خطورة الكبر وجمال التواضع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 369 - عددالزوار : 6561 )           »          مصائد الهلاك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          روّض نفسك على تقبل عظيم الأقدار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          في دائرة علاقتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مفهوم العزّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          عالم التسبيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          من افتتن بالردود عوقب بالصدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          مفاتيح خير الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          عَلِّمْنِي دُعاءً أدْعُو به في صَلاتِي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ومِن نَصرِ الله ورسوله والمؤمنين: توعيةُ المسلمين وتثبيتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 11:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,209
الدولة : Egypt
افتراضي خطورة الكبر وجمال التواضع



خطورة الكبر وجمال التواضع

عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي رفع المتواضعين، وخفض المتكبرين، وجعل العزة لمن أطاعه، والذلة لمن أعرض عنه وعصاه، نحمده سبحانه حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فأوصيكم ونفسي المقصِّرة أولًا بتقوى الله؛ فإنها زاد القلوب، ونور العقول، ومفتاح السعادة في الدنيا والآخرة.

أيها الأحبة في الله:
كلمة صغيرة، قد يظنها المرء هينةً على لسانه، لكنها في ميزان السماء ثقيلة، كلمة قالها إبليس فكان طريدًا إلى يوم الدين: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾ [الأعراف: 12]، فما أشبه الليلة بالبارحة! إننا نسمع اليوم صداها في صور شتى: حين يقول أحدنا في نفسه أو بلسانه: أنا أفضلمنه، أناأعلم، أناأحقبالمكان، دون أن يدري أن تلك الهمسة ليست سوى اعتراض على قضاء الله، وتشكيك في حكمته، وغفلة عن عدله.

ألا ترون – عباد الله – أن هذا الشعور المبطن، وإن لم ينطق به، يتسرب من خلال نظرة متعالية، أو ضحكة ساخرة، أو كلمة مزدرية، أو سكوت يقطر احتقارًا؟!

يقولها الغني حين يزدري الفقير، ويقولها صاحب المنصب حين يستخف بالضعيف، ويقولها المتدين حين يحتقر العاصي، بل ربما قيلت باسم الدين، حين يظن المرء أن الحقَّ حصر فيه، وأن غيره على ضلال.

لكن الحقيقة أن كل ذلك ليس إلا كِبرًا خفيًّا، يطعن صاحبه في قلبه قبل أن يطعن غيره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبرٍ))، فلما سُئل عنه قال: ((بَطَرُ الحق وغمط الناس)).

يا عباد الله:
أخطر ما في الكِبر أن صاحبه يظن أنه يعلو، وهو في الحقيقة يهوي، يزداد توهمًا بالرفعة، في حين أن الله يُسقطه من أعين خلقه، بل يضعه في أسفل سافلين، ويكتب عليه المقت والخسران.

بينما المتواضع، وإن خُيِّل للناس أنه قليل، فإن الله يرفعه، ويرفع ذكره، ويجعله في أعلى عليين.

تأملوا – رحمكم الله – في يوسف عليه السلام؛ كان عزيزًا في علمه، راسخًا في أمانته، ومع ذلك لم يقل: أنا خير من غيري، ولم يحتقر أحدًا، بل قال: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].

قالها بلغة المسؤولية لا بلغة التفاخر، بلسان الواثق بالله لا بلسان المستعلي على الناس.

أيها الإخوة:
إن الكِبر لا يُفسد قلب صاحبه فحسب، بل يفتك بالمجتمعات؛ يزرع الحسد والبغضاء، يقطع حبال التعاون، يهدم جسور الاحترام، ويولِّد صراعات لا تنتهي، فإذا غابت روح التواضع، ماتت روح الأُخوة، وانطفأ نور الرحمة، وحل محلها الغرور والعداوة.

فاتقوا الله – عباد الله – ولا تجعلوا النِّعم سُلَّمًا لاحتقار الناس، ولا المناصب ميزانًا لتقييم القلوب، فما أعطاكم الله إياه فهو خير لكم، وما منعكم إياه ففيه لطف ورحمة؛ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

واعلموا أن العظمة لله وحده، فمن نازعه فيها قصمه، ومن تواضع له رفعه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من تواضع لله درجةً رفعه الله درجةً، حتى يجعله في أعلى عليين، ومن تكبَّر على الله درجةً وضعه الله درجةً، حتى يجعله في أسفل سافلين)).

اللهم طهِّر قلوبنا من الكِبر، وزيِّنها بالتواضع، ولا تجعلنا من الذين يبطرون الحق ويغمطون الناس، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، إنك أنت الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله خالقًا رازقًا، معزًّا من شاء ومذلًّا من شاء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قاهرًا قادرًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله ربه بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة المقصرة أولًا بتقوى الله، فهي سبيل النجاة ومفتاح الخيرات.

عباد الله، إذا داعب النفسَ في داخلك حبُّ الفخر والخُيلاء، فتذكر أن الدنيا زائلة، وأن النِّعم إذا لم يُشكر مُنعمها فإنها تزول، وما تملكه اليوم قد يُسلب منك غدًا، فاخفض جناحك، وتحلَّ بالتواضع، فما ارتفع من تكَبَّرَ، وما زاد المتفاخر إلا نقصانًا.

وإن رأيت غيرك قد فضل عليك في رزق أو جاه أو مال، فقل بقلب راضٍ: "اللهم بارك له، وارزقني رضًا بما قسمت لي"، فالرضا أغنى للقلب من مال متدفق، والدعاء أطهر للنفس من كلمات الحسد والتسخط.

اللهم طهِّر قلوبنا من الكِبر، ونفوسنا من الرياء، وألسنتنا من الفُحش والبغي، واجعلنا من المتواضعين الخاشعين.

ثم صلوا وسلموا على نبيكم الكريم...




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]