|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() نقطة نظام : داعية أم طاووس؟؟؟
أعترف سلفاً أن العنوان أعلاه قد يبدو عنيفاً بعض الشيء ومدوياً لكنه على شدته قد يتناسب بالأقل مع حجم المشكلة التي نحن بصدد التلميح إليها في هذه المساحة المتواضعة ونخط طريقنا هذه وكلمات فاروق الأمة تنفض أكوام الغفلة عن أبصارنا يوم قال عند توليه الخلافة ( رحم الله امرئ أهدى لي عيوبي ) وعلى هذا النهج نشرع في مصارحة الذات ومراجعة النفس بنية التقويم والتطوير نحاول أن نُهدي أنفسنا عيوبنا قبل أن يسبقنا إلى ذلك الناس . هل من الممكن أن يتحول الداعية إلى طاووس ؟ فعجباً والله لما نرى من مشاهد مؤلمة ونسمع عن شكاوى جارحة عن البعض ممن لا يجيد سوى القفز على القمم ويتناسى في غمرة قفزه مبادئ رسالته السامية فيغريه المنصب الجديد أو تفتنه درجته الجامعية أو منزلته الاجتماعية أو تنبهر نفسه بكلماته المدوية وفصاحته في إثارة الجماهير أو تفتر همته عن مجالسة الناشئة من الدعاة على حصير المسجد بعدما طاب له الجلوس على كرسيه الدوار وقد تبلغ الغفلة مبلغها حين يختص بإلقاء السلام على من يحب ويبخل بتحيته وابتسامته على جيل الناشئة وعلى عامة الناس وهو بذلك يسئ إلى دعوته وإلى نفسه أيما إساءة . إنها مشاهد مؤلمة قد يحوز كل واحد منا على نصيبٍ منها ، لكن ماذا يمكننا أن نقول حيال ذلك في هذه العجالة ؟ هل يكفي أن نتمعن في سيرة سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم عندما كان يقصده الناس من خارج المدينة فيدخلون مجلسه بينما هو جالس بين أصحابه فنجد الزائر يتساءل : أين محمد ؟ أين نبيكم ؟ فكان من شدة تواضعه صلى الله عليه وسلم لا تكاد تميزه بين أصحابه لقد كان التواضع من السمات الأساسية للرسالة المحمدية وسبباً في شيوعها وانتشارها وهذا فاروق الأمة عمر رضي الله عنه يتوجه لاستلام مفاتيح بيت المقدس يرتدي المرقع من الثياب يمشي حيناً على الأقدام وخادمه على ظهر دابته ، هؤلاء هم رجال محمد صلى الله عليه وسلم سمتهم التواضع وطبعهم الصفح واللين والابتسامة المشرقة الواثقة بنصر الله فأين نحن من هذا التراث العظيم الذي خلفوه لنا ؟ إلى متى نظل نستشهد به في الخطب والمواعظ على المنابر دون أن يكون له رصيد من الواقع ؟ لقد صنع ذلك الجيل مجداً وأقام عزاً يوم أن التزم بأخلاق الإسلام قولاً وعملاً وواقعاً في حياة المسلمين فأحبهم الناس ورغبوا دينهم فعمت دعوتهم الآفاق وانتشر الإسلام على أيديهم . إن من يتبنون سياسة الطاووس ونفش الذات بقدر ما يعتقدون أنهم يعملون لصالح الدعوة فإنهم في ذات الوقت يهدمون في الجانب الآخر حين يكونون سبباً في نفور الوافدين والناشئة وعامة الناس ، إن الداعية مهما علا شأنه وذاع صيته وعم خبره ينبغي أن يتناسب كل ذلك طردياً - لا عكسياً – مع تواضعه وتبسطه لأنه كلما ازداد علمه أو عظم قدره يفترض أن يكون قد فهم حقيقة الحياة أكثر وأكثر . إن من يأتي إلى مجتمع المسجد يأتي وفي ذهنه طموح عظيم بأن يجد الحب والمودة والطمأنينة والسعادة الروحانية والأخلاق العالية والحياة الشفافة والطاهرة المخالفة لحياة المجتمع العام فواجبنا جميعاً أن نحقق هذا الطموح ما استطعنا وأن لا نردهم خائبين وأن يكون كلٌ منا بحجم الدور المتوقع منه ، فالتواضع والابتسامة وموافقة الفعل للقول هي مفاتيح سحرية للتسلل إلى قلوب الناس والحوز على ثقتهم ومحبتهم والوفاء بأمانة الانتماء لدعوة السماء . بقلم/ عبق القدس عبد الوهاب - فلسطين المحتلة |
#2
|
||||
|
||||
![]() فضيلة التواضع من الاسلحة التي يجب ان يتسلح به كل داع إلى الله إذا أراد لدعوته أن تقوم لها قائمة أو أن تنشط من سبات فالتواضعُ سِيَمُ أهلِ العلم. بارك الله فيك اخي على الطرح المميز في انتظار جديدك |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |