الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 112 )           »          البشريات العشر الأولى للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 6948 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 6506 )           »          وتبقى الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 156 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قولَ الحقِّ لم يدع لي صديقاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 78 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 7316 )           »          سمك العنبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 06:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,118
الدولة : Egypt
افتراضي الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم

الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم

أبو سلمان راجح الحنق

أيها المسلمون، لقد ذكر الله تعالى مقاصدَ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهدافها وغاياتها، وكذلك فوائد البعثة المحمدية في نسق واحد، في أربع آيات من القرآن الكريم؛ فذكر دعاء خليله إبراهيم عليه السلام: قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 129].

وذكرها تعالى في نسق واحد في معرِض المنِّ والتذكير بالنعم؛ فقال جل جلاله: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 151، 152].

وذكرها تعالى بهذا الأسلوب، وهو يذكر عظيمَ نعمته على الأمة التي بُعث فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وبيَّن تعالى كبيرَ نِعمه ومِننه على هذه الأمة برسالة خير البرية؛ فقال سبحانه: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

وذكر تعالى هذه البعثة المحمدية وآثارها وأهدافها، مقرونة مجموعةً كذلك في سورة الجمعة.

وذكر العرب الذين سعِدوا بهذه البعثة أولًا، وظهرت فيهم آثارها الطيبة المباركة، ثم لحِق بهم العجم، وسعِد بها العالم، وستبقى هذه الملة، وتلك الرسالة، وهذه البعثة على مر العصور والدهور: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [إبراهيم: 24].

أيها الناس، وقد جاءت في هذه الآية الكريمة بدايةَ هذه النعمة وامتدادها، واتساعها، وانتقالها من بلد إلى بلد، ومن جيل إلى جيل، ومن عصر إلى عصر، وذَكَرَ خلودَ هذه النعمة وبقاءها؛ لأن فضل الله لا نهاية له ولا تحديد فيه، فلكل عصر نصيب، ولكل جيل فيه حظٌّ؛ ﴿ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود: 108]، ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 4].

أيها المسلمون، فكانت التلاوة لكلام الله تعالى، وكان تعليم الكتاب العزيز، وتعليم الحكمة وهي السُّنة المطهرة، وتزكية النفوس، كان ذلك من المقاصد الأولى التي كانت لها البعثة المحمدية.

أيها الناس، وهي أركان دعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين؛ أي تلك الأربع: التلاوة، وتعليم الكتاب العزيز، وتعليم الحكمة وهي السنة المطهرة، وتزكية النفوس وتهذيبها، من المقاصد الأولى التي كانت لها البعثة المحمدية، وهي المظاهر الكبرى التي تجلَّت فيها معجزة هذه النبوة التي صلح حال هذه الأمة، وكان لهذه الدعوة المحمدية أثر تربوي كبير على أمة الإسلام.

وكل ما عداها من تقنين وتشريع، وأحكام وفروع، وحكم وجهاد، فهو من توابع هذه المقاصد، ولوازمها، ومتمماتها.

أيها المسلمون، ومهمة تهذيب الأخلاق، وتزكية النفوس تشغل مكانًا كبيرًا في دائرة هذه الدعوة النبوية، ومقاصد البعثة المحمدية.

أيها المسلمون، كانت الأرض على اتساعها قبل البعثة النبوية تعيش الانهيار الشديد في الأخلاق والقيم والعادات، والعلاقات والعقيدة، ظلمات بعضها فوق بعض، من هنا ندرك فعلًا قيمة النور الذي أنزله الله عز وجل على الأرض ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].

أيها الناس، كان من الواضح أن الأرض تحتاج في ذلك التوقيت إلى الإسلام، إلى وحي السماء، إلى الهداية إلى الطريق المستقيم.

أيها المسلمون، ومما يدلل على الغاية والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه صلى الله عليه وسلم كان يحرص على إرسال الدُّعاة من أصحابه الأخيار الأبرار الأطهار إلى مختلف القبائل والأفراد في شبه الجزيرة العربية؛ لتعليمهم الإسلام ونشر تعاليمه، وتعزيز شعائر هذا الدين في نفوس الناس، وتقوية إيمانهم، بالإضافة إلى دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وممن أرسلهم صلى الله عليه وسلم:
مصعب بن عمير إلى المدينة.

معاذ بن جبل إلى اليمن.

كذلك أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري إلى اليمن.

وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب إلى همدان.

الخطبة الثانية
أيها المسلمون، فماذا عن حالنا اليوم وفي هذا الزمان وهذا العصر، الذي تشعبت فيه الأهواء، وكثرت فيه الضلالات، وهذا العصر الذي تم فيه محاربة الدين والتدين؟ وتم في هذا العصر محاصرة الحق وأهله، ونشر للباطل وتشجيع حمَلته، وفتح المجال لكل من يحمل في قلبه عداوة لهذا الدين، وتم إبعاد الناس عن مصدر عزتهم وقوتهم؛ وهو هذا الدين العظيم؛ الكتاب والسنة، وما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم وأهل القرون المفضَّلة، فلا قرآن يُتلى، ولا قرآن يُنشر ويُعلم، ولا قرآن يُحكَّم في حياة الناس، ولا هدي لرسولنا صلى الله عليه وسلم يُنشر بين العالمين، فهل الأرض اليوم تحتاج إلى الإسلام، كما كانت تحتاج إليه قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

هل حال الأمم المختلفة اليوم لا تحتاج إلى تقويم إلهيٍّ، وتعديل رباني، وهداية سماوية، وشريعة ربانية إسلامية؟ بلى، العالم اليومَ بحاجة ماسَّة إلى هذا الدين العظيم، بل نحن – العربَ - اليوم بحاجة ماسَّة إلى الالتزام بدين وبكتاب الله، والاقتداء والعمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحن بحاجة إلى نشر التدين في أوساط المجتمعات من خلال التوعية والتوجيه، ومن خلال تعليم الأجيال القرآن الكريم والسنة المطهرة، نحن بحاجة إلى تشجيع الشباب والشابات، والكبار والصغار على تحفيظ كتاب الله تعالى، وتعليمهم سنةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتهذيب أخلاقهم، وتقويم سلوكهم، وتشجيع العلماء والدعاة والناصحين، ومعلمي القرآن الكريم والسنة المطهرة على بذل جهودهم في تعليم الأجيال، والسعي في صلاحهم، وحمايتهم من فتن الشبهات وفتن الشهوات، هذا واجب على الجميع؛ حكَّامًا ومحكومين.

أيها المسلمون، إن من أعظم مهامِّ وأهداف رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التوحيد، والتزكية والتربية، فأين هذا من حياة هذه الأمة؟ أين تهديف رسالة الإعلام، وأن يكون من أعظم رسالة الإعلام توعية الأمة بكاملها حول دينها وعقيدتها، وأخلاقها وسلوكها؟ أين دور العلماء والدعاة، والناصحين والخطباء في غرس القيم والأخلاق، وتثبيت العقيدة الصحيحة في عقول الصغار والكبار؟ أين تحقيق الهدف من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالم الإسلامي؛ رجالًا ونساءً، وشبابًا وشاباتٍ وصغارًا، وكل فئات المجتمع؟ أين البذل من التجار وأصحاب رؤوس الأموال لخدمة دينهم وأمتهم، ونشر عقيدتهم، وتعليم الكتاب العزيز وتعليم السنة المطهرة؟ أين هم من ذلك؟ ها نحن نسمع ونقرأ أن الكفار من يهود ونصارى وسائر ملل الكفر، وسائر أهل الشر يرصدون الأموال الطائلة لنشر باطلهم، ومحاربة دين الإسلام، ها هم أعداء الدين من يهود ونصارى وسائر ملل الكفر، ومن المنافقين من أبناء هذه الأمة، وممن يكرهون الحق، يعملون ليلًا ونهارًا على إطفاء نور القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 54].

أيها الناس، إن أهداف وغايات بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم تتلخص في: الدعوة إلى توحيد الله تعالى، وتزكية النفوس، وتعليم الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وإتمام مكارم الأخلاق، وإقامة الحُجَّة على الناس، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم.

أيها المسلمون، إن رجوعنا إلى الله تعالى، والتزام هذه الأمة بالشرع المطهر، وتحكيم الكتاب والسنة بين الناس، وتربية الأمة كاملة على الكتاب والسنة، وعلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيرة الخلفاء الراشدين، وعلى ما كان عليه أهل القرون المفضَّلة من الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين - السلف الصالح - لَهِيَ الخطوات الأولى في النصر والتمكين والعزة، والسمو والرقي والتحضر، بعد توفيق الله تعالى، وهي الخطوات الأولى لتحرير الأرض المحتلة، وتخليص المسجد الأقصى من رجس ودنس اليهود، ومن حالفهم وتآمر معهم على أمة الإسلام.

أيها المسلمون، فخلاصة بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وخلاصة الأهداف والغايات من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي:
الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وتزكية النفوس، وتعليم الكتاب العزيز وتعليم السنة المطهرة، وإتمام مكارم الأخلاق، وإقامة الحُجة على الناس وهدايتهم إلى الصراط المستقيم.

ألا وصلوا وسلموا...




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]