|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() البهائم تلعن عصاة بني آدم د. عبدالله بن يوسف الأحمد الحمد لله، أمام بعد: فقد رُوي عن مجاهد أنه قال: إذا أسنَتَت - أي: أجدَبت - السنة، قالت البهائم: هذا من أجل عُصاة بني آدم، لعن الله عصاة بني آدم؛ رواه سعيد بن منصور في كتاب التفسير من سننه (236). وعن عكرمة، قال: يَلعَنُهم كلُّ شيء حتى الخنافس والعقارب، يقولون: مُنعنا القطر بذنوب بني آدم؛ أورده ابن أبي حاتم معلقًا بعد الأثر (1447). وأصل هذا المعنى في صحيح البخاري (6512): أن رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجِنَازَةٍ، فَقالَ: "مُسْتَرِيحٌ ومُسْتَرَاحٌ منه"، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ! ما المُسْتَرِيحُ والمُسْتَرَاحُ منه؟ قالَ: "العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ، والعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ منه العِبَادُ والبِلَادُ، والشَّجَرُ والدَّوَابُّ". ويدل له من الكتاب: قوله سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]، وقوله جل جلاله: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 66]، وقوله تبارك وتعالى على لسان أنبيائه: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52]، وقوله تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10- 12]؛ مما دل على شُؤم الذنوب وخطر العصاة على أهل البلاد، وفضل أهل الطاعات المخبتين إلى الله، ولا سيما مَن يُنكر منهم على العصاة، ويدعو لهم أن يَهديَهم الله، رحمةً بهم وبالمسلمين، ومحبةً لله تعالى ومراضيه، وبُغضًا لمساخطه ومعاصيه، ومَن يأمرهم بالمعروف، ويدعوهم إلى الله تعالى الحليم الذي عَصَوْه بنِعَمِه التي أنعَم عليهم، وأكرَمهم بها؛ اغترارًا منهم بِحِلمه، وجَهالةً منهم بسُننه وآياته. والحمد لله ربِّ العالمين، الهادي مَن يشاء من عباده إلى صراط مستقيم، ولا عدوان إلا على الظالمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |