رسالة مفتوحة

[ابن الفرات العراقي]

ظمأُتعرّى في الجوانح(مائده) --- وجوىً تضرم في الضلوع مواقده
قدحت شرارات العذاب خواطري --- شعرا .فاطلقت الهموم شوارده
وبرغم انفِهِمُ يرنّ بسمعهم --- صوتي ويخترم الصفوف الراقدة
فكشفت عن شعري غبار خموله --- ونزفت للوطن السليب خرائده
سكنت سكاكين النزيف اضالعي --- فسكنت في الاعصار كنت رواعده
وقبست من وجع المواطن صرختي --- لاصوغ للغبش الوضيء قلائده
صوت تنهنه في العروق حنينه --- ورفيف شطٍّ بالنوارس حاشده
زمر تجيء تدق بابي غربة --- تعتامني وبنا المنازف واحده
وتجيء اخرى في صلاة جراحها --- ثكلى .بانفاس التنهد حارده
وجعي عصور الاقتتال مسافر --- صمتي .وتدميني الليالي العاقده
انا لوعة .اكل العذاب شبابها --- وتكسرت فيها النصال الحاقده
باعت مطارات الزمان حقائبي --- وتنكرت لدمي الدروب الرافده
حتى الضفاف تنكرت .ما استنكرت --- شعب يباد .والف غول وافده
انا غرية ضاعت بكل مدينة --- وتقيحت فينا الجراح البارده
(تعبت من السفر الطويل مراكبي ) --- وتعبت من حزني اشيل مواجده
جبت البلاد مشرقا ومغربا --- لا شيء عندي غير ناري الواقده
طوفت مغتربا جوازي دمعة --- وهموم كل المتعبين الشارده
اهفو الى الاوطان غير مصفد --- قلبي ..وروحي للمدائن عائده
آثرت ترحالي على نهر الشقا --- بالحزن ازخر والجراح الواجده
مدني مباح عطرها .درج العلى --- في سفحها . وبها اقام معاهده
هذي مرابع صبوتي غادرتها --- كرها وفارقت الضفاف الناهده
شابت نواصينا توحم وجدنا --- لديارنا ..وفواجع متعاقدة
صور الشقاء كثيرة بحياتنا --- عصفت بنا اثباجها المتواجده
من دوننا تبقى العصور كسيحة --- وبغيرنا.انّ المعاني جامده
اني لالمح خلف سور حدودنا --- كم عاصف يدنو ونار صاعده
وارى جحافلنا تطامى موجها --- بحرا يزلزل كل نفس خامده
فلق الصباح .تسير في عمق الثرى --- جاشت باسماء الاله القاصده

***

(يا مائده ) صوت الجراح مزلزل --- كالرعد قصفا والمنايا حاصده
ما ذل مَنْ درب الجهاد طريقه --- يسعى .وقد كره الحرير وسائده
لم يبغ جاها والمواقع تجتلى --- بل كان للموت المخيف مُراوده
الراكضين الى الندى ما آستُعبِدوا --- والزاحمين الى البلاد فدافده
ويغازلون دوارعا لازيزها ---وحواسرا ..كيما تصد عوائده
ساروا خفافا في طلائع زحفها --- لتفك عن زيف اطال عقائده
***

(يا مائده ) وجع الجراح غربية --- شهقاته ..وبنا المآسي سائده
يا اخت جرحي اي جرح اشتكي --- مشت الهموم على الهموم معاضده
اشلاؤنا اضفى عليها صمتهم --- ثوبا ..به روح المهابة عابده
وتثيرنا .. حفرالسكوت لواعجي ---مشحونة في غيظها.. ما الفائده ؟
احتل نار مواجعي ..يحتلني --- حبي ..واطلق للزمان شواهده
وطن انا ..قاومت غزو منازفي --- حتى احترقت دمي القوافي الشارده
من كل قلب شلت الف حكاية --- تبقى مدماة الجوانح كامده
شعب بمحرقة الضياع مجامر --- تطغى ..وفيه كل كف عاصده
قتل عصابات ..وحرب طوائف --- فتن تلوك ..شبابه متسانده
كتل تضج لربها ملهوفة --- كتف هنا ..وهناك راس ساجده
الدود أُتخم ... والكلاب توحمت --- لدمائنا ...وهناك ناحت شاهده
عصر به كل الشرائع طُبقت --- والفوضوية بالمهازل راشده

***

وجعي غريب هل شعرت بمثله --- وهل اكتوى مثلي فؤادك ( مائدة )
انا شعلة الغضب التي لا تنطفي --- حتى ارى بلدي يسامر رافده
شعري انا الثوار ..ليل صلاتهم --- وهدير عصف الموت .نار خالده
شعري ..براكين النضال بغاصبي --- للعامل المكدود شمّر ساعده
صوتي لكل الزاحفين الى الردى --- صوت .. وللثوار اوقظ مارده
سطرت بركان الدمار بحرفه --- وعزفت لحني للسرايا الرائده
انا صوتهم ...صوتي همُ .ميلادنا --- درب له كل الفصائل جاهده
خيل شكائمها ..عناد رجالنا --- غبش ستبقى للتمرد ناشده

***

( يا مائده ) انا غابة مسكونة --- ذبحت بسكين الدمار الصائده
كم من قتيل بات يلتحف الدما --- ويخط في احلى اللحون قصائده
كم من حَصَانٍ اجهضوا احلامها --- وقتيلة حرقت ..وصرخة والده
كم من كتاب ..مزقوا آياته --- والى جلال الله داس مساجده
مدن .ابادوها الطغاة وصبية --- صارت شظايا في الشظايا المارده
مدن تحاصرها الدروع .مهولة --- باسم ادعاءات اجتثاث( القاعده )
والطائرات على الفناء تحشدت --- والموصل الحدباء تنطر ذائده
نزف العراق بما استطاع دماءه --- ستظل للتاريخ تصرخ شاهده
غالوا الجهاد واوغلوا في ذبحه --- وتنمرت فينا المعاول عامده
اوَ بعد هذا تسالين صديقتي --- من اي جرح نار شعري راعده

***