الابتلاء ورفع الدرجات وتكفير السيئات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هل حافظ القران يأكل الدود جسده في القبر؟؟، أم يبقى ، ولا يبلى ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          بكاء النبي وصحابته من خشية الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لبس العاري والقصير وحدود عورة المرأة أمام المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أنا مرضع وتأخرت دورتي رغم وجود أعراضها فما تفسير ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          علاج السرقة والكذب عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ماذا افعل ؟؟ابني يسرق النقود من البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الضحك وآدابه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أولادنا بين التعليم والشركاء المتشاكسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الغفلة في وقت المهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حقوق كبار السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-08-2025, 12:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,095
الدولة : Egypt
افتراضي الابتلاء ورفع الدرجات وتكفير السيئات

الابتلاء ورفع الدرجات وتكفير السيئات



كتبه/ حسن حسونة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الرَّجُلَ لِتَكُونَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الْمَنْزِلَةُ فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ فَلَا يَزَالُ اللَّهُ ‌يَبْتَلِيهِ ‌بِمَا ‌يَكْرَهُ ‌حَتَّى ‌يُبَلِّغَهُ ‌إِيَّاهَا) (رواه ابن حبان، وحسنه الألباني).
ففي هذا الحديث بيانٌ لحكمة من حكم الابتلاء؛ وهو رفعة درجة العبد عند الله، ولولاه ما ارتفع إلى هذه المنزلة والدرجة، ولا شك أن هذا من فضل الله ومنَّته على العبد؛ فالابتلاء واقعٌ وحاصلٌ لكلِّ أحدٍ؛ الكبير والصغير، الرجل والمرأة، المؤمن والكافر؛ فالكلُّ له نصيبٌ من هذا الابتلاء، قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ? وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 155).
وعلى حسب موقع هذا الابتلاء من العبد؛ فالبعض قد يُبتلى في نفسه بمرضٍ أو نحوه، حينها يَتَذَكَّرُ نبيَّ الله أيوب -عليه السلام-؛ الذي مَرِضَ مرضًا شديدًا فتخلَّى عنه الجميع عدا زوجته، ورفع شكواه إلى مولاه؛ فَعَافَاهُ الله.
وقد يُبتلى في ولده بعقوقٍ وشرودٍ عن الحق وعن المنهج القويم بعد ما قَدَّمَ له والداه سبل النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لكنه شَرَدَ ورفض، فله أُسوةٌ في نوح -عليه السلام- الذي دعا ابنه إلى برِّ النجاة والركوب مع الثلة المؤمنة في السفينة؛ لكنه رفض وأبى إلا أن يكون مع الكافرين!
وقد يُبتلى في زوجته أو ماله أو غير ذلك؛ فله الأسوة في نوح ولوط -عليهما السلام-.
وقد يُبتلى في دعوته وتبليغ رسالته إلى الناس، وتبليغ الحق للخلق، فقد يُضَيَّقُ عليه، وقد يُسَبُّ ويُشْتَمُ ويُهَانُ ويُسْتَهْزَأُ به، وأحيانًا يُسْجَنُ، إلى غير ذلك من أنواع البلايا؛ فله في قصص الأنبياء في القرآن الكريم، من أول نبيٍّ نوحٍ -عليه السلام- إلى خاتمهم نبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، فما جرى لهم وحُكي عنهم تسليةٌ لكل مُبتلى في طريق الدعوة إلى الله.
ولكن ينبغي على كل مُبتلى أن يعلم:
أولًا: إن أَزِمَّة الأمور كلها بيد الله -عزَّ وجلَّ-، وأنه لا مُعَقِّبَ لحكمه ولا رَادَّ لقضائه، وما أراده واقعٌ لا محالة، فلا يجري شيءٌ في الكون إلا بقضاء الله وقدره، فلا يتحرك ساكنٌ، ولا يَسْكُنُ متحركٌ إلا بأمره.
ثانيًا: لا يكون شيءٌ إلا بحكمةٍ من الله؛ فلا يوجد شيءٌ عبثًا ولا سَفَهًا.
ثالثًا: يبتليك الله ليرفع درجتك، ويَحُطَّ عنك من خطاياك، وهذا في القرآن والسنة كثيرٌ جدًّا.
رابعًا: يُوقِنُ المُبتلى أنه ليس وحده المُبتلى؛ بل الابتلاء سنةٌ كونيةٌ ماضيةٌ في الخلق، (أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
خامسًا: لا بد من التحلي بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره؛ فلا يحصل الأجر بالتشكي، ولا بالضجر، إنما يحصل بالصبر والرضا، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 155).
سادسًا: الدعاء واللجوء إلى الله؛ فهو العاصم من البلاء، والقادر على رفعه، أما غيره فلا يقدر على رفعه ولا تحويله؛ قال الله -تعالى-: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا) (الإسراء: 56)، فمَن احتمى بحماه نجاه، ومَن لاذ بجنابه عافاه.
سابعًا: يعلم المُبتلى أن الدنيا لا تُساوي عند الله جناح بعوضة، ولو ساوت لما سَقَى منها الكافر شربة ماء؛ فلا يحزن على ما فَاتَهُ ولا يفرح بما آتاه، لأنَّ متاعها غرور، وهي إلى انقطاع وزوال.
ثامنًا -وأخيرًا-: قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن علاج الابتلاء: أن يعلم أن الذي ابتلاه به أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وأنه -سبحانه- لم يرسل إليه البلاء ليُهلكه به، ولا ليعذبه به، ولا ليجتاحه، وإنما تفقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه، وليسمع تضرعه وابتهاله، وليراه طريحًا ببابه لائذًا بجنابه مكسور القلب بين يديه رافعًا قصص الشكوى إليه" (زاد المعاد).
أسأل الله أن يعافي كل مُبتلى، وأن يرزقنا شكره على آلائه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.38 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]