منهج متكامل يستهدف بناء شخصية الفرد والمجتمع .. خصائص التربية القرآنية وأساليبها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4991 - عددالزوار : 2110339 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4569 - عددالزوار : 1388229 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 12118 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 340 )           »          سبيل التأسي بدراسة حديث اللهم إني ظلمت نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 211 )           »          العلي الأعلى المتعال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حـقـــوق المعلـم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          إشارات تربوية رائعة لابن القيم الجوزية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          المواقع الأثرية في غزة..معالم راسخة في الأرض (3300ق.م) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تساؤلات بخصوص الرضاعة الطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 01:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,835
الدولة : Egypt
افتراضي منهج متكامل يستهدف بناء شخصية الفرد والمجتمع .. خصائص التربية القرآنية وأساليبها

منهج متكامل يستهدف بناء شخصية الفرد والمجتمع .. خصائص التربية القرآنية وأساليبها


  • التربية القرآنية هي عملية منهجية متكاملة تستهدف بناء شخصية الفرد المسلم وتنميته على أساس القيم والمبادئ الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم
  • حظيت التربية القرآنية بمنزلة سامية ومكانة رفيعة وذلك لسمو غايتها وسعة أفقها ورحابة منهجها وسلامة طريقها وامتداد ثمرتها
  • الربانية مــن أهـم خصائص التربية القرآنية ومصدرها ونعني بذلك أن مصدر التربية القرآنية هو القرآن الكريم كلام الله عزوجل
  • تشمل التربية القرآنية الفردَ في حياته الدنيوية والأخروية، وحياته الخاصة والعامة كما تشمل المجتمع في علاقة أفراده بعضهم ببعض
  • تنطلق التربية القرآنية من منهج واقعي في النظر إلى الـفـطــرة الإنســانيـة من خلال كون البشر مختلفين فيما بينـهـم متنـوعـين في صفـاتــهــم متـعـددين في فصائلهم
  • من أهم ثمار التربية القرآنية وفوائدها بناء الشخصية المتكاملة التي تقوم بمسؤولياتها وواجباتها الدنيوية والأخروية
  • تتسم التربية القرآنية بسهولة مبـادئــــهـا وتعـالـيـمـها وعدم الإرهاق والمشقة في الالتزام بها فهي تسير في حدود الطاقة البشرية
التربية القرآنية هي عملية منهجية متكاملة، تستهدف بناء الفرد المسلم وتنميته على أساس القيم والمبادئ الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتشمل التربية الإيمانية، والخلقية، والاجتماعية، والعقلية، وتعتمد على أساليب متنوعة كالتدرج، وضرب الأمثال، والحوار، والترغيب والترهيب، والقدوة الحسنة لغرس القيم وترسيخها في النفس، ولهذه التربية آثار عديدة على الفرد والمجتمع بل على الأمة بأسرها، قال -تعالى-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء: 9).
حقيقة التربية القرآنية
إن المتأمل في حقيقة التربية القرآنية يجد أنها جاءت بمعنى التنشئة والتنمية، {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}(الشعراء:18)، وجاءت بمعنى التزكية والتعليم، {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}(آل عمران:164).
منزلة سامية ومكانة رفيعة
وقد حظيت التربية القرآنية بمنزلة سامية ومكانة رفيعة؛ وذلك لسمو غايتها، وسعة أفقها ورحابة منهجها، وسلامة طريقها، وامتداد ثمرتها؛ حيث شملت الإنسانية كافة، وحسبها علوا وشرفا أن القرآن الكريم هو مصدرها الأول الذي لا يتغير ولا يتبدل، وهو الكتاب الهادي للبشرية جمعا إلى معالي الأمور، قال -سبحانه-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}(الإسراء: 9).
أولا: خصائص التربية القرآنية
كما إن التربية القرآنية نالت مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، فقد تميزت كذلك بخصائص ومزايا فاقت بها ما سواها من المناهج ومن ذلك ما يلي:
(1) الربانية:
الربانية هي أهم خصائص التربية القرآنية ومصدرها، ونعني بذلك أن مصدر التربية القرآنية هو القرآن الكريم كلام الله -عزوجل- الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(فصلت:42)، ويراد بالربانية أمران: ربانية المصدر، وربانية الغاية، وهذا المنهج الرباني لا يعني تعطيلاً لجهود البشر عن الاجتهاد والتفكير في هذا الكون والمعرفة بأسراره، بل العكس، فالقرآن يأمر على التدبر والتفكير والتعقل ويحض عليه؛ فهو يضع أمام البشرية حقائقَ العباداتِ وأُصولَها وأنواعها، وأنماط المعاملات والصفات التي ينبغي أن يكون عليها الإنسان، أما ما يتعلق بالعلم وتطبيقاته، ووسائل النهوض بالمجتمع، وطرائق المعيشة، فهي متروكة للبشر ما دامت لا تخرج عن المبادئ والأصول التي وضعها القرآن.
(2) التوازن والتوسط والاعتدال:
ومن خصائص التربية القرآنية: التوازن والتوسط والاعتدال، وهذه سمة من سماتها، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}(البقرة:143)، ومن مظاهر ذلك التوازن في الخوف والرجاء، كما قال -سبحانه-: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}(الحديد:23)، والتوازن بين مراقبة العليم الخبير وبين تربية الضمير، {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}(النساء: 108).
(3) الشمول:
تشمل التربية القرآنية الفردَ في حياته الدنيوية، وكذلك حياته الأخروية، وحياته الخاصة والعامة، كما تشمل المجتمع في علاقة أفراده بعضهم ببعض، وعلاقتهم بالمجتمعات الأخرى، وكذلك علاقة المجتمعات ببعضها بعضا، كما تشمل الإنسان بكيانه الجسد والروح، قال -تعالى-: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا في الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (الأنعام: 38)، أي: لم يترك الله -سبحانه- في الكتاب شيئًا لم يُبَيِّنْه، وإنما اشتمل القرآن على كل شيء، وكل ما من شأنه صلاح البشرية وهدايتهم، اعتمد في ذلك على الدليل والبرهان المستمدَّينِ من العقل.
(4) الواقعية:
تنطلق التربية القرآنية من منهج واقعي في النظر إلى الطبيعة الإنسانية من خلال كون البشر مختلفين فيما بينهم، متنوعين في صفاتهم، متعددين في فصائلهم، قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} (الروم: 22)، فهذا المنهج التربوي الواقعي يتعامل مع الفرد على أساس احتمال الخطأ والإصابة بعيدًا عن المثالية والكمال؛ فالكمال لا يكون إلا لله -عزوجل-، فهي ليست تتعامل مع مثاليات لا وجود لها في عالَم الواقع؛ فهي تبغي الوصول بالفرد المؤمن إلى ذلك الفرد الذي يأتمر بما أمره به ربُّه، وينتهي عما نهاه عنه، قال -تعالى-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة:286)، كما أن واقعية القرآن الكريم راعت طاقات الناس، فجاءت أحكامها وواجباتها بما يتناسب مع قدرات المكلفين، {وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}(المؤمنون: 62)، {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}(الطلاق: 7)، وقال -تعالى-: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(التوبة:91).
(5) الوضوح:
يتسم منهج التربية القرآنية بالوضوح، فلا يشوبه نقص، ولا يعتريه شك، ولا يدخله الغموض والإبهام، فأوامره ونواهيه وتوجيهاته ومواعظه، واضحةٌ جليَّة، قال -تعالى-: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة)، به يُبَصَّرُ العبد إلى الصلاح والفلاح.
(6) اليسر والسهولة:
تتسم التربية القرآنية بسهولة مبادئها وتعاليمها، وعدم الإرهاق والمشقة في الالتزام بها، فهي تسير في حدود الطاقة البشرية، قال -تعالى-: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} (النساء: 28).
ثانيًا: أساليب التربية القرآنية
لاشك إن أساليب تفوق الوصف والخيال كيف لا؟ وهي من كلام الواحد المتعال، وإليكم جملة من أساليبها النافعة وطرائقها الثابتة، فمن ذلك:
(1) التربية بالموعظة:
وردت التربية بالموعظة في مواضع كثيرة من ذلك قول الحق -تبارك وتعالى-، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}(يونس:57).
(2) التربية بالترغيب والترهيب:
ومن أساليب التربية القرآنية: التربية بالترغيب والترهيب، فقال -سبحانه- مرغبا عباده المؤمنين، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}(المائدة: 9)، وقال مرهبا للكافرين والمنافقين، {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}(التوبة: 68).
(3) التربية بالقصة:
ومن الأساليب: التربية بالقصة، يقول الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}(هود:120).
(4) التربية بالقدوة:
ومن أساليبها: التربية بالقدوة، قال -تعالى- آمرا نبيه الكريم أن يقتدي بالأنبياء من قبله، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}(الأنعام: 0)، وأمر عباده المؤمنين بأن يقتدوا بخير البرية وأسوة البشرية، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}(الأحزاب:21).
(5) التربية بالعِبرة:
ومن أساليب التربية القرآنية: التربية بالعبرة، قال -سبحانه-: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}(النحل:66)، وكذا ضرب الأمثال، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}(الحج:73).
(6) التدرج في نزول الأحكام:
من أساليبها: التدرج في نزول الأحكام الشرعية ومطالبة المكلفين بالقيام بها، وهذا الأسلوب نجده ظاهرا في التربية القرآنية، ومن ذلك ما روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: «إنَّما نَزَلَ أوَّلَ ما نَزَلَ منه سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ والنَّارِ، حتَّى إذَا ثَابَ النَّاسُ إلى الإسْلَامِ نَزَلَ الحَلَالُ والحَرَامُ، ولو نَزَلَ أوَّلَ شيءٍ: لا تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا، ولو نَزَلَ: لا تَزْنُوا لَقالوا: لا نَدَعُ الزِّنَا أبَدًا».
ثالثًا: آثار التربية القرآنية ومنافعها
من أهم ثمار التربية القرآنية وفوائدها بناء الشخصية المتكاملة التي تقوم بمسؤولياتها وواجباتها الدنيوية والأخروية، {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(التوبة:5)، وهذا يشتمل على تحمل المسؤولية الذاتية، والمسؤولية التابعة، كمسؤولية الراعي نحو رعيته والوالدان على أبنائهما، والزوجان نحو بعضهما، وسائر المسؤوليات والأمانات. كما إن من ثمارها: أنها ربطت مصير كل إنسان بعمله ولم تربطه بغيره، {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}(المدثر: 38)، {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}(النجم)، {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}(الليل).


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]