الاعتزاز بهويتنا الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4659 - عددالزوار : 1590430 )           »          طريقة تفعيل Wi-Fi Calling على موبايلك المحمول.. خطوة بخطوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سر التطبيقات المخفية.. كيف تكتشفها وتحمى خصوصيتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          لماذا تشحن هاتفك طوال الليل؟ حقائق صادمة عن بطاريات الهواتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل فى حد حظرك على iMessage ؟.. 5 طرق للتأكد من ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          Games للأطفال أقل من 5 سنوات.. جربها الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف يمكنك تحميل وتنزيل فيديوهات تيك توك؟.. إعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ثغرة أمنية فى منفذ شحن هواتف آيفون يعرض بيانات المستخدمين للاختراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          احذر قبل أن تصدق.. حيل بسيطة لكشف الصور والفيديوهات المفبركة بالذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          هل يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالعواصف الشمسية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2025, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي الاعتزاز بهويتنا الإسلامية

الاعتزاز بهويتنا الإسلامية


  • الاعتزاز بالهويَّة الإسلاميَّة ليس مجرد شعور عاطفي بل مسار حياتي متكامل يرتبط بالعقيدة واللغة والتاريخ والقيم والسلوك ويعكس انتماء الفرد والمجتمع للدين وللأمة
  • إن الأمة التي تحافظ على هويتها وتعتز بها وتُرسخها في نفوس أبنائها هي أمة قادرة على الصمود في وجه التحديات والحفاظ على استقلالها الفكري والثقافي والمساهمة بفعالية في بناء حضارة إنسانية راقية
  • الهويَّة الإسلاميَّة ليست مجرد تسمية دينية، بل هي بنية فكرية وروحية وأخلاقية تُحدّد نظرة المسلم إلى نفسه والعالم، وتوجّه سلوكه ومواقفه.
  • الاعتزاز بالهويَّة الإسلاميَّة مفتاح لكرامة الفرد والمجتمع ووسيلة للحفاظ على ثوابت الأمة وقيمها ومضاد لأي محاولات لإضعاف الانتماء أو تشويه التاريخ والتراث
  • الهويَّة الإسلاميَّة لا تتعارض مع الانتماء للوطن بل تُقوّيه وتُضفي عليه معنى الرسالة الحضارية فيصبح الوطن ميدانًا لنصرة الدين وخدمة الأمة
  • تبرز أهمية الاعتزاز بالهويَّة الإسلاميَّة بوصفها دفاعًا عن الذات وتجديدًا للانتماء وترسيخًا للولاء لله ولدينه وإحياءً لقيم الأمة الحضارية
  • تُعدّ الهويَّة الإسلاميَّة الركيزة الأساسية التي تُبنى عليها شخصية المسلم فهي الرابط الذي يشدّه إلى دينه وعقيدته وتاريخه وحضارته
  • لقد مرّت الأمَّة الإسلاميَّة عبر تاريخها بمراحل ازدهار وقوة حين تمسّكت بهويتها كما عرفت فترات ضعف وتراجع حين تخلّت عنها أو انبهرت بغيرها
في عالمٍ تتقاطع فيه الثقافات وتختلط فيه المفاهيم، تبقى الهوية الإسلامية الدرع الحصين الذي يصون شخصية المسلم من الذوبان في تيارات العولمة ومظاهر التغريب؛ فهي ليست شعاراً يُرفع، بل حقيقة راسخة تنبع من الإيمان بالله، وتُترجم في السلوك والفكر والانتماء. قال الله -تعالى-: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} (البقرة: 138)؛ فالهوية الإسلامية صبغة ربانية، تميز المسلم عن غيره، وتشكل شخصيته المستقلة، وتربطه بمنظومة قيمية خالدة أساسها العبودية لله وحده، ومع تصاعد مظاهر الانبهار بالحضارة المادية، وازدياد محاولات طمس الهوية وإضعاف الانتماء، تبرز الحاجة الماسّة لإحياء روح الاعتزاز بالدين، وربط الأجيال بجذورها الإيمانية والحضارية.
أولا: مفهوم الهويَّة الإسلاميَّة وأهميتها
  • الهوية لغةً: تُشتقّ كلمة الهوية من الضمير «هو»، أي الذات والكينونة، وتُشير في أصلها اللغوي إلى ما يُميّز الشيء ويُحدّد حقيقته، قال ابن منظور في لسان العرب: الهوية من قولهم: هو، إذا عُرف الشيء بنفسه وتميّز عن غيره، فهي إذن دلالة على الانتماء الذاتي والتفرّد الشخصي أو الجمعي.
  • الهوية اصطلاحًا: عرّفها عدد من المفكرين بأنها مجموعة الخصائص والقيم والمعتقدات التي تُميز أمةً أو جماعةً عن غيرها، وتُحدّد طريقتها في التفكير والسلوك والنظر إلى الحياة، أما الهويَّة الإسلاميَّة، فهي تلك الخصائص الجامعة التي تستمد مقوماتها من العقيدة الإسلامية، وتشمل منظومة الإيمان والقيم والأخلاق، واللغة، والتاريخ، والحضارة، والثقافة، وعليه؛ فالهويَّة الإسلاميَّة ليست مجرد تسمية دينية، بل هي بنية فكرية وروحية وأخلاقية تُحدّد نظرة المسلم إلى نفسه والعالم، وتوجّه سلوكه ومواقفه.
ثانيًا: الهويَّة الإسلاميَّة في ضوء القرآن والسُنَّة
تقوم الهويَّة الإسلاميَّة على أصلٍ راسخ هو العقيدة في الله -تعالى-، التي تُشكل أساس الانتماء والولاء والبراء، قال الله -تعالى-: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} (البقرة: 138)، فالهويَّة الإسلاميَّة هي «صبغة الله»، أي ما صبغ الله به المؤمنين من الإيمان والعبودية والالتزام بشرعه، وهي التي تمنح الإنسان معناه وغايته، كما أكّد القرآن الكريم على خصوصية الأمة المسلمة بقوله -تعالى-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (البقرة: 143)، فهي أمة وسط في عقيدتها ومنهجها وسلوكها، متميزة عن سائر الأمم، شاهدة على الناس، تحمل رسالة الهداية والإصلاح. وفي السنة النبوية، جاء تأكيد النبي - صلى الله عليه وسلم - على التميّز والاعتزاز بالهوية في قوله: «من تشبه بقوم فهو منهم»؛ إذ حذّر من ذوبان المسلم في ثقافات غيره؛ لأن في ذلك فقدانًا لجوهر الانتماء، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه»، وفي هذا المعنى دلالة على سمو الهويَّة الإسلاميَّة ووجوب الحفاظ على تفوقها في الفكر والسلوك.
ثالثًا: أهمية الهويَّة الإسلاميَّة للفرد والمجتمع
  • أهمية الهويَّة الإسلاميَّة للفرد: الهويَّة الإسلاميَّة تمنح المسلم الاتزان النفسي والروحي؛ إذ تُعرّفه بنفسه وبدوره في الحياة، وتُعطيه البوصلة التي توجه سلوكه، فهي تُنقذه من الاغتراب الفكري والفراغ القيمي الذي يعانيه كثير من الناس في عصر العولمة.
  • أهمية الهويَّة الإسلاميَّة للمجتمع: على مستوى الأمة، تمثل الهويَّة الإسلاميَّة الإطار الجامع الذي يحفظ وحدة المسلمين وتماسكهم، ويُوحّد مشاعرهم نحو غاية واحدة هي عبادة الله وعمارة الأرض وفق منهجه، فحين تضعف الهوية، تتفكك الأمة وتفقد قدرتها على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية، ويحلّ محلّ الولاء لله ورسوله وللمؤمنين ولاءاتٌ أخرى ضيقة قومية أو عرقية أو مصلحية، وقد أثبت التاريخ أن عصور ازدهار الحضارة الإسلامية كانت مرتبطة بتمسك الأمة بهويتها، كما في عهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والعباسية؛ حيث تميّزت الأمة بثقافتها المستقلة وإبداعها الحضاري.
رابعًا: مقومات الاعتزاز بالهويَّة الإسلاميَّة ومظاهرها
تقوم الهويَّة الإسلاميَّة على مجموعة من الأسس الراسخة التي تُكوّن شخصيتها وتمنحها الثبات والاستمرارية عبر العصور، وهي ليست مجرد مظاهر شكلية أو شعارات دينية، بل منظومة متكاملة من العقيدة والفكر والثقافة واللغة والقيم، ويمكن إجمال أهم مقوماتها في أربعة عناصر رئيسة: العقيدة، واللغة العربية، والتاريخ والتراث الإسلامي، والقيم الأخلاقية والاجتماعية.
(1) العقيدة الإسلامية وأثرها في تكوين الهوية
العقيدة هي الأساس الأول للهوية الإسلامية؛ إذ بها يتميز المسلم عن غيره من أهل الملل والنِّحل. وهي التي تُحدّد نظرته للوجود والإنسان والحياة، وتُوجّه سلوكه وأخلاقه وتفاعله مع العالم، قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام: 163)، فهذه الآية ترسم ملامح الهوية الإيمانية الشاملة التي تمتد إلى كل تفاصيل حياة المسلم، فيكون دينه هو مرجعيته العليا، ورضا الله غايته الكبرى، وبذلك، تكون العقيدة الإسلامية المنبع الذي تتفرع منه كل مقومات الهوية الأخرى، فهي التي تُكسب الإنسان الاستقرار النفسي، والثبات أمام التحديات، والولاء لله ورسوله وللمؤمنين، أما حين تضعف العقيدة في القلب، تضعف معها الهوية وتختل الشخصية، ويصبح الفرد تابعًا لغيره فكريا وسلوكيا؛ لذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي»، ففي هذا التمسك حماية للهوية من الذوبان والانحراف.
(2) اللغة العربية ودورها في حفظ الهوية
اللغة ليست وسيلة تواصل فحسب› بل هي وعاء الفكر، ومرآة الهوية، وسجلّ الحضارة، واللغة العربية تمثل العمود الفقري للهوية الإسلامية، لأنها لغة القرآن الكريم، ولسان النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووسيلة فهم الشريعة، قال -تعالى-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (يوسف: 2)، وقال -سبحانه-: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء: 195)، فارتباط اللغة بالدين جعلها جزءًا من عقيدة الأمة لا من ثقافتها فحسب؛ لذلك قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «تعلّموا العربية»؛ لذا فإن العناية باللغة العربية في التعليم والإعلام والبحث العلمي من أقوى الوسائل لترسيخ الهويَّة الإسلاميَّة وحماية الفكر من الاستلاب الثقافي.
(3) التاريخ الإسلامي مصدر الانتماء والفخر
التاريخ الإسلامي ليس مجرد سجلّ للأحداث، بل هو ذاكرة الأمة ومرجع هويتها، ومصدر اعتزازها بإنجازاتها الحضارية، فمن خلاله يتعرف المسلم على جذوره ومجده، ويستمدّ منه الثقة بالمستقبل، قال -تعالى-: {سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ} (الروم:42)؛ فالتاريخ في التصور الإسلامي ليس مادة جامدة، بل مجالا للعبرة والعظة والتفكير الحضاري، وقد أبدع المسلمون عبر تاريخهم في مختلف ميادين العلم والفكر، من الطب والفلك إلى الفلسفة والعمارة، وهذا الإرث العظيم يشكّل أحد أركان الهوية التي تميّز الأمة وتربط حاضرها بماضيها المجيد؛ لذلك كان من الضروري إعادة قراءة التاريخ الإسلامي قراءة متوازنة تُبرز العظمة دون مبالغة، وتكشف الأخطاء دون تشويه، ليستعيد المسلم اعتزازه بذاته وأمته.
(4) القيم الأخلاقية والاجتماعية المكوِّنة للهوية
القيم هي جوهر الهويَّة الإسلاميَّة وروحها؛ إذ تُعبّر عن المبادئ التي تضبط سلوك الإنسان وتوجّه علاقاته، وتنبع القيم في الإسلام من الوحي؛ فهي ليست من وضع البشر أو أهوائهم، قال الله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ} (النحل: 90)، وتُعدّ القيم مثل الصدق والأمانة والرحمة والعدل والتعاون أساسًا في تكوين شخصية المسلم، وتميّزه عن غيره من أتباع المذاهب المادية، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، إن تمسّك المسلم بهذه القيم يجعله سفيرًا لهويته، يُظهر جمال الإسلام في سلوكه، ويُسهم في بناء مجتمع متماسك قويّ وحين تُهمَل القيم، تضعف الهوية، ويتحوّل الانتماء من عقيدة ومبدأ إلى مظهر وشعار.
(5) الاعتزاز بالوطن في إطار العقيدة الإسلامية
الوطن في التصور الإسلامي ليس مجرد أرض، بل هو وعاء للدين وميدان للعبادة والعمل؛ فحب الوطن من الإيمان إذا انضبط بضوابط العقيدة؛ لأن المسلم يعتز بأرضٍ تحمل رسالة الإسلام، وتحتضن مقدساته. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين غادر مكة: «والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت»، ففي هذا الحديث دلالة واضحة على أن حب الوطن شعور فطري مشروع، لكنه لا يُقدَّم على الولاء لله والدين. ومن مظاهر الاعتزاز بالوطن الإسلامي: - المحافظة على أمنه ووحدته، ونبذ العصبية والفرقة. - خدمته بالعلم والعمل والإخلاص، واعتباره جزءًا من رسالة الأمة. - الدفاع عنه من كل ما يهدد عقيدته أو قيمه.
خامسًا: التحديات التي تواجه الهويَّة الإسلاميَّة
تواجه الهويَّة الإسلاميَّة في العصر الحديث العديد من التحديات على الصعيدين الفردي والمجتمعي، ويأتي ذلك نتيجة التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية، والانفتاح على العولمة، وما يرافقها من تيارات فكرية واجتماعية تؤثر على الفكر الإسلامي والانتماء الحضاري للأمة، ويمكن تلخيص أبرز هذه التحديات في أربعة محاور رئيسة:
(1) التحديات الفكرية
تشمل التحديات الفكرية كل ما يمس العقيدة والفكر الإسلامي من إشكالات وتبعية فكرية، مثل:
  • انتشار المدارس الفكرية المستوردة التي تُقلل من خصوصية الإسلام وتدعوه إلى الانغلاق أو التقليد الأعمى للغرب.
الانبهار بأفكار العولمة والمادية التي تُسوّغ القيم الدنيوية وتضعف الاعتزاز بالهويَّة الإسلاميَّة.
  • انتشار الإلحاد أو النسبية الأخلاقية بين بعض الشباب نتيجة ضعف التربية الدينية وغياب التربية على الانتماء الحضاري، وقد حذر العلماء من هذه الظاهرة، فقال ابن القيم رحمه الله: من لم يُحكّم عقيدته في تفكيره، ضل في متاهات الأهواء والأفكار الوافدة.
(2) التحديات الثقافية والاجتماعية
تتمثل التحديات الثقافية في:
  • ضعف الهوية اللغوية؛ حيث يميل كثيرون لاستخدام اللغات الأجنبية على حساب العربية، لغة القرآن.
  • إضعاف التراث التاريخي والحضاري، من خلال إهمال دراسة التاريخ الإسلامي أو تصويره بصورة سلبية.
  • التأثر بالثقافة الاستهلاكية الغربية؛ ما يؤدي إلى تغيير القيم والسلوكيات وتقليد الأغراب في العادات والمظاهر.
وقد أشارت الدراسات الاجتماعية إلى أن الشباب الذين لا يُغرس فيهم الانتماء الإسلامي منذ الصغر غالبًا ما يظهرون تيارات فكرية متأثرة بالغرب؛ ما يضعف الهوية ويهدد استقرار المجتمع.
(3) التحديات الإعلامية
الإعلام المعاصر يُعدّ من أخطر التحديات؛ إذ ينقل صورًا مغلوطة عن الإسلام ويشجع على الانصهار في ثقافات أخرى، كما أنه يروج لنمط الحياة الغربية بأسلوب جذاب قد يُربك الوعي الديني ومن ذلك مايلي: - انتشار القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التي تُقدّم الثقافة الغربية كمعيار للجمال والحياة. - تأثير الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي على أفكار الشباب وسلوكهم اليومي. - ضعف الإنتاج الإعلامي الإسلامي الذي يعزز الهوية والانتماء، مقارنة مع الإنتاج العالمي.
(4) التحديات السياسية والاقتصادية
الهوية غالبًا ما تتعرض للخطر في ظل الاحتلال أو التبعية الاقتصادية والسياسية، مما يؤدي إلى:
  • ضعف سيادة الأمة على قراراتها، فتتسلل القيم الأجنبية إلى المجتمع.
  • تقويض المناهج التعليمية والتربوية الوطنية، وإحلال مناهج ثقافية غير إسلامية محلها.
  • شيوع الفقر والبطالة، مما يضعف الانتماء الوطني والديني لدى الشباب ويجعلهم عرضة للتأثر بالتيارات الأجنبية.
سادسًا: سبل تعزيز الهويَّة الإسلاميَّة
في مواجهة التحديات المتزايدة التي تؤثر على الهوية الإسلامية، فإن مواجهة الغزو الثقافي واستعادة الهوية تتطلب رؤية متعددة الأبعاد، تتمثل في:
(1) إصلاح المنظومة التربوية والتعليمية
ويتم ذلك من خلال:
  • إعادة بناء المناهج وفق الهوية الإسلامية، وذلك بإدخال القيم الإسلامية في كل المواد الدراسية وليس فقط في مادة الدين، وعرض التاريخ الإسلامي تجربةً إنسانيةً رائعةً، وليس مجرد تسلسل للأحداث، وإعطاء الأولوية للغة العربية جزءا أساسي من الهوية، وتعليمها بأسلوب جذاب وعميق، واستخدام سير النبي وقصص القرآن لغرس المبادئ والقيم الأخلاقية.
  • تطوير النظام التعليمي: وذلك بتدريب المعلمين على تبني الفكر الإسلامي المعتدل والقيم في التعليم، وربط التعليم بالحياة اليومية، بدلاً من الاكتفاء بحفظ المعلومات والاختبارات، وإنشاء بيئة مدرسية تعكس القيم الإسلامية في السلوك والانضباط، وإضافة مواد دراسية تتعلق بالفكر الإسلامي، والسلوك المدني الإسلامي، والحوار الثقافي.
(2) تفعيل الخطاب الديني المعاصر
  • تجديد الخطاب الديني: وذلك بعرض الدين بصورة رحيمة وواقعية، متجنبًا التعصب أو الإفراط، وتناول قضايا العصر بلغة سهلة للشباب، وربطها بمفاهيم الإيمان، واستخدام الوسائل الحديثة كالمنصات الرقمية في الرسالة الدعوية.
  • إعادة بناء المرجعية الدينية الوسطية: من خلال مساعدة العلماء الذين يجمعون بين المعرفة الشرعية وفهم الحضارة، ، وتوحيد الجهود الدعوية على مستوى الأمة من خلال مؤسسات تتجاوز حدود الدول.
(3) النهوض بالثقافة والإعلام الإسلامي
وذلك من خلال:
  • إنتاج إعلام هادف وجذاب: بتطوير منصات رقمية ومحتوى ترفيهي متميز يعزز الهوية ويواكب التطورات الحديثة، وعرض المسلسلات والأفلام التاريخية الإسلامية بشكل احترافي يتسم بالمنافسة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدعم الفكر الإسلامي المعتدل.
  • دعم الإنتاج الفكري الإسلامي: بتعزيز الأعمال الأدبية مثل الروايات والشعر التي تندرج تحت الإطار الإسلامي الحديث، وإصدار مؤلفات سهلة الفهم للأطفال والمراهقين تعزز الانتماء والفخر بالهوية، ومساعدة في ترجمة الأفكار الإسلامية إلى لغات أخرى عالمية.
  • مواجهة المحتوى المضلّل: بتشكيل مجموعات لمراقبة وتحليل الحملات الإعلامية التي تسيء إلى الدين، وتوزيع الإجابات العلمية والعقلانية على الأوهام، وتعزيز الوعي النقدي بين الناس لتمييز ما يُعرض من قيم يبدو ظاهرها التحرر بينما هدفها الحقيقي هو التغريب
(4) تعزيز اللغة العربية
بفرض استخدام اللغة العربية في جميع مراحل التعليم، وتخصيص فترة أسبوع أو شهر لترتيب نشاطات تتعلق باللغة العربية في المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام، وتوفير محتوى عربي رقمي يستهدف الشباب ويعزز الفخر باللغة العربية، ودعم الهيئات اللغوية والمبادرات التي تهدف إلى تحسين وتطوير اللغة.
(5) ترسيخ الهوية في الأسرة والمجتمع
وذلك من خلال:
  • دور الأسرة: بتعزيز الفخر بالدين الإسلامي منذ سن مبكرة للأطفال، وتعليم السلوك من خلال المثال، والتواصل، والانضباط، ووقاية الأطفال من المواد الرقمية الضارة.
  • دور المؤسسات الاجتماعية: بتعزيز مساهمة المساجد والنوادي والجمعيات في المجال التعليمي والثقافي، وإقامة مخيمات ومعسكرات للشباب تُقوي الشعور بالهوية والانتماء، والترويج لفكرة التطوع والمشاركة في دعم قضايا المجتمع.
النتائج
  • الهويّة الإسلامية تمثل الركيزة الأساسية لشخصية المسلم؛ فهي تجسّد الانتماء للعقيدة والحضارة وتوجّه الفكر والسلوك.
  • تَكمُن خطورة الغزو الثقافي الغربي ودعوات الاغتراب في تهديد خصوصية الأمة وتبعية الأفراد ثقافيا وفكريا؛ ما يهدد الثوابت القيمية والدينية للمجتمع المسلم.
  • العقيدة الإسلامية هي المحور الذي يدور حوله تشكيل الهوية، تليها عناصر اللغة العربية، التاريخ والتراث، والقيم الأخلاقية والاجتماعية.
  • الاعتزاز بالهوية ليس عاطفة مجردة، بل يظهر في السلوك اليومي من خلال الالتزام بالدين، إحياء اللغة العربية، وصيانة التاريخ والتراث، والدفاع عن القيم الأصيلة.
  • التحديات التي تواجه الهوية الإسلامية تشمل الفكر الوافد، الضعف اللغوي، التأثيرات الإعلامية السلبية، والضغوط الاقتصادية والسياسية.
التوصيات
  • إعادة بناء المناهج التربوية لتكون الهوية الإسلامية أساسًا في جميع المواد وغرس القيم الإيمانية منذ الصغر.
  • تطوير خطاب ديني عصري يجمع بين الأصالة والواقعية، ويعتمد على تسخير الأدوات الرقمية لإيصال رسائل الإيمان وقيم الرحمة.
  • الاستثمار في الإعلام الرقمي الهادف وإنتاج محتوى عربي وإسلامي معاصر، يواجه دعاوى التغريب والانبهار بالحضارة المادية.
  • ترسيخ اللغة العربية في التعليم والإعلام، وتدعيم المبادرات المهتمة بتعزيز مكانة العربية لدى الأجيال الشابة.
  • تأكيد دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية في تربية النشء على الفخر بالانتماء والتشبث بالقيم الإسلامية في السلوك والمعاملة.
  • بناء مشروع حضاري متكامل يربط الهوية الإسلامية بالإبداع والابتكار، ويضع تصورًا معاصرًا للحضارة الإسلامية في الاقتصاد والبحث العلمي.



اعداد: وائل رمضان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]