الجنة ذلكم الوطن الجميل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         لو بتتخانقوا كل ما تتكلموا.. 5 خطوات تحسن التواصل بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إيه الفرق بين الدعم والتدخل فى حياة الآخرين؟ شعرة هتغير شكل علاقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          5 خطوات لعمل ميكب عيون ناعم.. مكياج احترافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طريقة عمل أومليت السبانخ والجبنة القريش.. فطار صحى غير تقليدى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          5 حيل نفسية للتغلب على العصبية لو الأطفال بيخرجوكى عن شعورك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لو عندك أرضيات رخام فى بيتك.. 5 طرق سهلة وفعالة لتنظيفها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          5 منتجات للعناية بالبشرة لا غنى عنها فى الصيف.. لبشرة ناعمة ومشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إزاى تعاتب حد بتحبه من غير ما تخسره؟.. ما تخلطش بين العتاب واللوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طريقة عمل السمك الفيليه مع بطاطس محمرة لايت.. صحية ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          4 ربطات تمنع شعرك من النمو تجنبيها واعرفي النوع الأفضل لحمايته من التلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2021, 02:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,987
الدولة : Egypt
افتراضي الجنة ذلكم الوطن الجميل

الجنة ذلكم الوطن الجميل
سامي بن عيضه المالكي






الحمد لله مبلِّغ الراجي فوق مأموله، ومعطي السائل زيادة على سُؤْله، المنان على التائب بصفحه وقبوله، خلق الإنسان وأنشأ دارا لحلوله، وجعل الدنيا مرحلة لنزوله، أما الموفَّق فعرف غرورها فلم ينخدع بمثوله، وسابق إلى مغفرة من الله وجنة عرضها السماوات والأرض أُعِدَّت للذين آمنوا بالله ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عنده ورسوله، ما تردد النسيم بين شماله وجنوبه ودبوره وقبوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما امتد الدهر بطوله وسلم تسليماً. أما بعد:
فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى في السر والعلن، والمنشط والمكره، وإتباع العلم العمل؛ فإن الدنيا تزول، ولا يبقى للعبد منها إلا ما عمل فيها، وإن تقوى الله تعالى طريق الولاية والفوز والسعادة ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62، 63].


أيها الناس:
حديث عذب طيب، تحبه قلوب المؤمنين، وتستروح به أنفس المتقين، ويزيل كروب المهمومين، ويزيد يقين الموقنين، ويشد صبر الصابرين. إنه عدة المؤمنين في ابتلاءات السراء والضراء؛ ففي السراء لا يغتر ولا يبطر؛ لأن وراءه داراً لا يدخلها أهل البطر والغرور، وفي الضراء لا يجزع لعلمه أن الدنيا ليست نهاية المطاف؛ فثمة قبر وبعث وحساب وجزاء.


حديث عن دار لا دار مثلها، وعن نعيم لم تره الأبصار، ولم تسمع به الآذان، ولا يرد في الخيال، نعيم الجنة أعظم وأكمل وأكبر وأجمل مما تخيل ومما تمنى.


الحديث عن الجنة حديث طويل ذو شجون؛ لكثرة ما جاء من النصوص في القرآن والسنة ليشتاق قارئ القرآن والحديث ومستمعهما إلى الجنة فيعمل بما يوصله إليها، ويجتنب ما يباعده عنها.


واشوقاه إلى الجَنَّة!
واشوقاه إلى ذلك الوطنِ الجميل! كيف يدخل أهل الجنة الجنة؟ وماهي تفاصيلها..ماذا بداخلها؟؟ هيا بنا ندهب إلى الجنة..


﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]

هكذا قُدُومُ أهلِ الجنة إلى ربِّهم، فإذا انتهوا إليها، صادفوا أبوابَها مُغلقة، فيأتون نبيهم الذي اتبعوه صلَّى الله عليه وسلَّم، فيأتي إلى تحت العرش فيسجد، فيُشفِّعه سبحانه في فتح أبوابها؛ فيدخلون الجنة، فإذا دخلوا الجنة، لم تغلق أبوابها عليهم؛ بل تبقى مفتحة.كما قال تعالى: ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴾. فما أبوابها، للجنة من الأبواب ثمانية، اسمع قول النبي من حديث أبي هريرة وفيه: (( والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكَمَا بين مكة وهجر )) متفق عليه.


أمَّا صفةُ دخولِهم وأوصاف أمشاطهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (( إنَّ أوَّل زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثُمَّ الذين يلونهم على أشدِّ كوكب دُرِّي في السَّماء إضاءةً، لا يبولون، ولا يتغوَّطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطُهم الذَّهب، ورشحهم المسك، ومَجَامِرُهم الأَلُوَّة - أي: عود الطيب - وأزواجهم الحور العين، أخلاقُهم على خُلُق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعًا في السَّماء )). رواه البخاري ومسلم.


وإن سألت كيف يُستقبلون أهل الجنة؟، أول ما يُستقبل به أهل الجنة ريحها؛ أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم عنها قال: ( وإنَّ ريحَها ليوجَدُ من مسيرة سبعين عاما ). صححه الألباني.


واشوقاه، فإن سألت عن بناؤها وحصباؤها، فقد اشتاق الصحابة رضي الله عنهم يوما إلى حديث الجنة فقالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: " لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ" رواه أحمد وصححه ابن حبان.


وإن سألت عن ظلالها فاسمع إلى قول الكريم سبحانه: ﴿ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57]، ﴿ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴾ [يس: 56]، ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ﴾ [المرسلات: 41].


وإن سألت عن شجرها وثمرها فاسمع كيف وصفها خالقها ﴿ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ﴾ أي: لا شوك فيه، ﴿ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ﴾ [الواقعة: 29] أي: صفت فيه الثمار الطيبة.


وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ يَوْمًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ شَجَرَةً مُؤْذِيَةً وَمَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ تُؤْذِي صَاحِبَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا هِيَ؟ قَالَ: السِّدْرُ فَإِنَّ لَهَا شَوْكًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ﴾ يَخْضِدُ اللَّهُ شَوْكَهُ فَيُجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ ثَمَرَةٌ، فَإِنَّهَا تُنْبِتُ ثَمَرًا تُفْتَقُ الثَّمَرَةُ مَعَهَا عَنِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ لَوْنًا مَا مِنْهَا لَوْنٌ يُشْبِهُ الْآخَرَ". صححه الألباني.


ودونكم -أيها الكرام- هذا الحديث العجيب في شجرة واحدة من أشجار الجنة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: « إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ، لاَ يَقْطَعُهَا، وَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ » رواه الشيخان.


وإن سألت عن أشكال شجرها وجناتها ومافيها، ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فِي الجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلَّا وَسَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ». صححه الألباني.


ووصف الله جنتين منها فقال سبحانه ﴿ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ﴾، اَيْ: أَغْصَانٍ نَضِرَة حَسَنَةٍ، تَحْمِلُ مِنْ كُلِّ ثَمَرَةٍ نَضِيجَةٍ فَائِقَةٍ، قال عَطَاءٌ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: فِي كُلِّ غُصْنٍ فُنُونٌ مِنَ الْفَاكِهَةِ.


ووصف جنتين أخريين بأنهما ﴿ مُدْهَامَّتَانِ ﴾ أي: مخضرتان من كثرة الري، وأخبر سبحانه عن احتواء هاتين الجنتين على أشجار الفواكه والنخيل ﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾، ﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ﴾ [الواقعة: 32، 33] وليست تلك الفواكه كفواكه الدنيا، وإنما تتشابه في الأسماء، فالاسم هو الاسم والمسمى غير المسمى، ألا ما أطيب تلك الثمار التي غُرست أشجارها في أرض المسك ثم سقيت بماء هو أطهر ماء وأنقاه، وأعذب مورد للصادي وأحلاه، فإن كنت تريد غرسا في الجنة فلا يَفْتُرَنّ لسانك عن (سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر) فهو غراسها.


قد يشتهي بعض أهل الجنة أن يباشر الزرع بنفسه، فالنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ: ( أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، قَالَ: فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ...) رواه البخاري.


واشواقاه إلى هذه الدار.. أيها المشتاق.. وإن سألت عن أنهارها.. فاستمع إلى وعده جل في علاه ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [محمد: 15].


وأما عيونها، فيقول سبحانه: إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ .
وإن سألت عن شراب أهلها، فقد قال خالقها ﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ [المطففين: 25، 26]، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ( شراب أبيض مثل الفضة، يختمون به شرابهم. ولو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها ).


وإن سألت عن طعامهم، فعند مسلم من حديث ثوبان أن يهوديًا سأل الرسول فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد الحوت، قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها، قال: فما شرابهم عليه؟ قال: من عين تسمى سلسبيلا، قال: صدقت.


أما إن سألت على ماذا يقدم الطعام والشراب، فاقرأ قول الله تعالى: ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الزخرف: 71].




وإن سألت عن حُليهم ولباسهم: فاسمع إلى قول الحق تبارك وتعالى: يَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ أبهج الألوان الأخضر وألين اللباس الحرير.


ولا يشعرون بحرارة محرقة ولا بالبرد الشديد كما قال سبحانه: ﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان:13].
واشوقاه.. أما إن سألت عن منازلهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (( في الجنة للمؤمن خيمة من لؤلؤة مجوفة طولها ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا )) رواه مسلم.


وإن سألت عن نساء دار السلام جعلني الله وإياك من سكانها فاصغ إلى كلامه جل في علاه ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 35 - 38]، ﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56]، وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب، ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴾ [النبأ: 31 - 34].


كحيلٌ طرفها.. عذبٌ نُطقُها.. عَجَبٌ خلْقَها.. حسنٌ خُلُقُها..
فيبصرون نساء كأنهن البدور ليلة التمام: كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ، قال صلى الله عليه وسلم: (( لو أنَّ امرأةً من أهلِ الجنَّةِ اطَّلعت إلى أهلِ الأرضِ لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحًا،ولنَصيفُها على رأسِها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها )). رواه البخاري.
أما عن أمانيهِم، قال تعالى عنها: ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 35].


عبادَ الله:
إذا أردنا أن نعرفَ الطَّريقَ الموصِّلَة إلى الجنَّة، فلنسارع إلى الله وإلى مغفرة الله والتوبة إليه.
ومن الطريق الموصلة إلى الجنَّة: الصلاة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وحسن الخلق، والإحسان إلى الخلق، وكل خلق أو خير يوصلك إلى الجنة اعمله وداوم عليه.


قال تعالى: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26] . مطلب يستحق المنافسة، أفق تستحق السباق، وغاية تستحق الغلاب، الذين يتنافسون في شيء من أشياء الأرض، مهما كبر وجل وارتفع وعظم، إنما يتنافسون في شيء فانٍ حقير، إنما السباق، إلى ذلك الملك العريض، إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض. إنها رجاء المؤمنين وأمل الطائعين وأمان الخائفين وواحة المخبتين. فهل من مشمر لها، وهل من مشتاق إليها؟؟.
اعمل لدار البقا رضوان خازنها
الجار أحمدُ والرحمن بانيها

أرض لها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيش نابت فيها

أنهارها لبن محض ومن عسل
والخمر يجري رحيقا في مجاريها

من يشتري الدار بالفردوس يعمرها
بركعة في ظلام الليل يخفيها

فمن بناها بخير طاب مسكنه
ومن بناها بشر خاب بانيها


تريدون أن تدخلوا الجنة بسلام: يَقُولُ : (( أيُّها الناسُ، أطعِمُوا الطَّعامَ، وَصِلُوا الأرْحامَ، وصَلُّوا بِاللَّيلِ والناسُ نيامٌ؛ تدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ)). صَحَّحَهُ الألباني.


نسأل الله تعالى أن ينعم علينا بدخول الجنة، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا ومن أحببنا من عبادك المؤمنين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله....
♦♦♦♦♦


الحمدُ لله الذي لا يتعاظمه شيْءٌ أعطاه، يُجازي بالكثير على القليل، والصَّلاة والسَّلام على نبينا مُحمد الذي بيَّن لنا البين المبين. أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه؛ فإن جزاء التقوى رضوان من الله تعالى وجنات فيها نعيم مقيم ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].


أيها المسلمون:
يا سلعة الرحمن كيف تَصَبَّر الـ *** خُطَّـاب عنك وهم ذوو إيمــان

إنها الجنة: فسلوا عنها عبد الله بن غالب رحمه الله: رآه مالك بن دينار في إحدى المعارك وسمعه يقول وقد تلاحمت الصفوف إني أرى ما ليس عليه صبر..روحوا بنا إلى الجنة..ثم كسرَ جفنْ سيفهِ وتقدم فقاتل حتى قتل.


وهذا سيد بني سلمة -عمرو بن الجموح- رضي الله عنه لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قوموا إلى الجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)) فقام وهو أعرج، فقال: والله لأطأن عليها في الجنة، فقاتل حتى قتل.


إنها الجنة: فسلوا عنها الشهيد جعفر الطيار رضي الله عنه: الذي قال شوقاً إليها في يوم مؤتة:
يا حبذا الجنة واقترابها
طيّبة وبارد شرابها


إنها الجنة: عن أنس بن مالك قال: لما طعن حرام بن ملحان - وكان خال أنس بن مالك - قال: (فزت ورب الكعبة).رواه البخاري.
وفي رواية أنه نثر الدم على رأسه وقال: (فزت ورب الكعبة).


إنها الجنة: فسلوا عنها سعد بن خيثمة بن الحارث رضي الله عنه: استهم يوم بدر خيثمة بن الحارث وابنه سعد، فخرج لهم سعد، فقال له أبوه: يا بني آثرني اليوم فقال له سعد: يا أبت لو كان غير الجنة فعلت فخرج سعد إلى بدر فقتل فيها، ومازال أبوه خيثمة يتطلع إلى الجنة حتى كان يوم أحد، فقتل يوم أحد.


إنها الجنة: فيها جوار الرحمن وأنبيائه: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]. ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23]، وقال رجل لابن سماك عظني فقال: احذر أن تقدم على الجنة عرضها السماوات والأرض وليس لك فيها موضع قدم.


نختم بالحديث عن الجنة بوصف أسواقها، وهل في الجنة أسواق!! إنه لا يستطيع أحد أن يجيبك عن تساؤلاتك هذه إلا من شاهد الجنة وعاش فيها ساعة كرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال ( إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فتقول لهم أهلوهم ؛ والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون، وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ).


ثم يأتي أعلى نعيم يمر على أهل الجنة وألذه وأكرمه وأبركه، الكل مشتاق إلى معرفته...
فبينا همو فى عيشهم وسرورهم
وأرزاقهم تجرى عليهم وتقسم

إذا هم بنور ساطع أشرقت له
بأقطارها الجنات لا يتوهم

تجلى لهم رب السماوات جهرة
فيضحك فوق العرش ثم يكلم

سلام عليكم يسمعون جميعهم
بآذانهم تسليمه إذ يسلم

يقول سلوني ما اشتهيتم فكل ما
تريدون عندي إنني أنا أرحم

فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا
فأنت الذى تولى الجميل وترحم

فيعطيهمو هذا ويشهد جمعهم
عليه تعالى الله فالله أكرم


عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ "، ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾.


اللهم إنا نسألك رؤية وجهك الكريم، ونسألك رضوانك والجنة، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك اللهم من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.


ألا صلوا وسلموا....
عباد الله: ﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا ﴾ [التوبة: 95]
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد..


اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واحم حوزة الدين.اللهم خالف بين كلمتهم، اللهم واجعل بأسهم بينهم شديداً، اللهم واجعل بأسهم بينهم شديداً..



اللهم انصر دينك، وانصر من نصر دينك، واجعلنا من أنصار دينك يا رب العالمين.اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين والمؤمنات في كل مكان من أرضك يا رب العالمين، اللهم ارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وفك أسرهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم.


اللهم وآمنا في دورنا، وأوطاننا، وأصلح ووفق ولاة أمورنا، اللهم وأصلح قلوبهم وأعمالهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر لنا ولآبائنا..
ربنا آتنا في الدنيا حسنة...
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]