منزلة العلم بأسماء الله تعالى وصفاته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 364 - عددالزوار : 6521 )           »          مصائد الهلاك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          روّض نفسك على تقبل عظيم الأقدار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          في دائرة علاقتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مفهوم العزّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          عالم التسبيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          من افتتن بالردود عوقب بالصدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          مفاتيح خير الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عَلِّمْنِي دُعاءً أدْعُو به في صَلاتِي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ومِن نَصرِ الله ورسوله والمؤمنين: توعيةُ المسلمين وتثبيتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-04-2010, 09:49 PM
الصورة الرمزية أملي في الله
أملي في الله أملي في الله غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
مكان الإقامة: ليبيا الحرة
الجنس :
المشاركات: 1,573
الدولة : Libya
افتراضي منزلة العلم بأسماء الله تعالى وصفاته



إنَّ الفقه في أسماء الله والحسنى باب شريف من العلم ، بل هو الفقه الأكبر ، وهو يدخل دخولاً أوَّليًّا ومقدَّما في قوله صلى الله عليه وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) متفق عليه ، وهو أشف ما صرفت فيه الأنفاس ، وخير ما سعى في تحصيله ونيله أولو النهى والرشاد ، بل هو الغاية التي تسابق إليها المتسابقون ، والنهاية التي تنافس فيها المتنافسون ، وهو عماد السير إلى الله ، والمدخل القويم لنيل محابِّه ورضاه ، والصراط المستقيم لكل من أحبَّه الله واجتباه .
وكما أن لكل بناء أساسًا فإنَّ أساس بناء الدِّين الإيمانُ بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته ، وكلّما كان هذا الأساس راسخا حمل البنيان بقوة وثبات ، وسَلِم من التداعي والسقوط .

قال ابن القيم رحمه الله (( من أراد علوَّ بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدَّة الاعتناء به ، فإن علوَّ البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه ، فالأعمال والدرجات بنيان وأساسها الإيمان ، ومتى كان الأساس وثيقا حمل البنيان واعتلى عليه ، وإذا تهدَّم شيء من البنيان سهل تداركه ، وإذا كان الأساس غير وثيق لم يرتفع البنيان ولم يثبت ، وإذا تهدم شيء من الأساس سقط البنيان أو كاد .
فالعارف همَّته تصحيح الأساس وإحكامه ، والجاهل يرفع في البناء عن غير أساس فلا يلبث بنيانه أن يسقط قال تعالى { أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم } [ التوبة : 109 ] .

فالأساس لبناء الأعمال كالقوة لبدن الإنسان فإذا كانت القوة قوية حملت البدن ودفعت كثيرا من الآفات ، وإذا كانت القوة ضعيفة ضعف حملها للبدن وكانت الآفات إليه أسرع شيء .

فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان فإذا تشعث شيء من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس .

وهذا الأساس أمران : صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته ، والثاني : تجريد الانقياد له ولرسوله دون ما سواه .

فهذا أوثق أساس أسَّس العبد عليه بنيانه ، وبحسبه يعتلي البناء ماشاء الله )).

ولذا كثرت الدلائل في القرآن الكريم المرسخة لهذا الأساس المثبتة لهذا الأصل ، بل لا تكاد تخلو آية من آياته من ذكر لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا ؛ مما يدل دلالة واضحة على أهمية العلم بها والضرورة الماسّة لمعرفتها ، كيف لا يتبوء هذه المكانة المنيفة وهو الغاية التي خلق الناس لأجلها وأوجدوا لتحقيقها فالتوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله نوعان :
·
توحيد المعرفة والإثبات ، وهو يشمل الإيمان بربوبية الله والأسماء والصفات .
·
توحيد الإرادة والطلب ، وهو توحيد العبادة .

دل على الأول قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } [ الطلاق :12 ] .

ودل على الثاني قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات :56 ] .
في الأولى خلق لتعلموا ، والثانية خلق لتعبدوا فالتوحيد علم وعمل .
وجاء في القرآن آيات كثيرة فيها الأمر بتعلم هذا العلم الشريف والعناية بهذا الأصل العظيم .

قال تعالى { فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ البقرة : 209 ] ، وقال { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ البقرة :331 ] ، وقال { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ البقرة : 233 ] ، وقال { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [ البقرة : 235 ] ، وقال { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : 244 ] ، وقال { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ البقرة : 267 ] ، وقال { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ المائدة : 98 ] ، وقال { فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } [ الأنفال : 40 ] ، وقال { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [ البقرة : 194 ] ، وقال { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ } [ البقرة : 235 ] ، وقال { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } [ محمد : 19 ] . والآيات في هذا المعنى تقارب الثلاثين آية .

وأما ذكر لأسمائه وصفاته في القرآن فهو كثير جدَّا ولا يقارن به ذكره سبحانه لأيَّ أمر آخر ، إذ هو أعظم شيء ذكر في القرآ ن وأفضله وأرفعه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (( والقرآن فيه ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر مما فيه ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة ، والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدراً من آيات المعاد ، فأعظم آية في القرآن آية الكرسي المتضمنة لذلك ، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال لأبي بن كعب (( أتدري أيّ آية في كتاب الله أعظم ؟ )) قال : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ، فضرب بيده على صدره وقال (( ليهنك العلم أبا المنذر ))

وأفضل سورة سورة أم القرآن كما ثبت في حديث أبي سعيد بن المعلى في الصحيح ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم (( إنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) ، وفيها من ذكر أسماء الله وصفاته أعظم مما فيها من ذكر المعاد .

وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من غير وجه أن { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ، وقد ثبت أنه بشر الذي كان يقرأها ويقول : إني لأحبها لأنها صفة الرحمن بأن الله يحبه ، فبيَّن أن الله يحب من يحب ذكر صفاته سبحانه وتعالى وهذا باب واسع )) .

وكل هذا واضح الدلالة على أهمية هذا العلم الشريف وعظم شأنه وكثرة خيراته وعوائده ، وأنه أصل من أصول الإيمان ، وركن من أركان الدين ، وأساس من أسس ملة الإسلام عليه تبني مقامات الدين الرفيعة ومنازله العالية ، وكيف يستقيم أمر البشرية وتصلح حال الناس بدون معرفتهم بفاطرهم وبارئهم وخالقهم ورازقهم ، ودون معرفتهم بأسماء الحسنى وصفاته العليا ونعوته الكاملة الدالة على كماله وجلاله وعظمته ، وأنه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ، ولكن أكثر الناس شغلهم ما خلق لهم عما خلقوا له ، وقد حذر الله عباده من ذلك بقوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [ المنافقون :9 ] ،

والله المستعان والموفق لكل خير

__________________
اللهم ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 122.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 121.11 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.37%)]