|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خلع المرأة من زوجها الشيخ عبد القادر شيبة الحمد ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229]. لقد جعل الإسلام لحل رابطة الزوجية ثلاثة طرق: • الطريق الأول: الطلاق، وقد جعله الإسلام بيد الزوج، وقد لمست وجهه وعلمت حكمته. • والطريق الثاني: فسخ الحاكم للعقد، وإنما يفسخ الحاكم العقد بأسباب طبيعية وأسباب شرعية؛ فالأسباب الطبيعية كعيوب الخلقة المانعة من أداء وظيفة الزوجية، وذلك كالعنة والجب والخصاء في الرجال،وكالرتق والقرن في النساء، والأسباب الشرعية كفقد الرجل في صفوف القتال مدة طويلة، وامتناع الرجل في الإيلاء بعد مضي الأجل الذي ضربه الله عن الإمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان. • والطريق الثالث من طرق حل رابطة الزوجية: هو الخلع، وقد جعله الله تعالى مخرجًا للمرأة من الزوجية إذا كرهت الزوج لغير سبب من الأسباب التي تعطي الحاكم حق فسخ عقدة النكاح. وكيفيته: أن تفتدي المرأة بما تبذله لزوجها من العِوض عما بذله لها من المهر، وما أنفقه عليها من المال، ليرضى بالطلاق من غير غبن يصيبه أو ظلم يعتريه. على أنه لا يحل للزوجة أن تطلب الطلاق دون سبب من الأسباب؛ فقد روى أصحاب السنن - إلا النسائيَّ - وابنُ حبان والبيهقي من حديث ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة)). وهذا لصيانة الأُسر من العبث، وحفظ كيانها من التصدع،كانت حبيبة بنت سهل الأنصارية تحت ثابت بن قيس بن الشماس، وكانت في خبائها ذات يوم فرفعت جانب الخباء فرأت زوجها قد أقبل مع رجال هو أشدهم سوادًا، وأقبحهم وجهًا، وأقصرهم قامة، فاشمأزت منه، وكرهت أن تعيش معه! فلما دخل عليها طلبها في بعض شأنه، فأبت أن تجيبه، فضربها، فباتت ليلتها على أحرَّ من الجمر، وقبيل الفجر ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتظرت خروجه للصلاة، فلما خرج صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح، وجد شبحًا عند بابه في الظلام، فقال: ((من هذه؟))، قالت: أنا حبيبة بنت سهل، قال: ((ما شأنك؟))، قالت: زوجي ثابت بن قيس لا أعيبه في خُلق ولا دين، ولكني امرأة أكره الكفر في الإسلام، تعني أنها قد وقع في قلبها بغضُها لزوجها، وقد تخالف أمره ولا تطيعه؛ لبُغضها له وكراهتها فيه، وهي لا تحب أن تخالف زوجها؛ لأن هذا يجعلها في أهل النار؛ إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: ((إنكن أكثرُ أهل النار!))، قلن: لمَ يا رسول الله؟ قال: ((تكفرن العشير))، فكرهت حبيبة لذلك أن تعيش مع زوج قد تخالفه؛ لأن نفسها لا تميل إليه. وقالت: والله يا رسول الله، لن يجتمع رأسي ورأسه فوق وسادة واحدة، وكل ما أعطاني من صداق عندي. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زوجها ثابت بن قيس، فلما جاء قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه حبيبة بنت سهل))، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحدثت به، فقال ثابت: ويصلح ذلك يا رسول الله؟ قال: ((نعم))، قال ثابت: إني أصدقتها حديقة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتردين إليه حديقته؟))، قالت: نعم، وزيادة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خُذِ الحديقةَ، وطلِّقْها تطليقة)).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |