أدرك شهرك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من التعوذات والرقى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أحكام مجاوزة الميقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 55 )           »          حتى يكون حجنا مبرورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          تسبيح اللسان مع استحضار القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          من فضائل الحج والعمرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لماذا يترك العالم غزة تموت؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          (الغفور) و (الغفار) ﷻ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          فضل الدعاء بعد عصر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          طرد المواطنين بغزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الدعوة إلى الله في الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-04-2023, 11:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,035
الدولة : Egypt
افتراضي أدرك شهرك

أدرك شهرك


للشيخ عبيد الطوياوي



الحمدُ للهِ ، خالق الموت والحياة ، الآمر باغتنام الأوقات قبل الفوات ، القائل في كتابه لعباده : } وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ { . أحمده حمدا يليق بكريم وجهه ، وبعظيم سلطانه ، له الحمد في الأرض والسموات .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له في الربوبية ولا في الإلوهية ولا في الأسماء ولا في الصفات .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، كانت كل أوقاته طاعات ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى أن يرث الله الأرض والسماوات ، وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد ، عباد الله :
تقوى الله U ، وصية الله لكم ولمن كان قبلكم ، يقول سبحانه : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فاتقوا الله ـ عباد الله ، وتفقدوا أنفسكم في جانب التقوى ، وهي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل ، كما عرفها علي بن أبي طالب t .
حاسب نفسك أخي ، هل أثرت فيك ، أكثر من عشرين يوما مضت من رمضان ، فأثمرت فيك التقوى ، فصرت تخاف من الله ، وتعمل بكتابه ، ورضيت بما قسم لك ، وصرت مستعدا للموت ، أم لم يتغير فيك شئ ، لم تزل وكأنك لم تدرك شهر رمضان ، حظك الجوع والعطش والسهر ، كما قال النبي r في الحديث الصحيح : (( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، ورُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ )) .
أيها الأخوة المؤمنون :
يقول U : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { فالتقوى ثمرة من ثمار الصيام ، وهاهو شهر الصيام دنى رحيله ، مضت أيامه ولياليه ، وقربت نهايته ؛ فنحن اليوم في اليوم الثاني والعشرين منه . أكثر أيام رمضان مضت وكأنها ساعة من نهار . من منا ـ أيها الأخوة ـ من يتذكر ما مر عليه في تلك الأيام ؟ أيام مرت ولا يُذكر مما حدث فيها شيئا !
المحسنون الذين أحسنوا في هذه الأيام ، فأتعبوا أنفسهم بالامتناع عن الشهوات ، وأتعبوا أجسادهم بالقيام والصيام ، والبعد عن المحرمات ، وتقربوا إلى الله بأنواع من الطاعات ، الآن لا يحسون بتعب طاعتهم و لا بمشقة إحسانهم .
وكذلك المفرطون الذين ألهتهم شهواتهم وملذاتهم ؛ فقضوا أوقاتهم بما تهواه وتشتهيه أنفسهم ، فتلذذوا بأنواع الراحة والمتعة ، التي شغلتهم عن استغلال شهرهم ، بما يقربهم من خالقهم . أيضا لا يحسون الآن في شيء من لذة شهواتهم وملذاتهم . انتهت مشقة الطاعات ، وذهبت لذة الشهوات ولم يبق إلا الحسنات والسيئات :
تفنى الذاذاتُ ممن نالَ صفوتَها
من الحرامِ ويبقى الإثمُ والعارُ
تبقى عواقبُ سوءٍ في مغبتِها
لا خير في لذةٍ من بعدها النارُ
وحتى وإن مضى من رمضان أكثره ؛ فأفضل ما في شهر رمضان ، هو هذه الأيام ، ولعل خير من يقتدى به ، وخاصة في هذه الأيام ، النبي r كما قال تعالى : } لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا { .
إذا كان الناس في هذه الأيام ، تشغلهم الأسواق ، والبحث عن كل جديد ، وقضاء الأوقات الثمينة في البيع والشراء ، فإن المسلم يحرص على الإقتداء بنبيه e ، الذي كان يُغيّر ، في مثل هذه الأيام - مما اعتاد عليه ، فإنه - صلوات ربي وسلامه عليه - يجتهد في رمضان منذ دخوله ، ولكنه إذا دخلت العشر الأخيرة منه ، اجتهد أكثر ؛ تقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ : كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ، وفي الحديث المتفق عليه تقول : إذا دخل العشر شد مئزره ، و أحيا ليله ، وأيقظ أهله .
تأملوا ـ يا عباد الله ـ ماذا كان يفعل نبيكم ، قدوتكم ، e ؛ إنه يغتنم هذه الأوقات الفاضلة ، فالله .. الله ، يا عباد الله ، اقتدوا بنبيكم ، واستغلوا ما بقي من شهركم ، واحذروا التفريط ، فإن الأيام ثمينة ، وسوف تمضي وتنقضي كما مضى وانقضى غيرها من الأيام ، ومن يدري فربما يكون هذا الشهر ، هو آخر شهر تصومه يا عبد الله في حياتك ، بل ربما يدركك الأجل قبل أن تتم هذا الشهر ، فالله ... الله ... في مضاعفة الجهود ، وبذل الطاقات فيما بقي من أيام وليال مباركة ، والحذر من التفريط أو الكسل والفتور .
أيها الأخوة المؤمنون :
إن الذي يفرط في هذه الأيام ، يفوت عليه خير كثير ، فهي عشر العتق من النار ، وقد تكون فيها ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر كما قال تعالى : } لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ { والتي قال عنها النبي e : (( في شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم )) .
فاغتنموا ـ يا عباد الله ـ ما بقي من شهركم ، واحرصوا على ما يقربكم من خالقكم .
اسأل الله U لي ولكم علما نافعا وعملا خالصا وسلامة دائمة إنه سميع مجيب . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
أيها المسلمون :
إن استغلال ما تبقى من شهر رمضان ، يكون بالعمل الصالح ، ومن الأعمال الصالحة ، المهمة في مثل هذه الأيام ، الإنفاق في سبيل الله ، فسوق الإنفاق رائجة ، الشياطين مصفدة ، وأبواب الجنة مفتحة ، وأبواب النار مغلقة ، ومناد الخير ينادي : يا باغي الخير أقبل ، وثم أمر آخر ؛ هو حاجة الفقراء والمحتاجين . فجودوا يا عباد الله وأنفقوا ؛ ولكم في نبيكم e أسوة ؛ ففي الحديث عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان رسول الله e أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان ؛ فيدارسه القرآن ؛ فلرسول الله e أجود بالخير من الريح المرسلة .
أيها الأخوة المؤمنون :
إن في الإنفاق في سبيل الله ، الدليل على الإيمان ، فأهل الإيمان هم أكثر الناس إنفاقا ، هم كما وصفهم الله : } يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً { فماذا كان جزاؤهم ؟ قال تعالى : } فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ { .
أخي المسلم ! عبد الله !
عندما تجد في نفسك عزوفا وصدودا عن الإنفاق ؛ بادر وسارع إلى ما يزيد في إيمانك ! فالمؤمنون الكمل ، لا يتأخرون عن الإنفاق ، بل هم كما وصفهم الله تعالى : } الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {.
أيها الأخوة المؤمنون :
وقد ذكر الله U لنا في كتابه ، صنفا من الناس ، لنحذر من سلوك سبيلهم ، ومن عاداتهم السيئة ، ومنها عدم الإنفاق ، فقال عن المنافقين : } الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ { المنافقون والمنافقات ، رجال ونساء ، بعضهم من بعض ، ماهي صفاتهم ؟
قال تعالى : } يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ { يقبضون أيديهم عن الإنفاق ، لا يستطيع أحدهم أن يرد يده إلى جيبه ، تعجز يده عن فتح محفظته ، ليخرج مبلغا من المال ليتصدق به .
أتدرون لماذا ؟ لأنهم يخافون الفقر ! ليس عندهم إيمان يدفعهم للإنفاق ! ليس عندهم تصديق جازم بأن ما أنفقوا سوف يخلف عليهم . يقول تبارك وتعالى : } الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {.
أيها الأخوة المؤمنون :
إنها دعوة صادقة ، لنعود أنفسنا على الإنفاق ، فهذا شهر الإنفاق ، ولنعود أنفسنا على الجود ، فهاهو شهر الجود ، ولنكن على يقين بأننا إذا أنفقنا فإنما ننفق لأنفسنا ، يقول الله تبارك وتعالى : } وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ { .
اسأل الله U أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، اللهم يا كريم يا غفار ، يا رحيم يا ستار ، اللهم أعذنا من دار البوار ، وخفف ظهورنا من حمل الأوزار ، واجعلنا ووالدينا في هذا الشهر الكريم من عتقائك من النار .
اللهم احشرنا في زمرة السعداء والمتقين ، وألحقنا بالصالحين ، وتوفنا مسلمين ، ولا تجعل مصيبتنا في الدين ، ولا من رحمتك محرومين ، ولاعن بابك مطرودين . اللهم ربنا تقبل توباتنا ، واغسل حوباتنا ، واجب دعواتنا ، واهد قلوبنا ، وسدد ألسنتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخيمة قلوبنا .
اللهم إن للصائم دعوة مستجابة ، فاللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، اللهم فرج عن المسلمين في سوريا وفي بورما ، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ومن كل بلاء عافية .
} رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عباد الله : } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على وافر نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.24 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]