عيد الأضحى المبارك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 453 - عددالزوار : 7782 )           »          فضائل المعوذتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          قِيمَةُ العَمَلِ في الإِسْلَامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الاختلاف المثمر بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مقبرةُ القرارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          أن يكون القرآن حيّا في جوانبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أخلاقُك تُعرف مِن كلماتك لا مِن هيئتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          خطوات الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وقفة مع الخشوع في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مع فتية الكهف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-10-2020, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,340
الدولة : Egypt
افتراضي عيد الأضحى المبارك

عيد الأضحى المبارك


الشيخ أحمد أبو عيد





بسم الله الرحمن الرحيم

العناصر:

أولاً: تضحية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام

ثانياً: أقسام التَّضْحية

ثالثاً: نماذج على التضحية

رابعاً: الواجب على المسلم في العيد



الموضوع

الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله

وبعد:

أولاً: تضحية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام

أيها المسلم الكريم: ما أحوج الأمة في هذه الأيام، وفي هذا اليوم العظيم يوم الأضحى أن تتعلم - درس التضحية والفداء - من خليل الله إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، فسيدنا إبراهيم عليه السلام قد قدم للبشرية كلها أغلى وأعلى دروس التضحية والفداء.



فتعالوا بنا اليوم لنتعلم من خليل الله إبراهيم خلق التضحية لأن اليوم هو يوم التضحية، فها هو إبراهيم عليه السلام بعدما نصره الله تعالى على قومه وأيس من إيمانهم بعدما شاهدوا من الآيات العظيمة ما يدل على صدق نبوته وبطلان ما هم عليه وقد رأوا خروجه من النار بأعينهم ومع ذلك زادوا عنادا.... قال تعالى: ﴿ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ * فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴾ [الصافات: 97، 98].



فلذلك هاجر بين أظهرهم وقال: ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 99، 100].



يعني أولاداً طائعين مطيعين يكون عوضاً عن قومه وعشيرته الذين فارقهم فتضرع إلى الله جل وعلا أن يرزقه ولداً صالحاً ليعينه في هذه الحياة، فقال: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100].



واستجاب الله جل وعلا دعاء خليله إبراهيم، فبشره بغلام حليم: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ﴾ وكان عمره حينها ستاً وثمانين سنة كما قال ابن كثير في قصص الأنبياء عن هاجر.



وولدته ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة، وأوحى الله إلى إبراهيم يبشره بإسحاق من سارة فخر ساجدا لله.

ولم يكد إبراهيم عليه السلام يأنس بولده ويسعد بصباه ويفرح بسعيه معه، إلا ويفاجأ إبراهيم بالابتلاء العظيم؛ إنه يرى أنه يذبح ولده في المنام بيديه! ورؤيا الأنبياء وحي.



هل تتصورون هذه اللحظات؟

أب مرت عليه السنوات الطويلة ولم يرزق بذرية ثم يدعو ربه فيرزقه الله بولد وليس أي ولد إنما بغلام حليم ثم يؤمر بعد ذلك بذبحه كيف يكون حاله؟ كيف يكون موقفه؟



لكن خليل الرحمن عليه السلام يقوم لينفذ أمر ربه جل وعلا بهذا الغلام البار الحليم، ويقول له: ﴿ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 102]، فيرد الغلام البار: ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102].



إنها التضحية، التضحية بماذا؟ التضحية بالابن الوحيد الذي طالما تطلع إليه إبراهيم عليه السلام، إنه الابتلاء الذي لا مثيل له في تاريخ البشر، إنها التضحية التي تعجز عقول البشر أن تتصورها مجرد تصور فحسب...



وانطلق إبراهيم للتنفيذ فعلاً: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾.



وقيل أن إسماعيل عليه السلام أراد أن يخفف عن أبيه لَوْعة الثكل ويُرشده إلى أقرب السبل ليصل إلى قصده فقال لأبيه إبراهيم:

يا أبت اجعل لي وثاقًا وأحْكِم رباطي حتى لا أضطرب، واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليك من دمي فتراه أمي فتحزن، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي فإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني، فأقبل عليه إبراهيم برأفة وحنان الآباء يُقَبِّله ويبكي ويقول له: نعم العون أنت لي يا بُنيّ على أمر الله عز وجلّ .



قال الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ أي فلما استسلما لأمر الله وألقاه على وجهه.

وأمرّ إبراهيم السكين على رقبة ولده إسماعيل فلم تقطع شيئًا لأن الله تبارك وتعالى لم يشأ لها أن تقطع، لأن السكين لا يقطع بطبعه وبذاته وإنما خالق القطع هو الله تعالى وحده، والسكين سبب للقطع فلا تقطع إلا بمشيئة الله فالله تبارك وتعالى خالقٌ للسكين وخالق للقطع أي خالق للسبب والمسبَّب، فالأسباب لا تخلق شيئًا وإنما الخالق هو الله تعالى وحده، كما أنَّ الله تعالى هو خالق الإحراق وخالق النار التي هي سبب للإحراق، فالنار لم تحرق نبي الله إبراهيم عندما أُلقي فيها لأن الله تعالى خالق الإحراق ولم يشأ لها أن تحرق نبيه إبراهيم عليه السلام يقول الله جلت قدرته: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62].



وعندما أَمرّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام السكين على رقبة إسماعيل عليه السلام فلم تحك شيئًا ولم تقطع نُودي: ﴿ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 104 - 107].



أرسل الله عَظُمت قدرته لإبراهيم فداءاً لإسماعيل بذبح وهو كبش عظيم.

قيل: كان قد رَعى في الجنة أربعين سنة وكان هذا الكبش أبيض عظيمًا أقرنَ ذبحه إبراهيم بمنى فداء ابنه إسماعيل عليه السلام.

سلام على خليل الرحمن سيدنا إبراهيم الذي علم الدنيا خلق التضحية في سبيل الله.



أرأيتم قلبا أبويا

يتقبل أمرا يأباه؟؟



أرأيتم ابنا يتلقى

أمرا بالذبح ويرضاه؟



ويجيب الابن بلا فزع

افعل ما تؤمر أبتاه



لن أعصى لإلهي أمرا

من يعصي يوما مولاه؟



واستل الوالد سكينا

واستسلم الابن لرداه



ألقاه برفق لجبين

كي لا تتلقى عيناه



وتهز الكون ضراعات

ودعاء يقبله الله



يتضرع للرب الأعلى

أرض وسماء ومياه



ويجيب الحق ورحمته

سبقت بفضل عطاياه



صدقت الرؤيا لا تحزن

يا إبراهيم فديناه






فأين مسلم اليوم من خلق التضحية؟ ما هو دوره من التضحية؟ ماذا بذل وقدم من تضحيته لدينه وعقيدته؟

نعم نحن نضحي من أجل المال، ونضحي من أجل الوظيفة، ونضحي من أجل الزوجة والأولاد، ونضحي من أجل العشيرة، ونضحي من أجل الكرسي، لكن القليل منا من يضحي من أجل دينه وعقيدته!.



ثانياً:أقسام التَّضْحية

تنقسم التَّضْحية إلى قسمين:

1- التَّضْحية المحمودة (المشروعة):

ومنها:

أ- التَّضْحية بالنَّفس:

قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ﴾ [البقرة: 216].



(أخبر أنَّه مكروه للنُّفوس؛ لما فيه من التَّعب والمشقَّة، وحصول أنواع المخاوف، والتعرُّض للمتالف، ومع هذا، فهو خيرٌ محضٌ؛ لما فيه من الثَّواب العظيم، والتَّحرُّز من العقاب الأليم، والنَّصر على الأعداء والظَّفر بالغنائم، وغير ذلك، ممَّا هو مُرَبٍّ، على ما فيه من الكراهة).



وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال: ((من خير معاش النَّاس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هَيْعَةً، أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانَّه، أو رجل في غنيمة في رأس شَعَفَةٍ من هذه الشَّعَف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصَّلاة، ويؤتي الزَّكاة، ويعبد ربَّه حتَّى يأتيه اليقين، ليس من النَّاس إلا في خير)) متفق عليه.



ب- التَّضْحية بالمال:

قال تعالى: ﴿ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد:10-11].



كذلك تدلُّ وقائع التَّربية النَّبويَّة على أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم كان يشترطها، ويجعلها شارة الإيمان وصدقه. والإنسان عنده ميل فطري إلى أن يضَحِّي بنفسه وماله في سبيل المثل الأعلى، بل إنَّ هذه التَّضْحية هي أمر راسخ في فطرة الإنسان، وجزء من وجوده، وما تعظيم الشَّجَاعَة عند البَشَر إلا تقديرًا لقيمة التَّضْحية في سبيل المثل الأعلى، ولذلك جُعل الجهاد أفضل الأعمال عن ابن عباس، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الرِّيح المرسلة)) مسلم.



وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا)) تحقيق الألباني: حسن.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 116.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.86 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]