|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() موقفان تقفهما بين يدي الله أبو سلمان راجح الحنق المقدمة: قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجَح، وإن فسدت فقد خاب وخسِر"؛ حديث صحيح عن أبي هريرة. أيها المسلمون، موقفان عظيمان يقفهما العبد بين يدي ربه: أحدهما: في هذه الدار الدنيا. والآخر: يوم يلقى الله تعالى يوم القيامة. أيها الناس، يترتب على صلاح الموقف الأول: فلاح العبد وسعادته في الموقف الثاني، ويترتب على فساد حال العبد في الموقف الأول ضياع أمره وخُسرانه في الموقف الثاني. أيها المسلمون، فالموقفُ الأول الذي نقفه بين يدي الله تعالى في هذه الحياة، هو هذه الصلاة التي فرضها الله تعالى وكتَبها على عباده، وافترَضها عليهم خمس مرات في كل يوم وليلة. فمَن حافظ عليها، واهتمَّ لها، واعتنَى بها، وأدَّاها في أوقاتها، ومع جماعة المسلمين، وحافظ على شروطها وأركانها وواجباتها، هان عليه وسهُل أمره في الموقف يوم القيامة بين يدي الله تعالى، وأفلح وأنجح. أيها المسلمون؛ أما من استهان بهذا الموقف - أي صلاته - ولم يعتنِ بهذه الصلاة، ولم يهتم لها، ولم يواظبْ عليها، ولم يحافظ على أركانها وشروطها وواجباتها، عَسُرَ عليه موقفُ يوم القيامة. أيها الناس، إذا علينا جميعًا أن نتقي الله تعالى في هذه الصلوات الخمس التي هي من سنن الهدى التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الصلة بين العبد وبين ربه، وهي علامة وبرهان على صدق عبودية هذا الإنسان لربه تبارك وتعالى. أيها المسلمون، ألا فلنتَّقِ الله تعالى في صلاتنا، ونتقِ الله جل جلاله في هذه العبادة التي هي أول ما نُسأل عنه يوم القيامة؛ روى الترمذي والنسائي وغيرهما عن حريث بن قبيصة - رحمه الله تعالى - قال: أتيت المدينة فسألت الله - جل وعلا - أن يرزُقني جليسًا صالحًا، فجلست إلى أبي هريرة، وقلت له: يا أبا هريرة إني سألت الله أن يرزقني جليسًا صالحًا، فعلِّمني حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعل الله أن ينفعني به؟ فقال أبو هريرة رضي الله عنه: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين يقول: (إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسِر)؛ حديث صحيح. أيها المسلمون، إن من ضيَّع هذه الصلاة واستهان بها، وفرَّط في أدائها والمحافظة عليها، حكَم على نفسه - شاء أم أبى - بالخُسران المبين في الموقف الثاني يوم يلقى الله - جل جلاله - وفي ذلك الموقف يندم ولا ينفعه الندم، ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 27]. روى الإمام أحمد في مسنده عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، فقال: «من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا، ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهانٌ، ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأبي بن خلف". أيها المسلمون، من ضيَّع هذه الصلاة وهذه الفريضة، حكَم على نفسه شاء أم أبى أن يُحشر يوم القيامة جَنبًا إلى جنب مع صناديد الكفر وأعمدة الباطل، لَمَّا رَضِيَ لنفسه في هذه الحياة أن يَشغَلَه عن صلاته لهوٌ وباطل وزيف، وضلال وفسق ومُجون، كان يوم القيامة يحشر مع من أشبَههم في التمرد والعصيان؛ قال تعالى: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ [الصافات: 22، 26]؛ أي: يوم القيامة يُحشرون هم ومن أشبَههم وشاكَلهم في الكفر والمعاصي، وكلٌّ يُضَمُّ إلى مَن يجانسه في العمل. • فإن كان من أهل الصلاة والمحافظين عليها في بيوت الله، كان له الشرف يوم القيامة بأن يُحشر مع المصلين، بأن يحشر مع المطيعين، بأن يُحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وَحَسُنَ أولئك رفيقًا. ومن أبى - أيها المسلمون - على نفسه ذلك بأن ألْهَاه عن صلاته فسقٌ وضلال ولهوٌ وباطل، فإنه يُحشر يوم القيامة مع مَن شاكلهم وأشبَههم من أهل الضلال والأجرام، ممن تمرَّد على الله في هذه الدنيا، وترك ما أوجَبه الله عليه من التوحيد والإيمان والصلوات الخمس، وبارز الله في هذه الحياة بالمعاصي والآثام؛ قال صلى الله عليه وسلم: (كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: (مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. قلت ما سمعتم...... الخطبة الثانية الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين.أيها المسلمون، ((موقفان عظيمان يقفهما العبد بين يدي الله تعالى))، موقف في صلاته ووقوفه بين يدي ربه، فهل نحن ممن حافَظ على هذه الصلاة، واستشعَر عظمةَ الله، واستشعر تلك الآيات القرآنية التي حثت على الصلاة: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 3]، ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]، ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]، ﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [إبراهيم: 31]، ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]، ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ ﴾ [الأنبياء: 73]، ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ﴾ [النور: 37]، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ﴾ [الشورى: 38]. أيها المسلمون، هذه الآيات القرآنية التي وردت في كتاب الله تعالى عشرات الآيات، تحث على الصلاة، وتبيِّن فرضيتها، ووجوبها. هل نحن ممن تدبَّر هذه الآيات، وسعى جاهدًا في العمل بها وتطبيقها، وسؤال الله العونَ على أداء هذا الركن العظيم. أيها المسلمون، وأما السنة النبوية الصحيحة، فقد ورد فيها عشرات الأحاديث التي فيها حثٌّ على الصلاة والمحافظة عليها، وأدائها مع جماعة المسلمين، وفي بيوت الله تعالى، فهذا هو الموقف الأول الذي نقفه بين يدي الله تعالى في هذه الحياة من خلال أداء هذه الصلاة. أيها المسلمون، أما الموقف الثاني الذي سنقف فيه بين يدي الله تعالى، فهو موقف يوم القيامة، موقف الحساب والجزاء على أعمالنا في هذه الحياة الدنيا، فمن أحسن وقوفه بين يدي الله تعالى في هذه الحياة من خلال أداء هذه الصلاة، وصلى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلُّوا كما رأيتموني أُصلي)، سَهُل عليه ذلك الموقف الرهيب والموقف العظيم بين يدي الله تعالى: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ [الصافات: 24، 26]، تفكَّر في موقف يوم القيامة، تفكَّر في ذلك الموقف، فإننا واقفوه لا محالة، إي والله، موقف عصيب، موقف رهيب، مقداره خمسين ألف سنة. واسْمَع لهذه الآيات القرآنية التي فيها ذكرُ يوم القيامة، ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ﴾ [النازعات: 34]، ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴾ [عبس: 33]، ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [النبأ: 17، 18]، ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴾ [النبأ: 38]، ﴿ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ﴾ [النبأ: 40]. ألا وصلُّوا وسلِّموا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |