يا محزون القلب، أبشر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيفية علاج نوبة الربو والتعامل معها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ما هي أسباب عرق النسا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أسباب السكتة الدماغية الإقفارية وعوامل الخطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طرق علاج ارتجاج المخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أعراض ارتجاج الدماغ عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أسباب ارتفاع هرمون الحليب عند النساء وطرق علاجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شوكة السمك في الحلق، أضرارها وكيفية إزالتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          انتبه! 10 أعراض لارتجاج المخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          علاج رائحة الفم الكريهة في المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال وعلاجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 12:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,001
الدولة : Egypt
افتراضي يا محزون القلب، أبشر

يا محزون القلب، أبشر

تهاني سليمان

في إحدى الليالي الماطرة وقفت بجوار النافذة أتأمل قطرات المطر وهي تغمر وجه الأرض. أخذتني الذاكرة إلى تلك اللحظات التي كنت فيها مع صديقتي تبثُّني شيئًا من أوجاع الحياة.

كان صوت رفيقتي حزينًا، وقلبها موجوعًا، تكاد دموعها تُبلِّل وجه الثَّرى.

جلست حزينة أفكر؛ لعلي أجد ما أخفف به عن صديقتي حزنها وأواسيها في مصابها.

قررت أن أكتب كلمات إليها وإلى كل محزون قطَّع هدير الأحزان قلبه، أخطها بمداد القلب؛ علَّها تزهر قلوبًا ذبلت، كما تزهر الأرض بعد المطر.

فإليك يا صاحب القلب الكسير، يا من شتَّتَتْ ضربات الحياة روحك، وبتَّ في غيابات الظلام تبحث عمَّا يلملم شتاتك.

أيها الحزين المقهور في صروف الحياة، كأني أسمع أنَّاتك تخترق الحنايا والضلوع. تشعر أنك وحدك تصارع الهموم والأحزان، وكأنك بين الناس غريب.

حنانيك بقلبك جئت أزف إليك البُشْرى؛ بُشْرى من ربك الرحيم، وعد بها قلبك، وطمأن بها روحك، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

يخبرك ربك سبحانه أنه قريب مجيب، بدون واسطة أو ترجمان يسمعك، حتى تلك الكلمات الحبيسة التي لم ينطق بها لسانك يعلمها سبحانه.

قريب سبحانه من نبضات قلبك الحزينة، وتأوُّهات روحك الكسيرة.

تأمل معي هذه الآية؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ [ق: 16].

يخبرنا سبحانه وتعالى أنه المتفرد بخلق الإنسان، وأنه يعلم أحواله، وما يسرُّه، وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وكم في هذا من أنس وسكون وطمأنينة تملأ القلب.

فأبشر أيها المحزون، هوِّن عليك، فربُّك قريب؛ بل هو سبحانه أقرب إليك من حبل وريدك.

وهاك أيضًا بشارة أخرى تربت على قلبك؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 87].

يقول ابن مسعود رضي الله عنه: «قسمًا بالله ما ظنَّ أحد بالله ظنًّا إلا أعطاه ما يظن؛ لأن الفضل كله بيد الله سبحانه وتعالى».

تفاءل وأحسن الظن، فهو سبحانه وإن خذلك الجميع معك، وإن كسروا قلبك جبرك.

أبشر سيجبرك الجبار سبحانه، ويشرح صدرك، ويُدبِّر أمرك، ويُجدِّد فرحك.

تفاءل وتنفَّس رِضًا وطُمَأْنينة..

ولنُتبع القول بالعمل، إليك خطوات يسيرة بإذن الله تعالى قد تجد فيها ما يسلي قلبك، ويهون وجعك:
سكون القلب وطمأنينته في ذكر الله، وأعظم الذكر قراءة القرآن، فلنجعل لنا نصيبًا ووِرْدًا منه؛ لينعم به القلب وتهدأ النفس.

لنتعلَّمها من نبي الله يعقوب عليه السلام حين قال: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86] ركعتين في جوف الليل، ترفع فيها أكف الضراعة، وتبث فيها الشكوى، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ: هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من داعي فأستجيبَ له؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له؟ حتى يَطْلُعَ الفجر»؛ حديث صحيح على شرط الشيخين.

ولا تقلق أيها الداعي المتضرع، فهو سبحانه يجيب دعوة المضطر مهما كان حاله؛ قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

قال السعدي رحمه الله تعالى: "أي: هل يجيب المضطرب الذي أقلقته الكروب، وتعسَّر عليه المطلوب، واضطر للخلاص مما هو فيه إلا الله وحده؟".

لنمد أيدينا بالخير للناس؛ فالخير الذي نقدمه سينعكس على قلوبنا نحن سرورًا، وسيعود إلينا حتمًا بإذن الله تعالى؛ فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

لنتفَقَّد من حولنا، ونسعى في جبر الخواطر ولو بكلمة طيبة، أو ابتسامة حانية؛ فرُبَّ كلمة لامست روحًا عطشى فأروتها، وربَّ ابتسامة لاقت نفسًا عابسةً فأنعشتها.

لننهض وننفض عنا لباس الحزن، ونُجدِّد في حياتنا، ولنستبشر برحمة ربِّنا ولطفه.

ستشفى بإذن الله الجروح، وتطيب النفوس، وسيظل الأمل في غد سعيد يُراوِد القلوب، ويطمئن الأرواح بميلاد جديد، وحياة مطمئنة بإذن الله تعالى.

أسأل الله أن يهبنا قلوبًا مطمئنة، وحياة هانئة، وأستودع الله القريب المجيب سبحانه أرواحكم وقلوبكم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]