|
|||||||
| ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
حديث: لولا الهجرة لكنت امرأً مِنَ الأنصارِ د. عمر بن محمد عمر عبدالرحمن الحمدُ لله وحده، والصلاةُ والسلامُ عَلَى مَن لا نبي بعده. وبعدُ: فإِنَّ مناقب الأنصار وفضائلهم كثيرة لا تُحصى، منها مناقب عامة لجميع الأنصار، ومناقب خاصّة بأفراد من الأنصار، وَقد وصفهم الله تعالى بأنَّهم مِنَ المؤمنين حقًا، فقالَ تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 74]. وبشّرهم برضاه عنهم، وامتدح رضاءَهم عنه، فقالَ تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]. ووصفهم بالفلاحِ، فقالَ تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]. وَالأحاديث في فضائل الأنصار ومآثرهم أكثر من أن يُحاط بها في مثل هذا الموطن، لكني سأقف في هذه المقالة مع واحدةٍ من أعظم مناقبهم – رضي الله عنهم –، ألا وهي تمنيه – صلى الله عليه وسلم – أن لو كان منهم، وَمَا أكثرَ الأحاديث التي رواها جمعٌ مِنَ الصحابة عَن نبي الله – صلى الله عليه وسلم –، يُعلنُ فيها تَمَنِّيَه أَن لو كَانَ من الأنصار، لولا الهجرة، ومنها: مَا وردَ عن أبي هُريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أَنَّه قالَ: «لَو أَنَّ الأنصارَ سلكوا واديًّا – أَو شِعْبًا[1] – لسلكتُ في وادي الأنصارِ، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِنَ الأنصارِ»، فقالَ أبو هريرة: مَا ظَلَم بأبي وأمي، آوَوْهُ ونَصرُوهُ، أو كلمة أُخرَي. وفي روايةٍ: وَوَاسَوْهُ[2]. وعَن أُبَيِّ بن كعبٍ وأنس – رضي الله عنهما – قالا: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: «لَوْلَا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِنَ الأنصارِ»[3]. وَعن أبي قتادة الأنصاري – رضي الله عنه – قالَ: سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقولُ على المنبر للأنصارِ: «أَلَا إِنَّ الناس دثاري، والأنصار شعاري[4]، لو سلك الناس واديًّا وسلكت الأنصارُ شُعبةً؛ لاتبعتُ شعبة الأنصارِ، ولولا الهجرةُ لكنتُ رجلاً من الأنصارِ، فمن ولي أمر الأنصارِ فليحسنْ إِلى مُحسنهم، وليتجاوز عَن مُسِيئهِمْ، ومن أفزعهم فقد أَفزَعَ هذا الذي بين بين هاتين» - وأشار إِلى نفسه – صلى الله عليه وسلم –[5]. وعن عبد المهيمن بن عباس بن سعل بن سعدٍ، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالَ: «الأنصارُ شعار، والناس دثارٌ، ولو أَنَّ الناس استقبلوا واديًّا – أو شِعبًا – واستقبلت الأنصارُ واديًّا لسلكتُ وادِيَ الأنصارِ، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِنَ الأنصارِ»[6]. أَمّا معنى قوله – صلى الله عليه وسلم –: «لولا الهجرة لكنتُ امرأً من الأنصارِ» ففيه أقوال متعددة، جمعها ابن حجر في الفتح، وقالَ: «قال الخطابيُّ: أرَادَ بهذا الكلام تألُّف الأنصارِ، واستطابة نفوسهم، والثناء عليهم في دينهم، حتّى رضي أن يكون واحدًا منهم، لولا ما يمنعه من الهجرة التي لا يجوزُ تبديلها. ونسبةُ الإنسانِ تقعُ عَلَى وجوه: منها الولادية، والبِلادية، والاعتقادية، والصناعية. ولا شكَّ أَنَّه لم يُرِد الانتقال عن نسب آبائه؛ لأنّه ممتنع قطعًا، وأَمّا الاعتقادي فَلَا معنى للانتقال فيه، فلم يبق إِلّا القسمان الأخيران، وكانت المدينة دارَ الأنصارِ، والهجرة إليها أمرًا واجبًا، أي لولا أَنَّ النسبة الهجرية لا يَسَعني تركُها؛ لانتسبتُ إِلَى داركم. قالَ: ويُحتمل أَنه لما كان أخواله – لكون أَمِّ عبد المطلب منهم – أَرَادَ أَن ينتسب إِليهم بهذه الولادة، لولا مانع الهجرة. وقالَ ابن الجوزي: لم يُرِد – صلى الله عليه وسلم – تغيير نسبه، ولا مَحْوَ هجرته، وإِنَّمَا أَرادَ أَنّه لولا ما سبق من كونه هاجر، لانتسبتُ إِلَى المدينة، وإِلى نصرة الدين، فالتقدير: لولا أَنَّ النسبة إلى الهجرة نسبة دينية لا يسعُ تركها لانتسبتُ إِلَى داركم. وَقَال القرطبيُّ: معناه: لتسميْتُ باسمكم، وانتسبتُ إليكم، كما كانوا ينتسبونَ بالحلف، لكنَّ خصوصية الهجرة وتربيتها سبقت، فمنعت من ذلك، وهي أعلى وأشرف، فلا تتبدل بغيرها. وَقِيْل: معناه: لكنتُ من الأنصارِ في الأحكام والعَدَد. وَقِيْل: التقديرُ: لولا أن ثواب الهجرة أعظم لاخترتُ أن يكون ثوابي ثواب الأنصار، ولم يُرِدْ ظَاهِرَ النسب أصلاً. وَقِيْل: لولا التزامي بشروطِ الهجرة، ومنها: تركُ الإقامة بمكة فوق ثلاث؛ لاخترتُ أن أكون مِنَ الأنصارِ، فيُباح لي ذلك»[7]. ويرى الطحاوي أَنَّ النصرة سُمِّي بها أهلُها لاستحقاقهم إياها بنصره الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم –، وأن الهجرة استحقَّها أهلها لهجرهم الدارَ التي كانوا من أهلها لله – عَزَّ وَجَلَّ – ولرسوله – صلى الله عليه وسلم –، وأَنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – أَوْلَى الفريقين بالشيئين جميعًا، وأعلاهم فيها منزلةً، وكان – مع ذلكَ – يُخَيِّرُ جميع من معه بينهما، فيختار أحدهما فيجعله من أهلها، ويكتفى بها من الأخرى، قالَ: «ولم يكن ذَلِكَ منه إِلَّا والمخيَّرُ منهما فيه المعنى الذي يستحق به أَن يكون من أهل كلِّ واحدٍ منهما، فمن ذلكَ: ما كان منه في حديث حذيفة بن اليمان»، ثم ذكر تخيير النبي – صلى الله عليه وسلم – إِياهُ بين الهجرة والنُّصرة، فاختار النُّصْرة، ثم قالَ الطحاوي: «وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لو اختار لنفسهِ النصرة وترك الهجرة صار الناسُ جميعًا أنصارًا، ولم يبق أحدٌ منهم مهاجرًا فلم يجعل نفسه من الأنصار؛ لتبقى الهجرةُ ولتبقى النُّصْرة جميعًا»[8]. وهذا الشرف العظيم كان الأنصار يقدرونه حق قدره، فيرضون برسول الله – صلى الله عليه وسلم – حالًّا في رِحالهم، ويعتبرونَ ذلكَ خيرًا من الدنيا وما فيها، وما أسرع ما كان يذهبُ مَا في صدورهم إِذا ذكّرهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بهذا الشرف العظيم. فعن أبي التَّيَّاح يزيد بن حُميدٍ الضُّبَعِي قالَ: سمعتُ أنسًا – رضي الله عنه – يقولُ: قالت الأنصارُ يومَ فتحِ مكة[9] – وأَعْطَى قريشًا –: والله إِنَّ هذا لهو العجب! إِن سيوفنا تقطرُ من دماء قريشٍ، وعنائمنا تُرَدُّ عليهم. فبلغ ذلكَ النبي – صلى الله عليه وسلم – فدعا الأنصار، قال: فقالَ: «ما الذي بلغني عنكم؟» وكانوا لا يكذبون، فقالوا: هو الذي بلغَكَ. قالَ: «أوَلَا ترضونَ أَن يرجعَ النَّاسُ بالغنائم إِلَى بيوتهم، وتَرْجِعونَ أَنتم برسول الله – صلى الله عليه وسلم – إِلَى بيوتكم، لو سلكت الأنصارُ واديًّا أو شِعْبًا، لسلكتُ وادِيَ الأنصارِ أَو شِعْبَهُمْ»[10]. وعن الزُّهري قالَ: أخبرني أنس بن مالك – رضي الله عنه - أَنَّ ناسًا مِنَ الأنصارِ قالوا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حينَ أفاءَ الله على رسوله – صلى الله عليه وسلم – من أموال هَوَازِن مَا أفَاءَ، فطَفِقَ يُعْطي رجالاً من قريش المائة من الإبل، فقالوا: يغفرُ الله لرسول الله – صلى الله عليه وسلم –! يُعطي قريشًا ويدعنا، وسيوفنا تقطرُ من دمائهم! قالَ أنسٌ: فَحُدِّثَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم –بِمَقَالَتِهم، فأرسل إلى الأنصارِ، فجمعهم في قبة من أدَم، ولم يدعُ معهم أحدًا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالَ: «ما كان حديثٌ بلغني عنكم». قالَ لَه فقاؤهم: أَمَّا ذوُو آرَائِنَا يا رسول الله فلم يقولوا شيئًا، وأَمَّا أُنَاسٌ منا حديثه أسْنَانُهُمْ فقالوا: يغفر الله لرسول الله– صلى الله عليه وسلم –! يُعطي قريشًا ويتركُ الأنصار، وسيوفنا تَقْطُرُ من دمائهم! فقالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: «إِنِّي أُعْطي رجالاً حديثٌ عهدهم بكُفْرٍ، أما ترضون أن يذهب الناسُ بالأموالِ، وترجعونَ إِلى رِحالكم برسول الله – صلى الله عليه وسلم –، فو الله ما تنقلبونَ به خيرٌ مِمَّا ينقلبونَ به». قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا. فقالَ لهم: «إِنكم سترونَ بَعْدِي أُثْرَةً[11] شديدةً، فاصبروا حتَّى تلقوا الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – عَلَى الحوضِ». قالَ أنسٌ: فلم نَصْبِرْ. وفي رواية: قالوا: سَنَصْبِرُ[12]. وَعَن عبد الله بن زيد بن عاصم – رضي الله عنه - قال: لمَّا أفاء الله على رسوله – صلى الله عليه وسلم – يوم حُنين، قَسَمَ فِي النَّاس فِي المؤلَّفةِ قلوبهم، ولم يُعط الأنصار شيئًا، فكأنهم وجَدُوا[13] إِذ لم يُصيبهم ما أصاب النَّاس، فخطبهم فقال: «يا معشر الأنصارِ ألم أجدكم ضُلَّالًا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالةً فأغناكم الله بي». كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمَنُّ. قالَ: «وَما يمنعكم أن تُجيبوا رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم –؟». قالَ: كلما قال شيئًا قالوا: الله رسوله أَمَنُّ. قالَ: «لو شئتم قلْتُمْ جئتنا كذا وكذا[14]. أترضونَ أن يذهب الناسُ بالشاةِ والبعيرِ، وتذهبونَ بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – إِلَى رِحالكم، لولا الهجرة لكنت امرأً مِنَ الأنصارِ، ولو سلَكَ الناسُ واديًّا وشِعْبًا لسلكتُ وَادِي الأنصارِ وشِعْبَهَا[15]، الأنصار شِعارٌ والناس دثارٌ، إِنّكم ستلقونَ بعدي أثرةً فاصبروا حتَّى تلقوني على الحوضِ»[16]. وعن السائب بن يزيد – رضي الله عنه – أَن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قَسَّمَ الفَيْءَ الذي أفاءَ الله بحنين من غنائم هوازن، فأفشى القَسْمَ في أهل مكة من قريش، وغيرهم، فغضب الأنصار، فلما سمع ذلكّ النبي – صلى الله عليه وسلم – أتاهم في منازلهم، ثم قالَ: «من كان ههنا ليس من الأنصار فليخرج إِلى رحله»، ثم تشَهَّدَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، وحمِدَ الله – عَزَّ وَجَلَّ – ثم قالَ: «يا معشر الأنصار، قد بلغني من حديثكم في هذه المغانم التي آثرتُ بها أُناسًا أتألَّفُهُم على الإسلامِ، لعلهم أن يشهدوا بعدَ اليوم، وقد أَدْخَلَ الله قلوبهم الإسلامَ». ثم قالَ: «يا معشر الأنصار، ألم يمن الله عليكم بالإيمانِ، وخصّكم بالكرامة، وسماكم بأحسنِ الأسماءِ: أنصار الله، وأنصار رسوله – صلى الله عليه وسلم –، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأ من الأنصارِ، ولو سلَكَ الناس واديًّا، وسلكتم واديًّا لسلكتُ واديكم، أفلا ترضون أَن يذهب الناسُ بهذه الغنائم، الشاة، والنِّعَمِ، والبعير، وتذهبونَ برسول الله – صلى الله عليه وسلم –؟». فلما سمعت الأنصارُ قول النبي – صلى الله عليه وسلم – قالوا: رضينا، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –: «أجيبوني فيما قلتُ؟» فقالت الأنصارُ: يا رسول الله، وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور، ووجدتنا على شفا حفرة من النارِ فأنقذنا الله بك، ووجدتنا ضُلالاً فهدانا الله بك، فرضينا بالله ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا، فاصنع يا رسول الله ما شئت في أَوْسَعِ الحِلِّ[17]، فقالَ النبي – صلى الله عليه وسلم –: «أَمَا والله لَو أجبتموني بغيْرِ هذا القول، لقلتُ: صدقتم، لو قلتم: أَلَمْ تأتِنا طَريدًا فآويناكَ، ومُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولًا فنصرنَاكَ، وقبلْنَا مَا رَدَّ النّاسُ عليك؟ لو قلتم هذا لصَدَقْتُم[18]». فقالت الأنصارُ: بل لله ولرسوله المنُّ والفضل علينا وعلى غيرنا، ثم بكوا، فكثر بكاؤهم، فبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – معهم، وَرَضي عنهم، فكانوا بالذي قال لهم أشدَّ اغْتِباطًا، وأفضل عندهم من كُلِّ مالٍ[19]. [1] الشِّعب – بكسر الشين – الطريق في الجبل. انظر: سبل الهدى والرشاد (3/ 260). وقيل: هو اسم لما انفرجَ بين جبلين. انظر: فتح الباري (8/ 52). [2] أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: «لولا الهجرةُ لكنتُ امرأً من الأنصارِ» (6/ 112) (3779)، وفي كتاب التمني باب ما يجوز من اللو (13/ 225) (7244)، وغيره. [3] حديث أُبي: أخرجه أحمد (5/ 137) (21246)، (5/ 138) (21254)، والترمذي في كتاب المناقب باب في فضائل الأنصار وقريش (5/ 669) (3899)، ونقل في التحفة (1/ 20) أنَّه قالَ: حسن. وحديث أنس: أخرجه أحمد (3/ 191) (12986). [4] الدثار – بكسر الدال المهملة وبالثاء المثلثة – ما يتدثر به الإنسانُ، وهو ما يلقيه عليه من كساءٍ فوق الشِّعار. والشِّعار – بكسر الشين المعجمة – ما يلي الجسد من الثياب، سمِّي بذلكَ لأنه يلي الشعر. وفي كلامه – صلى الله عليه وسلم – استعارة لطيفة؛ لفرطِ قربهم منه، وأراد أَنَّهم بطانته وخاصّته، وأنَّهم أَلْصقُ به أقرب إليه من غيرهم. انظر: فتح الباري (8/ 52)، النهاية (2/ 100)، (2/ 480)، سبل الهدى والرشاد (3/ 260). [5] أخرجه أحمد (5/ 307) (22615) وقالَ الهيثمي (10/ 35): رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر الأنصاري، وهو ثقة، وفي (10/ 33) قالَ: رواه الطبراني في الأَوسطِ عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد: إِنَّه وُثِّق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقالَ الصالحي في سبل الهُدى والرشاد (3/ 257): صحيح. [6] أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (1/ 58) (164)، وقال البوصيري في الزوائد: إسناده ضعيفٌ، والآفةُ من عبد المهيمن، وباقي رجاله ثقات. [ويشهدُ لصحته الأحاديث الأُخرى الورادة في هذا الباب]. [7] فتح الباري (8/ 51). [8] مشكل الآثار (2/ 422-423). [9] وقوله: يوم فتح مكة: أي عام فتح مكة، لأنَّ الغنائم المشار إليها كانت غنائم حُنين، وكان ذلكَ بعد الفتح بشهرين. انظر: فتح الباري (7/ 111)، (8/ 54). [10] أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب مناقب الأنصار (7/ 110) (3778)، وفي كتاب المغازي باب غزوة الطائف (8/ 53) (4332)، ومسلم في كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام (2/ 735) (1095)، والنسائي في الكبرى في كتاب المناقب باب ذكر قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: «لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصارِ» (5/ 87) (8327)، وأحمد (3/ 169) (12730)، (3/ 249) (13608). [11] الأُثرة: بضم الهمزة وسكون المثلثة، ويجوز كسر أوله مع الإسكان، أي الانفراد بالشيءِ المشترك دون من يشركه فيه. والمعنى أنه يُستأثَر عليهم بما لهم فيه اشتراك في الاستحقاق. انظر: فتح الباري (7/ 52). [12] أخرجه البخاري في كتاب فرض الخُمس باب ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعطي المؤلفة قلوبهم (6/ 250-251) (3147) وفي كتاب المغازي باب غزوة الطائف (8/ 52-53) (4331)، ومسلم في كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام (2/ 733-734) (1059)، والنسائي في الكبرى في كتاب المناقب باب التشديد في بغض الأنصار رضي الله عنهم (5/ 88-89) (8235)، وابن حبان (16/ 267-268) (7278). وقد روى القصة عن أنسٍ آخرونَ غير أبي التَّيَّاح والزهري. وانظر: البخاري في المغازي باب غزوة الطائف (8/ 53) (4333، 4334، 4337)، ومسلم في الموضع السابق (2/ 735-736) (1059)، والترمذي في المناقب باب في فضل الأنصار وقريش (5/ 669-670) (3901)، وأحمد (3/ 157-158) (12608)، (3/ 172) (12766)، (3/ 188) (12952)، (3/ 201) (13084)، (3/ 246) (13574)، (3/ 275) (13913)، وابن حبان (16/ 257-258) (7268). [13] وجدوا: غضبوا، والمَوْجِدة: الغضب، يُقال: وجد في نفسه: إذا غضب. ويقال أيضًا: وجد: إِذا حزن. انظر: فتح الباري (8/ 50). [14] نسي الراوي الكلام فعبّر بكذا وكذا، وسيأتي الكلام في الحديث التالي. [15] قالَ ابن حجر: «وأرادَ بهذا وبما بعده: التنبيه على جزيل ما حصل لهم من ثواب النصرة، والقناعة بالله ورسوله عن الدنيا، ومن هذا وصفه فحقه أن يُسلَك طريقه ويُتبع حاله. قال الخطابيُّ: لما كانت العادة أن المرء يكون في نزوله وارتحاله مع قومه، وأرض الحجاز كثيرة الأودية والشِّعاب، فإِذا تفرقت في السفر الطرق سلك كل قومٍ منهم واديًّا وشِعْبًا، فأرادَ أَنّه مع الأنصارِ، قالَ: ويحتملُ أن يريد بالوادي: المذهب، كما يقال: فلان في واد، وأنا في وادٍّ». فتح الباري (8/ 52). [16] أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة الطّائف (8/ 47) (4330)، وفي كتاب التمني باب مَا يجوز من اللو (13/ 325) (7245)، ومسلم في كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلامِ (2/ 738-739) (1061). [17] المقصود والله أعلمُ أن يصنع النبي – صلى الله عليه وسلم – في الغنائم ما يشاء، وأن يعطي منها من يشاء ما شاء، وَلَا حرج، فهو في أَوْسعِ الحلال، ولا حرمة عليه في ذلك: ولا غضب في النفوس من فعله، بعد أن سمعوا مقالته. [18] إِنَّمَا قالَ النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلكَ تواضعًا منه وإنصافًا، وإِلّا ففي الحقيقة: الحجة البالغة والمنة الظّاهرة في جميع ذلكَ له عليهم، فَإِنّه لولا هجرته إِليهم وسكناه عندهم لما كان بينهم وبين غيرهم فرق، وقد نَبَّه على ذلكَ بقوله – صلى الله عليه وسلم –: «ألا ترضون..» إلخ، فنبههم على مَا غفلوا عنه من عظيم مَا اختصوا به منه، بالنسبة إِلى ما حصل غيرهم من عرض الدنيا الفانية. انظر: فتح الباري لابن حجر (8/ 51). [19] أخرجه الطبرانيُّ في الكبير (7/ 151-152) (6665)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 31): فيه رشدين بن سعد، وحديثه في الرقاق ونحوها حسن، وبقية رجاله ثقات. اهـ ويشهدُ له حديث أنس السابق، وقد جاء في بعض طرقه عند أحمد (3/ 104-105) (12021): «أَفَلَا تقولون: جئتنا خائفًا فأمنَّاكَ، ومخذولاً فنصرناك، وطريدًا فآويناكَ، وعائلًا فواسيناكَ»، فقالوا: بل المنُّ علينا لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم –. قال ابن حجر في الفتح (8/ 51): إسناده صحيح. كما يشهدُ له حديث أبي سعيد الخدري بمعناه، أخرجه ابن اسحاق في السيرة النبوية (2/ 498-500) ومن طريقه أحمد (3/ 57) (11547)، (3/ 76) (11730)، (3/ 89) (11824)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 29-30): رجال الرواية الأولى لأحمد رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالسماعِ. اهـ
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |