الإسلام يدعو إلى التكافل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 609 - عددالزوار : 66238 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14348 - عددالزوار : 757409 )           »          ركعتا الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فوائد قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الأب السبب والسند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالموقف نماذج وتعليق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقوق الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          هل تندلع الحرب الكبرى؟ سقوط إيران يمهد لصدام إسرائيلي-تركي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طبائع اليهود ومكائدهم في الآداب العالمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 11:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,903
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام يدعو إلى التكافل

الإسلام يدعو إلى التكافل

الشيخ ندا أبو أحمد

تَفرِض شريعة الإسلام على أتباعها المسلمين أن يسود بينهم التعاون والتكافل والتآزر في المشاعر والأحاسيس، فضلًا عن التكافل في الحاجات والماديات، ومن ثَمَّ كانوا بهذا الدين كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضًا؛ كما روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا".


أو كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"؛ (رواه البخاري ومسلم).

ومن ثَمَّ فإن التكافل الاجتماعي في الإسلام ليس مقصورًا على النفع المادي، وإن كان ذلك ركنًا أساسيًّا فيه، بل يتجاوزه إلى جميع حاجات المجتمع أفرادًا وجماعات، مادية كانت تلك الحاجة أو معنوية أو فكرية، على أوسع مدى لهذه المفاهيم، فهي بذلك تتضمن جميع الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات داخل الأمة.


وتعاليم الإسلام كلها تؤكد التكافل بمفهومه الشامل بين المسلمين، ولذلك تجد المجتمع الإسلامي لا يعرف فردية أو أنانية أو سلبية، وإنما يعرف إخاءً صادقًا، وعطاءً كريمًا، وتعاونًا على البرِّ والتقوى دائمًا؛ (الوقف ودوره في تنمية المجتمع الإسلامي لمحمد الدسوقي ص 5).

والتكافل الاجتماعي في الإسلام ليس معنيًّا به المسلمين المنتمين إلى الأمة المسلمة فقط، بل يشمل كل بني الإنسان على اختلاف مِللهم واعتقاداتهم داخل ذلك المجتمع؛ كما قال الله تعالى: ﴿ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾[الممتحنة:8]؛ ذلك أن أساس التكافل هو كرامة الإنسان؛ حيث قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾[الإسراء: 70].

ومن تلك الآيات الجامعة في سياق التكافل والترابط بين أفراد المجتمع الإسلامي قول الله تعالى:
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[المائدة: 2]؛ قال القرطبي: "هو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البرِّ والتقوى، أي ليُعنَ بعضكم بعضًا"؛ (الجامع لأحكام القرآن: 6/ 46).

وقال الماوردي[1]: "ندب الله سبحانه إلى التعاون بالبِرِّ وقرنه بالتقوى له؛ لأن في التقوى رضا الله تعالى، وفي البرِّ رضا الناس، ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس، فقد تَمَّت سعادته وعمَّت نعمته"؛ (أدب الدنيا والدين ص 196).

وقد ذكر القرآن الكريم صراحةً أن في أموال الأغنياء حقًّا محددًا يُعطى للمحتاجين؛ فقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾[المعارج: 24-25]، ولقد تولَّى الشارع بنفسه تحديد هذا الحق وبيانه، ولم يترك ذلك لجود الموسرين، وكرم المحسنين، ومدى ما تنطوي عليه نفوسهم من رحمة، وما تحمِله قلوبهم من رغبة في البرِّ والإحسان، وحُبِّ فعل الخير؛ (التكامل الاجتماعي في الشريعة الإسلامية لحسين حامد حسان ص 8).

وهؤلاء المحتاجون قد حددتهم الآيات القرآنية في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[التوبة: 60].

ومن هنا تأتي أهمية الزكاة؛ من حيث شمولُها معظمَ أفراد المجتمع، وباعتبارها المنبع الأساسي الأول لتغطية جانب التكافل والتعاون؛ فهي الفريضة الثالثة من فرائض الإسلام، ولا يُقبَل الإسلام بدونها، والزكاة تطهر نفس صاحبها وتزكيه؛ فهي منفعة له قبل أن تكون منفعة لمن تُنفق عليه؛ قال الله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾[التوبة: 103].

وما من شك أن الزكاة كما تنزع من نفس المزكي الحرص والبخل والشح، تنزع كذلك من نفس الفقير والمحتاج والمستحق للزكاة الحقد والضغينة، والبغض للأغنياء وأصحاب الثراء، وتُوجد جوًّا من الألفة والمحبة والتعاون والتراحم بين أفراد المجتمع الذي تُؤدَّى فيه هذه الفريضة العظيمة.


والشرع يُجيز لولي الأمر أن يأخذ من أموال الأغنياء ما يكفي حاجات الفقراء، كل بحسب قدرته المالية، ولا يجوز في مجتمع مسلم أن يبيت بعضهم شبعان ممتلئ البطن، وجاره إلى جنبه جائع، فعلى المجتمع ككل أن يشارك بعضه بعضًا في الكفاف؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ"؛(رواه الحاكم والطبراني عن أنس رضي الله عنه) (الصحيحه:149).

وقد قال الإمام ابن حزم[2] في ذلك: "وفرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم، ويُجبرهم السلطان على ذلك، إن لم تقم الزكوات بهم، ولا في سائر أموال المسلمين، فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لابد منه، ومن اللباس للشتاء والصيف بمثل ذلك، وبمسكن يكنُّهم من المطر، والصيف والشمس، وعيون المارة"؛ (المحلى: 6/ 452).

ونظرة الإسلام للتكافل المادي لا تتوقف بتوفير حد الكفاف للمحتاجين، ولكنها تعدَّت ذلك إلى تحقيق حد الكفاية، وهذا ما ظهر في قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"كرِّروا عليهم الصدقة، وإن راح على أحدهم مائة من الإبل"؛(المصدر السابق).

ومن الأحاديث النبوية التي توضح فضل التكافل في المجتمع المسلم والحث عليه، ومكانة ذلك في الإسلام: ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا[3] فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ، بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ"؛ قال ابن حجر في الفتح (5/ 130):وقوله صلى الله عليه وسلم: "فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ"؛ أي: هم متصلون بي"؛ اهـ، وذلك غاية الشرف للمسلم.

كما كان منها أيضًا: ما رواه عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ"؛(رواه البخاري ومسلم).

قال النووي - رحمه الله - في شرحه على مسلم: 16/ 135): "في هذا فضل إعانة المسلم وتفريج الكرب عنه وستر زلاته، ويدخل في كشف الكربة وتفرُّجها مَن أزالها بماله أو جاهه أو مساعدته، والظاهر أنه يدخل فيه من أزالها بإشارته ورأيه ودلالته"؛ اهـ، وهذا هو معنى التكافل في المجتمع المسلم، فهو يعنى أن يكون آحاد الشعب في كفالة جماعتهم، وأن يكون كل قادر أو ذي سلطان كفيلًا في مجتمعه يمده بالخير، وأن تكون كل القوى الإنسانية في المجتمع متلاقية في المحافظة على مصالح الآحاد، ودفع الأضرار، ثم في المحافظة على دفع الأضرار عن البناء الاجتماعي وإقامته على أسس سليمة؛ (التكافل الاجتماعي في الإسلام لمحمد أبو زهرة ص 7).

كما يعني أن يعيش الناس بعضهم مع بعض في حالة تعاضُد وترابط بين الأفراد والجماعة، وبين كل إنسان مع أخيه الإنسان؛ (التكافل الاجتماعي في الإسلام لعبد العال أحمد عبد العال ص 13).

هذا، وقد عدَّ الرسول صلى الله عليه وسلم مساعدة المحتاجين والشعور بالمسؤولية تجاه أفراد المجتمع الذي نعيش فيه من أنواع الصدقات على النفس؛ فقد أخرج الإمام أحمد والنسائي وابن حبان من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَلَىَ كُلِّ نَفْسٍ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةً مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ، قلت: يا رسول الله، من أين أتصدق وليس لنا أموال؟ قال: لِأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ، وَتَهْدِي الْأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ"؛(صحيح الجامع: 4038).


وإن مثل هذه القيم لتُعدُّ علامات حضارية بارزة سبق بها الإسلام كلَّ النظم والقوانين التي أولت هذا الأمر اهتمامًا بعد ذلك؛ فمن كان يسمع عن هداية الأعمى، وإسماع الأصم والأبكم؟!

وقد حذَّر الرسول صلى الله عليه وسلم من تقصير القادرين في قضاء حوائج الناس؛ فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي: قال عمرو بن مرة رضي الله عنه لمعاوية: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ، وَالْخَلَّةِ[4] وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ، وَحَاجَتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ"، قال: فجعل معاوية رجلًا على حوائج الناس؛(صحيح الجامع:5685).

وأخرج الإمام أحمد وأبو داود والطبراني في الكبير من حديث جابر بن عبد الله وأبي طلحة الأنصاري - رضي الله عنهم - قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرًأ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْضِعٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ"؛(صحيح الجامع: 5690).

وفي تأصيل ذلك من أقوال الفقهاء المسلمين ما يدعو إلى العجب، فإنهم قد شرعوا أنه يجب على كل مسلم محاولة دفع الضرر عن غيره، فيجب قطع الصلاة لإغاثة ملهوف وغريق وحريق، فينقذه من كل ما يُعرِّضه للهلاك، فإن كان الشخص قادرًا على ذلك دون غيره، فُرضت عليه الإغاثة فرض عينٍ، أما إذا كان هناك من يقدر على ذلك، كان ذلك عليه فرض كفاية، وهذا لا خلاف فيه بين الفقهاء؛ (المغني لابن قدامة: 7/ 515).

وعلى هذا فالتكافل دعامة أساسية من دعائم المجتمع الإسلامي، وهو يشمل صورًا كثيرة من التعاون والتآزر والمشاركة في سد الثغرات؛ تتمثل بتقديم العون والحماية والنصرة والمواساة، وذلك إلى أن تُقضي حاجة المضطر، ويزول همُّ الحزين، ويندمل جرح المصاب، ويبرأ الجسد كاملًا من الآلام والأسقام.

[1] الماوردي: (364 – 450هـ/ 974 – 1058م) هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب، أقضى القضاة، كان إماما في الفقه والأصول والتفسير، ولي قضاء بلاد كثيرة. من مؤلفاته:" أدب الدنيا والدين "، و"الأحكام السلطانية"؛ انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 18/ 65، والزركلي: الأعلام 4/ 327.

[2] ابن حزم الأندلسي: هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الظاهري (384-456هـ/ 994-1064م) أحد أئمة الإسلام، كان عالما بالفقه ملما به، وهو من أتباع داود الظاهري يأخذ بظواهر النصوص؛ (انظر: الصفدي: الوافي بالوفيات:20/ 93).

[3] أرملوا: أي: فني زادهم، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل من القلة؛ (انظر: فتح الباري 5/ 130).

[4] الْخَلَّةِ: هي الحاجة والفقر.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.84 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.16%)]