وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الصحفي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تجديد الرؤية للعالم يمر عبر اللغة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مكانة العلم والعلماء في الوعي الذي يؤسسه القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل إجازة نهاية الأسبوع من الدين ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          القراءة مشروع المدرسة الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          “والله الغني وأنتم الفقراء”: دروس في العطاء من سورة محمد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قراءة قرآنية لمأساة التقليد الأعمى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          القرآن والنقلة في الوعي الإنساني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من شروط النصر والتمكين .. تحقيق الأخوة والمحبة بين المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلاة الخسوف والكسوف: أبعادها العقدية والتشريعية والاجتماعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14647 - عددالزوار : 1016154 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 02:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,382
الدولة : Egypt
افتراضي وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الصحفي

وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات

الاستشراق الصحفي

أ. د. علي بن إبراهيم النملة

أدَّى هذا التوجه إلى الإعلام إلى النظر إلى الاستشراق الجديد على أنه وقع تحت سيطرة مفهوم العولَمة، فظهر ما يطلق عليه الاستشراق المُعَوْلَم، أو استشراق العولَمة، أو الاستشراق الصحفي، الذي يقوده رجالُ الإعلام والسياسة "الذين تكوَّنوا تكوينًا خاصًّا داخل المدارس الغربية لمواصلة ما مهَّد له المستشرقون القدامى"[1].

النظرة السطحية للإعلام في مقابل البحث التحليلي للاستشراق - لا تُقلِّل من تأثير الإعلام في النفوس، ولا تصادر الجهود التي تُبذل في سبيل تحقيق هذا التأثير، والاستشراق الصحفي يسعى إلى رفع المعلومة الصحفية إلى معلومة استشراقية، فكأن الاستشراق الصحفي قد نزل بالاستشراق إلى المعلومة السريعة، ورفع من الإعلام بالمعلومة الاستشراقية، وهو هنا في هبوط استشراقي وسمو صحفي، ولا يرضى المستشرقون بما دون ذلك، بل إن المستشرقين الأكاديميين يشتكون من هذه الظاهرة التي أصبحت تهدِّد مكانتهم، مع أنهم هم الذين أسهموا بشكل أو بآخر في تكوين هذه الظاهرة وتأهيلها[2].

يقول المفكر المغربي حسن عزوزي عن المستشرقين الصحفيين:
"ولقد أخذ كثيرٌ من المستشرقين الصحفيين يُعزِّزون مواقفهم الثقافية بالاضطلاع بدراسات ميدانية في بعض الدول الإسلامية، وهي دراسات تكون مقترحة ومُمَوَّلة من طرف مراكز البحث حول مجتمعات العالم الإسلامي بالجامعات الغربية، التي تعمل على تكوين خبراء مناطق لا يتم ابتعاثُهم إلى المنطقة العربية المحددة إلا بعد أن يلقنوا ويشحنوا بكمٍّ هائل من الأفكار المسبقة والمقولات الخاطئة في حق الإسلام والمسلمين، وكثيرًا ما يرسَل المستشرق الصحفي إلى بلد إسلامي غريبٍ عليه، دون أي إعداد أو خبرة تؤهِّله للمهمة المناطة به، بل يكمن المؤهل الوحيد في براعته في التقاط الأشياء والأحداث بسرعة"[3].

مع هذا يبقى رهطٌ من المستشرقين عازِفين عن هذا الأسلوب في طرح القضايا، وتظل رؤاهم ثابتةً لا تؤثِّر بها الأحداثُ السياسية المتتالية؛ مما أوجد (تيارًا) من المستشرقين المتهجِّمين على المستشرقين ممن يزعمون أنهم على معرفة بالإسلام أو بالعرب[4].

حتى أولئك المستشرقون الذين خدَموا الاستعمار، فإنه ينظر إلى بعضهم أنهم خدموا الإسلام أكثر من خدمتهم للاستعمار، فقد "كانوا علماء وفُّوا للبحث العلمي حقَّه، ربما أكثر مما وفوا لخدمتهم للاستعمار، وانتهى الجانب السلبي من عملهم، وبقي ما يمكن أن نُسمِّيه الجانب الإيجابي"[5].

ومن هذا القبيل تأتي الطعونُ على الإسلام بآثار إيجابية على المتلقِّين غير المسلمين؛ إذ يعمد بعض المتابعين لهذه الطعون للتحقُّق منها، من خلال البحث في مدى صحة هذه الطعون، وهذا خالد شلدريك الذي كان مِن مريدي الاستشراق، لكنه أسلم وترك الاستشراق، وجاء إسلامه لا من خلال القراءات عن الإسلام من مصادره، ولكن من خلال كتابات الطاعنين فيه، حيث تمتلئ الكتب الاستشراقية المؤلَّفة عن الإسلام "بالتحامل والمطاعن، والعرض الظالم، والزعم أن الإسلام ليس دينًا مستقلًّا، ولكنه أقوال محرَّفة عن كتب المسيحيين"؛ كما ينقل عنه عبدالله العليان[6].

[1] انظر: مصطفى سلوى: نهاية الغرب أو موت الاستشراق في أفُق العولمة ما بعد 11 شتنبر، ص 25 - 45، والنص من ص 29، في: مصطفى سلوي: الخطاب الاستشراقي في أفق العولمة: يوم دراسي، مرجع سابق، ص 166.

[2] انظر: ظاهرة (الاستشراق الصحفي)، ص 41 - 46، في: حسن عزُّوزي. الغرب وسياسة التخويف من الإسلام، مكناس، ألوان مغربية، 2002م، ص 69، (سلسلة اخترت لك؛ 10).

[3] انظر: ظاهرة (الاستشراق الصحفي)، ص 41 - 46، والنص من ص 45 - 46، في حسن عزُّوزي: الغرب وسياسة التخويف من الإسلام، المرجع السابق، ص 69.

[4] انظر: سمير قصير: تعليق/ ترجمة محمد صبح، ص 107 - 113، في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان: تأمُّلات في الشرق، مرجع سابق، ص 140.

[5] انظر: عبدالكريم غلاب: العرض التمهيدي، ص 17 - 36، والنص من ص 36. في: المغرب في الدراسات الاستشراقية، مرجع سابق، ص 229.

[6] انظر: عبدالله العليان: الإسلام والغرب: ما بعد 11 سبتمبر 2001، بيروت، المركز الثقافي العربي، 2005م، ص 71.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.26 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]