أم تحتجز ابنها 15 سنة مقيدا بالسلاسل في بيتها بمدينة تطوان المغربية
نقلت جريدة الأحداث المغربية
السبت 19 مايو 2007
استقبل المستشفى المدني بتطوان، مساء يوم الخميس الماضي، حالة غير عادية تتعلق بشاب في 35 من العمر، بقي محتجزا بغرفة بمنزله، مقيدا بالسلاسل لمدة تقارب 15 سنة، حسب مصادر مقربة، حيث تم اقتحام المنزل الذي كان محتجزا به، بإذن من النيابة العامة، التي حضرت برفقة عناصر الوقاية المدنية، ليطلعوا على حالته، بعد أن رفضت والدته السماح لهم بالدخول في بداية الأمر. “الأحداث المغربية” التي عاينت الشاب المذكور بالمستشفى لحظة استقدامه، اطلعت على الحالة المزرية التي كان عليها، من وهن وضعف لا يترجم العمر الحقيقي للمعني، كما بدا عليه الهدوء والدهشة طيلة فترة فحصه، كما لو أنه يعود للحياة من جديد، ولم تكن تتحرك من جسده كاملا سوى عينيه، التي تحمل في داخلهما علامات تعجب، ولعله لم يكن يعبأ نهائيا لما كان يحدث من حوله، بل حتى سمعه أصبح ضعيفا، وهو ما يجعله لا ينتبه لما يقال له. التقرير الطبي الأولي، أثبت أن الشاب المذكور في وضع صحي غير طبيعي، حيث تسبب ربطه بالسلاسل كل تلك المدة، في تكلس أعضائه بشكل كبير، خاصة رجليه، مما جعله غير قادر على تحريكهما أو حتى فتحهما نهائيا، ناهيك عن الأضرار الأخرى المتفرقة، الناتجة عن قلة الرعاية والتطبيب، وكذلك ضعف الوجبات المقدمة وغيرها من الأعراض التي لازال الأطباء ينتظرون ظهورها بعد جملة من التحليلات والفحوصات الجارية حاليا، حيث لم يتم تحديد سوى الظاهر منها. وعلمت “الأحداث المغربية” أن المصالح الأمنية قامت باعتقال والدة الشاب، وبدأت التحقيق التمهيدي معها، حيث كانت هي المسؤولة عنه، وهي من قامت باحتجازه بغرفة بمنزلها بحي سينية الرمل بتطوان خاصة أنها منفصلة عن والده منذ سنوات، وقد كانت تتركه في بعض الأوقات لمدة أيام، تذهب فيها لٌإسبانيا وتعود، ورغم وجود شقيقات له بالمنزل، إلا أنهن لم يكن يملكن أي سلطة لإنقاذ شقيقهم، كما أنهن كن يعتقدن أن ذلك ضمن العلاج. والدة المعني حسب بعض المصادر، أفادت أنها لجأت لاحتجاز ابنها بتلك الطريقة بسبب ما كان يقوم به من إزعاج، حيث أفادت أنه منذ صغره، مصاب بعاهة عقلية، وأنها كانت تتابع علاجه لدى أحد الأطباء النفسانيين، وأن ذلك لم يجد نفعا، خاصة أن سلوكاته، على حد قولها، كانت عدوانية، وكانت تخاف على نفسها، وعلى شقيقاته الإناث، من أن يعتدي عليهن خاصة بعد بلوغه عقده الثاني. بعض المصادر من الحي الذي تقطنه أسرة المعني، أفادوا أنهم كانوا يتذكرونه منذ سنوات مضت، معترفين بكونه كان مختلا عقليا فعلا، لكن لم تظهر عليه، تقول عدة مصادر، أية اعراض عنف أو عدوانية، ولم يحدث أبدا، أن اعتدى على أحد، بل كان مسالما جدا، ليختفي بعد ذلك، حيث كانت الأم قد ادعت أنها نقلته لإحدى المصحات بإسبانيا، وأنه يعالج هناك طيلة هاته الفترة. وقد جاء الكشف عن وجود الشاب هناك، انطلاقا من شكوك بعض الجيران، حيث تبين وجود بعض الألبسة الذكورية بالسطح، وكذلك ظهور بوادر وجود شيء مرتاب بشأنه هناك، فتم التأكد من وجود الشاب محتجزا، مما دفع هؤلاء للإتصال بجمعية حقوقية ، هاته الأخيرة وجهت شكاية لوكيل الملك، فتم اقتحام المنزل بعد التحريات التي أنجزت.