|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
خطبة وزارة الشؤون الإسلامية – الكويت .. رُؤْيَةُ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ
جاءت خطبة الجمعة لهذا الأسبوع: 7 من جمادى الآخرة 1447ه الموافق 28 نوفمبر 2025م، بعنوان (رُؤْيَةُ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ)؛ حيث بينت الخطبة أنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْمُهِمَّاتِ، وَآكَدِ الْوَاجِبَاتِ؛ أَنْ يَتَعَلَّمَ المُسْلِمُ عَقِيدَتَهُ، وَيَنْقَادَ لِأَوَامِرِ اللَّهِ وَأَحْكَامِهِ، الْمُسْتَمَدَّةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ -تَعَالَى- وَسُنَّةِ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، عَلَى فَهْمِ سَلَفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ، قَالَ -تَعَالَى-: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} (الأنعام:115) أَيْ: صِدْقًا فِي الْإِخْبَارِ، وَعَدْلًا فِي الْأَحْكَامِ. وَإِنَّ مِنْ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّتِي يَجِبُ التَّصْدِيقُ بِهَا: أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ اللَّهَ -تَعَالَى- يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِيَانًا بِأَبْصَارِهِمْ، وَأَنَّ ذَلِكَ أَفْضَلُ نَعِيمٍ وَأَعْلَاهُ، وَأَقَرُّهَا لِعُيُونِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «هِيَ الْغَايَةُ الَّتِي شَمَّرَ إلَيْهَا الْمُشَمِّرُونَ، وَتَنَافَسَ فِيهَا الْمُتَنَافِسُونَ، وَتَسَابَقَ إِلَيْهَا الْمُتَسَابِقُونَ، وَلِمِثْلِهِا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ، إِذَا نَالَهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ نَسُوا مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَحِرْمَانُهُ وَالْحِجَابُ عَنْهُ لِأَهْلِ الْجَحِيمِ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ عَذَابِ الْجَحِيمِ، اتَّفَقَ عَلَيْهَا الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُرْسَلُونَ، وَجَمِيعُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعُونَ، وَأَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ عَلَى تَتَابُعِ الْقُرُونِ، وَأَنْكَرَهَا أَهْلُ الْبِدَعِ الْمَارِقُونَ». رُؤْيَة اللَّهِ -تَعَالَى- في القرآن الكريم إِنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي الْآخِرَةِ، دَلَّ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ، وَثَبَتَتْ بِهَا الْأَحَادِيثُ عَنِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ، قَالَ -تَعَالَى-: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}(القيامة)، فَهَيَّأَهُمْ لِلنَّظَرِ إلَيْهِ، بِأَنْ حَسَّنَ وُجُوهَهُمْ قَبْلَ أَنْ يُشَرِّفَهَا بِالنَّظَرِ إلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَقَالَ -تَعَالَى- فِي شَأْنِ الْكَافِرِينَ الَّذِينَ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (المطففين:15) قَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «لَمَّا حَجَبَ هَؤُلَاءِ فِي السَّخَطِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ أَهْلَ الْإِيمَانِ يَرَوْنَهُ فِي الرِّضَا». رُؤْيَة اللَّهِ -تَعَالَى- في السُنَّة النبويَّة وَقَدْ تَضَافَرَتِ الْأَحَادِيثُ النَّبَوِيَّةُ مُؤَكِّدَةً هَذِهِ الْعَقِيدَةَ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ بَلَغَتْ حَدَّ التَّوَاتُرِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ»، وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «لَوْ عَلِمَ الْعَابِدُون أَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ رَبَّهُمْ -تَعَالَى- لَذَابَتْ أَنْفُسُهُمْ فِي الدُّنْيَا». قَالَ الإِمَامُ الآجُرِّيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «قَدْ قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل:44)، وكَاَن مِمَّا بَيَّنَهُ - صلى الله عليه وسلم - لِأُمَّتِهِ فِي هَذِهِ الآيَاتِ أَنَّهُ أَعْلَمَهُمْ فِي غَيرِ حَدِيثٍ: «إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ -تَعَالَى-»، رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ صَحَابَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَقَبِلَهَا الْعُلَمَاءُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ الْقَبُولِ». أَجْمَعَ عَلَيْهَا سَلَفُ الْأُمَّةِ إِنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ قَدْ أَجْمَعَ عَلَيْهَا سَلَفُ الْأُمَّةِ، وَقَبِلُوا مَا جَاءَ فِيهَا مِنَ الْأَخْبَارِ، مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلَا تَكْذِيبٍ، وَضَلَّلُوا مَنْ خَالَفَ فِيهَا الصَّوَابَ، وَرَدَّ مَا ثَبَتَ بِهِ الْكِتَابُ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- لَا تَبْلُغُهُ الْأَوْهَامُ، وَلَا تُدْرِكُهُ الأَفْهَامُ، وَلَا تُحِيطُ بِهِ الْعُقُولُ، قَالَ -تَعَالَى-: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }(الأنعام:103)، وَقَالَ -تَعَالَى-: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا }(طه:110). أعظم نَعِيم الْجَنَّة إِنَّ نَعِيمَ الْجَنَّةِ الْأَبَدِيَّ لَا يَتِمُّ وَلَا يَكْمُلُ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ أَهْلُهَا أَعْلَى نَعِيمٍ، وَأَهْنَاهُ لِقُلُوبِهِمْ وَأَرْوَاحِهِمْ، وَهُوَ النَّظَرُ لِخَالِقِهِمْ وَمَوْلَاهُمْ الْغَنِيِّ الْحَمِيدِ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، قَالَ -تَعَالَى-: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }(يونس:26)، عَنْ صُهَيْبٍ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟! أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟! فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ -عَزَّ وَجَلَّ-»، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }. فَبَيْنَا هُمُو فِي عَيشِهِمْ وَسُرُورِهِمْ وَأَرْزَاقُهُمْ تَجْرِي عَلَيهِمْ وتُقْسَمُ إِذَا هُمْ بِنُورٍ سَاطِعٍ أَشْرَقَتْ لَهُ بِأَقْطارِهَا الجَنَّاتُ لَا يُتَوَهَّمُ تَجَلَّى لَهُمْ ربُّ السَّمَاواتِ جَهْرَةً فَيَضْحَكُ فَوقَ العَرْشِ ثُمَّ يُكَلِّمُ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ يَسْمَعُونَ جَمِيعُهُمْ بِآذانِهِمْ تَسْلِيمَهُ إذْ يُسَلِّمُ يَقُولُ: سَلُوني مَا اشْتَهَيْتُمْ فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ عِنْدِي، إِنَّنِي أَنَا أَرْحَمُ فَقَالُوا جَمِيعًا: نَحْنُ نَسْألُكَ الرِّضَا فَأَنْتَ الَّذي تُولِي الجَمِيلَ وَتَرْحَمُ فَيُعْطِيهِمُ هَذَا، وَيُشْهِدُ جَمْعَهُمْ عَلَيْهِ، تَعَالَى اللَّهُ، فَاللَّهُ أَكْرَمُ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْرِمَهُ اللَّهُ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ، وَهِيَ النَّظَرُ لِوَجْهِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُصَدِّقَ بِهَذَا الْخَبَرِ الْإِلَهِيِّ، وَالْوَعْدِ الرَّبَّانِيِّ، فَمَنْ كَذَّبَ بِرُؤْيَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي الْآخِرَةِ أَبْعَدَهُ اللَّهُ وَحَجَبَهُ عَنْ رُؤْيَتِهِ. أَسْبَابُ نَيْلِ هَذِهِ الْغَايَةِ السَّامِيَةِ وَأَسْبَابُ نَيْلِ هَذِهِ الْغَايَةِ السَّامِيَةِ، كَثِيرَةٌ وَمِنْ جُمْلَتِهَا:
رؤية الله -تَعَالَى- فِي الدُّنْيَا مُمْتَنِعَةٌ فَأَمَّا رُؤْيَتُهُ -تَعَالَى- فِي الدُّنْيَا فَهِيَ مُمْتَنِعَةٌ، قَدْ حَجَبَهَا اللَّهُ -تَعَالَى- عَنِ الْخَلْقِ حَتَّى أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، قَالَ -تَعَالَى- لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا سَأَلَهُ الرُّؤْيَةَ: {لَنْ تَرَانِي }يَعْنِي فِي الدُّنْيَا، وَعَنْ عبداللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- حَتَّى يَمُوتَ». حكم من أنكر رؤية الله في الآخرة
اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |