|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من الصفات الذاتية للداعية الصدق مبارك بن حمد الحامد الشريف الصدق: معنى الصدق لغة: هو مطابقة الحكم للواقع[1]. وفي الاصطلاح: هو ضد الكذب، وهو الإبانة عما يخبر على ما كان[2]. والصدق كما قال ابن كثير: "خَصلة محمودة؛ ولهذا كان بعض الصحابة لم تُجرَّب عليه كذبة، لا في جاهلية ولا في الإسلام، وهو علامة على الإيمان، كما أن الكذب أمارة على النفاق، ومن صدَقَ نجا"[3]. وقد أمر الله تعالى بالصدق وحثَّ عليه، فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] "أي اصدُقوا والزموا الصدق تكونوا مع أهله، وتنجوا من المهالك، ويجعل لكم فرجًا من أموركم ومخرجًا،...... عن عبدالله - هو ابن مسعود - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البِرِّ، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدُق ويتحرَّى الصدق، حتى يُكتَب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب، حتى يُكتَب عند الله كذَّابًا))[4]. وكذلك صدق الوعد من الصفات الحميدة، كما أن خُلْفَه من الصفات الذميمة... "ولهذا أثنى الله على عبده ورسوله إسماعيلَ بصدق الوعد ﴿ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ﴾ [مريم: 54]، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق الوعد أيضًا، لا يَعِدُ أحدًا شيئًا إلا وفَّى له به"[5]. ولما كان عليه الصلاة والسلام صادقًا، كان أمره سديدًا، ومنهجه مستقيمًا، بخلاف لو كان كاذبًا، لظهر أمرُه، واضطرَبتْ أقواله وأفعاله، كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28]، يقول ابن كثير: "أي لو كان هذا الذي يزعم أن الله أرسَلَه إليكم كاذبًا كما تزعمون، لكان أمره بيِّنًا يظهر لكل أحد في أقواله وأفعاله، فتكون في غاية الاختلاف والاضطراب، وهذا نرى أمره سديدًا، ومنهجه مستقيمًا"[6]. فالصدق من الأخلاق المهمة للدعاة إلى الله؛ وذلك حتى تكون أمورهم سديدة، ومناهجهم مستقيمة، وعلامة صدق الداعية أن يظهر أثرُ هذا الصدق على وجهه وصوته فيؤثِّر في المخاطَب، وينفذ إلى أعماق قلبه، ويحمله - بإذن الله - على قَبول قوله والاستجابة له. [1] التعريفات، للجرجاني، تحقيق إبراهيم الإبياري ص 174. [2] المرجع نفسه ص 174. [3] انظر تفسير القرآن العظيم 3/600. [4] المرجع نفسه 2 /492، والحديث متفق عليه، وأخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] رقم (6094)، ومسلم في كتاب البر والصلة باب قبح الكذب وحسن الصدق وتقبله رقم (2607)، وأبو داود في كتاب الأدب، باب التشديد في الكذب رقم (4989)، والترمذي كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الصدق والكذب رقم (1971). [5] المرجع نفسه 3 /159. [6] انظر تفسير القرآن العظيم 4 /93.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |