كيف ننصر إخواننا في أراكان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ليس من الضروري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          سفيه لم يجد مسافها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4869 - عددالزوار : 1852810 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4436 - عددالزوار : 1191968 )           »          قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 136 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1262 )           »          عين جالوت - معركة رمضانية ظافرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          الوزير نظام الملك أبو علي الطوسي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-12-2019, 05:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,192
الدولة : Egypt
افتراضي كيف ننصر إخواننا في أراكان

كيف ننصر إخواننا في أراكان






حسين بن علي بن محفوظ








المقدمة والوصية بالتقوى:
عباد الله:
تكلمت في الجمعة الماضية عن مأساة إخواننا في ولاية أراكان جمهورية ميانمار، وحديثي اليوم معكم عن واجبنا تجاه إخواننا المسلين هناك، واجبنا تجاه كل مسلم مظلوم أو مشرد أو مهان أو مسجون من قبل أعداء الله عز وجل.

إن أول واجب هو أن نغير ما بأنفسنا بالتوبة إلى الله تعالى، فالتغيير يبدأ من الداخل من النفس من الجبهة الداخلية كما يقال، وقد قال الله جل ذكره: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 53] ومعنى هذه الآية الإخبار بأن الله عز وجل إذا أنعم على قوم نعمة فإنه بلطفه ورحمته لا يبدأ بتغييرها وتكديرها حتى يجيء ذلك منهم، بأن يغيروا حالهم التي تراد وتحسُن منهم، فإذا فعلوا ذلك وتلبسوا بالتكسب للمعاصي أو الكفر الذي يوجب عقابهم غير الله نعمته عليهم بنقمته منهموهذا من تمام عدله، وقسطه في حكمهكما قال في الآية الأخرى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11] وهذه سنة من سننه في خلقه ماضية فيهم، وهي أنه تعالى لا يزيل نعمة أنعم بها على قوم من عافية وأمن ورخاء بسبب إيمانهم وصالح أعمالهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من طهارة وصفاء بسبب ارتكابهم للذنوب وغشيانهم للمعاصي، نتيجة الإعراض عن كتاب الله وإهمال شرعه وتعطيل حدوده والانغماس في الشهوات والضرب في سبيل الضلالات، يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله -: (ومن تأمل ما قص اللّه في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم، وجد سبب ذلك جميعه: إنما هو مخالفة أمره وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره، وما أزال اللّه عنهم من نعمه؛ وجد ذلك كله من سوء عواقب الذنوب، كما قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم



فما حُفظت نعمةُ اللّه بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت فيها الزيادةُ بمثل شكره، ولا زالت عن العبد نعمةٌ بمثل معصيته لربه؛ فإنها نارُ النعم التي تعمل فيها كما تعمل النار في الحطب اليابس، ومن سافر بفكره في أحوال العالم استغنى عن تعريف غيره له ).

معشر المؤمنين:
إن الذنوب التي ترتكبها الأمة، التي نرتكبها جميعاً هي خنجر يمزق في جسدها، ومعول يهدِّم بنيانها، وشرخ يسلط به أعداؤنا علينا، وكلنا لنا ذنوب إخوة الإسلام، لا نخادع أنفسنا، ولا ندس رؤوسنا في الرمال ونكابر بأن لا ذنوب لنا، وإلا فقولوا بالله عليكم:
ما نتيجة إقرار الناس على الجرائم والمنكرات؟
ما نتائج سكوت الناس عن الفواحش والضلالات؟
ما نتائج تقديم العصاة في المسؤوليات وتأخير المؤمنين والمؤمنات؟
ما نتيجة ترك الصلوات وإهمال الزكوات؟
ما نتيجة انتشار المسكرات وتعاطي المخدرات؟
ما نتيجة سماع الأغاني الماجنات والترويج للغانيات الفاسقات؟
ما نتيجة إطلاق العنان لإرواء الملذات والجري وراء الشهوات؟
ما نتيجة الركون إلى الذين فسقوا ومداهنة الذين كفروا، وموالاة الذين ظلموا؟
وما ذا تنتظرون بعد المجاهرة بكل أصناف المعاصي والمنكرات، والفواحش والسيئات؟
لا أدري ماذا أقول؟ ولا عما أتحدث من منكرات؟

أأتحدث عن النساء اللاتي يتركهن أولياءُ أمورهن يلبسن في الأعراس ما تستحي الشيطانة أن تلبسه؟ ثيابٌ خليعة، شبهُ عارية.

أم إصرارُ بعض الناس على أن يدخلَ الرجلُ فوق النساء ليجلسَ عند عروسه ويُلبسَها الخاتم بلا حياء ولا ذوق ولا حشمة؟

أم الطامة الكبرى التي ظهرت أخيراً وهي: جلبُ مغنيةٍ فاسقةٍ شبهِ عاريةٍ في الأعراس لتغني، وخلفَ المسرحِ رجالٌ يضربونَ بالعود وآلات الموسيقى؟

أم العبايات والبالطوات المزركشة التي يتفنن فيها أصحاب الموضة ويزركشونها ويطرزونها بما يُلفت الأنظار؟

البالطو والعباية اللماعة التي تلتصق في جسد المرأة وتبين أعضائها وتحددُها؟

هذه العبايات التي تجعل الشبابَ يتحرشون بالنساء ويبتزونهن؛ لأنهن هُنَّ اللاتي يقُلن للشباب هيت لكم! هن اللاتي يغرين الشباب، صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا) وذكر منهما (وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) رواه مسلم.

نساءٌ لا يتقينَ الله تعالى ولا يستحيِين من خلقه، نساءٌ لا همَّ لهن إلا الخروج من البيت، إنني أرى كثيراً من النساء عند مجيئي إلى هذه المنطقة أو خروجي منها، يخرُجن زرافاتٍ ووحداناً، فإلى أين يذهبن؟ ومن أين يجئن؟ أنا لا أتهم نساءَ المنطقة - حاشا وكلا - ولكن أقول: إن هناك سوس، وقلةُ رقابة من قبل أولياء الأمور وضَعفٌ للغيرة، إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم رجال ويسمحون لنسائهم بالخروج بلا ضابط ولا عنان إنهم ليسوا رجالاً، لا غَيرة عندهم، لا نخوة ولا شهامة لديهم، خسيءَ أولئك، وتَعسَ أولئك الذين يضيعون أعراضَهم ويتركونها للذئاب والكلاب.

إننا بحاجة ماسةٍ إلى التوبة والعودة إلى الله عز وجل وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما -: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) رواه أبو داود وصححه الألباني.

ثانياً: نصرةُ إخواننا المسلمين في كل مكان بكل ما نستطيع:
إن استطعنا بالقوة والجهاد فبها ونعمت، وقد قال الله عز وجل: ﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 75-74] وقال تعالى: ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ [الأنفال: 72] وإن لم نستطع فلننشُرْ قضيتهم في إعلامنا ومجالسنا، في صحافتننا ومنتدياتنا، ولنتفاعلْ معهم ونقدِّم لهم ما نستطيع لتخليصهم من عدوهم.

ثالثاً: الصدقة والدعم المادي إذا فتح الباب لذلك ونمدهم بالمال والسلاح إن احتاجوا كما في فلسطين وسوريا وغيرهما: وقد قرن الله تعالى الجهادَ بالنفس بالجهاد بالمال في آيات كثيرة: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [التوبة: 20] وقال جل ذكره: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: 15] وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ) رواه أحمد والحاكم وأبودواد والنسائي وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وصححه الألباني.

وإني لأعجب لبُخلِ بعض الناس وشُحّهِم، بينما نجدُهم ينفقونَ على سفاسف الأمور، بل على بعض المحرماتِ والمضار، ينفقونَ الأموالَ الباهظة، هذه المغنيةُ التي تغني في الأعراس أو المغنون في المخادر كم يُنفَقُ عليهم؟ أليس الآلافُ المؤلفة؟ ثم إذا قيل لبعض الناس: إخوانُكَ يموتون جوعاً وتشريداً وهروباً فلم يجدوا ملجأً يلجئون إليه فيموتون في البحر أو في المخيمات في العراء، أنفِقْ من مال الله الذي أعطاك، بخل وأكدى، وقد قال تعالى: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38] أنتم أيها المؤمنون تدعون أي لتنفقوا في سبيل الله، فمنكم من يبخل بإخراج النفقة في سبيل الله، ومن يبخلْ بالنفقة في سبيل الله فإنما يبخلُ عن نفسه، لأنه يمنعها الأجر العظيم والثواب الجزيل فبُخلُه عليها راجع.

ثم قال: ﴿ والله الغني وَأَنتُمُ الفقرآء ﴾ أي: لا حاجةَ به إلى أموالكم لأنه غني عنها، وإنما يختبركم ليعلم الطائعَ من العاصي، ليجازي كلاً بعمله، وأنتم أيها الخلق الفقراء إلى الله.

ثم قال: ﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ﴾ أي: وإن تُعرضوا أيها الناس عن ما جاءكم به محمد فترتدوا؛ يستبدلْ قوماً غيركم أي: يُهلكُكُم ثم يجيءُ بقوم آخرين بدلاً منكم،يعملون ما يؤمرون به ﴿ ثُمَّ لاَ يكونوا أَمْثَالَكُم﴾ أي: لا يبخلوا بأموالهم عن النفقةِ في سبيل الله، ولا يضيعوا شيئاً من حدود الله، وسبحان الله كأن الآيةَ نزلت في وقتنا الحاضر، وهي صريحةٌ في شرح أحوالنا، فإن تُعرِضوا وتبخَلوا بأموالكم ولا تُنفقوا في سبيل الله، فإن الله غنيٌّ عنكم، يستبدلُ مكانكم قوماً غيركم، فيكونون خيراً منكم، يقيمون دينَه، ويبذلون أموالَهم في سبيلِ الله بسَخاء، وينصرون هذا الدينَ العظيم، اللهم ألهمنا الصوابَ في القول والعمل، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

المقدمة، والوصية بالتقوى:
أما بعد:
إخوة العقيدة والإسلام:
الوسيلة الرابعة والمهمة في نصرة إخواننا الدعاء، فإن الدعاء له تأثير عجيب في قلب الموازين واستجلاب النصر، وقد قال الله تعالى: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ وانظروا إلى نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر وقد بات يستغيث الله عز وجل ويدعو ربه تعالى ويتضرع إليه، يقول ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمّ عَدّلَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - الصّفُوفَ وَرَجَعَ إلَى الْعَرِيشِ فَدَخَلَهُ وَمَعَهُ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ، لَيْسَ مَعَهُ فِيهِ غَيْرُهُ وَرَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - يُنَاشِدُ رَبّهُ مَا وَعَدَهُ مِنْ النّصْرِ وَيَقُولُ فِيمَا يَقُولُ اللّهُمّ إنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ الْيَوْمَ لَا تُعْبَدْ وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللّهِ كَفَاك مُنَاشَدَتُك رَبّك، فَإِنّ اللّهَ مُنَجّزٌ لَك مَا وَعَدَك، فأنجز الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده جلَّ في علاه، وهكذا يجب علينا أن نسأل الله بإلحاح واستمرار ولا نيأس، بعض ضعفاء الإيمان يقول منذ متى ونحن ندعو لإخواننا في فلسطين ولم يُستجب لنا؟ فلا أقول لهم إلا ما قاله الصادق المصدوق النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ) رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني، فلنكن على يقين أن الله عز وجل سيستجيب لنا ولن يخيب آمالنا والله، هؤلاء المسلمون الذين يدعون ربهم ليل نهار بالنصر لإخوانهم في كل مكان لن يذهب دعاؤهم هدراً، فلا نستعجل الإجابة فالله عز وجل هو العزيز الذي لا يغلبه أحد، والحكيم الذي يعلم متى يصلح النصر لهذه الأمة ومتى يكون، وقد حذرنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - من اليأس وترك الدعاء فقال: (يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي) رواه البخاري.

فلنحذر من اليأس ولنوقن بالنصر، ولا نستعجل فإن النصر آت، ولنتحرى أوقات الإجابة في جوف الليل، وفي أدبار الصلوات، وفي السجود وغيرها فهذا من أعظم السلاح:
إن يكن للكفر آلات قتال
فلنا في هجعة الليل القنوت

أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدّعاء

سهام اللّيل لا تخطي ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء



فلا نبخل إخوة الإسلام على إخواننا بالدعوة كل يوم وفي أوقات الإجابة، ونلح، ونوقن بالإجابة..
أسأل الله أن ينجي إخواننا في أراكان ويحفظهم من كل مكروه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]