|
|||||||
| ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
ثبات أهل الإيمان في الفِتن
إنَّ الفتن الملمَّة والأحداث المدلهمة، إذا حلَّت بالناس ونزلت بهم، أظهرت حقائقهم وكشفت معادنهم، وميَّزت طيِّبَهم من خبيثهم وحسنهم من سيِّئهم، ولله الحكمة البالغة في ذلك {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (الأنفال:37)، وهذه من حكمة الله في ابتلائه خلقه، قال الله -تعالى-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (محمد:31). الحياة كلها ميدان ابتلاء ودار امتحان، والناس فيها ليسوا سواء؛ فمنهم {مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}، ومنهم من يعبد الله على علم وبصيرة وإيمان راسخ وعقيدة صحيحة؛ فإن أصابته فتنة صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته نعمة شكر فكان خيرًا له، وهذا لا يكون لأحد إلا للمؤمن، فأمره كله خير، وأحواله كلها حسنة طيبة، وعواقبه كلها حميدة {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف:128). وإنَّ للإيمان الصحيح والعقيدة السليمة أثراً قويا ودورًا بارزًا في التغلب على الأحداث والملمات، والمصائب والمحن، والنوازل والفتن؛ ذلك أنَّ صاحب الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة تعلَّم من دينه أمورًا مهمة ودروساً عظيمة، تُعينه على الثبات في الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن أهم هذه الأمور أن يعلم علم اليقين الذي لا يخالطه شك ولا يداخله ريب، أنَّ خالق هذا الكون وموجده ومدبر شؤونه هو الله وحده لا شريك له، وأنه وحده المتصرِّف فيه، وأنه لا يكون فيه إلا ما شاء -تبارك وتعالى-، فأزمَّة الأمور كلها بيده، ومقاليد السماوات والأرض كلها له، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير. كذلك المؤمن يعلم أنه لن تموت نفسٌ حتى تستوفي أجلها وتستتم رزقها، فلن يموت أحد قبل منيَّته ولا بعدها {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (يونس:49)، فالآجال محدَّدة والأعمار مؤقَّتة، ولكل أجل كتاب ولكل نفس ميعاد، ولا يحول بين المرء وبين أمر الله شيء، كما قال -تعالى-: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (النساء:78). والمؤمن؛ لشدة ثباته وقوة يقينه، لا تزعزعه الأراجيف ولا تخوِّفه الدعايات، بل إنه إذا خُوِّف بالذين من دون الله زاد إيمانًا وثقة بالله وتوكلاً واعتمادًا عليه، قال -تعالى-: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (آل عمران). وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَام- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا -مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَالُوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ومعنى حسبنا الله: أي كافينا. اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |