا، فقالت: زينب: زوجني الله وزوجكن أهاليكن، وقالت عائشة، نزلت براءتي من السماء في القرآن، فسلمت لها زينب، ثم قالت: كيف قلت حين ركبت راحلة صفوان بن المعطل؟ قالت: قلت: حسبي الله ونعم الوكيل، قالت زينب: كلمة المؤمنين.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: في الذكر عند لقاء العدو، ومن يخاف من سلطان وغيره...."حسبنا الله ونعم الوكيل".

قال الإمام الشوكاني رحمه الله: وإن توقع بلاءً، أو أمرًا مهولًا قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا".

قال العلامة العثيمين رحمه الله: ينبغي لكل إنسان رأى من الناس جمعًا له، أو عدوانًا عليه أن يقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، فإذا قال هكذا، كفاه الله شَرَّهم، كما كفى إبراهيم ومحمدًا عليهما الصلاة والسلام، فاجعل هذه الكلمة دائمًا على بالِك إذا رأيت من الناس عدوانًا عليك.

الحسبلة يقولها من ظُلِم:
قال العلامة ابن باز رحمه الله: حسبنا الله ونعم الوكيل، لا بأس به، هذا يقوله كل من ظلم، لا بأس به.

الحسبلة أمن من كيد الشيطان:
قال الإمام القرطبي رحمه الله: من قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" أمِنَ من كيد الشيطان.

الحسبلة تقال لطلب المنافع، ولدفع المضار:
قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: تقال هذه الكلمة المباركة في مقامين: مقام طلب المنافع، ومقام دفع المضار: فمن الأول: قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [التوبة: 59].

ومن الثاني قول الله تبارك وتعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾[آل عمران: 173-174].

وجُمِعَ الأمران في قوله عز وجل: ﴿ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38]؛أي: قل حسبي الله لجلب النعماء، ولدفع الضرِّ والبلاء.

"حسبنا الله ونعم الوكيل" دعاء عبادة، وهو يتضمن دعاء المسألة:
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: "حسبنا الله ونعم الوكيل"... هو دعاء، لكنه دعاء عبادة؛ لأن الدعاء على قسمين: دعاء عبادة، ودعاء مسألة، وهذا دعاء عبادة، وهو يتضمن دعاء المسألة.

الحذر أن تظلم أحدًا فيقول لك: "حسبي الله بيني وبينك":
كان يزيد بن حكيم رحمه الله يقول: ما هبت أحدًا قط حياتي، هيبتي رجلًا ظلمته، وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله، يقول لي: "حسبي الله بيني وبينك".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]