الدراسات المستقبلية بين العاشق والأسير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122988 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77581 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49021 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61496 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42888 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-01-2025, 09:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي الدراسات المستقبلية بين العاشق والأسير

الدراسات المستقبلية بين العاشق والأسير
وليد عبدالحي


حقوق الإنسان الآلي
عاشق أم أسير؟

صورة تعرض جهاز لوحي مع عبارة


منذ 45 سنة أخذتني الدراسات المستقبلية معها، لكني حائر في هذه العلاقة الملتبسة، هل أنا أسيرها القابع في سجونها وانتظر بجعة سوداء تطلق سراحي؟ ، أم أنا عاشق أعادت هذه الدراسات صياغة مشاعره فانفلت منطقه وبدأ يستسلم لمدونات أوامرها ونواهيها، فأنْجَبت هذه العلاقة بعد زواج كاثوليكي طفلة اسميناها “ربما” .

ما يتبلور لدي تحت سقف “ربما” أن الانسان الذي اكتشف الآلة أو التكنولوجيا ستعود الآلة لاكتشافه هو لاحقا ، وأظن أن التكنولوجيا بمفهومها الواسع (من أدوات مادية أو افتراضية أو مناهج نظر في الوجود ومكوناته مما لم نعتد عليها) هي التي ستكون وحدة التحليل مستقبلا، ويكفي أن أشير إلى أن ارتباطي ببعض جمعيات الدراسات المستقبلية الدولية جعلني على صلة بالأدبيات الخاصة بهذا الحقل المعرفي.
حقوق الإنسان الآلي

أصبحت أجد كتبا بعضها يكاد يفوق الموسوعة البريطانية في حجمه تحمل عناوين مثل: حقوق الإنسان الآلي، الحكومة الذكية (أي التي يكون رئيس الوزراء فيها كومبيوتر) أو الجامعة الذكية، أو الانتخاب الذكي أو البطالة الحميدة أو الشمس الثانية أو مجتمعات الفضاء أو إلغاء المقابر أو النمو الخضري بالسرعة المطلوبة أو السيارة الذكية أو الجيوش الآلية أو الأفلام بدون ممثلين أو التحول البشري إلى طيور أو نهاية العائلة أو الغاء الليل والنهار أو المتعة الجنسية دون الطرف الآخر أو التحكم في مسار الغيوم لإسقاط أمطارها حيث تشاء ….الخ.

في محاضرته المنشورة يحدثنا بنيامين تالين (Benjamin Talin) العام الماضي عن انتقال الدراسة المستقبلية من “التنبؤ إلى اكتشاف الممكنات ” وهو ما يعني أن نقاط التحول لن تكون مجرد استجابة للاتجاهات الأعظم “Mega-trends” بل هي قَبَسٌ فكري يلمع في خيال عبقري فردي فيكشف عن أن ما نعتبره “مما لا شك فيه” إلى “كل الشك فيه”.

وهنا ينبلج السؤال الأكثر خطورة :ماذا لو أصبح “العباقرة ” هم القاعدة الشعبية، وكانت هذه القاعدة الشعبية هي جماهير السايبورغ “Cyborg”، ولكن ما الذي يدفعنا للتفكير بهذه الطريقة، وما هي المناهج وطرائق البحث في هذا الاتجاه؟
روبوتات تصطف في بيئة صناعية حديثة




الروبوتات مستقبل البيئة الصناعية الحديثة

إن استبدال المناهج المعيارية وإحلال المناهج الاستكشافية بدلا منها هو المدخل الأول، ثم تكاتف المناهج الكمية بالكيفية، ولكن بالتدرب على تحويل الكيف إلى كم وتحويل الكم إلى كيف (كما في تحليل التدرج السببي أو تقنية المحاكاة وغيرها)، فمثلا يوصلنا دولاب المستقبل (Futures wheel) إلى أن هناك علاقة بين المناخ وبين ظهور أديان جديدة، أو ظهور ثقافات فرعية جديدة لم يألفها التراث الإنساني أو ظهور آيديولوجيات تتبناها آلات الذكاء الاصطناعي ..لكن العقل المقيد سيرى في ذلك “أسطورة “..

أما الدراسة المستقبلية فلا تقبل القضبان حولها، فهي لا ترى المجتمع والبيئة والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسة إلا نظاما متداخلا (Steep Analysis) والضرورة تقتضي رصد التغير الكلي والجزئي في كل منها وبناء مصفوفات لتحديد المحركات (Drivers)، مع ضرورة التنبه على أن تحيز المصدر يقود إلى فرضية متحيزة –وهذه تقود لتحيز الاختيارات ثم تحيز الاحتمالات وبالتالي تحيز التنبؤ، وللخروج من هذه الإشكالية لا بد من البدء بالمصادر المعارضة لقناعاتك الحالية .
عاشق أم أسير؟

من كل ذلك نصل إلى أن الدراسات المستقبلية يسيطر عليها حاليا توجهات ستجعل موقع أي مجتمع في عالم اليوم مرهونا بمدى ارتباطه بالآتي:

أ‌- الذكاء الاصطناعي وتوفر المعلومات والبيانات (AI-Big Data) وسيكون خلال العقود القادمة هو “سيد التطور”

ب‌- التكنولوجيا الكمومية التي ستساهم في معالجة البيانات بشكل مختلف عن ما ألفناه من معالجات الكومبيوتر الذي بين أيدينا الآن، وأهم من ذلك هو حلها للمشكلات المعقدة من جانب، وتقديم الحلول بسرعة كبيرة لم نألفها من جانب آخر.

إننا نسير لمنظومة جديدة في العلاقة بين البنية التحتية والبنية الفوقية، فلو سألنا ما هي البنية التحتية والفوقية للسايبورغ القادم المحتمل؟ هل ستبقى معاييره القيمية ومنظومته الأخلاقية وشِعره وعشقه وموسيقاه وفلسفته هي ذاتها؟ وهنا أعود لسؤالي :هل أنا عاشق الدراسات المستقبلية أم أسيرها؟ وهل ستموت ابنتي “ربما” ؟..ربما.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.75 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]