|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تنوع الإعراب النحوي وأثره في فهم النص النبوي د. سعد فجحان الدوسري (*) ملخص البحث: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى "أله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فالسنة النبوية لها أهمية بالغة في كثير من العلوم، ومنها: علم العربية "لا سيما ما يتعلق بالنحو وما يعرف ب إعراب الحديث النبوي" الذي قد تم تعريفه بأنه "علم يبحث في تخريج تراكيب الحديث النبوي على القواعد النحوية المحررة". وكان لذلك الأعراب تاريخ حافل، كانت بدايته من فصاحة الرسول صلي الله عليه وسلم، ثم تتابعت جهود العلماء في بيان المعاني والمفردات التي كانت في أكثرها منصبة على تفسير الغريب، وبعض الصرف والإعراب، إلى أن جاء الإمام أبو البقاء العكبري في كتابه المشهور بـــ"إعراب الحديث النبوي"، ثم تتابعت جهود العلماء بعد ذلك في مؤلفات بديعة. وتظهر أهمية إعراب الحديث النبوي بأمثلة واقعية من السنة النبوية، تم استعراض ستة أمثلة، منها: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (ذكاة الجنين ذكاة أمه)، وحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال (عليكم السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع)، وغيرهما. لقد أفضى اجتهاد العلماء عند إعراب الحديث النبوي في بعض الأحيان إلى وجود اختلاف بينهم في إعراب كلمة أو جملة، وهذا الاختلاف بين المعربين قد يتعلق به - أحيانا - تنوع في فهم الحديث لذا ينبغي الاعتناء بتوجيهات هامة قبل تناول النص النبوي بالإعراب، وهي ستة: مراعاة تعدد الروايات عند الأعراب، والالتزام بصحة الحديث وقبوله، ثم العناية بمعنى الحديث قبل إعرابه، ومراعاة ما تقتضيها الصنعة النحوية، والخامس محاولة استيفاء جميع الأوجه الإعرابية الظاهرة التي يحتملها اللفظ النبوي، وأخيرا: الانتباه إلى الخلاف النحوي بين النحاة. مقدمة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف النبيين وإمام المرسلين، نبينا محمد وعلى "أله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وجعل هذه الرسالة قائمة على أصلين عظيمين بهما قوام الدين، كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولقد اهتم العلماء المتقدمون في قواعد العربية بالقران الكريم في تقعيد قواعد النحو، وإثراء العربية بالأمثلة منه، والسنة النبوية في ذلك مما لا تقل عن القرآن منزلة، ولا تنقص عنه أمثلة، وكذلك بالنسبة لأهميتها وحاجة الناس إليها، فهي وحي مثله، كلاهما من الله تعالى، (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) أن هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم: 3-4). ولقد أوتي النبي صلى الله عليه وسلم فصاحة وبيانا، وهي صفة ملازمة له، يعرفها عنه كل من خاطبه أو سمع كلامه، وكذلك كل من قرأ أحاديثه ووقف على عباراته، بل هي من خصائصه وفضائله صلى الله عليه وسلم التي اختص بها عن غيره من الأنبياء عليهم السلام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضلت على الأنبياء بست، - وفي حديث آخر: أعطيت خمسا- أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون) رواه مسلم ([1])، وجه الدلالة من الحديث على فصاحته صلى الله عليه وسلم أنه أعطي جوامع الكلم والمقصود به كما قال الجاحظ في البيان والتبيين "هو الكلام الذي قل عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجل عن الصنعة، ونزه عن التكلف"([2]). وبما أن الرسول صلى الله عليه وسلم عربي، وكلامه هو الفصاحة والبيان كله فقد امتلأت السنة النبوية بالقواعد العربية والأمثلة النحوية التي أثرت كتب الإعراب ومؤلفات النحو، وإن وجد ذلك متأخرا - نوعا ما - مقارنة بالقران الكريم، لكنها وبلا شك أثرت هذه المؤلفات إثراء كبيرا، بل ووضعت كتب مستقلة في إعراب الاحاديث النبوية خاصة، وملأ شراح الاحاديث مؤلفاتهم من إعراب النص النبوي، وبيان النحو فيه عند الحاجة إليه،، وقد أفضى ذلك في بعض الأحيان إلى اختلاف بينهم في إعراب كلمة أو إعراب جملة وردت في الحديث، لان اللغة العربية واسعة، وتعدد الأوجه الإعرابية فيها وارد. وتعدد الطرق أو الروايات باختلاف الإعراب، ثم الاختلاف بين المعربين هو موضوع بحثي الموسوم بـــ (تنوع الإعراب النحوي وأثره في فهم النص النبوي). أهمية الموضوع تكمن أهمية الموضوع في معرفة الأوجه الإعرابية لمفرد أو جملة في النص النبوي، والذي قد يترتب عليه خلاف في الفهم، أو تنوع في الاستنباط، مع بيان بعض التوجيهات التي ينبغي أن يتنبه لها المعرب للأحاديث النبوية. كذلك تكمن أهمية الموضوع في قوة النص النبوي، وحضوره بوضوح في قواعد العربية والنحو " بحيث يمنحها إثراء في الامثلة والتطبيق النحوي. مشكلة البحث تتمثل مشكلة البحث في كثرة الأمثلة النحوية التي تكون في النصوص الحديثية؛ التي ملأت منها كتب الشروح الحديثية وكتب الإعراب الحديثي، لكن الصعوبة تكمن فيما يهمنا في بحثنا منها " وهو وجود الاختلاف الإعرابي في نصوصها. قضية البحث تكمن قضية البحث في التحقق من كون هذا الاختلاف الإعرابي يترتب عليه تنوع في الفهم والاستنباط. أهداف البحث الوقوف على أهمية السنة النبوية في تأصيل وترسيخ قواعد العربية. بيان الإعراب النحوي وأهميته في فهم النص النبوي خصوصا. معرفة الفهم الناتج من تنوع الأعراب والأمثلة الواردة في ذلك. محاولة وضع توجيهات هامة قبل تناول النص النبوي بالإعراب. الدراسات السابقة وجدت دراسات سابقة تتعلق بموضوع الإعراب والحديث النبوي، ومن هذه الدراسات ما يأتي: "بناء الجملة في الحديث النبوي الشريف في الصحيحين" أطروحة دكتوراه للدكتور عودة خليل أبي عودة، الجامعة الأردنية، كلية الآداب، 1988 م. "الحديث النبوي في النحو العربي"، للدكتور محمود فجال، طبع مكتبة أضواء السلف 1997 م. "التأويل النحوي في كتب إعراب الحديث النبوي " للباحثة عائشة بنت مرزوق اللهيبي، أطروحة مقدمة من الباحثة لنيل درجة الماجستير من جامعة أم القرى، كلية اللغة العربية في سنة 1423 ه. "تاريخ الإعراب للأحاديث النبوية الشريفة"، للدكتور فخر الدين قباوة، مجلة الوعي الإسلامي، 1424 ه. "التأويل النحوي في الحديث الشريف" أطروحة دكتوراه مقدمة من الدكتور / فلاح إبراهيم الفهدي في جامعة بغداد، كلية الآداب، سنة 2006 م. "القضايا النحوية في المخطوطات وكتب الحديث وإعرابه"، للدكتور سليمان القضاه، طبع دار الكتاب الثقافي للطباعة والنشر. لكنني لم أجد مؤلفا خاصا يتعلق بتنوع الإعراب النحوي وأثر ذلك في فهم النص النبوي. منهج البحث: عزو الآيات بذكر اسم السورة ورقم الآية. إذا كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما فأكتفي بالعزو له دون غيره من المراجع، وذلك بذكر اسم الكتاب والباب ورقم الحديث، كما أني أذكر إسناده وأكتفي بذلك دون دراسة له. أما إذا كان الحديث في غير الصحيحين، فإن كان في السنن الأربعة ومسند أحمد فأكتفي بالعزو لها، وإن كان خارج السنن والمسند، فأخرجه من مصادره الأصلية الأخرى، وأورد إسناده مع دراسة له، ثم أختمه بالحكم عليه بالقبول أو الرد. التعريف بمصطلحات فن الحديث وإعرابه من المصادر المختصة. توثيق جميع النصوص التي يتم نقلها من مصادرها الرئيسة. دراسة أسانيد غير الصحيحين، والحكم عليها بناء على هذه الدراسة. خطة البحث ستكون خطة البحث إن شاء الله تعالى على النحو الاتي: المقدمة، وفيها بيان أهمية الموضوع، وسبب اختياره، وخطته، ومنهج البحث فيه، ثم المبحث التمهيدي، وفيه: تعريف إعراب الحديث النبوي باعتباره علما مركبا، وأهمية اللغة العربية للسنة النبوية، وأهمية الإعراب وأثره في المعنى، وتعدد الأوجه الإعرابية في إعراب الجمل والنصوص الشرعية. ثم المبحث الأول: إعراب الحديث النبوي، وفيه: المطلب الأول: تاريخ إعراب الحديث النبوي المطلب الثاني: المصنفات في إعراب الحديث النبوي ثم المبحث الثاني: أمثلة على تنوع الإعراب وأثره في فهم الحديث النبوي، وفيه: المثال الأول: حديث (ذكاة الجنين ذكاة أمه). المثال الثاني: حديث (رويدا أيها الناس، عليكم السكينة) المثال الثالث: حديث (وإذا تطاول رعاة الإبل البهم) المثال الرابع: حديث (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) المثال الخامس: حديث (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) المثال السادس: حديث (فما الصلاة؟ قال: (خير موضوع) ثم المبحث الثالث: توجيهات هامة قبل تناول النص النبوي بالإعراب، وفيه: التوجيه الأول: مراعاة تعدد الروايات عند الأعراب. التوجيه الثاني: الالتزام بكون الحديث مقبولا، صحيحا كان أو حسنا بخلاف الضعيف. التوجيه الثالث: العناية بمعنى الحديث قبل إعرابه. التوجيه الرابع: مراعاة ما تقتضيه الصنعة النحوية التوجيه الخامس: محاولة استيفاء جميع الأوجه الإعرابية الظاهرة التي يحتملها اللفظ النبوي التوجيه السادس: الانتباه إلى الخلاف النحوي بين النحاة وأثره في إعراب الأحاديث ثم الخاتمة: وفيها أعرض أهم النتائج والتوصيات ثم المصادر والفهارس. والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. المبحث التمهيدي أ-تعريف إعراب الحديث النبوي باعتباره علماً مركباً. إن الناظر إلى كتب إعراب الحديث النبوي أو البحوث التي تختص بهذا الموضوع يجد أنها لم تورد تعريف إعراب الحديث النبوي باعتباره علما ولقبا لهذا الفن، وإنما يتم تعريف كل لفظ على حدة، فيعرف الإعراب، ويعرف الحديث. لكني يمكن أن أستخلص تعريفا جامعا لهذا النوع من الفن بأن أقول: إعراب الحديث النبوي "هو علم يبحث في تخريج تراكيب الحديث النبوي على القواعد النحوية المحررة"([3]). ويتضح من خلال هذا التعريف ما يأتي: أنه يبحث في تراكيب الحديث النبوي، لا في مفرداته، فهذا له فن مستقل اسمه: "غريب الحديث". يهتم بإيجاد الوجوه المناسبة لتراكيب لفظ الحديث النبوي وتوجيهها. هذا العلم مقيد بقواعد نحوية ثابتة، تمثل الأسس لهذا العلم. يراعى حمله على أفصح الوجوه، لا على جميع ما يحتمله اللفظ من وجوه. ب-أهمية اللغة العربية للسنة النبوية لقد كان لعلماء الحديث عناية بالعربية وقواعدها، وحث الناس عليها وتعلمها، لكي يتم صيانة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللحن والزلل، ومن النقص والخطل؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أفصح الناس؛ وأعظمهم بيانا. لأجل ذلك كانت معرفة العربية شرطا من الشروط التي يجب توافرها في المحدث كما قال ابن الصلاح رحمه الله: "فحق على طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يتخلص به من شين اللحن والتحريف ومعرتهما"([4]). وروى الخطيب البغدادي عن الإمام شعبة بن الحجاج قوله: "من طلب الحديث ولم يبصر العربية كمثل رجل عليه برنس وليس له رأس"([5]). وروى الخليلي في "الإرشاد" عن العباس بن المغيرة عن أبيه قال: جاء عبد العزيز الدراوردي في جماعة إلى أبي ليعرضوا عليه كتابا، فقرأ لهم الدراوردي، وكان رديء اللسان، يلحن لحنا قبيحا، فقال أبي: "ويحك يا دراوردي، أنت كنت إلى إصلاح لسانك قبل النظر في هذا الشأن أحوج منك إلى غير ذلك"([6]). وروى -أيضا -عن حماد بن سلمة قال: "مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة ولا شعير فيها". ومما يدل على أهمية العربية عند علماء الحديث: قصة تعلم سيبويه للعربية، فقد كان بمشورة وأمر من حماد بن سلمة الإمام المحدث رحمه الله. كان سيبويه يحضر مجلسه ويستملي الحديث منه، وسأل يوما حماد بن سلمة فقال له: أحدثك هشام ابن عروة عن أبيه في رجل رغف في الصلاة، بضم العين، فقال له حماد: أخطأت، إنما هو رعف بفتح العين، فانصرف سيبويه إلى الخليل، فشكا إليه ما لقيه من حماد، فقال له الخليل: صدق حماد، ومثل حماد يقول هذا، ورعف بضم العين لغة ضعيفة ([7]). ثم يتكرر الموقف مرة أخرى، فبينما هو يستملي على حماد بن سلمة حديث (ما أحد من أصحابي إلا وقد أخذت عليه، ليس أبا الدرداء) ([8])، فقال سيبويه: " ليس أبو الدرداء"، فقال: لحنت يا سيبويه، فقال سيبويه: لا جرم! لأطلبن علما لا تلحنني فيه أبدا، فطلب النحو، ولم يزل يلازم الخليل"([9]). إن اللغة العربية والإعراب لها إسهام بين في فهم السنة النبوية المطهرة فهما دقيقا صحيحا في معانيها وأحكامها؛ "لأنه لا تفهم معانيها على صحة إلا بتوفيتها حقوقها من الإعراب، وهذا ما لا يدفعه أحد ممن نظر في أحاديثه"([10]). ج-أهمية الإعراب وأثره في المعنى الإعراب في اللغة العربية له أثر بين في تأدية المعنى وكشفه وإزالة اللبس عنه ([11])، وهذا لم يكن لأي لغة في الدنيا إلا للغة العربية، مما يوحي بعلو شأنها على جميع اللغات، كيف لا وهي لغة القرآن كلام الرحمن؟!. يقول ابن جني في بيان أن الإعراب يوضح المعاني: "الإعراب هو: الإبانة عن المعاني بالألفاظ، ألا ترى إنك إذا سمعت: "أكرم سعيد أباه، وشكر سعيدا أبوه، علمت برفع أحدهما ونصب الأخر الفاعل من المفعول، ولو كان الكلام شرجا ([12]) واحدا لاستبهم أحدهما من صاحبه"([13]). كذلك يرى الإمام السيوطي أن بالإعراب تميز المعاني، ويزال الإبهام الذي يمكن أن يحدث للمتكلم؛ خاصة في الجملة المتشابهة في ألفاظها، فيقول: "فأما الإعراب – فبه تميز المعاني، ويوقف على أغراض المتكلمين. وذلك أن قائلا لو قال: ما أحسن زيد غير معرب، أو ضرب عمر زيد غير معرب" لم يوقف على مراده. فإن قال: ما أحسن زيدا أو ما أحسن زيد، أو ما أحسن زيد "أبان بالإعراب عن المعنى الذي أراده"([14]). ومن الأمثلة على أهمية الإعراب في بيان المعنى قوله تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ أن اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (البقرة: 132). فالعطف هنا في قوله (ويعقوب) يوقع القارئ في حيرة لا ينقذه منها إلا الإعراب، لان يعقوب يحتمل أن يكون موصيا كإبراهيم وهو المراد، ويحتمل أن يكون موصى كأبناء إبراهيم، ولم يحسم هذا الإشكال إلا الإعراب بالرفع عطفا على إبراهيم وليس بنيه ([15]). ومما ورد في دلالة الإعراب على المعنى: ما قيل: إن عتبان الحروري حضر عند عبد الملك بن مروان، فقال عبد الملك: أنت القائل: فإن يك منكم كان مروان وابنة وعمرو ومنكم هاشم وحبيب فمنا حصين والبطين وقعنب ومنا أمير المؤمنين شبيب؟! فقال: إنما قلت: ومنا أمير المؤمنين شبيب، على النداء فأعجبه وأطلقه ([16]). يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |