سورة العصر وأصول النجاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من التعوذات والرقى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أحكام مجاوزة الميقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          حتى يكون حجنا مبرورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تسبيح اللسان مع استحضار القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من فضائل الحج والعمرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          لماذا يترك العالم غزة تموت؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          (الغفور) و (الغفار) ﷻ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل الدعاء بعد عصر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طرد المواطنين بغزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الدعوة إلى الله في الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-10-2020, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,035
الدولة : Egypt
افتراضي سورة العصر وأصول النجاة

سورة العصر وأصول النجاة
الرهواني محمد




الخطبة الأولى
ليست النجاة بين يدي الله عز وجل يوم القيامة بالمال ولا بالجاه ولا بالمناصب، ولا بالحسب والنسب ولا بأي شيء من زخارف الحياة الدنيا، أو مظاهر العيش التي يتنافس فيها الناس ويحرِصون عليها، وإنما النجاة بين يدي الله بأصول أربعة هي جسر النجاة في الموازين الإلهية، وهذه الأصول الأربعة هي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي الحق، والتواصي بالصبر.

نعم معاشر عمار بيت الله، هذا ما حكم به ربنا سبحانه في سورة آياتها قليلة، لكنها عظيمةٌ في المعاني والألفاظ والمباني والدلالات، حيث أوضح سبحانه في هذه السورة في غاية الإيجاز والإعجاز والبيان، سعادةَ الإنسان أو شقاوتَه بأخصر عبارة وأجملِ بيان فقال سبحانه:﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.
فالله جل جلاله بدأ هذه السورة بالقَسم فقال: ﴿ والعصر ﴾، والعصر هو الدهر، هو الزمان الذي يعيشه الإنسان، وتقع فيه حركاته كلَّها من خير أو شر.

فالزمان هو ميدان العاملين ومضمار المتسابقين، حيث أقسم الله جل وعلا به لتعظيم منزلته وتبيين مكانته وأهميته ولكثرة ما انطوى عليه من عبر وعجائب، فمن استغله في طاعة الله وعَمِل فيه على مرضاة مولاه، فقد فاز الفوز العظيم، وأما من ضيعه في الابتعاد عن الله وعن طاعته، فذلك هو الخسران المبين.
قال جلّ شأنه: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾، أقسم الله سبحانه وتعالى على أن كل إنسان خاسر.

ولنا أن نتساءل: ما الذي يمكن أن يخسَرَه الإنسان؟
فهناك خسارتان: خسارة مرتبطة بالدنيا وبما فيها، وخسارة في الآخرة.
فالخسارة الدنيوية محدودة بعمر الإنسان فيها، وقد يعوضها الانسان، فمثلا قد يخْسرُ الإنسان تجارته أو فلاحته أو وظيفته، وقد يعوض ذلك، قد يخْسرُ أحدَ أولاده ويبقى آخرون، قد يخْسرُ جانبًا من أعضائه وتبقى أعضاء أخرى من جسده سليمة.
أما إذا كانت الخسارة في الآخرة فإنها لا تُعوض أبدا.
الإنسان إذا خسِر في الآخرة، فقد خسِرَ كلّ شيء.

الخسارة الحقيقية هي أن يخسر الإنسان نفسه وأهله يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين، قال الله تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين ﴾ [الزمر: 15].

فالله أقسم على أن الإنسان، كلَّ إنسان في خسارة ونُقصان وضَياع وحِرمان، كلَّ إنسان كيفما كان لونه أو هيئته أو مكانته، أبيض أسود عربي أعجمي مالك مملوك، شريف وضيع، قوي ضعيف، غني فقير، كلهم في خسارة وخسران،﴿ إِلَّا الَّذِينَ ﴾، ثم استثنى الله من هذه الخسارة من استكمل أسباب النجاة وأخذ بأسبابها، فقال: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.

فأول أسباب النجاة، أول أسباب الفوز والفلاح: الإيمان بالله وبما جاء من عند الله، ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، فالإيمان أعظم كنز يمتلكه الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وهو أعظم ثروة يكتنزها العبد للقاء الله.

الإيمان هو الركن الذي لا غنى عنه للإنسان.. الإيمان يبعث في القلب الثقة بالله والأنس به والطمأنينة بذكره، وهو أساس الفرح والأمان، وباب السرور والاطمئنان، وحقيقته: الرضا والتسليمُ والخضوع والانقياد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلمذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً).

ومن الإيمان بالله استثمار وتسخير الجوارح في عمل الطاعات والقربات، ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾.. والعمل الصالح هو السبب الثاني من أسباب النجاة والفوز.

فالعمل الصالح من لوازم الإيمان بالله، فكلما زاد العمل وكان صالحا زاد الإيمان، وكلما قل العمل قل الإيمان، لأنه كما قيل: الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي.

لذلك أردف الله سبحانه وتعالى عمَلَ الصالحاتِ بعد ذكر الإيمان فقال: ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾، فالعمل الصالح شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده الواجبة والمستحبة وهنا لا بد من توضيح: بعض الناس يظن أنه يكفي مجرد الإيمان في القلب ولا حاجة للعمل، أو يظن أنه يكفي العمل دون الإيمان.

وهذا ظن باطل وقول فاسد، فالإيمان: اعتقادٌ بالقلب وقولٌ باللسان وعمل بالجوارح، فلا إيمان بدون عمل، ولا عمل بدون إيمان، فالإيمان والعمل متلازمان، وكل من تأمل كتاب الله وتدبره يجد ذلك واضحا.

فالإيمان مقترن بالعمل، والعمل دال على الإيمان، فمن صلُح باطنه بالإيمان، صلُح ظاهره بالعمل الصالح، ومن فسَد باطنه ونقص إيمانه فسَد ظاهره.

ثم قال سبحانه: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾، فلا تكتمل نجاةُ الإنسان وبُعدُه عن أهلِ الخسران، إلا بالتواصي بالحق مع أهلِ الإيمانِ.. والحق هو لزومُ طاعة اللهِ وسوله، وامتثال أمرِهما، واجتناب ما نهيِا عنهِ، فيوصي المرء أهله وأرحامه، وأقاربه وجيرانه، وأصدقاءه وأحبابه، ويدلهم على الطاعاتِ ويعينهم على فعلِ الخيراتِ، ويرغبهم في نيلِ الحسناتِ. وهذا من التواصي بالحق، فمنِ استثمر وقته في هذهِ الأعمالِ، ودعا الناس لاكتساب جميلِ الخصال أكرمه الله بالخيرِ في الحالِ، وأثابه بالأجرِ عند المآلِ، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً).

وخاتمة صفات أهلِ النجاة: التواصي بالصبرِ قال تعالى: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ والصبر خلق عظيم نَفيس، ويعني حملَ النفسِ على لزوم الطاعة وكفها عنِ المعصية واحتمال المصائب في سبيل ذلك، وعدم التسخط عندها، ومن رزق الصبر أعطاه الله خيرا كثيرا، وجعل العسير عليهِ يسيرا، قال صلى الله عليه وسلم: (وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ).

الخطبة الثانية
هذه السورة، كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا إِلا على أن يقرأها أحدهما على الآخرِ إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر.
سورة قال عنها الإمام الشافعي: "لَوْ تَدَبَّرَ النَّاسُ هَذِهِ السُّورَةَ، لَوَسِعَتْهُمْ".
فما أعظم شأنها وما أرفع مكانتها، قد جمعت في آياتها القصيرة، كثيرا من المعاني الإيمانية، والفوائد التربوية والسلوكية، فلو تدبرها كل إنسان وعرف معانيها وعمِل بمقتضاها لأدى به ذلك إلى الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.

فالله سبحانه حكم وأقسم أن الإنسان لفي خسارة وهلاك، إلا من اتصف بالإيمان وترجمه على أرض الواقع أعمالا صالحة، فسادت بين أفراد المجتمع المحبة والأخوة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

ربنا سبحانه جعل هذه الأصول الأربعة هي سبب للنجاة والفوز، وبغيرها تتفرق الكلمة، وتضعف الشوكة، ويصبح المجتمع مشلولا ومرتعا للجراثيم والأوبئةِ الفتاكةِ التي تفتك بالمجتمعات، وتجعل الناس ينهش بعضهم بعضا، ويعادي بعضهم بعضا، وينتهك بعضهم عرض بعض، حتى يكونوا كالمنافقين حين وصف حالهم رب العزة والجلال فقال: ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [الحشر: 14].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]