رُؤْيَةُ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 199 - عددالزوار : 3834 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 75 - عددالزوار : 67112 )           »          برّ الوالدين بعد الوفاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حُكم التائب من التهاون في الصلاة والصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيفية التغلب على الغضب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          لا يلزم مِن الزهد ترك البيع والشراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          النهي عن الفُحش في القول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          زكاة أموال القُصّر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حكم أخذ العمولة دون علم المتعاقد معه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          زكاة الأسهم الخاسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 05:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,805
الدولة : Egypt
افتراضي رُؤْيَةُ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ

خطبة وزارة الشؤون الإسلامية – الكويت .. رُؤْيَةُ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ


  • رؤية الله في الآخرة ثابتة عند أهل السنة والجماعة من أنكرها كفر حيث يراه المؤمنون يوم القيامة ويرونه في الجنة كما يشاء بإجماع أهل السُنَّة
  • رُؤْيَة اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ قَدْ أَجْمَعَ عَلَيْهَا سَلَفُ الْأُمَّةِ وَقَبِلُوا مَا جَاءَ فِيهَا مِنَ الْأَخْبَارِ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلَا تَكْذِيبٍ وَضَلَّلُوا مَنْ خَالَفَ فِيهَا الصَّوَابَ
جاءت خطبة الجمعة لهذا الأسبوع: 7 من جمادى الآخرة 1447ه الموافق 28 نوفمبر 2025م، بعنوان (رُؤْيَةُ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ)؛ حيث بينت الخطبة أنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْمُهِمَّاتِ، وَآكَدِ الْوَاجِبَاتِ؛ أَنْ يَتَعَلَّمَ المُسْلِمُ عَقِيدَتَهُ، وَيَنْقَادَ لِأَوَامِرِ اللَّهِ وَأَحْكَامِهِ، الْمُسْتَمَدَّةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ -تَعَالَى- وَسُنَّةِ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، عَلَى فَهْمِ سَلَفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ، قَالَ -تَعَالَى-: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} (الأنعام:115) أَيْ: صِدْقًا فِي الْإِخْبَارِ، وَعَدْلًا فِي الْأَحْكَامِ.
وَإِنَّ مِنْ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّتِي يَجِبُ التَّصْدِيقُ بِهَا: أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ اللَّهَ -تَعَالَى- يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِيَانًا بِأَبْصَارِهِمْ، وَأَنَّ ذَلِكَ أَفْضَلُ نَعِيمٍ وَأَعْلَاهُ، وَأَقَرُّهَا لِعُيُونِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «هِيَ الْغَايَةُ الَّتِي شَمَّرَ إلَيْهَا الْمُشَمِّرُونَ، وَتَنَافَسَ فِيهَا الْمُتَنَافِسُونَ، وَتَسَابَقَ إِلَيْهَا الْمُتَسَابِقُونَ، وَلِمِثْلِهِا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ، إِذَا نَالَهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ نَسُوا مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَحِرْمَانُهُ وَالْحِجَابُ عَنْهُ لِأَهْلِ الْجَحِيمِ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ عَذَابِ الْجَحِيمِ، اتَّفَقَ عَلَيْهَا الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُرْسَلُونَ، وَجَمِيعُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعُونَ، وَأَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ عَلَى تَتَابُعِ الْقُرُونِ، وَأَنْكَرَهَا أَهْلُ الْبِدَعِ الْمَارِقُونَ».
رُؤْيَة اللَّهِ -تَعَالَى- في القرآن الكريم
إِنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي الْآخِرَةِ، دَلَّ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ، وَثَبَتَتْ بِهَا الْأَحَادِيثُ عَنِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ، قَالَ -تَعَالَى-: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}(القيامة)، فَهَيَّأَهُمْ لِلنَّظَرِ إلَيْهِ، بِأَنْ حَسَّنَ وُجُوهَهُمْ قَبْلَ أَنْ يُشَرِّفَهَا بِالنَّظَرِ إلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَقَالَ -تَعَالَى- فِي شَأْنِ الْكَافِرِينَ الَّذِينَ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (المطففين:15) قَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «لَمَّا حَجَبَ هَؤُلَاءِ فِي السَّخَطِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ أَهْلَ الْإِيمَانِ يَرَوْنَهُ فِي الرِّضَا».
رُؤْيَة اللَّهِ -تَعَالَى- في السُنَّة النبويَّة
وَقَدْ تَضَافَرَتِ الْأَحَادِيثُ النَّبَوِيَّةُ مُؤَكِّدَةً هَذِهِ الْعَقِيدَةَ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ بَلَغَتْ حَدَّ التَّوَاتُرِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ»، وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «لَوْ عَلِمَ الْعَابِدُون أَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ رَبَّهُمْ -تَعَالَى- لَذَابَتْ أَنْفُسُهُمْ فِي الدُّنْيَا». قَالَ الإِمَامُ الآجُرِّيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «قَدْ قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل:44)، وكَاَن مِمَّا بَيَّنَهُ - صلى الله عليه وسلم - لِأُمَّتِهِ فِي هَذِهِ الآيَاتِ أَنَّهُ أَعْلَمَهُمْ فِي غَيرِ حَدِيثٍ: «إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ -تَعَالَى-»، رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ صَحَابَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَقَبِلَهَا الْعُلَمَاءُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ الْقَبُولِ».
أَجْمَعَ عَلَيْهَا سَلَفُ الْأُمَّةِ
إِنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ قَدْ أَجْمَعَ عَلَيْهَا سَلَفُ الْأُمَّةِ، وَقَبِلُوا مَا جَاءَ فِيهَا مِنَ الْأَخْبَارِ، مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلَا تَكْذِيبٍ، وَضَلَّلُوا مَنْ خَالَفَ فِيهَا الصَّوَابَ، وَرَدَّ مَا ثَبَتَ بِهِ الْكِتَابُ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- لَا تَبْلُغُهُ الْأَوْهَامُ، وَلَا تُدْرِكُهُ الأَفْهَامُ، وَلَا تُحِيطُ بِهِ الْعُقُولُ، قَالَ -تَعَالَى-: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }(الأنعام:103)، وَقَالَ -تَعَالَى-: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا }(طه:110).
أعظم نَعِيم الْجَنَّة
إِنَّ نَعِيمَ الْجَنَّةِ الْأَبَدِيَّ لَا يَتِمُّ وَلَا يَكْمُلُ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ أَهْلُهَا أَعْلَى نَعِيمٍ، وَأَهْنَاهُ لِقُلُوبِهِمْ وَأَرْوَاحِهِمْ، وَهُوَ النَّظَرُ لِخَالِقِهِمْ وَمَوْلَاهُمْ الْغَنِيِّ الْحَمِيدِ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، قَالَ -تَعَالَى-: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }(يونس:26)، عَنْ صُهَيْبٍ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟! أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟! فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ -عَزَّ وَجَلَّ-»، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }.
فَبَيْنَا هُمُو فِي عَيشِهِمْ وَسُرُورِهِمْ
وَأَرْزَاقُهُمْ تَجْرِي عَلَيهِمْ وتُقْسَمُ
إِذَا هُمْ بِنُورٍ سَاطِعٍ أَشْرَقَتْ لَهُ
بِأَقْطارِهَا الجَنَّاتُ لَا يُتَوَهَّمُ
تَجَلَّى لَهُمْ ربُّ السَّمَاواتِ جَهْرَةً
فَيَضْحَكُ فَوقَ العَرْشِ ثُمَّ يُكَلِّمُ
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ يَسْمَعُونَ جَمِيعُهُمْ
بِآذانِهِمْ تَسْلِيمَهُ إذْ يُسَلِّمُ
يَقُولُ: سَلُوني مَا اشْتَهَيْتُمْ فَكُلُّ مَا
تُرِيدُونَ عِنْدِي، إِنَّنِي أَنَا أَرْحَمُ
فَقَالُوا جَمِيعًا: نَحْنُ نَسْألُكَ الرِّضَا
فَأَنْتَ الَّذي تُولِي الجَمِيلَ وَتَرْحَمُ
فَيُعْطِيهِمُ هَذَا، وَيُشْهِدُ جَمْعَهُمْ
عَلَيْهِ، تَعَالَى اللَّهُ، فَاللَّهُ أَكْرَمُ
فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْرِمَهُ اللَّهُ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ، وَهِيَ النَّظَرُ لِوَجْهِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُصَدِّقَ بِهَذَا الْخَبَرِ الْإِلَهِيِّ، وَالْوَعْدِ الرَّبَّانِيِّ، فَمَنْ كَذَّبَ بِرُؤْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ أَبْعَدَهُ اللَّهُ وَحَجَبَهُ عَنْ رُؤْيَتِهِ.
أَسْبَابُ نَيْلِ هَذِهِ الْغَايَةِ السَّامِيَةِ
وَأَسْبَابُ نَيْلِ هَذِهِ الْغَايَةِ السَّامِيَةِ، كَثِيرَةٌ وَمِنْ جُمْلَتِهَا:
  • الْأَوَّلُ: الْحِرْصُ عَلَى إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا جَمَاعَةً، وَلَا سِيَّمَا صَلَاتِي الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ، فَهُمَا السَّبِيلُ لِلْفَوْزِ بِرُؤْيَتِهِ -تَعَالَى- وَقُرْبِهِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبداللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ(أَيْ: يَرَاهُ كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الِاجْتِمَاعِ لِرُؤْيَتِهِ)، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}(ق:39) (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، وَالْمَعْنَى: لَا تُغْلَبُوا فَتُفَوِّتُوا هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ.
  • الْأَمْرُ الثَّانِي: الْإِلْحَاحُ عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى- بِالدُّعَاءِ، فَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ؛ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللهمَّ زيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ» .
رؤية الله -تَعَالَى- فِي الدُّنْيَا مُمْتَنِعَةٌ
فَأَمَّا رُؤْيَتُهُ -تَعَالَى- فِي الدُّنْيَا فَهِيَ مُمْتَنِعَةٌ، قَدْ حَجَبَهَا اللَّهُ -تَعَالَى- عَنِ الْخَلْقِ حَتَّى أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، قَالَ -تَعَالَى- لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا سَأَلَهُ الرُّؤْيَةَ: {لَنْ تَرَانِي }يَعْنِي فِي الدُّنْيَا، وَعَنْ عبداللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- حَتَّى يَمُوتَ».
حكم من أنكر رؤية الله في الآخرة
  • سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: هل رؤية الله ثابتة وما الدليل؟ وما القول الراجح في ذلك؟ وهل المنافقون يرونه في المحشر؟ فقال -رحمه الله-: رؤية الله في الآخرة ثابتة عند أهل السنة والجماعة من أنكرها كفر، يراه المؤمنون يوم القيامة ويرونه في الجنة كما يشاء بإجماع أهل السُنَّة كما قال -تَعَالَى-: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة)، وقال -سبحانه-: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس: 26)، وفسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله، وتواترت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة، أما في الدنيا فلا يرى في الدنيا كما قال -تعالى-: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} (الأنعام:103)، وقال لموسى: {لَنْ تَرَانِي} (الأعراف: 143)، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: واعلموا أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت، فالدنيا ليست محل الرؤية؛ لأن الرؤية نعيم، رؤية الله أعلى نعيم أهل الجنة، وهذه الدار ليست دار النعيم، دار الأكدار ودار الأحزان ودار التكليف فلا يرى في الدنيا لكنه يرى في الآخرة يراه المؤمنون، أما الكفار فهم عنه محجوبون كما قال -سبحانه-: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (المطففين: 15)، فالكفار محجوبون عن الله يوم القيامة والمؤمنون يرونه في الآخرة، والصحيح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربه، أما المنافقون فمحل نظر جاء في بعض الروايات ما يدل على أنه يأتي هذا اليوم الأمة وفيها منافقوها لكن ليس فيه الصراحة بأنهم يرونه يوم القيامة.



اعداد: المحرر الشرعي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.58 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]