|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حقوق غير المسلمين وواجباتهم في بلاد المسلمين كتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأهل نجران: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتب به عبدالله أبوبكر خليفة محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: أجارهم بجوار الله وذمة محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنفسهم، وأرضهم، وملتهم، وأموالهم، وحاشيتهم، وعبادتهم، وغائبهم، وشاهدهم، وأساقفتهم، ورهبانهم، وبيعهم، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، لا يخسرون، ولا يعسرون..» كتاب الخراج لأبي يوسف 79. وكذلك ما جاء في وصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وفاته للخليفة من بعده؛ حيث قال: «.. وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم» رواه البخاري. ويؤيد ذلك الأوزاعي -رحمه الله- في كتابه إلى الوالي العباسي صالح بن علي بن عبدالله عن أهل الذمة: «فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونوا من تحويلهم إلى بلد في سعة، ولكنهم أحرار أهل ذمة» الأقوال لأبي عبيد ص170. يتضح فيما مضى من الأقوال أن الإسلام دين عالمي حريص على إعطاء كل إنسان حقه من حيث الشمول والسعة والعمق ومراعاة حاجات الإنسان التي تحقق له المنافع وتدفع عنه المضار، ولكن لم يكتفى الإسلام بإسباغ الحقوق على المسلمين ، بل تعدى ذلك إلى غيرهم.. فكرّم الله -تبارك وتعالى- الإنسان ورفع منزلته على كثير مما خلق {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء:70). وخطبة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة دليل على ذلك حيث قال صلى الله عليه وسلم : «يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى..». وأمر الإسلام بمراعاة مشاعر غير المسلمين في المجادلة بالتي هي أحسن: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(العنكبوت: 46) وإقامة الحجة بالتصريح والتعريض والتورية دون سب لآلتهم حتى لا يسبوا الله عدوا بغير علم: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (الأنعام:108). وكذلك لما مرت جنازة ليهودي وقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أليست نفسا».. وكذلك لما ضرب محمد بن عمرو بن العاص نصرانيا في مصر واشتكى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ، فأرسل رسالة إلى عمرو فضرب ابنه بالدرة واعتذر.. فأنصف المظلوم وإن كان من عامة الرعية.. ولم يجبرهم الإسلام بتغيير معتقدهم لاعتناق الإسلام بل يبلغ ويبين له. قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس:99). فكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يخير الناس بين الدخول في الإسلام أو البقاء على دينهم، ولكن بعد أن يعقد معهم عهدا يطمئنون به على دينهم وأعراضهم وأموالهم، ويتمتعون بذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . وكانت الوصايا النبوية للجيش: «اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً». وحافظ المسلمون على دور عبادة أهل الكتاب، ولم يمسوها بسوء منذ عهد الفاروق عمر رضي الله عنه .. كما سمح لهم بإقامة حياتهم الاجتماعية على تشريعاتهم الخاصة كالزواج والطلاق ونحو ذلك.. قال الحسن البصري رحمه الله: «إنما بذلوا الجزية ليتركوا وما يعتقدون، وإنما أنت متبع ولا مبتدع. والسلام..» مع الاستمرار في دعوتهم للإسلام. وكذلك قال تعالى: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (المائدة:42)، ولذلك كان العدل معهم واجباً في ديننا.. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ}(النساء:135)، وحفظ الإسلام الحقوق الأساسية في حياتهم: النفس والدم والمال والعرض والعقل ما داموا مستأمنين.. ولهم الحق في البيع والشراء. وموقف شيخ الإسلام حينما تغلب التتار على الشام، وذهب ليكلم (قطلوشا) في إطلاق الأسرى، فسمح القائد التتري بإطلاق أسرى المسلمين، ورفض إطلاق غيرهم من أهل الذمة، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية، لا نرضى إلا بافتكاك جميع الأسارى من اليهود والنصارى، فهم أهل ذمتنا، ولا ندع أسيرا.. فلما رأى إصراره وتشدده أطلقهم له.. أما واجبهم في ديار المسلمين ألا يكونوا سببا في إخلال الأمن أو محاربة الإسلام أو التربص بالمسلمين، ويحافظوا على قوانين البلد ونظمه، وكذلك التشريعات من الستر والعفة والطهارة وعدم إيذاء المصلين وقت صلاتهم، والتوقف عن الأكل في وقت الصيام، ولا يخونوا ولا يغدروا ولا يبيعوا أو يتاجروا في الحرام ويكفوا أذاهم عن المسلمين كافة. اعداد: د.بسام خضر الشطي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |