تحريم سب الدهر والسنين والشهور والأيام ونحو ذلك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 75 - عددالزوار : 67094 )           »          برّ الوالدين بعد الوفاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حُكم التائب من التهاون في الصلاة والصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيفية التغلب على الغضب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لا يلزم مِن الزهد ترك البيع والشراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          النهي عن الفُحش في القول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          زكاة أموال القُصّر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم أخذ العمولة دون علم المتعاقد معه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          زكاة الأسهم الخاسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من مكتبة التراث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 282 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 12:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,797
الدولة : Egypt
افتراضي تحريم سب الدهر والسنين والشهور والأيام ونحو ذلك

تحريم سب الدهر والسنين والشهور والأيام ونحو ذلك

فواز بن علي بن عباس السليماني

قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [الجاثية:24].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم؛ يَسُبُّ الدهر وأنا الدهر، أقلِّب ليله ونهاره، فإذا شئت قبضَتهما»، وتلا سفيان هذه الآية: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ [الجاثية: 24]، رواه الحاكم برقم (3690)، وقال: قد اتفق الشيخان على إخراج حديث الزهري هذا بغير هذه السياقة، وهو صحيح على شرطهما؛ اهـ.

وتعقَّبه الذهبي، وقال: على شرط البخاري، ومسلم، وأخرجاه بهذه السياقة؛ اهـ.

قلت: وذكر الآية لم يُخرجها سوى الحاكم، فلعل قصده ذلك، والله أعلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلِّب الليل والنهار»؛ رواه البخاري برقم (4826)، ومسلم (6000).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبةَ الدهر، فلا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره، فإذا شئت قبضتهما»؛ رواه مسلم برقم (6001).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقولوا خيبة الدهر؛ فإن الله هو الدهر»؛ رواه البخاري برقم (6182)، ومسلم (6004).

ولفظ مسلم: «لا يَسُبَّ أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر»؛ رواه مسلم برقم (6003).

وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر»؛ رواه أحمد برقم (23217)[1].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى قال: استقرضت عبدي فلم يُقرضني، وسبَّني عبدي وهو لا يدري، يقول: وادهراه، وادهراه، وأنا الدهر»؛ رواه أحمد برقم (10858)، والحاكم (1526).

ولفظ الحاكم: «وشمتني عبدي ـ بدل ـ وسبني عبدي»، وقال: صحيح على شرط مسلم؛ اهـ، وسكت عنه الذهبي[2].

وأخرجه أيضًا برقم (3873) بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: استقرضت عبدي فأبى أن يُقرضني، وسبني عبدي، ولا يدري، يقول: وادهراه وادهراه، وأنا الدهر»، ثم تلا أبو هريرة قول الله تعالى:﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ [التغابن:17]، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه؛ اهـ.

وقال الذهبي: على شرط مسلم؛ اهـ[3].

وجاء عن جابر رضي الله عنه بلفظ: «لا تسبُّوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر»؛ رواه الطبراني في «الأوسط» برقم (637)[4].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الدهر؛ فإن الله تعالى قال: أنا الدهر الأيام والليالي لي أجدِّدها وأُبليها، وآتي بملوك بعد ملوك»؛ رواه أحمد (10710)[5].

وقال ابن كثير في «تفسيره» (7/269): قال الشافعي، وأبو عبيدة، وغيرهما من الأئمة في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبُّوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر»: كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاءٌ أو نكبة، قالوا: يا خيبة الدهر، فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر، ويسبونه، وإنما فاعلها هو الله تعالى، فكأنهم إنما سبوا الله تعالى؛ لأنه فاعل ذلك في الحقيقة، فلهذا نُهِيَ عن سب الدهر بهذا الاعتبار؛ لأن الله هو الدهر الذي يعنونه، ويسندون إليه تلك الأفعال، هذا أحسن ما قيل في تفسيره، وهو المراد، والله أعلم.

الدهر ليس من أسماء الله تبارك وتعالى:

قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (7/269): قد غلط ابن حزم، ومن نحا نحوه من الظاهرية في عدِّهم الدهر من الأسماء الحسنى، أخذًا من هذا الحديث؛ اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (10/565): قال عياض: زعم بعض من لا تحقيق له: أن الدهر من أسماء الله، وهو غلط؛ فإن الدهر مدة زمان الدنيا؛ اهـ.

قلت: ويأتي في (بيان معنى الدهر): مزيد بيان وإيضاح إن شاء الله تعالى.

فصلٌ: في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (فإن الله هو الدهر).
تقدم كلام الحافظ ابن كثير ـ قبل أسطر ـ وقال الحافظ: في «الفتح» (8/575): قوله: «وأنا الدهر»: قال الخطابي: معناه أنا صاحب الدهر، ومدبِّر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور، عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها، وإنما الدهر زمان جُعل ظرفًا لمواقع الأمور.

وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروهٌ أضافوه إلى الدهر، فقالوا: بؤسًا للدهر، وتبًّا للدهر.

وقال النووي قوله: «أنا الدهر» ـ بالرفع في ضبط الأكثرين والمحققين، ويقال بالنصب على الظرف ـ أي: أنا باقٍ أبدًا، والموافق لقوله: «إن الله هو الدهر»، الرفع، وهو مجاز، وذلك أن العرب كانوا يسبون الدهر عند الحوادث، فقال: لا تسبُّوه، فإن فاعلها هو الله، فكأنه قال: لا تسبوا الفاعل، فإنكم إذا سبَبتُموه سببتُموني، أو الدهر هنا بمعنى الداهر، فقد حكى الراغب: أن الدهر في قوله: «إن الله هو الدهر»، غير الدهر في قوله: «يسب الدهر»، قال: والدهر الأول: الزمان، والثاني: المدبِّر المصرف لما يحدث، ثم استَضْعَفَ هذا القول؛ لعدم الدليل عليه، ثم قال: لو كان كذلك لعُدَّ الدهر من أسماء الله تعالى؛ اهـ.

وقال أيضًا في (10 /565): ومحصَّل ما قيل في تأويله ثلاثة أوجه:
أحدها: أن المراد بقوله: «أن الله هو الدهر»؛ أي: المدبر للأمور.

ثانيها: أنه على حذف مضافٍ؛ أي: صاحب الدهر.

ثالثها: التقدير: مُقلِّب الدهر، ولذلك عقَّبه بقوله: «بيدي الليل والنهار».

ووقع في رواية زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بلفظ: «بيدي الليل والنهار، أجدِّده وأُبليه، وأذهب بالملوك»، أخرجه أحمد[6].

وعرفه بعضهم بأنه أمد مفعولات الله في الدنيا، أو فعله لما قبل الموت.

وقد تمسك الجهلة من الدهرية والمعطِّلة بظاهر هذا الحديث، واحتجوا به على مَن لا رسوخ له في العلم؛ لأن الدهر عندهم حركات الفلك وأمد العالم، ولا شيء عندهم، ولا صانع سواه، وكفى في الرد عليهم قوله في بقية الحديث: «أنا الدهر أقلِّب ليله ونهاره»، فكيف يقلب الشيء نفسه، تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا.

وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: لا يخفى أن من سب الصنعة، فقد سب صانعها، فمن سب نفس الليل والنهار، أَقْدَمَ على أمر عظيم بغير معنى، ومن سب ما يجري فيهما من الحوادث، وذلك هو أغلب ما يقع من الناس، وهو الذي يعطيه سياق الحديث، حيث نفى عنهما التأثير، فكأنه قال لا ذنب لهما في ذلك.

وأما الحوادث، فمنها ما يجري بوساطة العاقل المكلف، فهذا يضاف شرعًا ولغةً إلى الذي جرى على يديه، ويضاف إلى الله تعالى لكونه بتقديره، فأفعال العباد من أكسابهم، ولهذا ترتبت عليها الأحكام، وهي في الابتداء خلق الله، ومنها ما يجري بغير وساطة، فهو منسوب إلى قدرة القادر، وليس لليل والنهار فعلٌ ولا تأثير لا لغة ولا عقلًا ولا شرعًا، وهو المعنى في هذا الحديث.

ويلتحق بذلك ما يجري من الحيوان غير العاقل، ثم أشار بأن النهي عن سب الدهر تنبيهٌ بالأعلى على الأدنى، وأن فيه إشارة إلى ترك سبِّ كلِّ شيء مطلقًا إلا ما أذِن الشرع فيه؛ لأن العلة واحدة، والله أعلم؛ انتهى كلام أبي جمرة ملخصًا؛ اهـ.

فصلٌ آخر: في تحريم نسبة الأفعال أو شيء منها إلى الدهر:
قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (10/565): قال المحققون: مَن نسَب شيئًا من الأفعال إلى الدهر حقيقةً كفَر، ومن جرى هذا اللفظ على لسانه غير معتقد لذلك، فليس بكافر، لكنه يُكره له ذلك؛ لِشَبَهِهِ بأهل الكفر في الإطلاق، وهو نحو التفصيل في قولهم: مُطرنا بكذا؛ اهـ.

وقال العلامة العثيمين في «القول المفيد» (2/240): النوع الثاني من سب الدهر أن يُسب الدهر على أنه هو الفاعل، كأن يَعْتَقِد بسبِّه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير والشر، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقد أن مع الله خالقًا؛ لأنه نسب الحوادث إلى غير الله، وكل من اعتقد أن مع الله خالقًا، فهو كافرٌ، كما أن من اعتقد أن مع الله إلهًا يستحق أن يُعبد، فإنه كافر؛ اهـ.

[1] صحيحٌ على شرط الشيخين: راجع: «مجمع الزوائد» (3 /398)، و«تحقيق المسند» (13 /110).

[2] صحيحٌ لغيره: راجع: «الصحيحة» برقم (3477).

[3] قال شيخنا الوادعي في «تعليقه على المستدرك» برقم (1526) ـ معلقًا على كلام الحاكم والذهبي ـ: مسلم لم يعتمد على محمد بن إسحاق، وما أخرج له إلا قدر خمسة أحاديث في الشواهد والمتابعات، ثم ابن إسحاق مدلس ولم يصرِّح بالتحديث، والحديث أصله في «الصحيحين» إلا قوله: (استقرضت ابن آدم فلم يقرضني)، فلا داعي لاستدراكه، ثم أخرجه الحاكم برقم (3873)، باللفظ المذكور، وفيه محمد بن مسلمة ضعيف، وقد اتِّهم؛ اهـ.

[4] قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (7 /387): فيه إبراهيم بن هشام الغساني، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح؛ اهـ.

[5] صحيحٌ: راجع: «مجمع الزوائد» (3 /398)، و«الفتح» لا بن حجر (10 /565)، و«الصحيحة» برقم (532)، و«تحقيق المسند» (16 /272).

[6] صحيحٌ: رواه أحمد برقم (10710). راجع: «مجمع الزوائد» (3 /398)، و«الفتح» لا بن حجر (10 /565)، و«الصحيحة» برقم (532)، و«تحقيق المسند» (16 /272).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]