المكر بالمسلمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3109 )           »          جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ما نزل في صلح الحديبية من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من قيل في ترجمته كان أكولًا أو كثير الأكل أو نحوها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التكوين العلمي للإمام محمد بن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صدى صلح الحديبية عند المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مقتطفات من سيرة أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلح الحديبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صريف الأقلام في إسلام ابن الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2020, 03:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,262
الدولة : Egypt
افتراضي المكر بالمسلمين

المكر بالمسلمين
د. أمين الدميري





معنى المكر، لغةً: الاحتيال والخديعة، وقد مكر به فهو ماكر ومكار*.
والمكر: التدبير الخفي المفضي بالمَمْكُور به إلى ما لا يحتسب[1].
ولقد أثبت الله تعالى لنفسه مكرًا وكيدًا، وأثبت للكافرين مكرًا وكيدًا، فهل هذا من جنس ذلك؟ قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ [الطارق: 15 - 17].

لا شك أن هناك فرقًا بين المكرينِ؛ فشتان بين مكر الله وكيده، وبين مكر المشركين وكيدهم، فمكر الله تعالى في خيريَّته أبلغ من مكر الغير في شَرِّيَّته، فمكر غير الله قد يبلغ هدفه ونهايته وقد لا يبلغ، أما مكر الله تعالى، فهو وراء مكر الكافرين وكيدهم، ومبطله ومبدِّده، فلا يصل إلى منتهاه؛ لأن الله تعالى محيط بكل شيء، عالم بالمؤامرات الخفية وما يحيكه أعداء الإسلام، وهو سبحانه بالغ أمره، لطيف لِمَا يشاء، لا يقع في ملكه إلا ما شاء وقدَّر، فالله تعالى يمكر للمؤمنين ويمكر بالكافرين وعليهم، فيردُّ مكرَهم في نحورهم.

وإذا كان الله تعالى يدافع عن عباده المؤمنين ويمكر لهم، ويبطل كيد الكافرين ومكرهم، فلا يركن المؤمنون إلى ذلك، وعليهم أن يأخذوا بالأسباب فيكونوا في حالة انتباه وتيقُّظ مستمر، ويرقبوا أفعال المشركين ومؤامراتهم، وكما أن للكافرين ارتقابًا، فعلى المؤمنين أن يكون لهم ارتقاب، قال تعالى: ﴿ فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ﴾ [الدخان: 59]، هم يرتقبون وينتظرون، ويدبرون للقضاء على الدعوة الإسلامية، ويعملون لذلك ليلَ نهارَ، وبجدٍّ وجلَدٍ، أفلا يجب على الدعاة - وهم حراس العقيدة وحماة الدين - أن يجتهدوا في إبطال تدابير المشركين ومؤامراتهم، وإفشالها وإجهاضها قبل أن تصل غايتها، وتحقق أهدافها؟ لذا فعلى الدعاة حمل ثقيل، ومسؤولية جسيمة!

غير أن هناك أفعالًا نسَبها الله تعالى لنفسه على سبيل الجزاءِ العدلِ والمقابلة، وهي فيما سِيقت فيه مدح وكمال، وبيان لقدرته وحكمته (كالمكر، والكيد، والخداع)، فلا يجوز أن يُطلَق على الله تعالى ماكر أو كائد أو مخادع، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

جاء في "معارج القبول": (إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع مطلقًا، ولا ذلك داخل في أسمائه الحسنى، فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقًا، بل تُمدح في موضع وتُذم في موضع، والمقصود أن الله سبحانه وتعالى لم يَصِفْ نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمَن فعل ذلك بغير حق، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنةٌ من المخلوق، فكيف من الخالق سبحانه؟) [2].

فإذا كان الكافرون والمنافقون يخادعون الله والمؤمنين، فهم بذلك إنما يخدعون أنفسهم، والله تعالى خادعهم؛ (أي: يستدرجهم ويخذلهم فلا يَصِلُون إلى ما يريدون)[3].

ومِن هنا فقد تبيَّن أن الله تعالى قد مكر لنبيِّه صلى الله عليه وسلم، ونجَّاه من مكر قريش، وأبطل خطَّتهم، وأخبر بها نبيَّه صلى الله عليه وسلم، وأمره ألا ينام في بيته ليلة المؤامرة، وأن يهاجر إلى المدينة، يقول ابن كثير رحمه الله: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على القوم وهم على بابه بحفنة من تراب، فجعل يذُرُّها على رؤوسهم، وأخذ الله بأبصارهم عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ: ﴿ يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [يس: 1، 2] إلى قوله: ﴿ فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [يس: 9]) [4].

ظن هؤلاء الجهلة أن الله تعالى لا يعلم سرَّهم ونجواهم، وتكلَّموا وتوهَّموا أن الله تعالى لا يسمع ما يقولونَ، فكان مكرُهم كلعبِ الصبيان، وكتصرفات السفهاء، فهم قد مكَروا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومكَر الله له ومكَر بهم سبحانه، وهو ﴿ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 54].

مؤامرات المشركين للصد عن الدعوة الإسلامية:
تسير مؤامرات أعداء الإسلام للصد عن الدعوة الإسلامية على الهدم والإحلال، فالهدم هو هدم العقيدة، وتخريب الضمير، ومحاربة القيم، وتشويه صورة الإسلام، والطعن في شريعته وفي نبيه صلى الله عليه وسلم*، وتعقُّب الدعاة الملتزِمين بدينهم.

وأما الإحلال، فهو الترويج للأفكار الإلحادية، فضلًا عن التبشير والتنصير والتهويد، وإباحة الشذوذ، وإشاعة الفوضى الجنسية، وإحلال قِيَم المادة والمنفعة والمصالح الشخصية، وذلك عن طريق إعلام فاسد ومُفسِد، ضالٍّ مضلل، يتحكم فيه اليهود وأتباعهم.

ولقد حاول المشركون قديمًا أن يصدُّوا الناس عن الإسلام، ففرَضوا على المسلمين الحصار، وعذَّبوهم، واضطهدوهم حتى اضطروهم للفرار بدينهم، وترك ديارهم، كما حاوَلوا تشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم، فاتَّهموه بأشياء هم يعلمون أنها لا تليق به، فقد لبِث فيهم زمنًا قبل بعثته، قال تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [يونس: 16]، وقال تعالى: ﴿ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ [ص: 4].

ومما لا يخفى على أحدٍ أنه إذا وُجِد أناسٌ يُحبُّون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويتمسَّكون بدينهم، أو إذا وُجد الداعي الذي يلتفُّ الناس حوله، فإن مؤامرة دار الندوة، ومخطط برلمان الشرك - يبدأ في العمل والتنفيذ، ولعل ما فكَّر فيه المشركون وهم في دار الندوة هو المخطط الذي يتبنَّاه الأعضاء المتغيِّرون لهذا البرلمان، وهي لا تخرج عن الثلاثة الأمور:
1- ﴿ لِيُثْبِتُوكَ ﴾: الحبس والقيد؛ وذلك لمنع الدعاة من الاتصال بالجماهير، ولمنع تبليغ الدعوة، وتعليم الناس أمورَ دينهم، وتصحيح عقيدتهم؛ كي يظل الناس في جهل وبُعْد عن الدين وتعاليمه، وهو كذلك وسيلة للضغط على الدعاة كي يتنازَلوا عن مواقفهم، ويتركوا مبادئهم، ويتخلَّوا عن الدعوة إلى الله، فتفرُغ الساحة لأعداء الإسلام ودعاة الباطل والانحلال، وقد فشِلت خطتهم ولم يتمكنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُثْبِتُوه.

2- ﴿ أَوْ يَقْتُلُوكَ ﴾: ويظن أعداء الإسلام أن القتلَ هو وسيلةٌ فعَّالة للإجهاز على الدعوة، أو إجهاضها بقتل صاحب الدعوة، وهذا وهم؛ لأن شجرة الدعوة تنمو وتكبر بدماء الشهداء، والشهداء هم رصيدُ الدعوة وزادُها ووَقودُها، ولعل أعداء الإسلام انتبَهوا إلى هذا الأمر، فلجؤوا إلى ما يُسمَّى (بالقتل المعنوي أو حرق الداعي)، وذلك بمحاولة إسقاطه دعويًّا؛ أي: إسقاطه كداعية، فيلفِّقون له قضايا واتهامات، ويبحثون له عن سقطات حقيقية أو مفتَعَلة، وذلك أجدى عندهم، وأنفع لمصالحهم وأغراضهم الدنيئة، وأيضًا فشِلت خطتهم وأنجى الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم من القتل.

3- ﴿ أَوْ يُخْرِجُوكَ ﴾: الإخراج أو النفي بعيدًا عن أرض الدعوة وعن المدعوين، وذلك أدعى لنسيان الدعوة، وتفريغ الساحة من الدعاة المخلصين؛ كيلا يبقى إلا دعاة الباطل، وربُّ العزة تبارك وتعالى يخلُقُ ما يشاء ويختار، فلقد كانت أرض الدعوة ومهدها هي مكة، وشاء الله تعالى واختار المدينة المنورة لتكون قاعدةَ الانطلاق، وثمرة الدعوة، مع أن البذرة كانت هناك في مكة، وهذا درسٌ هامٌّ للدعاة، فما عليهم إلا أن يجتهدوا ويخلصوا ويستمرُّوا في الدعوة بلا كللٍ ولا مللٍ، وأن يبذروا بذور الإيمان، ويربُّوا الناس على صراط الله المستقيم ودينه القويم، أما الثمرة والنتائج، فلا يملكونها، إنما يملكها اللهُ عز وجل، ولا بد أن يعلموا أنه على قدر الصدق والإخلاص تكون النتائج والثمار.

ولقد بات واضحًا أن الله تعالى حفِظ نبيَّه عليه الصلاة والسلام، ونجاه، ونصره وأيده، وأظهر دينه، وهزم المشركين الماكرين برسوله صلى الله عليه وسلم، وأبطل كيدهم، وتلك من فضائل الله تعالى على البشرية، فله الحمد والمنة.



* مختار الصحاح.

[1] التفسير الواضح؛ د. محمد محمود حجازي، دار التفسير، الزقازيق، ط10، ج1، ص 236.

[2] معارج القبول، الشيخ حافظ أحمد حكمي، ج1، ص 64.

[3] تفسير ابن كثير، ج1، ص 568.

[4] تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير، ج2، ص 303، والسيرة النبوية؛ لابن هشام، ج2، ص72.

* كما حدث في صحف الدول الغربية كالدنمارك، وكما حدث من قسِّ الفاتيكان الملقب "بالبابا"، فقد اتهم الإسلام بأنه دين عنف وإرهاب، وتناسى أن الحروب الصليبية بدأها ودعا إليها سلفُه، وهو "أوربان الثاني"، الذي خطب خطبة ألهب فيها حماس أتباعه، ودعا العالَم المسيحي إلى حرب مقدَّسة! لاستعادة الأرض المقدسة والإقامة فيها، وقد عاش (1042م - 1099م).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-06-2021, 05:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,262
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المكر بالمسلمين

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.06 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]